خطبة الجمعة
التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز
الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي u بتاريخ 26/3/2021م
في مسجد مبارك، إسلام آباد تلفورد بريطانيا
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرّجيم. ]بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يوْم الدِّين * إيَّاكَ نعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهمْ وَلا الضَّالِّينَ[، آمين.
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الجمعة 3-4)
لقد مضى قبل بضعة أيام اليوم الثالث والعشرون من آذار/مارس الذي يُذكر في الجماعة الإسلامية الأحمدية على أن الجماعة أُسست بهذا اليوم وفي هذا اليوم أخذ المسيح الموعودُ u البيعة. فيجب أن يُذكّرنا هذا اليوم من كل عام أن الهدف من مجيء المسيح الموعود هو تجديد الدين بحسب نبوءات القرآن الكريم ونبوءات سيدنا رسول الله r، وترويج تعليم الإسلام الحقيقي في العالم، ويجب علينا نحن الذين ندّعي كوننا ممن بايعوه u أن نساهم في إنجاز هذه المهمة بحسب قدراتنا ومواهبنا، وأن ننشئ مع الله تعالى العلاقة البشرية – التي أنحرفت عن جادة الصواب- ونوجه الناس إلى أداء حقوق بعضهم بعضا. ومن الواضح أنه يجب علينا أن نصلح أنفسنا أولا لهذا الغرض.
على أية حال، سأقدم الآن بعض المقتبسات من كلام سيدنا المسيح الموعود u التي بيّن فيها الهدف من مجيئه وكيف تحققت ولا تزال تتحقق النبواءت التي أُدلي بها من قبل بما فيها النبوءات الواردة في القرآن الكريم والتي أنبأ بها رسول الله r التي تُثبت صدقه u. ثم سأذكِّر عما حدث في الجماعة من التغييرات الحسنة كما قال المسيح الموعود u، وكانت تلك التغيرات على غرار التغيرات الحادثة في صحابة النبي r. كذلك ذكر المسيح الموعود u أيضًا المصائب التي مرّ بها الصحابة ويمر بها أفراد الجماعة الأحمدية أيضا. فيجب أن نضع كل هذه الأمور بالحسبان دائما لننال التقدم بدون أن نتقهقر إلى الوراء. لقد أعلن المسيح الموعود u مُشهدًا اللهَ تعالى على بعثه وصدقه، وهذا الأمر يقوي إيماننا حتما. فلو راجعَنْا هذه الأمور ووضعناها في الحسبان باستمرار لأدت إلى تقوية إيماننا والتوجه إلى أهدافنا دائما. فكما قلتُ آنفا سأقدم الآن بعض المقتبسات من كلام المسيح الموعود u التي تجذب الأحمديين وغيرهم أيضا وتوضح كونه u المسيح الموعود كوضح النهار.
يقول المسيح الموعود u في شرح الآية التي تلوتها في مستهل الخطبة:
“إن مغزى هذه الآية أن الله هو الذي أرسل رسولا في زمن كان الناس فيه قد صاروا عديمي الحظ من العلم والحكمة، كذلك المعارف الدينية التي تكتمل بها النفسُ وتصل النفوس الإنسانية كمالها في العلم والعمل كانت قد اختفت نهائيا، وكان الناس ضالين، أي كانوا قد ابتعدوا كثيرا عن الله وصراطه المستقيم، ففي هذا الزمن أرسل الله رسوله الأمي فزكّى ذلك الرسولُ نفوسَهم وملأهم بعلم الكتاب والحكمة، أي أوصلهم إلى مرتبة اليقين الكامل بالآيات والمعجزات ونوّر قلوبهم بنور المعرفة الإلهية. ثم قال: ستظهر في الزمن الأخير فئة أخرى، وسيكونون هم أيضا في الظلام والضلال بادئ الأمر وبعيدِين عن العلم والحكمة، وسوف يصبغهم الله بصبغة الصحابة؛ أي سيُرَونَ كل ما رأى الصحابة، حتى يكون صدقُهم ويقينهم كصدق الصحابة ويقينِهم”.
أقول: هذا هو اليقين الذي يجب أن نناله بعد بيعة المسيح الموعود u وهذه يجب أن تكون حالة إيماننا. وينبغي أن يكون إيماننا ويقيننا بالله تعالى وبالنبي r وبصدق الإسلام مثل صحابة رسول الله r تماما كما أذكر سوانح الصحابة في خطبي حاليا وإن أمثالهم موجودون أمامنا.
