خطبة الجمعة
التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز
الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي u بتاريخ 22/11/2019
في مسجد بيت الفتوح بلندن
*********
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين.
أتناول اليوم ذكر المقداد بن الأسود -أو كما كان اسمه الحقيقي المقداد بن عمرو- من بين الصحابة البدريين رضي الله عنهم. كان والده عمرو بن ثعلبة من بني ثعلبة. وقد نُسب المقداد إلى الأسود بن عبد يغوث لأنه تبنّاه في صغره فصار يُدعى “المقداد بن الأسود”. كان عمرو بن ثعلبة والد المقداد من بهراء أحد بطون قبيلة قضاعة من اليمن، قيل أن أباه عمرو بن ثعلبة أصاب دمًا في قومه في الجاهلية، فلحق بحضرموت –وهي منطقة في شرق عدن باليمن- فحالف كندة، ودُعي كنديًا، وتزوج هناك امرأة فولدت له المقداد، فلما كبر المقداد تشاجر مع أبي شمر بن حجر الكندي، فضرب رجله بالسيف وهرب إلى مكة، فحالف الأسود بن عبد يغوث. ثم كتب المقداد إلى أبيه فجاء هو الآخر إلى مكة. كان الأسود قد تبنّى المقداد فدُعي المقداد بن الأسود وعُرف به عمومًا حتى جاء أمر الله:] ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ[ أي ادعوا أولادكم بالتبني أيضا مع اسم آبائهم، فدُعي باسمه “المقداد بن عمرو”، إلا أنه كان مشهورًا باسم المقداد بن الأسود. على أية حال، إن أمر الله تعالى هو:] ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ[ أي ادعوا من نسب إلى غير أبيه لاسم أبيه إذ هو نسبه الحقيقي.
كان المقداد يكنى بـأبي معبد وأبي الأسود وأبي عمرو وأبي سعيد أيضا.
كان المقداد وعبد الرحمن بن عوف جالسَين فقال له مالك: ألا تتزوج؟ قال إذا كنت تسألني فأقول: زوجني ابنتك. فغضب عبد الرحمن وأغلظ له، فشكا ذلك للنبي r، فقال: أنا أزوجك، فزوجه بنت عمه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب.
كانت ضباعة ابنة الزبير وعاتكة بنت أبي وهب زوّجها رسول اللهr المقدادَ فولدت له عبد الله وكريمة. أما عبد الله فقُتل يوم الجمل مع أم المؤمنين عائشة t. وأعطى رسول الله r ضُباعة بنت الزبير في خيبر أربعين وسقًا من التمر أو ما يقارب 6000 كيلو.
كان “معبد” اسم أحد أبناء المقداد. تذكر كريمة بنت المقداد حلية والدها فتقول: كان المقداد طويلا آدم، عظيم البطن، كثير الشعر، يُصفّر لحيته، وكانت حسنة، وليست بالكثيفة ولا بالخفيفة، كان أَعْيَنَ، مقرون الحاجبين.
أما قصة إسلام المقداد فهي كالآتي: يقول عبد الله بن مسعود: كان المقداد أحد السبعة الذين كانوا أول من أظهر الإسلام، ولقد سردتُ تفاصيل ذلك سابقًا في ذكر عمار بن ياسر.
