خطبة الجمعة
التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز
الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي u بتاريخ 31/1/2020
في المسجد المبارك إسلام آباد بالمملكة المتحدة
*********
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم ]الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين[.
الصحابي البدري الذي أتناول ذكره اليوم هو أبو طلحة الأنصاري. اسمه زيد، وكان من الخزرج.. أحد أحياء الأنصار، وكان أحد زعماء القبيلة. وهو مشهور بكنيته أبي طلحة. والده سهل بن الأسود وأمه هي عبادة بنت مالك. أسلم أبو طلحة وشهد بيعة العقبة الثانية حيث بايع هنالك على يد النبي r، وشهد بدرًا وشهد مع النبي r المشاهد كلها.
لما وصل أبو عبيدة بن الجراح إلى المدينة مهاجرًا آخى النبي r بينه وبين أبي طلحة. كان أبو طلحة آدم متوسط القامة، وكان لا يخضب شعر رأسه ولا لحيته أي لا يُغيّر شيبَه. وأنس كان ربيب أبي طلحة أي كان ابنًا لزوجته أم سليم من زوجها السابق وهو مالك بن النَّضر، وتزوجها أبو طلحة بعد وفاة زوجها، وبعد ذلك ولد له منها عبد الله وعمير.
وروى أنس بن مالك، أنه قال: خطب أبو طلحة أمَّ سليم، فقالت: يا أبا طلحة، ما مثلك يردّ، ولكنك امرؤ مشرك، وأنا امرأة مسلمة لا يحل لي أن أتَزَوَّجَك، (هذه رواية سنن النسائي) فإن تُسْلِم، فذلك مَهْري لا أسألك غيره، فأسلم، فكان ذلك مهرها، قال ثابت t: فما سمعت بامرأة كانت أكرم مهرًا من أم سُلَيم.
كان أبو طلحة قد شهد بدرًا مع النبي r، عن أبي طلحة أن نبي الله r أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش، فقذفوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث. وكان r إذا ظهر على قوم أقام بالعرضة ثلاث ليال، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها ثم مشى واتبعه أصحابه وقالوا:
ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفير الركى حيث ألقيت جثث الأربعة والعشرين من صناديد قريش، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم فلان بن فلان ويا فلان بن فلان! أيسرّكم أنكم أطعتم الله ورسوله فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟
قال: فقال عمر t: يا رسول الله ما تكلم من أجساد ولا أرواح لها؟ فقال النبي r: والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم. ( أي أن الله تعالى يوصل لهم هذا الكلام ويخبرهم عن سوء عاقبتهم).
عن أنس قال: لما كان يوم أحد انهزم ناس عن رسول الله وأبو طلحة بين يديه مجوبًا عليه بحجفة، وكان راميا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثة (أي كان ينزع القوس بشدة لدرجة كان القوس ينكسر) وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول ﷺ انثرها لأبي طلحة (كان هناك رماة آخرون أيضا إلا أن النبي r كان يوصيهم أن يعطوا سهامهم لأبي طلحة، وكان في ذلك الوقت يقف أمام النبي r) يقول أنس أن النبي r كان يشرف إلى القوم فيقول أبو طلحة يا نبي الله بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا تشرف لا يصيبك سهمٌ نَحري دون نحرِك. عن أنس أن أبا طلحة كان بين يدي رسول الله ﷺ مجوبًا عليه بحجفة يوم أحد وكان رجلا راميا وكان رسول الله إذا رمى أبو طلحة رفع بصره ينظر أين يقع سهمه. هذه الرواية من البخاري، والرواية التي سبقت أيضا كانت من البخاري أيضا.
وورد أن أبا طلحة قرأ في غزوة أحد البيت التالي:
نفسي لنفسك الفداء ووجهي لوجهك الوقاء
عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r لأبي طلحة: التَمِس لنا غلاماً من غلمانكم يَخْدُمُني _يعني عند خروجه إلى خيبر_ فخرج بي أبو طلحة يُردِفُني (أي بأنس) وراءه. يقول أنس كنت شابا بلغ الحلم، كنت أخدُم النَّبيَّ r كلَّما نزل، فكنت أسمعه يكثِر أن يقول: اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك من الهَمِّ والحَزَن، والعجزِ والكسَل، والبُخل والجُبن، وضَلَعِ الدَّين وغَلَبة الرِّجال.