يتابع المسيح الموعود u قائلا: “وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي r كان قد قال -واضعا يده على كتف سلمان الفارسي- عند تفسير هذه الآية: (لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجل من فارس). أي إذا ارتفع الإيمان إلى السماء فسوف يُعيده رجل فارسي الأصل، ففي ذلك أشار إلى أنه سيولَد في الزمن الأخير شخص فارسي الأصل. فالزمن الذي ورد بحقه أن القرآن سوف يُرفع فيه إلى السماء، هو زمن المسيح الموعود، (أي سينسى الناس تعاليم الإسلام والقرآن كليا) وهذا الفارسي الأصل هو الذي يُسمى مسيحا موعودا، لأنه سيقوم بصد الهجمة المسيحية الصليبية، (كانت الهجمات القاسية تُشنُّ على الإسلام بشدة بل ظلت جارية إلى فترة ما بعد دعواه أيضا كما يشهد التاريخ) وهذه الهجمة نفسها تسمى هجوم الدجال. وقد ورد في الآثار أنه عند هجوم ذلك الدجال سيقوم الكثيرون من السفهاء والضعيفي الإيمان بترك عبادة الله تعالى الذي لا شريك له. وسيفتر حبُّ الكثيرين للإيمان، وستكون المهمة العظيمة للمسيح الموعود تجديدَ الإيمان لأن الهجوم هو على الإيمان الحقيقي. وثابت من حديث “لو كان الإيمان…” المتعلق برجل من فارس، أن ذلك الرجل الفارسي سيأتي لإقامة الإيمان من جديد، فإذا كان زمن المسيح الموعود والرجل فارسيِّ الأصل واحدًا ومهمتهما واحدةٌ، أي استعادة الإيمان، فقد ثبت يقينا أن المسيح الموعود هو نفسُه الرجلُ الفارسي، وجماعتُه مصداق آية: ]وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ[. ومعنى هذه الآية أن الفائزين بالهداية والحكمة -بعد الضلال الكامل- ومشاهدي معجزات النبي r وبركاته فئتان فقط. أولاهما صحابة النبي r رضي الله عنهم، الذين كانوا قبل بعثة النبي r في ظلام دامس، وبعده حظُوا بزمن النبي r بفضل من الله، وشاهدوا المعجزات بأم أعينهم، ولاحظوا النبوءات، وأحدث اليقينُ في نفوسهم تغييرا كأنهم بقوا أرواحا فقط. أما الفئة الثانية المثيلة للصحابة بحسب الآية المذكورة آنفا فهي جماعة المسيح الموعود، لأن هذه الجماعة أيضا ستتمكن من مشاهدة معجزات النبي r كالصحابة، وتحظى بالهداية بعد الظلام والضلال. فحين مُتِّعت هذه الجماعةُ بثروة “منهم” في آية: ]وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ[ أي وُهبت لهم نعمةُ مماثلة للصحابة، ففي ذلك إشارة إلى تلك المماثلة؛ أي كما رأى الصحابةُ معجزاتِ النبي r وشاهدوا تحقق النبوءات سيرونها هم أيضا. وأما الزمن الوَسطي فلن يفوز بهذه النعمة على وجه الكمال، فهذا ما حدث في هذه الأيام؛ حيث انفتح باب معجزات النبي r مرة أخرى بعد مضي ثلاثةَ عشرَ قرنا، وشاهد الناس بأم أعينهم حدوث الخسوف والكسوف في رمضان تحقيقا لحديث “الدارقطني” وفتاوى ابن حجر. أي قد انخسف القمر والشمس في رمضان، فقد انخسف القمر في أولى ليالي الخسوف كما كان قد ورد في الحديث، بينما انكسفت الشمس في وسط أيام كسوفها، وذلك في زمن وُجد فيه من يُعلن بأنه المهدي. وهذا الوضع لم يظهر قط منذ خلق السماوات والأرض، لأنه إلى الآن لم يقدر أحد على الإتيان بنظيره من التاريخ. فرأى الناس معجزة النبي r بأم أعينهم. ثم طلع المذنّب أيضا الذي ورد أنه سيطلع في زمن المهدي والمسيح الموعود، وقد رأى الآلاف من الناس طلوعَه، كما شاهد مئات الألوف من الناس نشوب النار في جاوا، وكذلك قد شاهد الجميعُ بأم أعينهم تفشّي الطاعون والمنع من الحج. كما كان الصحابة y رأوا الآيات فإن صُنْع القطار وتعطُّل العشار مثل ذلك لمن معجزات النبي r التي شوهدت في هذا الزمن، ولهذا السبب قد دعا اللهُ I هذه الجماعة الأخيرة بكلمة ]مِنْهُمْ[ لكي يُشير إلى أنهم أمثال الصحابة في معاينة المعجزات. تدبروا بإمعان مَن الذي غيري فاز بزمن منهاج النبوة خلال ثلاثة عشر قرنا؟ إن جماعتنا تشابه جماعةَ الصحابة y من نواح عديدة في هذا الزمن الذي خُلقت فيه. فهم يرون المعجزات والآيات كما رآها الصحابة، هم يكسبون النور واليقين نتيجة رؤيتهم آياتِ الله المتجددة وتأييده المتكرر، كما تمتَّع به الصحابة y. هم يتحمّلون في سبيل الله صدمة استهزاء الناس وضحكهم ولعْنهم وطعْنهم وأنواع الإيذاء، والبذاءة وقطْع الرحم كما تحمَّل الصحابة y.
