خطبة الجمعة
التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز
الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي u بتاريخ 7/8/2020م
في مسجد مبارك في إسلام آباد ببريطانيا
******
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرّجيم. ]بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم* الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهمْ وَلا الضَّالِّينَ[، آمين.
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[ (الصف 9-10)
اليوم هو السابع من أغسطس، وبحسب جدول برامج الجماعة الأحمدية في بريطانيا هو أول يوم من الجلسة السنوية، لكنه بسبب هذا الوباء المتفشي في العالم لم تُعقَد الجلسة السنوية في هذا العام. نسأل الله I أن يعيد الأوضاع إلى المعتاد عاجلا، حتى نتمكن من عقد الجلسات مع كل الأنشطة والبرامج المعتادة، ونزداد أخوةً ومودةً نتيجة الزيارات المتبادلة. ونحسِّن أوضاعنا العلمية والروحانية بالاستماع إلى شتى برامج الجلسة، كما كنا نعمل في الماضي. على كل حال حاولت القناة الأحمدية سدَّ هذا النقص لحد ما بإعداد بعض البرامج، حيث تُبثُّ خُطبي التي ألقيتُها في شتى الجلسات السنوية في السنة الماضية، إضافة إلى بعض البرامج الجديدة أيضا. ومن المأمول أن ذلك سيساهم في ري الغليل الديني والعلمي لأبناء الجماعة إن شاء الله، لذا شاهِدوا هذه البرامج بوجه خاص جالسين في بيوتكم في هذه الأيام الثلاثة. وإضافة إلى ذلك خطر ببالي أن أقدم تقرير نزول أفضال الله I التي نزلت على الجماعة على مدار السنة بدلا من تقديم التقرير للسنة الماضية، وأقدم التقرير الجديد عبر شاشة ايم تي ايه ليزداد أبناء الجماعة إيمانا.
صحيح أن بعض الأعمال التي كانت تنجَز بالخروج من البيت بشكل أفضل لم تتم هذا العام بسبب الأوضاع السائدة منذ بضعة أشهر ماضية، لكن الجماعة الإسلامية الأحمدية رغم ذلك في تقدم مستمر بفضل الله I، فلقد كتب إليَّ كثير من الأحمديين أنهم أحدثوا في نفوسهم تغييرات طيبة في مجال التربية والتواصل مع الجماعة، فمن هذا المنطلق كتب الكثيرون أنه تحسَّن تواصلُهم هم وأولادهم مع نظام الجماعة.
باختصار إن تقريرَ رقيِّ الجماعة الذي حدثتُكم عنه قبل قليل كنت أقدمه في السنوات الماضية في ثاني أيام الجلسة، ولم أكن أستطيع تناول كثير من المادة بسبب قلة الوقت. لكن بما أن الوقت الكافي تيسر لي هذا العام لذا قررت أن أقدم شيئا من هذا التقرير في خطبة الجمعة وأقدم المتبقي منه في البرنامج الذي سيُبَثُّ مباشرًا من القاعة في إسلام آباد مساءَ يوم الأحد. وقد لا أستطيع تناول التقرير بأكمله في خطبتي اليوم وفي خطابي في البرنامج يوم الأحد، لكنني، إن شاء الله، سأقدم بعض الأحداث المجددة للإيمان إن شاء الله تعالى.
وقبل تناوُل الفقرات الخاصة من هذا التقرير أقدم لكم مقتبَسَين فيهما تفسير لحد ما لهاتين الآيتين اللتين قرأتُهما عليكم في مستهل الخطبة، ونجد فيهما إعلانا واضحا لسيدنا المسيح الموعود u أن النشأة الثانية للإسلام ونشْره منوطة بحضرته وحدَه في عهد النشأة الثانية للإسلام هذا، وأن جماعته، رغم كل أنواع المعارضات، ستنتشر وتزدهر إن شاء الله، فهذا وعْد من الله I، والتقرير والأحداث التي سأقدمها تفصح بجلاء أن ما أعلَنه حضرته u ليس ادعاء فارغا، بل إن تأييد الله I ونصْره يحالفه هو وجماعته، ولا تقدر أية قوة في العالم على منع هذا التقدم والازدهار. وهذا وعد الله تعالى وسيثبت تحققه من خلال الوقائع التي سأسردها، وسيظهر أنها ليست ادّعاء فارغا، بل هو تأييدُ الله ونصرته التي تحالف الجماعة، وليس في الدنيا من يقدر على عرقلة تقدمها.