وورد بخصوص هجرة المقداد إلى المدينة أنه كان من بين المسلمين المهاجرين إلى الحبشة، ثم عاد إلى مكة فلم يستطع الهجرة مع النبي r، وظل في مكة حتى بعث النبي r سرية عبيدة بن الحارث لتعترض عيرًا لقريش كان على رأسهم عكرمة بن أبي جهل، وقد سار معهم المقداد بن الأسود وعتبة بن غزوان ليهربا إلى المسلمين عند سنوح الفرصة. ولقد ذُكر تفصيل ذلك قبل هذا أيضا، وأذكر هنا بشكل مختصر ما ذكره مرزا بشير أحمد t في “سيرة خاتم النبيين”، فقد ورد فيه:
بعد عودته من غزوة ودان بعث النبي r في صدر ربيع الأول بإمارة أحد أقاربه عبيد بن الحارث المطَّلبي ستين راكبًا من المهاجرين، وكان الغرض من هذه السرية كفّ هجمات قريش، فقطع عبيدة بن الحارث ومن معه مسافة يسيرة حتى وصلوا “ثنية المزار” وإذا بهم أمام مئتي رجل مسلح من قريش تحت قيادة عكرمة بن أبي جهل. لقد التقت الفئتان وتم إطلاق السهام فيما بينهما ولكن انسحب المشركون سريعًا ظنًّا منهم أن هناك مددًا للمسلمين يختفي وراءهم، ولم يتبعهم المسلمون، وفي هذه الأثناء اغتنم المقداد بن عمرو وعتبة بن غزوان الفرصة فهربا من إمارة عكرمة بن أبي جهل ولحقا بالمسلمين. وقيل بأنهما من البداية قد انضما إلى جيش قريش لهذا الغرض نفسه بأنهم سينضمون إلى المسلمين عندما يجدون الفرصة، وذلك لأنهما كانا مسلمين من صميم القلب إلا أنهما كانا يخافان قريشا بسبب ضعفهما فلم يتمكنا من الهجرة. ولعل هذه الواقعة منعت قريشا من الإقدام فتشاءموا بها وقرروا العودة. لم يُذكر في التاريخ عن هدف معين لهذا الجيش إذ لم يكن هذا الجمع قافلة تجارية، وقد ذكره ابن إسحاق بكلمات: جمع عظيم، أي كان جيشًا كبيرًا، ولكن المؤكد هو أن نيتهم لم تكن حسنة. وبفضل الله تعالى لما رأى المشركون المسلمين يقظين ومستعدين وبعد أن لاحظوا أن بعض رجالهم قد التحقوا بالمسلمين، انكسرت هممهم فعادوا. لقد استفاد الصحابة من هذه السرية أنه من خلالها قد نجا اثنان من المسلمين من ظلم قريش.
عند الهجرة إلى المدينة أقام المقداد بن الأسود عند كلثوم بن الهدم. وآخى النبي r بينه وبين جبار بن الصخر. لقد أعطاه النبي r بيتًا في حي بني هديلة وهو بطن من بطون الأنصار من الخزرج وذلك لأن أبي بن كعب قد دعاه ليقيم هناك.
لقد ورد في بعض الروايات أن بعض الصحابة كانوا يحلبون الأعنـز فيشربون حليبها ويتركون للنبي r نصيبه، وفي إحدى الليالي شرب أحدهم نصيب النبي r أيضا، هذه الواقعة أيضا تتعلق بالمقداد بن الأسود.
عن المقداد قال: أقبلت أنا وصاحبان لي مهاجرين إلى المدينة، وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد، فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله r حتى نقيم عند أحدهم، فليس أحد منهم يقبلنا، فأتينا النبي r فانطلق بنا إلى أهله، فإذا ثلاثة أعنز، فقال النبي r: احتلبوا هذا اللبن بيننا. قال: فكنا نحتلب، فيشرب كل إنسان منا نصيبه، ونرفع للنبي r نصيبه، قال: فيجئ من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما، ويسمع اليقظان. قال: ثم يأتي المسجد فيصلي، ثم يأتي شرابه فيشرب. فأتاني الشيطان ذات ليلة وقد شربت نصيبي (أي خطرت ببالي فكرة شيطانية)، فقال: محمد يأتي الأنصارَ فيتحفونه ويصيب عندهم، ما به حاجة إلى هذه الجرعة. (أي تلك البقية القليلة من الحليب الذي كان للنبي r) فأتيتها فشربتها. فلما أن وغلت في بطني، وعلمت أنه ليس إليها سبيل، ندمني الشيطان، فقال: ويحك ما صنعت؟ أشربتَ شراب محمد، فيجئ فلا يجده فيدعو عليك فتهلك، فتذهب دنياك وآخرتك؟ (أي وسوس الشيطان للمقداد أن النبي r سيدعو عليك، مع أنه r كان رحمة للعالمين، فهل كان ممكنا أن يدعو على أحد لأمر بسيط كهذا؟ فالفكرة الشيطانية كانت أن النبي r سيدعو عليك) وعليّ شملة، إذا وضعتُها على قدمي خرج رأسي، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي. وجعل لا يجيئني النوم. وأما صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت. قال: فجاء النبي، r فسلّم كما كان يسلّم. ثم أتى المسجد فصلّى (أي الصلاة النافلة) ثم أتى شرابه، فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا. فرفع رأسه إلى السماء فقلت: الآن يدعو عليّ فأهلك فقال: “اللهم أطعِمْ من أطعمني، وأسق من سقاني”.