إنهم ينالون حياة طاهرة ببركة آيات الله البينات وتأييداته السماوية ومعرفةِ حكمةِ أحكامه كما نالها الصحابةُ.
(هذا الأمر بالغ الأهمية. فعلينا أن نتذكر دائما أن علينا الفوز بحياة طاهرة من خلال حكمة التعاليم، والتدبر في القرآن الكريم. هذا أمر جد ضروري. ثم يتابع عليه السلام:)
فكثير منهم يبكون في صلواتهم ويبلّلون مساجدهم بالدموع كما كان الصحابة رضي الله عنهم ييكون. وكثير منهم يروْن رؤى صادقة ويتشرفون بإلهام الله تعالى كما كان الصحابة رضي الله عنهم يتشرفون بها. وكثیر منهم ينفقون أموالَهم التي اكتسبوها بعرق جبينهم في سبيل هذه الجماعة ابتغاءَ وجه الله فقط، كما كان الصحابة رضي الله عنهم ينفقون. وستجدون كثيرا منهم يذكرون الموتَ (هذا الأمر أيضا بالغ الأهمية، فيجب علينا تذكُّرُ الموت دائما) وتجدونهم حلماءَ القلوب ومتحلّين بالتقوى الصادقة كما كانت سيرة الصحابة رضي الله عنهم. (فهذه الأمور التي ذكرها حضرته هي بالغة الأهمية وعلينا أن نضعها في الحسبان في كل حين)
إنهم حزب الله الذي يتولاهم بنفسه، ويطهّر قلوبهم يوما فيوما، ويملأ صدورهم بالحِكم الإيمانية، ويجذبهم إليه بالآيات السماوية، كما جذب الصحابةَ.
(فعلينا فحص أنفسنا لنعلم ما إذا كنا نتحلى نحن بهذه الأمور أم لا؟)
باختصار، توجد في هذه الجماعة كلُّ تلك العلامات التي تُفهَم من قول الله تعالى ]وَآخَرِينَ مِنْهُمْ[، وكان حقًّا أن يتحقق ما قال الله تعالى في يوم من الأيام.
ثم يقول عليه السلام: إن هذا هو الزمن الذي أراد الله فيه أن يجعل الطوائف المختلفة أمة واحدة، ويقضي على هذه الخصومات الدينية ويجمع الجميع على دين واحد في نهاية المطاف. وعن هذا الزمن الذي هو زمنُ تلاطُمِ الأمواج، قال الله تعالى في القرآن الكريم: ]وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا[. فإذا قرأنا هذه الآية مع الآيات التي سبقتها كان المعنى أنه في زمن تلاطم الأمواج الذي تكون فيه ضجة كبيرة بين أديان العالم، ويموج دينٌ على دينٍ كما يقع موج على موج، ويسعى بعضها لهلاك بعض، سيقيم ربُّ السماء والأرض عندها بيده وبدون أسباب مادية جماعةً جديدة، وسيجمع فيها كل أولئك الذين لديهم استعداد وانسجام، فعندها يدركون حقيقة الدين، وتُنفخُ فيهم روح الحياة والصلاح الحقيقي، ويُسقَون كأس معرفة الله تعالى.
ومن الضروري ألا تنقطع هذه الدنيا ما لم تتحقق هذه النبوءة التي أعلنها القرآن الكريم في العالم قبل 1300 عام. ولم يذكر الله تعالى عن هذا الزمن الأخير الذي تُجمَع فيه الأمم كلها على دين واحد علامةً واحدة فقط، بل قد وردت في القرآن الكريم آيات أخرى كثيرة أيضا، منها أنه في ذلك الزمن ستفجَّر من الأنهار قنوات كثيرة، ومنها أنه ستُستخرج من الأرض مناجم (أي معادن) مخفية كثيرة، وتظهر علوم أرضية كثيرة. ومنها أنه ستتهيأ عندها الأسباب لنشر الكتب على نطاق واسع. ومنها أنه ستُخترع في تلك الأيام مطية تُعطّل الإبل، وتسهُل بها سبل اللقاء والعلاقات المتبادلة بين الناس في العالم، ويتمكنون من إيصال الأخبار إلى غيرهم بسهولة.
(أما في هذا العصر فإن هذه المرافق تكثر باستمرار).