يقول المسيح الموعود u:
قبل عشرين عاما تقريبا أُلهِمتُ آية قرآنية: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وأُفهِمتُ معنى الإلهام أني أُرسِلت من الله تعالى ليجعل اللهُ I الإسلامَ غالبا بيدي على الأديان كلها. ليكن معلوما هنا أن هناك نبوءة عظيمة في القرآن الكريم يتفق العلماء والباحثون كلهم على أنها ستتحقق على يد المسيح الموعود. لم يُعلن أحد من الأولياء والأبدال الذين خلَوا من قبلي أنه مصداق هذه النبوءة، ولم يدّع أحدٌ أنه قد أُلهِم هذه الآية وأنها نزلت بحقه. ولكن حين جاء زمني أنا، أُلهِمتُها وأُخبِرتُ أنك أنت مصداق هذه الآية، وبيدك وفي عصرك ستتحقق أفضلية الإسلام على الأديان الأخرى.
ثم يقول u: الإسلام وحده هو الدين الحي الذي يحلّ به الربيع دائما فتخضرّ أشجارُه وتحمل ثمارا لذيذة. ولا يملك هذه المزية أي دين آخر. فلو أُخرجت هذه المزية من الإسلام لصار ميتا. ولكن كلا! هذا دين حيّ. وقد أثبت الله حياته في كل زمان. ففي هذا الزمن أيضا أسس الله تعالى هذه الجماعة بفضله لتكون شاهدة على كون الإسلام دينا حيا، ولكي تزداد معرفة الله تعالى، وينشأ عليه يقين يقضي على نجاسة الذنب، وينشر الحسنة والطهارة.
بعد هذين المقتبسين أقدم لكم جزءا من التقرير:
إن عدد الفروع الجديدة للجماعة التي أقيمت في العالم كله ما عدا باكستان هذا العام 288 فرعا بفضل الله I، وإضافة إلى هذه الفروع الجديدة قد غُرس غراس الأحمدية أول مرة في 1040 مكان جديد. وفي مجال إنشاء الفروع الجديدة ونفوذ الجماعة في أماكن جديدة تحتل سيراليون المركز الأول حيث أُقيمَ 40 فرعا جديدا للجماعة، وبعده كونغو كنشاسا التي أُقيمَ فيها 31 فرعا جديدا، وتتلوها غانا حيث أُقيمَ فيها 23 فرعا جديدا وإضافة إليها هناك بلاد كثيرة أخرى، حيث يتراوح عدد الفروع الجديدة فيها بين فرعيْن واثني عشر فرعا، ومنها غامبيا وليبيريا وبنين وساحل العاج والنيجر والسنغال وغينيا بساؤ وتنزانيا وغينيا كوناكري ونيجيريا وتوغو وساؤتوميه وكيمرون وتركيا وكونغو وبرازيل وأوغندا وغيرها.
يقول الداعية المحلي لكونغو كنشاسا الأستاذُ حميد أحمد المحترم أن الإمام السُّنّي حين سمع برنامجنا الدعوي على ايف ايم راديو جاء إلى مسجدنا وصبَّ علينا وابلا من الأسئلة، وحين رددنا عليها ردوداً مقنعة وقدمنا له الترجمة السواحيلية للقرآن الكريم التي نشرتها الجماعة وكتبا أخرى، بايع بعد قراءتها بفضل الله I ووعد أنه بعد العودة إلى قريته سينشر فيها رسالة الجماعة، فبفضل الله I قد أقيم فرع جديد للجماعة هناك، نتيجة دعوته، يضم 20 أحمديا.
يقول أمير الجماعة في غامبيا أن داعية محليا في إحدى المناطق نظَّم في رمضان برنامجا دعويا، وحين توجه في وفد إلى قرية قال لهم رجل كبير في القرية إنني فرحان جدا بمجيئكم لأن عملكم، أي نشْر الدعوة، يطابق سنة النبي r تماما، فأنتم تُحيُون هذه السنة، لأن النبي r أيضا كان قد هاجر إلى المدينة، (وللأفارقة أسلوب خاص حيث يقدمون الأمثلة كما قال هذا الرجل الكبير) فقد هاجر النبي r من مكة إلى المدينة لنشر الإسلام، وأنتم أيضا خرجتم من بيوتكم وتنشرون الإسلام في كل مكان تأسّيا بأسوته r، فهذه هي السنة وهذه هي الطريقة الصحيحة لتبليغ الإسلام، فنحن نرحب بكم. إن تعاليم الإمام المهدي التي قدمتموها هي الإسلام الصحيح حصرا، ونحن نؤمن بها جميعا، ونؤمن بأن حضرة مرزا غلام أحمد u هو الإمام المهدي نفسه الذي تنبأ بمجيئه النبيُّ r. فقد بايع هنا 19 شخصا من أسرتين وانضموا إلى الأحمدية.