هذه رواية أنس في البخاري، وورد في رواية أخرى وهي من البخاري أيضا:
لما قدم رسول الله ﷺ المدينة لم يكن له أي خادم، فأخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله إن أنسا غلام كيس فليخدمك. يقول أنس: فخدمته في السفر والحضر، فوالله ما قال لي في شيء صنعته: لم صنعت هذا هكذا؟ ولا لشيء لم أصنعه لمَ لمْ تصنع هذا هكذا. أي لم يكن النبي r يمنعه من شيء.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ r مَقْفَلَهُ مِنْ عُسْفَانَ (أي عند عودته من عسفان، وهو مكان بين مكة والمدينة) وَرَسُولُ اللَّهِ r عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَقَدْ أَرْدَفَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، فَعَثَرَتْ نَاقَتُهُ، فَصُرِعَا جَمِيعًا، فَاقْتَحَمَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: عَلَيْكَ الْمَرْأَةَ، فَقَلَبَ ثَوْبًا عَلَى وَجْهِهِ وَأَتَاهَا (أي راعى الحجاب لهذه الدرجةَ) فَأَلْقَاهُ عَلَيْهَا، وَأَصْلَحَ لَهُمَا مَرْكَبَهُمَا، فَرَكِبَا، وَاكْتَنَفْنَا رَسُولَ اللَّهِ r (أي أحطنا به وجعلناه في وسطنا) فَلَمَّا أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ: آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُون،َ فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ.
وقال حضرة المصلح الموعود t وهو يتحدث عن هذا الحادث: كان رسول الله r قافلا من غزوة خيبر وكانت زوجته صفية معه على الراحلة، فنفرت الناقة، فسقطا. وكان أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه وراءهما، فقفز من بعيره وقال: نفسي فداك يا رسول الله، لم تُصَبْ بمكروه إن شاء الله؟ فقال له النبي r: عليك بمساعدة المرأة أولاً، وقال ذلك مرتين. كان أبو طلحة عاشقًا للرسول r، وما ليفكر في غيره في تلك اللحظة، ولكن رسول الله r قال له: ساعِدْ المرأةَ أولا. وقد ذكر حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه هذه القصة في سياق الحديث عن حقوق المرأة.
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r غَزَا خَيْبَرَ، فَصَلَّيْنَا عِنْدَهَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ بِغَلَسٍ (أي في ظلام)، فَرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَكِبَ أَبُو طَلْحَةَ وَأَنَا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ، فَأَجْرَى نَبِيُّ اللَّهِ r (حصانَه) فِي زُقَاقِ خَيْبَرَ وَإِنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبِيِّ اللَّهِ r (أي لأنني قريبا منه جدا)، ثُمَّ حَسَرَ الْإِزَارَ عَنْ فَخِذِه (أي ما فوق الركبة ربما من شدة الحر أو من أجل الراحة)ِ حَتَّى إِنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ فَخِذِ نَبِيِّ اللَّهِ r. فَلَمَّا دَخَلَ الْقَرْيَةَ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ، قَالَهَا ثَلَاثًا. قَالَ (أنسٌ): وَخَرَجَ الْقَوْمُ إِلَى أَعْمَالِهِمْ فَقَالُوا مُحَمَّدٌ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا (أن النبي r قال كلمة أخرى أيضا وهي): وَالْخَمِيسُ، يَعْنِي الْجَيْشَ. قَالَ: فَأَصَبْنَاهَا عَنْوَةً، فَجُمِعَ السَّبْيُ، فَجَاءَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ t، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَعْطِنِي جَارِيَةً مِن السَّبْيِ؟ قَالَ: اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً. فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ. فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ r فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ، لَا تَصْلُحُ إِلَّا لَكَ!؟ قَالَ: ادْعُوهُ بِهَا. فَجَاءَ بِهَا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ r قَالَ: خُذْ جَارِيَةً مِن السَّبْيِ غَيْرَهَا. قَالَ: فَأَعْتَقَهَا النَّبِيُّ r وَتَزَوَّجَهَا. فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، مَا أَصْدَقَهَا (أي ما هو المهر الذي آتاها النبي r)؟ قَال: نَفْسَهَا، أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا. حَتَّى إِذَا كَانَ بِالطَّرِيقِ جَهَّزَتْهَا لَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ فَأَهْدَتْهَا لَهُ مِن اللَّيْلِ (أي تم زواجهما في الطريق هنالك). فَأَصْبَحَ النَّبِيُّ r عَرُوسًا فَقَالَ: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَلْيَجِئْ بِهِ. وَبَسَطَ نِطَعًا (أي سفرة من الجلد) فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالتَّمْرِ وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالسَّمْنِ، قَالَ وَأَحْسِبُهُ قَدْ ذَكَرَ السَّوِيقَ. قَالَ فَحَاسُوا حَيْسًا (أي عملوا منه طعامًا خليطًا)، فَكَانَتْ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ r.