ومنها أن الشمس والقمر سينكسفان في شهر واحد في تلك الأيام. ومنها أنه سيتفشى بعد ذلك طاعون جارف في الأرض؛ فلن تسلم منه مدينة ولا قرية، ويكثر الموت في الدنيا حتى تغدو خرابا، وتدمَّر بعض القرى كليا ولن يبقى لها أثر أبدا، وسيحلّ ببعضها الآخر العذاب إلى حد ما ثم تُنقَذ. ستكون تلك الأيام أيام غضب الله الشديد؛ لأن الناس لم يقبلوا آيات الله التي ظهرت تأييدا لمرسَله في ذلك العصر، ورفضوا نبي الله الذي جاء لإصلاح الخلق، وكذَّبوه.
لقد تحققت كل هذه العلامات في هذا العصر الذي نحن فيه. إن السبيل واضح بيِّنٌ للعاقل حيث بعثني الله تعالى في وقت ظهرت فيه جميع العلامات المذكورة في القرآن الكريم والمشيرة إلى بعثتي.
(والتاريخ شاهد على تحقق هذه الآيات كلها في عصره عليه السلام، وبعضها لا تزال تتحقق حتى اليوم.)
ثم يقول عليه السلام:
حين أمرني الله تعالى بتبليغ الحق والإصلاحِ -بعد أن نظر إلى حالة العصر الراهن ووجد الأرض مليئة بأنواع الفسق والمعصية والضلالة وذلك حين كان الناس قد اجتازوا القرن الثالث عشر ووصلوا إلى رأس القرن الرابع عشر- بدأتُ أنادي بين الناس عامة، تنفيذا لذلك الأمر الإلهي، عبر النشرات والخُطب بأنني أنا ذلك الشخص الذي كان سيُبعث من عند الله لتجديد الدين على رأس هذا القرن، لأُعيد إلى الأرض الإيمانَ الذي كان قد ارتفع منها، وأَجذِبَ العالمَ -بعون الله، وبجذب يده هو I- إلى الصلاح والتقوى والسداد، وأصحّح أخطاءَهم العقدية والعملية. ثم لما مضت على ذلك بضع سنوات، كُشف علي صراحةً بالوحي الإلهي أن المسيح الذي كان موعودا لهذه الأمة منذ الأزل، وأن المهدي الأخير الذي كان سينال الهدى مباشرة من الله تعالى في زمن انحطاط الإسلام وانتشار الضلال، والذي كان مقدرًا له عند الله أن يقدِّم تلك المائدة السماوية للناس من جديد، والذي بشّر به رسول الله r قبل 13 قرنا، ما هو إلا أنا. ولقد تلقيت في ذلك مكالمات إلهية ومخاطبات رحمانية بوضوح وتواتر بحيث لم يبق هناك مجال للشك والريب.
وكل وحي نزل عليّ كان يترسخ في القلب كوتد فولاذي. وكانت هذه المكالمات الإلهية كلها مليئة بنبوءات عظيمة حيث كانت تتحقق كفلق النهار، وإن تواترها وكثرتها وظهور قوتها الإعجازية كلُّ ذلك أجبرني على اليقين بأنها كلام ذلك الإله وحده لا شريك له، والذي كلامُه القرآنُ الكريم. ولا أذكر هنا اسم التوراة والإنجيل، لأنهما قد حُرِّفا وبُدّلا على يد المحرفين حتى لا يمكن أن نسميهما كلام الله تعالى. باختصار، إن الوحي الإلهي الذي نزل عليّ هو يقيني وقطعي لدرجة أنني قد وجدتُ من خلاله ربي. ولم يصل ذلك الوحي مرتبة اليقين بواسطة الآيات السماوية فحسب، بل كلما عرضتُ أي جزء منه على كلام الله “القرآنِ الكريمِ” وجدتُه منسجما معه تمامَ الانسجام، وقد نزلت الآيات السماوية تأييدا له كالمطر الغزير. وفي تلك الأيام نفسها وقع الكسوف والخسوف في شهر رمضان تماما كما كان مكتوبا أن الشمس والقمر سينكسفان في شهر رمضان في أيام ذلك المهدي. وفي تلك الأيام نفسها تفشى طاعون جارف في البنجاب على نطاق واسع كما ورد خبره في القرآن الكريم؛ وكما كان الأنبياء السابقون أيضا قد أنبأوا أن طاعونا جارفا سيتفشى في تلك الأيام ولن تسلم منه قرية أو مدينة. وهذا ما حدث تماما ولا يزال يحدث. وكان الله تعالى قد أخبرني بالطاعون قبل تفشيه بـ 22 عاما تقريبا حين لم يكن له أي أثر على الإطلاق في هذه البلاد.