قال: فعمدت إلى الشملة، فشددتُها علي وأخذت الشفرة فانطلقت إلى الأعنـز أيها أسمن، فأذبحها لرسول الله، r، فإذا هي حافلة، وإذا هن حفل كلهن. فعمدت إلى إناء لآل محمد r ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه. قال: فحلبت فيه، حتى علتْه رغوة، فجئت إلى رسول الله، r، فقال: أشربتم شرابكم الليلة؟ قال: قلت يا رسول الله: اشرب. (أي لا تسألنا عن هذا بل اشربْ أنت) فشرب ثم ناولني فقلت: يا رسول الله، اشرب. فشرب ثم ناولني: فلما عرفت أن النبي r قد روي (أي شرب r بقدر حاجته وشبع) وأصبتُ دعوتَه، (أي حظيتُ بدعاء النبي r لي، وكان الدعاء: “اللهم أطعِمْ من أطعمني، وأسق من سقاني”) ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض. قال: فقال النبي r: “إحدى سوأتك يا مقداد”. (أي حين رآني r ضاحكا إلى هذا الحد قال: “إحدى سوأتك يا مقداد”) فقلت: يا رسول الله، كان من أمري كذا وكذا، وفعلتُ كذا. (أي حكى القصة كلها للنبي r) فقال النبي r: “ما هذه إلا رحمة من الله، أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها؟ “قال: فقلت: والذي بعثك بالحق، ما أبالي إذا أصبتها، وأصبتها معك، من أصابها من الناس. (أي كنت قلقا عن نفسي فقط لأني أنا الذي ارتكبتُ خطأ)
لقد شهد المقداد غزوة بدر وأُحد والخندق والغزوات الأخرى كلها مع النبي r، وكان يُعَدّ من رماة رسول الله r. قال عبد الله بن مسعود: لقد شهدتُ من المقداد مشهدا لأن أكون أنا صاحبه أحبّ إلي مما عدل به. أتى (المقداد) رسولَ الله r: وهو يدعو على المشركين فقال: والله يا رسول الله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ]اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون[ ولكنا نقاتل عن يمينك، وعن يسارك ومن بين يديك ومن خلفك. فرأيت وجه رسول الله r: يشرق لذلك وسُرَّ بكلام المقداد هذا. لقد وردت بعض التفاصيل لغزوة بدر في كتاب “سيرة خاتم النبيين” كما يلي:
عندما علم النبي r عن تحرُّكِ العدو انطلق إلى بدر ليعلم نية العدو، ولصد هجومهم إذا قاموا به. فلما وصل r الروحاء بعث إلى بدرٍ صحابيين هما: بسبس وعدي يتجسسان أخبار العدو وأمرهما أن يأتيا بالأخبار سريعا. ثم انطلق المسلمون من الروحاء ووصلوا إلى زفران (واد يقع على بُعد منـزل واحد من بدر) مرورا بالصفراء وصله r خبرٌ أن جيشا كبيرا من قريش قادم لحماية القافلة، فجمع r الصحابة وأطلعهم على الخبر، واستشارهم ما الذي يجب فعله؟ قال بعض الصحابة نظرا إلى الظروف الظاهرية أن تكون المواجهة مع القافلة، ويجب أن نعلم ما هي نيتهم. أي هل هي قافلة تجارية أو وراءهم أمر آخر، فإن كانوا يريدون القتال فنحن لسنا مستعدين له، ولكن النبي r لم يعجبه هذا الرأي. إن معظم الصحابة عند الانطلاق مع النبي r من المدينة ما كانوا يعرفون أنهم ذاهبون للقتال وأن هناك إمكانية اندلاع القتال، بل كان في بالهم أن هناك قافلة قادمة، وإذا قاموا بالهجوم سنقاتلهم لأن القافلة تكون صغيرة العدد. ولم يكن في بالهم قط عند خروجهم من المدينة أنهم سيواجهون قتالا رسميا، فحين سألهم النبي r قال