يقول أمير الجماعة في ليبيريا: لقد بيَّن الداعيةُ هنا في خطبة الجمعة موضوعَ أهمية التضحية بالمال انطلاقا من صندوق التحريك الجديد، فكان من بين المصلين بعض غير الأحمديين أيضا، وعندما كان الأحمديون يقدمون أسماءهم بعد الصلاة جاء رجل وقدم 50 دولارا ليبيريا وانصرف بصمت دون أن يقول شيئا. فلما أردنا أن نعثر عليه كان من سكان قرية مجاورة، وكان قد تأثر ببعض أحداث التضحية التي ذُكرت في الخطبة وأهميتِها فتبرَّع. فلما علم بذلك الداعيةُ ذهب إليه وشكر له وفي هذه الزيارة اجتمع أناس آخرون أيضا، وهم أيضا تأثروا كثيرا بسماع الحديث، وتأثَّر الإمام أيضا، ثم قال للداعية أرجو أن تأتوا في زيارة أخرى بعد بضعة أيام، وسوف أجمع الناس من بعض القرى المجاورة أيضا، لتُبلِّغهم الدعوةَ. وبعد ذلك حين وصل إليهم وفدُنا في الميعاد كان قد اجتمع إلى هناك سكان ثلاث قرى مجاورة، وأخبرهم الوفد عن معتقدات الجماعة والغاية من إنشائها بالتفصيل، وبعده كانت فرصة كبيرة للأسئلة والأجوبة، طالتْ يوما كاملا، فلما اقتنعوا تماما، أعلن الأئمةُ الثلاثة مع أتباعهم انضمامَهم إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية، وبذلك قد تأسست فروع جديدة في تلك القرى الثلاثة.
يقول الداعية الإسلامي الأحمدي في ليبيريا: لقد ذهبتُ إلى قرية كالا نغور يوم الجمعة لنشر الدعوة، فوصلتُ إلى هناك قبل ساعتين تقريبا من صلاة الجمعة، وبعد تبادل الحديث مع الناس عرفتُ أن الناس لا يصلُّون الجمعة في مسجدهم بل الجمعة تقام في مسجد قرية كبيرة، ويذهب اثنان أو ثلاثة أشخاص إلى هناك لصلاة الجمعة من هذه القرية أيضا، وسائر سكان القرية يبقَون محرومين من بركات الجمعة رغم كونهم مسلمين. فلما سألتُهم السبب، أخبروني أن الإمام الكبير أخبرهم أنه قبل بدء الجمعة في مسجد يجب أن تُذبح ثلاث معْزات، وحين يصل لحومها إلى الإمام فهو يعيِّن أحدا إماما لأداء صلاة الجمعة. فحاولت كثيرا لأقنعهم أنه ليس في الإسلام أي شرط من هذا القبيل لصلاة الجمعة، وأخبرتُهم عن بركات صلاة الجمعة، ثم أخبرتهم أنني اليوم سوف أصلي الجمعة معكم دون ذبح أي معزات. فلما كان سكان القرية متوهمين وليس لهم علم الدين أيضا، لذا قد خافوا وتوجسوا خطرا أن يرتكبوا إثما بمعصية المولوي، فينزلَ عليهم عذابٌ، وهذا أثر تخويف المشايخُ. باختصار حين ألححتُ عليهم كثيرا أن يصلُّوا الجمعة وافَقوا. فصلينا معهم الجمعةَ، وبعد الجمعة عرَّفتُهم بالأحمدية بالتفصيل، وأقيم مجلسُ الأسئلة والأجوبة.