ثم يقول المسيح الموعود u بصدد دعواه: أنا الذي قد بُعثتُ في الوقت المناسب تماما، وقد ظهر مِن أجلي كسوفُ الشمس والقمر في السماء في شهر رمضان بحسب الأنباء الواردة في القرآن والحديث والإنجيل وأخبار الأنبياء الآخرين. وأنا الذي قد تفشى في عهده طاعون جارف خارق للعادة في هذا البلد وفق أنباء جميع الأنبياء السابقين ونبأ القرآن الكريم. وأنا الذي أُوقِف في زمنه الحج كما أُنْبِئَ في الحديث الصحيح. وأنا الذي طلع في زمنه ذلك المذَنَّب الذي كان قد طلع في زمن المسيح ابن مريم u. وأنا الذي اختُرع في زمنه القطار فعُطِّلت العشار، ويوشك أن يعمل القطار بين مكة والمدينة وتُعطَّل العشارُ هنالك.
(كان التواصل بينهما بالشوارع والطرق المعبدة والآن تحقق ذلك بالقطار أيضا.) وتُعطَّل العشارُ التي كانت تقوم بهذا السفر المبارك منذ 13 قرنا، عندها يتحقق الحديث الوارد في صحيح مسلم الذي جاء فيه: “ليُتركنّ القلاصُ فلا يسعى عليها”، أي تُعطَّل الجمال في زمن المسيح الموعود فلن يستخدمها أحد للسفر.
كذلك إنني ذلك الشخص الذي ظهرت على يده مئات الآيات. هل يقدر أي إنسان على وجه الأرض أن يبارزني في إراءة الآيات ويغلبني فيها؟ والذي نفسي بيده، ظهرت إلى الآن على يدي أزيد من مئتي ألف آية، ورأى عشرة آلاف من الناس أو أزيد منهم النبي r في رؤاهم فصدّقني. ولقد أرى الله تعالى بعض أصحاب الكشوف المعروفين في هذا البلد الذين كان عدد أتباعهم يتراوح بين ثلاثمئة ألف إلى أربعمئة ألف شخص؛ أراهم الله تعالى في رؤاهم بأنني من الله. وكان بعضهم قد رحل من هذا العالم قبل 30 سنة من بعثتي كالشخص الصالح “غلاب شاه” الذي كان في محافظة “لدهيانه” والذي أخبر “ميان كريم بخش” من سكان منطقة “جمال بور” أن عيسى وُلد في قاديان وإنه سيأتي إلى لدهيانه أيضا. كان “ميان كريم بخش” رجلا صالحًا وموحّدًا ومتقدمًا في السن. قابلني في لدهيانه وسرد عليّ هذه النبوة كلها، ولهذا السبب أوذي كثيرًا على يد المشايخ إلا أنه لم يأبه بذلك قطّ. ذكر لي كريم بخش أن “غلاب شاه” كان يقول لي: إن عيسى بن مريم مات وليس بحيّ، فلن يأتي إلى هذا العالم مرة أخرى، ومرزا غلام أحمد هو عيسى هذه الأمة الذي جعلته قدرة الله ومصلحته مثيلا لعيسى وسماه عيسى في السماء. وقال لي أيضا: يا كريم بخش! سترى كيف سيعارض المشايخ عيسى هذا عند ظهوره أشد معارضة إلا أنهم سيبوءون بالفشل الذريع. (وإنهم باؤوا بالفشل الذريع إلى هذا اليوم) وإنه سيظهر في العالم ليزيل عن القرآن الحواشي الباطلة ويري العالم الوجه الحقيقي للقرآن. ولقد أشار لي هذا الرجل الصالح في نبوءته هذه إلى أنني سأعيش عمرًا بحيث أرى عيسى.” (أي كانت هذه النبوءة تتعلق بعمر تلميذه هذا أيضا)
ثم يقول المسيح الموعود u: اعلموا أن من أسماء الله “الغفور” فكيف لا يغفر للتائبين؟!
إذًا، فقد تطرقت إلى القوم أخطاء من هذا القبيل؛ منها خطؤهم في الجهاد. أنا أستغرب حين أقول بتحريم الجهاد؛ يستشيطون غضبا، مع أنهم يعتقدون بأنفسهم أن الأحاديث عن المهدي السفاك مجروحة. لقد ألّف الشيخ محمد حسين البطالوي كتبا في هذا الموضوع، (حيث سلّم بأن الأحاديث عن المهدي مجروحة) وهذا ما اعتقد به ميان نذير حسين الدهلوي أيضا، ولا يعتقد بصحة تلك الأحاديث قط؛ (وأصبح بعض العلماء اليوم أيضا يقولون بهذا) فلماذا تكذّبونني أنا؟
الحق أن من مهام المسيح الموعود والمهدي؛ أن يُلغي الحروب ويُعلي كلمة الإسلام بالقلم والدعاء والتركيز. (فاستخدام القلم والدعاء والتركيز هو عمل أتباعه أيضا اليوم. يقول حضرته:) ولكن المؤسف أن الناس لا يفهمون ذلك، لأنهم ليسوا راغبين في الدين كرغبتهم في الدنيا. (وعليه فينبغي أن نستعرض حالتنا أيضا لنعرف ما إذا كنا قد مِلنا نحو الدنيا مرة أخرى بعد إيماننا. قال حضرته:) فأنّى لهم أن يتوقعوا بأن تُكشف عليهم معارف القرآن مع انغماسهم ووقوعهم في شوائب الدنيا؟! إذ ورد في القرآن الكريم بكل وضوح ]لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ[.