البعض: لا نستطيع مواجهة الجيش لذا ينبغي تجنّبه. لم يعجب النبي r هذا الرأي، فحين سمع الصحابة الكبار ذلك قاموا وألقوا خطابات جياشة، وقالوا إن أرواحنا وأموالنا كلها لله تعالى وإنا جاهزون لكل خدمة وفي كل ميدان، فقال المقداد بن الأسود الذي يُسمى المقداد بن عمرو أيضا وهو اسمه الأصلي: يا رسول الله، لن نقول مثل أصحاب موسى u اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون بل نقول سنذهب معك حيثما تأمرنا، وسوف نقاتل عن يمينك وعن يسارك وبين يديك وخلفك. حين سمع النبي r هذا الكلام أشرق وجهه فرحا ولكنه r كان ينتظر في تلك المناسبة رد الأنصار وكان يريد أن يقولوا شيئا، لأنه r كان يظن أن الأنصار ربما يفكرون أنهم بحسب بيعة العقبة ليسوا ملزمين بالدفاع ما لم يُشن الهجوم على المدينة فقط، فبالرغم من هذه الخطابات الجياشة من قِبل المهاجرين ظلّ النبي r يقول أخبروني ماذا ينبغي فعله؟ ففهم سعد بن معاذ t رئيسُ الأوس مرادَ النبي r وقال من طرف الأنصار: وَاللهِ لَكَأَنّك تُرِيدُنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَدْ آمَنّا بِك وَصَدّقْنَاك، وَأَعْطَيْنَاك عَلَى ذَلِكَ عُهُودَنَا وَمَوَاثِيقَنَا فَامْضِ يَا رَسُولَ اللهِ لِمَا أَرَدْتَ فَنَحْنُ مَعَك، فَوَالّذِي بَعَثَك بِالْحَقّ لَوْ اسْتَعْرَضْتَ بِنَا هَذَا الْبَحْرَ فَخُضْتَهُ لَخُضْنَاهُ مَعَك، مَا تَخَلّفَ مِنّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، إنّا لَصُبُرٌ فِي الْحَرْبِ. سَتَـرَى مِنَّا مَا تَقَرّ بِهِ عَيْنُك، فَسِرْ بِنَا عَلَى بَرَكَةِ اللهِ. فَسُرّ رَسُولُ اللهِ r بِقَوْلِ سَعْدٍ وَنَشّطَهُ ذَلِكَ. ثُمّ قَالَ سِيرُوا وَأَبْشِرُوا، فَإِنّ اللهَ تَعَالَى قَدْ وَعَدَنِي إحْدَى الطّائِفَتَيْنِ وَاللهِ لَكَأَنّي الْآنَ أَنْظُرُ إلَى مَصَارِعِ الْقَوْمِ.
ثم ورد عن المقداد t أنه أول فارس قاتل في سبيل الله يوم بدر وكَانَ اسم فرسه سبحة، وفي رواية كان مع المسلمين يوم بدر فرَسان، قال علي t كان معنا يوم بدر فرسان فرس للزبير بن العوام وفرس للمقداد بن الأسود، وبحسب سيرة ابن هشام كان مع المسلمين يوم بدر ثلاثة من الخيل فَرَسُ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ السّبَلُ، وَفَرَسُ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو وَكَانَ يُقَالُ لَهُ بَعْزَجَةُ وَيُقَالُ سَبْحَةُ، وَفَرَسُ الزّبَيْرِ بْنِ الْعَوّامِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ الْيَعْسُوبُ. وكتب مرزا بشير أحمد t في كتابه “سيرة خاتم النبيين r” بناء على كتب التاريخ المختلفة أنه كان عند المسلمين يوم بدر فرسان فقط، ورد في بعض الكتب ثلاثة وفي البعض الآخر خمسة أيضا، مهما كان عددها اثنان أم ثلاثة أم خمسة فالحق أنه لم تكن أيةُ نسبة بين عدة المسلمين للحرب وبين عدة الكفار للحرب. ويمكن القول بأن المسلمين كانوا عزّل مقابل عدة الكفار وعتادهم. ولكن بالرغم من ذلك حين واجه المسلمون الكفار أوفوا -المهاجرون والأنصار كلاهما- ما قطعوه من عهد مع النبي r.