ولما كان الناس يخافون سخط الإمام الكبير لذا قال لهم الداعيةُ: إذا قال لكم أحد لماذا صليتم الجمعة؟ فاسألوه أين ورد أنه يجب أن تُذبح المعزات قبل الجمعة. ثم حين علم المولوي أنهم قد صلَّوا الجمعة، وصل إليهم غاضبا وسألهم لماذا صليتم الجمعة؟ فقال له سكان القرية أَخبِرنا أين ورد أن ذبح ثلاث معزات قبل الجمعة واجب؟ لاحقا علَّم داعيتنا المحلي رجلا طريقة أداء الجمعة، والآن تُقام هناك صلاة الجمعة بانتظام. وتخلى الناس عن ذلك المولوي، وقرروا جميعا أن الإسلام الحقيقي هو ما علَّمتْهم الجماعةُ الإسلامية الأحمدية حصرا، وليس الذي يعملِّهم المولويون. وانضم كثير منهم إلى الجماعة الأحمدية بفضل الله I. وبذلك أقيم هناك فرع جديد للجماعة بفضل الله. إن هؤلاء قد استحدثوا أمورا عجيبة وغريبة باسم الدين، وبذلك يُغوون المساكين قليلي العلم.
كتب الداعية من فلبائن: هناك منطقة تُسمى “سالوبين” وهي معروفة بالمسلمين المتطرفين، والجماعة التبليغية أيضا متنشطة هناك، وفي المنطقة نفسها أصهارٌ لداعيتنا المحلي، وحين بشّر الداعية المحلي أقاربهم فيها لاقى منهم ردّا إيجابيا، فخطّط مركز الجماعة في ذلك البلد للتبليغ في تلك المنطقة وأرسل إليها فريقا من ثلاثة دعاة محليين مع ثلاثة من أفراد الجماعة ليبشروا هناك لمدة أسبوع، فعارضهم المسلمون المحليون كعادتهم، ولكن بالرغم من هذه المعارضة بايع هناك ثلاثة وعشرون شخصا ودخلوا الجماعة.
كتب أمير الجماعة في سينيغال: هناك منطقة اسمها “تانبا كندال”، ذهب إلى قرية منها وفدُ الجماعة للتبشير وبعد وصولهم علموا أن هناك طائفتين –التيجانية والمريدية- كانتا تتجادلان بعضهما مع بعض سلفا، وقال إمام القرية لوفدنا إنه يرى أن كلا هاتين الطائفتَين باطلتان لأنه سمع أن الإمام الصادق قادم ونحن عازمون على قبوله. فبشرهم وفد الجماعة وجرت الأسئلة والأجوبة. وكان لدى الوفد تأليف مولانا نذير أحمد مبشر “القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح” وكتيب “يسرنا القرآن”، فاشتراهما الإمام وعاد وفدنا بعد التبشير. هاتفهم الإمام بعد يومين ودعاهم وطلب منهم أن يأتوا معهم بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة المندغية وحين ذهب إليهم الوفد مرة أخرى أخبرهم الإمام أن المذهب الذي كنا ننتظره هو الأحمدية بعينها لأننا علمنا الحق بعد قراءة كتابكم وترجمتكم للقرآن الكريم في لُغتنا المحلية. هكذا دخلت القرية كلها الأحمديةَ وتأسس هناك فرع جديد للجماعة. وأُعطوا كتيبات ونسخا من القرآن الكريم لتعليمهم القرآن الكريم.
كتب أمير الجماعة في غواتيمالا: هناك مدينة “كوبان” تبعد عنا عشرة كيلومترات، وقد تعرفت على الجماعة أول مرة في هذه السنة، زُرناها مرتَين بلغنا أهلها دعوة الأحمدية ودعوناهم لحضور الجلسة السنوية للجماعة في غواتيمالا فحضر الجلسةَ ثلاثةُ أشخاص لعائلة منهم وبايعوا وانضموا إلى الجماعة، وهكذا تأسس فرع جديد للجماعة هناك، وهذه العائلة تبلّغ الآخرين الآن رسالة الأحمدية.
كتب أمير الجماعة في سينيغال: هناك عشرة أماكن حيث تُبث على الإذاعة برامج تبليغية تحت إشراف الدعاة المحليين والمبلغين وتُبث خطبة الخليفة لساعة. وهذه وسيلة مهمة للتبليغ، ويطرح الناس في هذه البرامج أسئلتهم عبر الهاتف. وهكذا نشأت فروع الجماعة في عشرين قرية خلال هذه السنة، ويميل الناس إلى الأحمدية بل يتصلون بنا بأنفسهم ويدعوننا إلى قُراهم.