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّه بعد فتح الحصن وقعت صَفِيَّةُ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، فجاء النبي r الصحابةُ الكرام، أي ليس صحابي واحد بل عدة أصحاب) وبدأوا يذكرون محاسنها ويقولون إنها أنسب لك بسبب مكانتها ونسبها، فاخترْها أنت زوجة لك. فأرسلَ رَسُولُ اللَّهِ r إلى دحية واشتراها بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ (أي عبيد)، فَجَعَلَهَا عِنْدَ أُمِّ سُلَيْمٍ لتمكث عندها، ثم تزوجها كما ذكر من قبل.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ rيَوْمَئِذٍ يَعْنِي يَوْمَ حُنَيْنٍ: مَنْ قَتَلَ كَافِرًا فَلَهُ سَلَبُهُ. فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَئِذٍ عِشْرِينَ رَجُلًا وَأَخَذَ أَسْلَابَهُمْ. وَلَقِيَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ وَمَعَهَا خِنْجَرٌ فَقَالَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ: مَا هَذَا مَعَكِ؟ قَالَتْ: أَرَدْتُ وَاللَّهِ إِنْ دَنَا مِنِّي بَعْضُهُمْ أَبْعَجُ بِهِ بَطْنَه.ُ فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ أَبُو طَلْحَةَ رَسُولَ اللَّهِ r. (سنن أبو داود)
عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ: لَصَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ. وفي رواية: “مائةِ رجل”، وفي رواية: “ألف رجل»، أي كان جهير الصوت.
توفي أبو طلحة في 34 الهجرية في المدينة، وصلّى عليه عثمان رضي الله عنهما، وكان عمره سبعين عاما. بينما يرى أهل البصرة أنه توفي في سفر بحري، ودُفن في جزيرة.
وفي رواية أنس t قَالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ لَا يَصُومُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ r مِنْ أَجْلِ الْغَزْوِ فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ r لَمْ أَرَهُ مُفْطِرًا إِلَّا يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحَى. (صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير)
هناك حادث عن حسن ضيافة أبي طلحة َعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ r فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ فَقُلْنَ مَا مَعَنَا إِلَّا الْمَاءُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r مَنْ يَضُمُّ أَوْ يُضِيفُ هَذَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَا فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَتْ مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي فَقَالَ هَيِّئِي طَعَامَكِ وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ فَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلَانِ فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَ ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ أَوْ عَجِبَ مِنْ فَعَالِكُمَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ]وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ[. (صحيح البخاري، كتاب المناقب)
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r لَمَّا حَلَقَ رَأْسَهُ كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ مِنْ شَعَرِهِ.
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ r ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ نَعَمْ فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتْ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ يَدِي وَلَاثَتْنِي بِبَعْضِهِ ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ فَذَهَبْتُ بِهِ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ r فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ r آرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ بِطَعَامٍ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r لِمَنْ مَعَهُ قُومُوا فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ r بِالنَّاسِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ فَقَالَتْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ r فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ r وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ r فَفُتَّ وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً فَأَدَمَتْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلًا.