ألا فاصْغوا إلى الغاية المرجوّة من بعثتي. (وما هو الهدف الأساسي من بعثتي؟) الهدف والغاية من بعثتي هي تجديد الإسلام وتأييده فقط. لا تظنوا أني جئت لأعلّم شريعة جديدة أو أعطي أحكاما جديدة أو أتيتُ بكتاب جديد. كلا! ومن قال ذلك كان ضالا وملحدا إلى أبعد الحدود. لقد خُتمت الشريعة والنبوة على النبي r، فلن تأتي الآن شريعة. القرآن الكريم خاتَم الكتب، ولا مجال للنقص أو الزيادة فيه قيد أنملة. غير أنه صحيح أن بركات النبي r وفيوضه، وتعليم القرآن الكريم وثمرات هديه لم تنقطع، بل ما زالت موجودة وتتجدد في كل زمان، وقد بعثني الله تعالى لإثبات الفيوض والبركات نفسها. إن حالة الإسلام الحالية ليست خافية على أحد، وقد أُجمِع أن المسلمين مصابون بجميع أنواع الضعف والزوال والانحطاط من كل ناحية. (أما ما نراه اليوم من حالتهم فهو أشدّ وأسوأ) لهم ألسنة ولكن قلوبهم لا تفقه، والإسلام صار يتيما؛ ففي هذه الحالة أرسلني الله تعالى لأسعف الإسلام وأتكفَّله، وقد أرسلني بحسب وعده كقوله: ]إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[. فإن لم تتم حمايته ونصرته وحفظه في هذا الوقت؛ فمتى؟! لقد آلت الحالة في هذا القرن الرابع عشر إلى ما كانت عليه في “بدر” التي قال الله تعالى عنها: ]وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ[. ففي هذه الآية أيضا تكمن نبوءة أنه حين يعود الإسلام ضعيفا وغريبا في القرن الرابع عشر؛ عندها ينصره الله تعالى بحسب وعده بحفظ دينه، فلماذا تعجبون من نصرته I الإسلامَ؟!
ثم يذكر حضرته بذاءة لسان معارضيه فيقول:
لا أتاسف على تسميتهم إيّايَ دجالا وكذابا وتوجيههم إليّ تهما، إذ كان من الضروري أن أتلقّى معاملة تلقّاها المرسَلون من قبلي لكي أنال نصيبا من تلك السنَّة القديمة. والحق أني ما نلتُ نصيبا يُذكر من تلك المصائب والشدائد، أما المصائب والمعاناة التي اعترضت سبيل سيدنا ومولانا النبي r فلا نظير لها في جماعة أيّ من الأنبياء السابقين. لقد تحمل r من أجل الإسلام إيذاء ومصائب يعجز القلم عن كتابتها واللسان عن بيانها. ويتبيّن لنا منها كم كان الرسول r نبيا جليل الشأن وعظيما. لو لم يحالفه تأييد الله U ونصرته؛ لاستحال عليه تحمّل جبال المصائب والمعاناة. ولو كان مكانه نبيٌّ آخر؛ لما استطاع احتمالها. ولكن الإسلام الذي نشره النبي r -بعد تحمل كل تلك المصائب والمعاناة- قد آلت حالته اليوم إلى ما لا أستطيع بيانه. (أي لا يسعني ذكر ما فعله المسلمون بالإسلام، أما الموعود بمجيئه لتجديد الدين فلا يرضون بالإيمان به)
ثم يقول حضرته:
لقد قدمتُ في كتاباتي بكل وضوح طريقا من شأنه أن يجعل الإسلام منتصرا وغالبا على الأديان الأخرى. فقد وصلتْ رسائلي إلى أميركا وأوروبا وفهمها أهلها بفراسة وهبها الله تعالى لهؤلاء الأقوام، وعندما أقدِّمها أمام مسلم فيُزبِدُ ويُرغي كأنه مجنون أو يريد أن يقتلني، مع أن القرآن الكريم يُعَلِّم: ]ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[. لقد كان الهدف من هذا التعليم أن يتحول العدو إلى صديق حميم نتيجة اللطف وحسن المعاملة، وأن يسمع الكلام بهدوء وسكينة.