كتب داعيتنا في الكبابير يقول: كان بعض الأحمديين يقيمون في جنوب فلسطين ولكن لم يكن فرع الجماعة قد أقيم هناك رسميا بعد، وفي هذه السنة قد أقيم هناك فرع للجماعة رسميا بفضل الله تعالى، واسم تلك الجماعة الخليل وهي مدينة إبراهيم u حيث توجد قبور إبراهيم وإسحاق ويعقوب وأزواجهم المطهرات، وهي مدينة تاريخية ويسكن فيها وفي ريفها 27 أحمديا وأقيم فرع رسمي للجماعة وخصص أحد الأحمديين جزءا من بيته ليكون مسجدا تُصلى فيها الصلوات.
بناء المساجد الجديدة والمساجد التي حازتها الجماعة نتيجة التبليغ: عددها الكلي هو 217 بفضل الله ومنها 124 جديدة شُيدت و93 قديمة حازتها الجماعة، وهي في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وغانا ونيجيريا وسيراليون وبنين وبوركينافاسو وليبيريا وساحل العاج وغينيا وبيساو(غينيا) وتنزانيا وأوغندا ومالي و كينشاسا (الكونغو) والكاميرون والسنغال وكوناكري (غينيا) وتوغو والتشاد وزامبيا وأستراليا وغيرها. وفقنا الله تعالى للبناء أو للحصول على المساجد في كثير من الدول في ثلاث قارات بل في أربع قارات.
وفي غواتيمالا بُني مسجد ثان للجماعة بعد 31 عاما والمسجد الأول الذي اسمه “بيت الأول” كان بُني في 1989 وهكذا بعد 31 عاما بُني هذا المسجد الثاني في منطقة “كابون” الذي اسمه “مسجد نور”. وبلغت دعوة الأحمدية في هذه المنطقة في عام 2015 وهذه المنطقة تبعد عن مركز الجماعة في غواتيمالا بـ 328 كلومتر ومنها 70 كلومتر هو طريق جبلي غير ممهد وضيق وخطير. وُضع حجر الأساس للمسجد في عام 2019 وبعد ذلك بدأ تمهيد الطريق بفضل الله تعالى والآن صار هذا الطريق الممتد إلى 70 كيلومتر أيضا أحسن بكثير من ذي قبل وعملية توسيع الطريق مستمرة. وهذا المسجد يسع 170 مصليا، وبُنيت له منارة طولها 8 أمتارا، ومع المسجد بُنيت أيضا دار التبليغ ذات الطابقين، وفي الطابق الأرضي مكتبة ومكتب، وفي الطابق الأول سكن ومطبخ وحمامات منفصلة للرجال والنساء كما يكون في مساجدنا، وهذا المسجد يُرى من بعيد لكونه في مكان مرتفع.
وفي مدينة “كريستيانستاند” في النارويج اشترت الجماعة مبنى للكنيسة في هذا العام وحولتها إلى مسجد. في هذه المدينة كانت الجماعة اشترت في تموز/يونيو 2017 بناء كان مكتبا لشركة وبدأت فيه الصلوات وعقد الاجتماعات، وحين تم التخطيط لتحويل هذا المكتب إلى مسجد ورُسمت الخارطةُ وقُدمت للدوائر الحكومية للموافقة بدأ سكان تلك المنطقة يعارضون، ونشرت الجرائد أيضا كثيرا عن هذه المعارضة، واستمرت هذه المعارضة لسنتين تقريبا، وكانت هناك كنيسة قريبا من هذا المكان، وكان أهل هذه الكنيسة أيضا يعارضون بناءَ المسجد بشدة، ولكن غلب قدر الله تعالى ولم يعُدْ مسؤولو هذه الكنيسة قادرين على إدارة شؤون الكنيسة وقرّروا بيع الكنيسة، وذهبوا إلى البلدية وقالوا نحن نريد أن نبيع الكنيسة فاقترح المسؤولون في البلدية أن يتواصلوا مع الجماعة الأحمدية وهي قد تشتري هذه الكنيسة. فاتصلوا بداعيتنا وهو بعد دراسة الأمر بعث إليّ تقريره وبعد موافقتي اشترت الجماعة هذه الكنيسة لتكون مسجدا، وأخذتْ مفتاحها في 25 شباط هذا العام بفضل الله تعالى. الكنيسة التي كانت تعارض بناء مسجد في هذه المنطقة هي نفسها أصبحت الآن مسجدا بفضل الله تعالى ويسمى “مسجد مريم”. وأُنفق عليه عشرة مليون كرون النرويجي بما فيها نفقات الحكومة.