أقول: في هذه الرواية ذكر بركة دعاء النبي r أيضا.
وفي وراية أخرى عن أنس t: يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الْأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ r يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ. قَالَ أَنَسٌ فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ]لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ[
قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: ]لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ[ وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: بَخٍ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ.
أقول: كان لأبي طلحة t شرف أنه عند وفاة ابنة النبي r نزل بأمره في قبرها وأنزلها في القبر.
عَنْ أَنَسٍ t قَالَ:… فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً سَمِعُوا صَوْتًا قَالَ فَتَلَقَّاهُمْ النَّبِيُّ r عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ وَهُوَ مُتَقَلِّدٌ سَيْفَهُ … ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r وَجَدْتُهُ بَحْرًا. (صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير)
أي أنه يجري سريعا جدا بحيث لا يمكن أن يسبقه غيره في الجري.
عَنْ أَنَسٍ أن النبي r كان يختلط معنا، فكان يقول لأخي الصغير مزاحا يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ. فكان أبو عمير قد ربى عصفورا، فمات يوما فحزن عليه، فكان حضرته r يضاحك الطفل. وكان يحدث عادة أنه r إذا كان في بيتنا وحانت الصلاة أمرَنا بأن نبسط الفراش الذي كان يجلس عليه، فكنا ننظفه ونسويه ونبسطه ثم كان يقوم للصلاة وكنا نصلي خلفه.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ ذَهَبْتُ بِعبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r حِينَ وُلِدَ (وكان أخاه من قبل الأم) وَرَسُولُ اللَّهِ r فِي عَبَاءَةٍ يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ فَقَالَ هَلْ مَعَكَ تَمْرٌ فَقُلْتُ نَعَمْ فَنَاوَلْتُهُ تَمَرَاتٍ فَأَلْقَاهُنَّ فِي فِيهِ فَلَاكَهُنَّ ثُمَّ فَغَرَ فَا الصَّبِيِّ فَمَجَّهُ فِي فِيهِ فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r حُبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ (أي أُعجب الصبي بالتمر) وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ.
عن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ اشْتَكَى ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ قَالَ فَمَاتَ وَأَبُو طَلْحَةَ خَارِجٌ .. فَلَمَّا جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ كَيْفَ الْغُلَامُ قَالَتْ أم سليم قَدْ هَدَأَتْ نَفْسُهُ. ثم قدمت له العشاء فأكل. فباتا ثم أخبرته أن الصبي قد مات فادفنه. فلما أصبح أخبر النبيَّ r بما حدث، فدعا له النبي r بالأولاد فولد له ابن.
ولقد ذكر سيدنا المصلح الموعود t هذا الحدث كالتالي: إن التضحية بالحياة لا شيء في نظر المؤمن، ثم قال عن الشاعر غالب: جرت نقاشات هل كان يشرب الخمر أم لا، فكان من أقاربي وسمعت من بعض جداتي وعماتي أنه كان يشرب الخمر. فالرجل الذي كان مدمنا على شرب الخمر، يقول ما تعريبه، حتى لو ضحَّينا بالحياة في سبيل الله فلم ننجز شيئا إذ كان الله I هو نفسه قد وهب لنا الحياة. إذن فالذي يضحي بحياته تنفيذا لأوامر الله I فهو لا يقدم أي تضحية لأنها كانت ملكا له وإعادة الأمانة إلى صاحبها ليست تضحية كبيرة. ثم قال قد ورد في الأحاديث قصة الصحابية أمِّ سليم أن النبي r قد بعث زوجها أي أبا طلحة لإنجاز خدمة إسلامية خارج المدينة، وكان ولدُه مريضًا وكان بالطبع قلقًا عليه، فلما عاد كان ابنه قد مات في غيابه، فالأم ألقت الثوب على ابنها الميت، واغتسلت وتعطرت واستقبلت زوجها بهمة عالية، فلما دخل الصحابي البيت سأل عن الولد فورا فقالت له قد هدأت نفسُه تماما. فأكلا ثم ناما على السرير، باطمئنان فحدث بينهما ما حدث. بعده قالت له زوجته، أريد أن أسألك أمرا، فقال عن ماذا؟ قالت إذا قدم أحد شيئا لصاحبه أمانةً ثم أراد أن يستعيده فهل يعاد إليه ذلك الشيء أم لا؟ فقال أي غبي لا يعيد الأمانة؟ فقالت: على الأقل سوف يحزن على إعادة الأمانة. فقال على ماذا الحزن؟ إذ لم يكن ذلك الشيء له، وما مبرر الحزن على إعادة الشيء إلى صاحبه؟ عندها قالت: إذن فالصبي الذي كان أمانةَ الله عندنا قد استعاده الله I. فهذه الهمة كانت في نساء ذلك العصر.