إن الْمِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو الْكِنْدِيَّ وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي زُهْرَةَ وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ r قَالَ لِرَسُولِ اللهِ r أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْكُفَّارِ فَاقْتَتَلْنَا فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ فَقَالَ أَسْلَمْتُ للهِ أَأَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللهِ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r لَا تَقْتُلْهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ قَطَعَ إِحْدَى يَدَيَّ ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا قَطَعَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r لَا تَقْتُلْهُ فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ (أي منزلة الإيمان) قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ وَإِنَّكَ بِمَنْزِلَتِهِ (أي منزلة الكفر) قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ. (صحيح البخاري، كتاب المغازي)
قال هذا على سبيل الافتراض بأن كافرا لو قطع يدي ثم لاذ إلى شجرة وأقر بالشهادتين وقال أسلمت لله فهل أقتله؟ فقال النبي r لا، وإذا قتلتَه كان هو مؤمنا وأنت في مكان الكافر، هذه هي مكانة الـمُقرّ بالشهادتين التي أقامها النبي r ولكن انظروا اليوم إلى الذين يُسمَّون بالمشايخ وإلى الدول الإسلامية ماذا يفعلون! ليتهم رأوا بأنفسهم هل يقومون بحسب هذا الحديث في مقام المؤمن أم الكافر؟
كان لقاح النبي r (الإبل) ترتع خارج المدينة في رعاية راع من بني غِفَار وكانت معه زوجته حَتّى أَغَارَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيّ، فِي خَيْلٍ مِنْ غَطَفَانَ عَلَى لِقَاحٍ لِرَسُولِ اللهِ r بِالْغَابَةِ فَقَتَلُوا الرّاعي وَاحْتَمَلُوا الْمَرْأَةَ فِي اللّقَاحِ. وكَانَ أَوّلَ مَنْ نَذَرَ بِهِمْ سَلَمَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْأَكْوَعِ الْأَسْلَمِيّ غَدَا وَمَعَهُ غُلَامٌ لِطَلْحَةِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ مَعَهُ فَرَسٌ لَهُ يَقُودُهُ حَتّى إذَا عَلَا ثَنِيّةَ الْوَدَاعِ (هذا وادٍ، وهناك آراء مختلفة عن هذا الوادي، قال البعض هذا مكان خارج المدينة حيث كان الناس يودّعون القاصدين إلى مكة وقال البعض الآخر هو موضع خارج المدينة نحو الشام حيث استقبل أهلُ المدينة النبيَّ r حين عاد من غزوة تبوك، وكذلك ودّع النبي r بعض السرايا في هذا المكان، باختصار حين وصل ابن الأكوع هذا المكان) نَظَرَ إلَى عيينة وصاحبه فَأَشْرَفَ فِي نَاحِيَةِ سَلْعٍ ثُمّ صَرَخَ وَاصَبَاحَاه، (كانوا يستنجدون بهذه الكلمة) ثُمّ خَرَجَ يَشْتَدّ فِي آثَارِ الْقَوْمِ حَتّى لَحِقَ بِهم فَجَعَلَ يَرُدّهُمْ بِالنّبْلِ، وبَلَغَ رَسُولَ اللهِ r صِيَاحُ ابْنِ الْأَكْوَعِ فَأعلن في الْمَدِينَةِ أن اخرجوا للمواجهة فورا فَتَرَامَتْ الْخُيُولُ إلَى رَسُولِ اللهِ r. وَكَانَ أَوّلَ مَنْ انْتَهَى إلَى رَسُولِ اللهِ r مِنَ الْفُرْسَانِ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو. حين خطط النبي r لفتح مكة أخفى الأمر كثيرا، ومع أن الصحابة كانوا يتجهزون للغزو لم يكن معروفا عموما أنه r سيتجه إلى مكة. أحد الصحابة البدريين وهو حضرة حاطب بن أبي بلتعة أرسل لسذاجته وبساطته رسالة بيد امرأة قادمة من مكة، وذكر فيها كل الاستعدادات لغزو مكة، فحين انطلقت المرأة بالرسالة أخبر الله I النبيَّ r بها فأرسل صاحبَين مع سيدنا علي t لملاحقة تلك المرأة واستعادة الرسالة منها. فعن علي بن أبي طالب t، يقول: بعثنا رسول الله r أنا والزبير بن العوام والمقداد، فقال: “انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ؛ فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها، فائتوني به”. فخرجنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنجردن الثياب، قال: فأخرجتْه من عقاصها، قال: فأتينا به رسول الله r، فإذا هو من هذا الصحابي إلى أقاربه، كتبه لسذاجته. فلما كان ذلك الكتاب سيُفشي السر كله فقد أخبر الله به النبيَّ r فأعيد إليه.