بُني أول مسجد في قرية ملاوي التابعة لمحافظة “معالن” بتزانيا. كتب أمير الجماعة في تنزانيا: قبل بناء المسجد ودارِ التبليغ كنا أنشأنا الثقة في أهل المنطقة، وكان جميع أهل القرية مسرورين ببناء المسجد ولكن بعض الأشرار شنّوا الهجوم هناك وأخذوا أغراض البناء وبسبب ذلك أوقفت الشرطة بناء المسجد لبضعة أيام، وحين بدأ عمل البناء من جديد أخبرنا أهل القرية بخطورة الظروف وأن علينا حماية المسجد معًا لكي لا تحدث مثل هذه العملية مرة أخرى، فقال جميع أهل القرية هذا المسجد نعمة لقريتنا وسنعمل معًا على أن يتم بناؤه وألا يحدث شيء غير مُرضي. وهكذا بفضل الله تعالى أنشأ أفراد الجماعة في تلك المنطقة صِلات تبليغية، وبشروا الناس بتعليم الأحمدية الآمن والمليء بالحب وهو تعليم الإسلام الحقيقي، وحين اكتمل المسجد وعُقدت جلسة افتتاح المسجد التي حضرها قرابة خمسمئة شخص أو أربعمئة وخمسين شخصا تقريبا وفيهم ثلاثة عشر زعيماً لمناطق متعددة إضافة إلى ضباط الشرطة وأئمة المساجد الأخرى، وفي تلك المناسبة أبدى غير الأحمديين انطباعهم أنهم كانوا قد أُخبروا خطأ أن الأحمديين ليسوا مسلمين، وأن طريق عبادتهم يختلف عن عبادة المسلمين، ولكننا علمنا بعد مجيئنا هنا أنكم لستم مسلمين فقط، بل تعلّمون المسلمين الآخرين أيضا العيش بالأمن والسلام. وهكذا نتيجة عقد برامج متعددة بايع أكثر من ألف شخص من تلك المنطقة وانضموا إلى الجماعة بما فيهم زعماء تلك المناطق أيضا.
وهناك مسجد “بيت العافية” في المكسيك وهو بناية اشترتها الجماعة في دار الحكومة المكسيكية قبل بضع سنوات، وهي أول عقار للجماعة في ذلك البلد، والبناية عبارة عن ثلاث طوابق، والطابق الأرضي جُعل مسجدا فيه قاعة الصلاة للرجال وقاعة الصلاة للنساء ومكتبة ومكاتب الجماعة، وبعض الغرف خُصصت لعقد الصفوف التعليمية المتنوعة، وفي الطابق الثاني سكن للداعية والطابق الثالث سوف يُستخدم عند الحاجة.
وفي بيليز وفي بعض الأماكن الأخرى تُبنى مساجد أيضا وستكتمل عما قريب، ولا أتناول ذكر المساجد التي هي قيد البناء.
كتب أمير الجماعة في مالي: يقع فرع للجماعة “تيما” على بُعد ثلاثة كيلومترات من مركز الجماعة “باماكو” في مالي. بدأ بناء المسجد هنا قبل أربعة أعوام وحين كان البناء في مراحل أخيرة وبقي بناء المنارة والتزيين إذ جاء أمر من زعيم القرية بوقف عمل المسجد لأن المعارضين أخبروا الزعيم أموراً خاطئة عن الجماعة، باختصار أُوقف البناء وسعينا لإقناع الزعيم بطرق مختلفة لمدة ثلاث سنوات وفي النهاية اقتنع الزعيم ووافق على تكميل بناء المسجد وقال الزعيم مادحا الجماعة: إنكم أبديتم نموذج الصبر الكبير لمدة ثلاث سنوات مع أنكم كنتم تستطيعون تكميل بناء المسجد هنا بواسطة استخدام صِلاتكم بالمسؤولين الكبار في الحكومة بكل سهولة كما فعل الوهابيون إذ أُوقفوا عن بناء المسجد فاستخدموا صِلاتهم ببعض المسؤولين وبنوا مسجدهم. ولكنكم لم تفعلوا ذلك بل صبرتم لذا نحن نحترمكم كثيرا. وطلب زعيمُ القرية ونوابه قبول اعتذارهم مرارا على أنهم أخّروا الموافقة كثيرا وقالوا: إننا قررنا بالإجماع أن تكملوا بناء المسجد وابدؤوا فيه الصلوات. والآن قد بدأت فيه الصلوات بفضل الله تعالى.