ففداء الحياة ليس شيئا ذا قيمة، ولا سيما المؤمن يراه هينا. ثم دعا له النبي r كما سبق في الحديث فوُلد له ابنٌ، ثم أكرمه الله I كثيرا بحيث يروي أحد الأنصار أنه رأى له تِسْعَةَ أَوْلَادٍ كُلُّهُمْ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ.
عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ r عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ قَدْ انْصَدَعَ فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّةٍ قَالَ وَهُوَ قَدَحٌ جَيِّدٌ عَرِيضٌ مِنْ نُضَارٍ قَالَ قَالَ أَنَسٌ لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ r فِي هَذَا الْقَدَحِ أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وَكَذَا قَالَ وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ إِنَّهُ كَانَ فِيهِ حَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ فَأَرَادَ أَنَسٌ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَهَا حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ لَا تُغَيِّرَنَّ شَيْئًا صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ r فَتَرَكَهُ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنْتُ أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيَّ وَأَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ شَرَابًا مِنْ فَضِيخٍ وَهُوَ تَمْرٌ فَجَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ يَا أَنَسُ قُمْ إِلَى هَذِهِ الْجِرَارِ فَاكْسِرْهَا قَالَ أَنَسٌ فَقُمْتُ إِلَى مِهْرَاسٍ لَنَا فَضَرَبْتُهَا بِأَسْفَلِهِ حَتَّى انْكَسَرَتْ.
عن أنس بن مالك قال: لما توفي رسول الله r وكان بالمدينة رجل يلحد والآخر يضرح فقالوا نستخير الله ونبعث إليهما فأيهما سبق تركناه، فأرسل إليهما فسبق صاحب اللحد فلحدوا للنبي r.
ولقد كتب العلامة البوصيري في شرح هذا أن صاحب اللحد كان سيدنا أبا طلحة، والذي كان يضرح كان سيدنا أبا عبيدة بن الجراح. فهذا هو الذكر الكامل له.
والآن سأذكر مرحوما باختصار وأصلي عليه بعد الصلاة، وهو بابو محمد لطيف الأمرتسري ابن الصحابي حضرة ميان نور محمد t، توفي في ربوة يوم 26 كانون الثاني/يناير 2020 عن عمر يناهر 90 عاما. إنا لله وإنا إليه راجعون. كان المرحوم بفضل الله تعالى منخرطا بنظام الوصية، كان أخ صغير لداعية الجماعة الشهير المولوي محمد صديق الأمرتسري. كان أبو بابو لطيف المرحوم حضرة ميان نور محمد t صحابيا للمسيح الموعود u، فذهب به أبوه إلى الخليفة الثاني t في عنفوان شبابه وكرسه لخدمة الدين. فقال الخليفة الثاني t عندك ابنان أحدهما داعية وهو واقف الحياة سلفا وهذا الابن الثاني سيعمل كالواقفين طول حياته. وفعلا خدم كالواقفين. عمل كاتبا في قسم السكك الحديدية أربعة أعوام ونصف. ثم قدّم نفسه لخدمة الجماعة في 1952م ومنذ ذلك يخدم الجماعة، وعُين أولا في نظارة بيت