وعن مُوسَى بْن يَعْقُوبَ عَنْ عَمّتِهِ عَنْ أُمّهَا، قَالَتْ بِعْنَا طُعْمَةَ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خَيْبَرَ خَمْسَةَ عَشَرَ وَسْقًا شَعِيرًا مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. ربما باع دخْل بضع سنوات لأنه لا يبدو صحيحا أن يباع 15 وسقا بمائة ألف درهم.
لقد شهد حضرة المقداد معركة اليرموك أيضا، وكان هو القارئ فيها. كان النبي r سن سنة بعد معركة بدر أن تقرأ سورة الأنفال في المعركة، وظل الناس يعملون بها حتى بعد وفاة النبي r.
بعث رسول الله r سرية وأمَّر عليهم المقداد، فلما رجعوا قال: كيف وجدت الإمارة يا أبا معبد؟ قال: خرجت يا رسول الله وأنا أراهم كالعبيد لي. قال: كذلك الإمارة أبا معبد، إلا من وقاه الله شرَّها. قال: لا جرم، والذي بعثك بالحق، لا أتأَمَّر على رجلين بعدها. هذه التجربة حصلت لي حيث رأيت كأن كلهم عبيد لي، وتوصلت بعد ذلك إلى النتيجة أني لا أحب أن أكون أميرا حتى على رجلين.
فهذا كان معيار تقوى هؤلاء، إذ كانوا يخافون أن يتولد فيهم الكبر بعد تلقي المسئولية، لذا قال لا أحب أن يكون تحت إمرتي رجلان.
فليتذكر جميع المسئولين في الجماعة أيضا أنه أولا يجب ألا يتمنى المرء المنصب، وإذا عُهد إلى أحدهم فليدعُ الله I أن يقيه شره، وألا يصاب بتكبر، ويسأل الله فضله.
كان المقداد مع أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما في حصار حمص، وشارك المقداد t في فتح مصر أيضا، وفي عام 20 الهجري حين حصل غزو مصر وطلب أمير الجيش الإسلامي عمرو بن العاص t المساعدة من بلاط الخلافة، أرسل عمر t عشرة آلاف جندي وأربعة أمراء كان أحدهم المقداد t، وكتب إليه أن كل واحد من هؤلاء الأربعة يساوي ألف جندي من جيش العدو، فتغير وضع الحرب فور وصول هذه المساعدة وخلال مدة قصيرة أصبحتْ أرض فرعون كلها إرثا للتوحيد.
حدَّث جبير بن نفير عن المقداد بن الأسود قال: جاءنا المقداد بن الأسود لحاجة له فقلنا: اجلس عافاك الله حتى نطلب لك حاجتك، فجلس فقال: العجب من قوم مررتُ بهم آنفاً يتمنون الفتنة، يزعمون ليبتليهم الله فيها بما ابتلى رسوله r وأصحابه، وأيم الله، لقد سمعت رسول الله r يقول: إن السعيد لمن جُنب الفتن، يوردها ثلاث مرات وإن ابتُلي وصبر.
أي يجب أن لا يدعو المرء لابتلاء أو محنة، ولا يتمنى ذلك، أما إذا تعرض لابتلاء فليصبر، ولا يجبن.
كان المقداد t ثقيل الجسم ومع ذلك كان يخرج للجهاد، ذات يوم كان جالسا على تابوت من توابيت الصيارفة قد أفضل عنها من عظمه يريد الغزو فقال له أحدهم لقد أعذر الله عز وجل إليك. (إذ كان ضخم الجثة كما قالت ابنته أيضا إنه كان عظيم البطن) فقال فرضت عليَّ سورة البحوث (أي التوبة، وهي بحثت المنافقين) حيث ورد ]انفروا خفافا وثقالا [.