وكتب أمير جماعتنا بتنزانيا: وفقنا الله بفضله لبناء مسجدين في فرعين للجماعة في إحدى المناطق. قبل بنائهما كان مشايخ أهل السنة من القرية القريبة يأتون ويضلون أهلها قائلين إن الجماعة الأحمدية جماعة صغيرة ولا تقدر على بناء المسجد. لقد بنى الأحمديون مسجدين في قرية قريبة ولا يقدرون على بناء مسجد آخر. ولكن بعد فترة لما بدأنا بناء المسجد في هذه القرية قال المشايخ للناس مستغربين إن هذه الجماعة تمتلك قوة خارقة، حيث تبني المساجد الجميلة في فترة وجيزة، بينما لم نقدر على نصب خيمة لأداء الصلاة. ثم إن هؤلاء المشايخ لجأوا إلى حيل أخرى وأخذوا يخوفون الناس من الأحمديين قائلين خذوا حذركم منهم، لأنهم سيستولون على منطقتكم كلها ويفعلون بكم كذا وكذا ويبنون مساجد أخرى. ولكن القوم لم يعبأوا بأقاويلهم.
وكتب داعية لنا من بوركينا فاسو: في قرية تسمى “كاري” كان العمل جاريا لبناء المسجد، وكان كل فرد من الجماعة يشارك في البناء بحماس كبير، وكنا نحثّ الإخوة على التبرع لبناء هذا المسجد، وكان كل واحد يساهم في هذا العمل الخيري بأسلوبه الخاص. ذات يوم جاء أحمديان مُسنّانِ وكان كل واحد منهما يحمل ديكًا وبيضا، وقالا نحن لا نملك إلا هذه الديكة وذلك البيض، فخذوها منا تبرعًا لكي نساهم في هذا العمل الخيري أيضاً.
فأهل أفريقيا الفقراء يحيون اليوم سنة قد سنّها الفقراء من أهل قاديان قبل حوالي ثمانين أو تسعين بل مئة عام. وكل ذي عقل ورشد لو نظر إلى هذا الأمر لأدرك أنه إذا لم يكن هذا هو الحق فليس هنالك حق، حيث يلقي الله بنفسه في قلوب القوم كيف يقدمون التضحيات.
وكتب المعلم أحمد المحترم من منطقة رينغا بتنزانيا: ذهبت مع بعض الشباب إلى قرية قريبة في شهر أبريل، وبعد الاستئذان من المسؤولين الحكوميين ألقيت في مكان عام محاضرة دعوية من الساعة الواحدة ظهرا حتى السادسة مساء، ورددت بعدها على أسئلة الحضور. وعند انتهاء هذا البرنامج جاءت سيدة عمرها 72 عاما وفي يدها ملف، وقالت إنني مسلمة ومقيمة هنا منذ فترة طويلة، ولم أر أحدا جاء هنا لنشر دعوة الإسلام قط. ثم ناولت المعلّمَ الملف الذي كانت تحمله وقالت إنها مستندات تسجيل قطعة أرض أملكها هنا، عندما ينشأ فرع لجماعتكم هنا وأردتم بناء مسجد فابنوه على قطعة أرضي هذه، وها إني أعطيكم ملكيتها. ثم بدأ الإخوة بناء المسجد هنالك من خلال ما نسميه “وقار العمل” (أي العمل التطوعي)، وقد فرغوا من صنع اللبنات وغيرها حتى الآن، ويشترك في هذا العمل التطوعي مع الآخرين ابن هذه السيدة العجوز أيضا. فهكذا يلقي الله تعالى في قلوب ذوي الفطرة الطيبة، فيأتوننا مساعدين.
هناك في بوركينا فاسو فرع لجماعتنا بقرية “كاري”، وكتبت السيدة زينب المحترمة من هنالك: بعد إكمال البكالوريوس ظللت أتقدم لامتحان التمريض وأفشل في كل مرة. فبدأتُ أنا وزوجي نوفر النقود للالتحاق بمدرسة تمريض غير حكومية، كما تقدمت للامتحان أيضا بدون أي أمل للنجاح. وفي هذه الأثناء دَعتْنا الجماعة للتبرع لبناء مسجد في “كاري”، فتبرعت له بكل المبلغ الذي كنت قد وفرته من أجل التعليم، وألغيت فكرة الالتحاق بمدرسة التمريض. فلم يمض على ذلك أسبوعان حتى جاءتني مكالمة هاتفية من قبل وزارة الصحة تقول: لقد اختُرتِ مباشرة، وأن الدولة ستتحمل جميع نفقات دراستك.
فهكذا يهيئ الله الأسباب من أجل زيادة إيمان الناس.