أقول حالفًا بالله بأنني من عنده I، وهو يعلم جيدا أني لست مفتريا ولا كذابا. ولكن إذا كنتم تكذِّبونني وتسمونني مفتريا مع حلفي بالله وبعد رؤيتكم لآيات الله التي أظهرها لصدقي؛ فأناشدكم بالله أن تأتوا بنظير لمفترٍ ينصره الله ويؤيده دائما مع أنه يكذب ويفتري عليه كل يوم. (أي أروني شخصًا كاذبًا يفتري على الله تعالى ويكذب ومع ذلك يؤيّده الله تعالى. إن الجماعة الإسلامية الأحمدية المنتشرة في العالم كله اليوم دليل بيّن على أن تأييدات الله تعالى مع المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام.)
قال u: كان من المفروض أن يهلكه الله تعالى ولكن الأمر في حالتي مختلفٌ تماما. أقول حالفًا بالله إني صادق وجئت من عنده I، ومع ذلك اعتُبِرْتُ كذابا ومفتريا، ثم إن الله تعالى ينصرني في كل موطن وعند كل بلاء يثيره قومي ضدي، وينقذني منها كلها؛ وقد نصرني الله لدرجة أنه ألقى محبتي في قلوب مئات الآلاف من الناس، (كانت تلك المحبة حينها في الهند فقط أما الآن فقد ألقاها الله تعالى في قلوب مئات الناس في أوروبا وأمريكا وأفريقيا وأمريكا الشمالية والجزر والبلاد العربية. من العجيب أن يعامل الكاذب هذه المعاملة) يمكنني أن أجعل صدقي مقصورا على هذا الأمر وحده. (هذا هو الدليل على صدقي) فإن عثرتم على مفترٍ كذاب افترى على الله ثم نصره الله تعالى مثلما نصرني وأطال حياته إلى فترة طويلة مثلي وحقق جُلَّ مراداته؛ فأتوا به. (محاضرة لدهيانه)
ثم قال u: يجب على المسلمين أن يقدِّروا الأنوار والبركات التي تنـزل الآن من السماء، ويشكروا الله على أنه أخذ بيدهم في الوقت المناسب، ونصرهم حسب وعده في هذا الوقت العصيب. وإن لم يقدّروا نعمة الله هذه فلن يعبأ بهم، وسيُتم أمرَه في كل الأحوال، ولكن سيكون الأسف عليهم. أقول بكل قوة ويقين وبصيرة بأن الله تعالى قد أراد أن يقضي على الأديان الأخرى كلها ويهب الإسلام الغلبةَ والقوة، ولا يد ولا قوة تقدر على مقاومة إرادة الله هذه، فهو: ]فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ[.
تذكّروا أيها المسلمون، أن الله تعالى قد أبلغكم ذلك بواسطتي، وبدوري قد أبلغتكم دعوتي، والأمرُ الآن في يدكم سواء أقبلتموه أم أبيتم. الحق أن عيسى u قد مات. وأقول حالفًا بالله بأني أنا الموعود الذي كان مجيئه مقدرا. ومن المؤكد تماما أيضا أن حياة الإسلام تكمن في وفاة عيسى. (محاضرة لدهيانة)
ثم قال u: إن الله لا يزال يُخجل ويُخزي أعدائي السفهاء بإراءة أنواع الآيات وصنوفَ الخوارق يوميًّا. إنني أقسم به I أنه تعالى كما شرَّف بالمكالمة والمخاطبة إبراهيمَ وإسحاق وإسماعيل ويعقوب ويوسف وموسى والمسيح بن مريم، ثم في الأخير كلَّم نبيَّنا r بحيث كان الوحي النازل عليه أوضحَ وأطهرَ ما يكون، كذلك تمامًا شرَّفني أنا أيضًا بمكالمته ومخاطبته. ولكن ما أُعطيتُ هذا الشرف إلا بسبب اقتدائي بسيدنا محمد r. فلو لم أكن من أمته وما اقتديت به لما حظيتُ بشرف المكالمة والمخاطبة أبدًا، وإن كانت أعمالي مثل جبال الدنيا كلها. لأن النبوات كلها قد انقطعت ما عدا النبوة المحمدية. لا يمكن أن يأتي نبي بشرع جديد، ولكن يمكن أن يأتي نبي بغير شرع جديد ولكن بشرط أن يكون من الأُمة أولا. فبناءً على ذلك أنا من الأُمة ونبي أيضًا. وإن نبوتي، أعني المكالمة والمخاطبة الإلهية، ظِلٌّ لنبوة النبي r، وليست أكثر من ذلك. إن النبوة المحمدية هي التي ظهرت فيّ. وبما أنني مجرد ظلّ له r ومن أمته، فلا ينال ذلك من شأنه r. وهذه المكالمة والمخاطبة التي أنالُها يقينيةٌ، ولو ساورني في ذلك شكٌّ للحظة لصرتُ كافرا ولحبطتْ آخرتي. إن الكلام الذي نزل عليَّ يقينيٌ وقطعيٌّ، وكما لا يشكُّ أحد في الشمس وضوئها بعد رؤيتها كذلك لا يسعُني الشكُ في الكلام الذي ينـزل عليَّ من الله I، فأنا أؤمن به إيماني بكتاب الله I. (التجليات الإلهية)