المال ثم في مكتب جريدة الفضل اليومية في 1954، وفي 1961 عُين كاتبا في مكتب السكرتير الخاص حيث عمل ثلاث سنوات في عهد الخليفة الثاني t ثم في عهد الخليفة الثالث رحمه الله. ثم في عهد الخليفة الرابع رحمه الله ظل المكتب يشتغل في ربوة بعد هجرته إلى لندن أيضا ولا يزال يشتغل. فخدم في هذا المكتب حتى 2014 وفي 1985 عُين نائب السكرتير الخاص وأدى واجباته بأسلوب حسن. مدة خدمته كلها 62 سنة ومنها 53 سنة خدم في مكتب السكرتير بمناصب مختلفة. كان خبيرا بعمله وكان يعمل بأسلوب جيد وبالانهماك (بجهد عال). وكان يحب قراءة الكتب الدينية أيضا وقرأ كتب الجماعة بعمق، ووُفق للقيام بإعدادات مجلس الشورى كثيرا في عهد الخليفة الثالث رحمه الله وفيما بعد أيضا. كان يشتري بعض أغراض الجماعة التي كان شراؤها من مسؤولية مكتب السكرتير الخاص فكان يدقق كثيرا ويجتهد لتوفير مال الجماعة عند اشتراءها. وبعد استقلال باكستان وُفق لحراسة مركز قاديان لفترة قليلة. ترك في ذويه خمس بنات وابنا، وتوفيت إحدى بناته قبل بضعة أيام من وفاته وهي زوجة السيد ظريف أحمد قمر الذي ابنه داعية الجماعة. وتقيم ثلاث بنات للمرحوم في لندن ويعمل ابنه السيد عتيق أحمد أيضا هنا.
قال رانا مبارك أحمد العامل في مكتب السكرتير الخاص عملت مع المرحوم 32 عاما ورأيته يقوم بكثير من العمل المكتبي لوحده أثناء الإعدادات لعقد مجلس الشورى. وكان يوصي دوما إذا واجهتم مشاكل الدنيا وكروبها فعليكم بالانشغال أكثر في خدمة الجماعة سيزيل الله تعالى مشاكلكم. وإذا أخطأ بعض العاملين أفهمهم بلطف. وكتب العاملون الآخرون أيضا بأن المرحوم كان يعمل بجهد ويرشد العاملين. كان يعلم جيدا بقواعد هيئة صدر أنجمن أحمدية، وكان كاتبا جيدا ينتخب كلمات مناسبة جدا عند الكتابة وكلما كان يستخدم قلما جديدا كان يكتب به البسملة أولا ثم يبدأ به عمله. وكان يتقيد بالوقت عند مجيئه للمكتب ولكن في انتهاء الدوام لم يكن يهتم بأن الدوام قد انتهى بل كان يظل يعمل حتى بعد الدوام أيضا، وفي بعض الأحيان كان يظل يعمل طول الليل وكان يذهب البيت في اليوم التالي. وقد رأيته بنفسي أيضا في أوقات مختلفة حين كنتُ في ربوة أنه يأتي لصلاة المغرب من مكتبه ولصلاة العشاء أيضا، وفي بعض الأحيان لصلاة الفجر أيضا كان يأتي من مكتبه. كان يعمل بجهد جهيد. لم يكن يبالي بانتهاء الدوام والعودة إلى البيت بل كان هدفه الأساسي عمل الجماعة. وكان من ميزاته الكبيرة أنه لم يكن يناقش أمور الآخرين وكل رسالة كانت سرا عنده وكان يحافظ عليه دوما. كتب السيد ناصر سعيد: في 1974 حين حضر الخليفة الثالث رحمه الله البرلمان في إسلام آباد كان المرحوم مع الوفد كعامل من مكتب السكرتير الخاص. وكان بالإضافة إلى أعمال المكتب يساعد الآخرين وكان في بعض الأحيان ينظف الأواني أيضا مع العاملين في المكتب. باختصار، كان إنسانا متواضعا، رحمه الله تعالى وغفر له ورفع درجاته ووفق أولاده ونسله للثبات على حسناته. (آمين)