لقد قال سيدنا المصلح الموعود t في تفسير “خفافا وثقالا” إن في هذه الآية وصَّى الله المسلمين أن يخرجوا للجهاد في سبيل الله ويجب أن لا يعيق طريقهم أي صعوبة. فلـ “خفافا وثقالا” معانٍ مختلفة، أي شيوخا وشبابا أو فرادى أو أشتاتا أو مشاة أو ركبانا أو كانت عندكم أسلحة كافية وهل عندكم طعام كافٍ أم لا. فلما كانت لهذه الآية معان مختلفة فقد مال المقداد t إلى معنى خفيف الجسم وثقيله، وأبدى شوقه للجهاد. كان المقداد عظيم البطن وكان له غلام رومي فقال له: أشق بطنك فأُخرج من شحمه (بحسب الطريقة السائدة يومذاك) حتى تلطف فشق بطنه وأخرج شحمه ثم خاطه فمات المقداد (وربما حصل عنده التهاب ولم يتحسن) وهرب الغلام.
وهناك رواية أخرى عن أبي فائد تقول إن المقداد شرب دهن الخروع فمات. تقول كريمة بنت المقداد أنه مات بموضع الجرف على بُعد ثلاثة أميال وأُحضر جثمانه إلى المدينة على أكتاف الناس. صلّى عليه سيدنا عثمان الجنازة ودُفن في جنة البقيع. توفي المقداد رضي الله عنه في السنة 33 من الهجرة وعمرُه حوالي 70 عاما. وروى ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله r: أمرني الله تعالى بحب أربعة وأخبرَني أنه يحبهم. قيل: مَن هم يا رسول الله؟ قال: علي، وقال ذلك ثلاثا، ثم قال: وأبو ذر وسلمان والمقداد.
هذه رواية ابن ماجة، والحق أن هناك أسماء مختلفة في روايات مختلفة. ففي رواية عن علي t قال قال النبي r: « لكل نبي سبعة رفقاء نجباء (أو نقباء) ولي أربعة عشر، قال علي: أنا، وابناي (أي الحسن والحسين)، وجعفر وحمزة، وأبو بكر، وعمر، ومصعب بن عمير، وبلال، وسلمان ، وعمار بن ياسر والمقداد وحذيفة، وأبو ذر، وعبد الله ابن مسعود. وهذه الرواية في الترمذي.
وعَنْ سَعْدٍ قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِينَا سِتَّةٍ: فِيَّ وَفِي ابْنِ مَسْعُودٍ وَصُهَيْبٍ وَعَمَّارٍ وَالْمِقْدَادِ وَبِلَالٍ. قَالَ قَالَتْ قُرَيْشٌ لِرَسُولِ اللَّهِ r إِنَّا لَا نَرْضَى أَنْ نَكُونَ أَتْبَاعًا لَهُمْ فَاطْرُدْهُمْ عَنْكَ. قَالَ فَدَخَلَ قَلْبَ رَسُولِ اللَّهِ r مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْخُلَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ]وَلَا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ[ الْآيَةَ. (ابن ماجة). أيا كان سبب نزول هذه الآية، إلا أن الراوي يقول أن الرسول r ردَّ على الكفار بهذا الجواب.
وفي رواية أن المقداد هو أول صحابي حارب على الفرس في سبيل الله تعالى. وقد ذكرت هذا الأمر باختصار من قبل أيضا.
وعن المقداد أنه ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ إلى البَقِيعِ (حيث المقابر، وكان الناس يخرجون لقضاء الحاجة بعد يومين أو ثلاثة لقلة الطعام وكان البراز كبعر البعير) فَإِذَا جُرَذٌ يُخْرِجُ مِنْ جُحْرٍ دِينَارًا، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُخْرِجُ دِينَارًا دِينَارًا حَتَّى أَخْرَجَ سَبْعَةَ عَشَرَ دِينَارًا، ثُمَّ أَخْرَجَ خِرْقَةً حَمْرَاءَ يَعْنِي فِيهَا دِينَارٌ، (فجذبها المقداد إلى الخارج) فَكَانَتْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ دِينَارًا، فَذَهَبَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ r فَأَخْبَرَهُ وَقَالَ لَهُ خُذْ صَدَقَتَهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ r: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا. ثم قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ r هَلْ هَوَيْتَ إِلَى الْجُحْرِ، قَالَ لَا والذي أعزك بالحق، بل الله تعالى دبر لي هكذا.