ثم قال u: أما المهمة التي بعثني الله من أجلها؛ فهي أن أزيل الكدر الحاصل في العلاقة بين الله وخَلْقه، وأرسي بينهما صلة المحبة والإخلاص ثانيةً؛ وأن ألغي الحروب الدينية بإظهار الحق مُرسِيًا دعائم الصلح، وأكشف الحقائق الدينية التي اختفت عن أعين الناس، وأقدم نموذجا للروحانية التي صارت مدفونة تحت ظلمات النفوس، وأكشف -بالحال لا بالقال فقط- تلك القوى الربانية التي تسري في الإنسان ثم تتجلى فيه نتيجة إقباله على الله تعالى أو نتيجة التركيز والدعاء. وفوق كل ذلك، أن أغرس في القوم من جديد؛ غراسًا خالدًا للتوحيدِ -الذي قد اختفى الآن- الخالص النقي اللامع الخالي من أية شائبة من شوائب الشرك. ولكن لن يحدث كل ذلك بقوتي أنا، بل بقدرة الله؛ فهو رب السماء والأرض.
فمن ناحيةٍ أرى أن الله تعالى قد ربّاني بيده وشرّفني بوحيه وأودع قلبي حماسا لأن أقوم بمثل هذه الإصلاحات، ومن ناحية ثانية أَعَدّ قلوبا لتكون مستعدة لقبول كلامي. وأرى أن هناك انقلابا عظيما يحدث في الدنيا منذ أن بعثني الله تعالى بأمر منه. فالناس في أوروبا وأميركا -الذين كانوا مولعين بألوهية عيسى- قد بدأ الآن الباحثون منهم يتخلون من تلقاء أنفسهم عن هذا الاعتقاد. والأمة التي كانت معجبة بالأوثان والأصنام منذ زمن أجدادهم؛ قد فهِم معظمهم أن الأوثان ليست شيئا يُعتدّ به. مع أن هؤلاء الناس لا يزالون محرومين من الروحانية ومتشبثين ببعض الكلمات تقليدا فقط، ولكن مما لا شك فيه أنهم خلعوا من أعناقهم حبال آلاف التقاليد السخيفة والبدعات والشرك، وقد وقفوا على عتبات التوحيد.
إنني آمل أن تدفع رحمة الله الخاصة بعد زمن قريب أناسا كثيرين إلى دار الأمان للتوحيد الصادق والكامل الذي يوهب معه الحبُّ الكاملُ والخوف الكامل والمعرفة الكاملة. إن أملي هذا ليس تخَيُّلِيًّا قط، بل تلقيت هذه البشارة بوحي الله المقدس. لقد عملت حكمة الله هذا العمل في هذا البلد لتجعل الأمم المتفرقة أمة واحدة سريعا، ولتُشرقَ شمس يوم الصلح والوئام. كل أمة تشم شذا ريحٍ أن جميع الأمم المتفرقة ستصبح أمة واحدة يوما من الأيام. (محاضرة لاهور)
ندعو الله تعالى ليفهم العالم كله ولا سيما المسلمون هذه الحقيقة ودعاوى المسيح الموعود u وأن يبايعوا هذا المسيح المهدي الذي بعثه الله تعالى في الدنيا لنشأة الإسلام الثانية، وأن يوفقنا أيضا لنؤدي حق بيعتنا.
وأريد أن أطلب الدعاء مجددا للأحمديين في باكستان وفي الجزائر لأن الظروف هناك تسوء يوما بعد يوم أو تتحسن قليلا ثم تسوء ولكن لا نستطيع أن نقول لقد حدث الأمن والسلام تماما. كل يوم يحدث شيء ما ضد الجماعة في باكستان، وكذلك في الجزائر يبدو أن نية بعض الحكام ليست حسنة، ويريدون أن يفتحوا القضايا ضد الجماعة من جديد. ندعو الله تعالى أن يحفظ كل أحمدي في باكستان وفي الجزائر، كما يحفظ كل أحمدي يعاني حيثما كان في جميع بلاد العالم. وفي الوقت نفسه على الأحمديين أيضا أن ينتبهوا أن عليهم أن يسجدوا لله أكثر من ذي قبل ويؤدوا حق عباداتهم وحقوق العباد أيضا ويحسنوا حالتهم الإيمانية ويرتبطوا بالله ارتباطا خالصا. وفقنا الله تعالى جميعا لذلك.