عن بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عن أبيه قال: جَلَسْنَا إِلَى الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ يَوْمًا، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ طُوبَى لِهَاتَيْنِ الْعَيْنَيْنِ اللَّتَيْنِ رَأَتَا رَسُولَ اللَّهِ r، وَاللَّهِ لَوَدِدْنَا أَنَّا رَأَيْنَا مَا رَأَيْتَ وَشَهِدْنَا مَا شَهِدْتَ. فَاسْتُغْضِبَ المقدادُ. فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ، مَا قَالَ إِلَّا خَيْرًا؟ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ مَا يَحْمِلُ الرَّجُلَ عَلَى أَنْ يَتَمَنَّى مَحْضَرًا غَيَّبَهُ اللَّهُ عَنْهُ، لَا يَدْرِي لَوْ شَهِدَهُ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ فِيهِ؟ وَاللَّهِ لَقَدْ حَضَرَ رَسُولَ اللَّهِ r أَقْوَامٌ أَكَبَّهُمْ اللَّهُ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، لَمْ يُجِيبُوهُ وَلَمْ يُصَدِّقُوهُ. أَوَلَا تَحْمَدُونَ اللَّهَ إِذْ أَخْرَجَكُمْ لَا تَعْرِفُونَ إِلَّا رَبَّكُمْ مُصَدِّقِينَ لِمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّكُمْ، قَدْ كُفِيتُمْ الْبَلَاءَ بِغَيْرِكُمْ (أي ألا تشكرون الله على أنكم وُلدتم في وقت لا تشركون فيه بالله شيئا، وتعرفون ربكم، وتؤمنون برسوله، وتصدقون بشريعته، ونجاكم الله من الابتلاء الذي وقع فيه غيركم. فاشكروا الله تعالى على أنه نجاكم من الاختبارات التي مر بها من قبلكم)
وَاللَّهِ لَقَدْ بَعَثَ اللَّهُ النَّبِيَّ r عَلَى أَشَدِّ حَالٍ بُعِثَ عَلَيْهَا نَبِيٌّ مِن الْأَنْبِيَاءِ فِي فَتْرَةٍ وَجَاهِلِيَّةٍ (الفترة يعني المدة الطويلة بين بعثة نبي وآخر والتي لا ينزل فيها وحي النبوة، أي أن الله تعالى قد بعث نبينا بعد مدة طويلة بدون أن يبعث فيها نبيا أو ينـزل وحيا، وبعد أن انتشر الشرك والوثنية كثيرا، وكانت وقتا صعبا، إذ كان الناس مشركين) مَا يَرَوْنَ أَنَّ دِينًا أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، فَجَاءَ بِفُرْقَانٍ فَرَقَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَفَرَّقَ بَيْنَ الْوَالِدِ وَوَلَدِهِ حَتَّى إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَرَى وَالِدَهُ وَوَلَدَهُ أَوْ أَخَاهُ كَافِرًا، وَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ قُفْلَ قَلْبِهِ لِلْإِيمَان،ِ يَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ هَلَكَ دَخَلَ النَّارَ، فَلَا تَقَرُّ عَيْنُهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ حَبِيبَهُ فِي النَّارِ (أي المسلمين الذين آمنوا كانوا قلقين على أقاربهم لإدراكهم أنهم إن هلكوا على كفرهم ومعارضتهم سيدخلون النار) وَأَنَّهَا لَلَّتِي قَالَ عَزَّ وَجَلَّ ]الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ[ .
هذا الدعاء يجب أن ندعو به دائما لكي يظل أولادنا وأجيالنا متمسكين بالدين، ولكي نشكر الله على ما تفضله به علينا من نعمة الإيمان.
وعن أنس أن النبي r سمع أحدًا يتلو القرآن الكريم بصوت عال، فقال النبي r إنّ هذا يخشى الله تعالى. وكان صاحب هذا الصوت هو المقداد بن عمرو.
أدعو الله تعالى أن يوفقنا لإدراك حقيقة الإسلام ولأداء حق كوننا من أمة الرسول r، وينعم علينا بخشيته، آمين.