بفضل الله تعالى في هذا العام هناك زيادة 97 مركز دعوة جديد. وتحتلّ جماعتنا في غانا المركزَ الأول في إنشاء مراكز الدعوة والتبليغ، ثم إندونيسيا، الهند، سيراليون، كنشاسا (كونغو)، برازايل (كونغو)، بوركينا فاسو، ساحل العاج ومالي. قد عمل في هذا المجال جماعات بلاد أخرى كثيرة منها أستراليا، بنغلاديش، بيليز، كندا، غامبيا، غواتيمالا، مقدونيا، ملاوي، النرويج، ساو تومي – في جزيرة غينيا وتركيا. وقد أقيم في تركيا مركز آخر للدعوة.
وكتب معلمنا من منطقة سيميو في تنزانيا: في فرع للجماعة أنشئ في العام الماضي بنينا مسجدا ومركز دعوة. وفي أيام البناء سأل قس مسيحي الأحمديين: لمن تبنون هذا البيت؟ قالوا: لإقامة معلّم جماعتنا. فاستغرب القس من ذلك وقال هناك ست كنائس للمسيحيين في هذه القرية، وأكثر الفرق المسيحية مقيمة هنا منذ مدة طويلة، ولكن لم توفَّق أيٌّ منها لبناء مسكن يقيم فيه قسيسها. لا جرم أنكم تكرمون وتحترمون زعماء دينكم، وتعملون بشعاركم القائل: الحب للجميع ولا كراهية لأحد، وهذا مثال يجب أن يحتذي به غيركم.
إن ما يميز الجماعة الإسلامية الأحمدية ما يسمى “وقار العمل”. وبحسب التقارير الواردة من 148 بلدا فإن أبناء الجماعة من 114 بلدا –ولا سيما في أفريقيا- قاموا بـ “وقار عمل” لإحدى وأربعين ألفا ومئة وإحدى عشرة مرة من أجل بناء المساجد ومراكز الدعوة وغير ذلك، وهكذا وفروا ما يساوي خمسة ملايين ومئتي ألف وثلاثة عشر ألف من الدولارات تقريبا. وهذا يعني، نظرًا إلى كلفة بناء مسجد واحد في أفريقيا فهذا يعني أن ما وفروه من المال من خلال ما يسمى “وقار عمل”، أن الله تعالى قد وفق الجماعة لبناء عشرة مساجد إضافية. فهكذا يجعل الله تعالى البركة في أموالنا.
أما زيارات المندوبين المركزيين لمختلف المدن والبلاد فأترك تفاصيلها الطويلة، وقد كان لهذه الزيارات أثر طيب بفضل الله تعالى.
وهناك أعمال كثيرة تقوم بها مطبعة الرقيم المركزية الموجودة في المملكة المتحدة في مدينة “فارنهام”، منها أن مطابع عديدة تعمل في أفريقيا تحت إشراف مطبعة الرقيم. والكتب التي طبعت في مطبعة الرقيم يبلغ عدد نسخها ثلاثمئة وستين ألفاً ومئتين وأربعين نسخة. بالإضافة إلى طباعة مجلات “موازنة مذاهب”، و”النصرة”، ومجلتي”مريم” و”إسماعيل” الصادرتين من قبل مكتب “وقف نو”. كما تطبع في مطبعة الرقيم كثير من الكتيبات والمنشورات والأوراق الترويسية “المطبوع عليها ديباجة خاصة” لشتى مكاتب الجماعة وغيرها من الأعمال.
كما طبعت القرآن الكريم برسم “منظور” المستخدم في كتيب “يسرنا القرآن”. وكان العمل على هذا المشروع جاريا منذ ست أو سبع سنوات، وكان قد أنيط إلى جماعتنا في قاديان، لكي يصنعوا رسما على شاكلة الرسم المستخدم عندنا ويسمى “رسم منظور”،
لقد قامت نظارة الإشاعة بقاديان على هذا المشروع بعمل جبار. والحمد لله على أنه قد طبع القرآن الكريم بهذا الرسم الآن، وهو جميل وجذاب، وأطراف كل صفحة منه ملونةٌ وتجليده رائع الجمال. ونُسخ هذا المصحف التي وصلت إلى هنا في المملكة المتحدة تباع بسرعة، ويبدو أننا سنضطر لطبعته الثانية عاجلا. إنه مصحف جميل من حيث شكله ومجلده ورسمه وورقه وغير ذلك. تجليده رائع بوجه خاص. وكما قلت لقد كتبناه برسم مستخدم في كتيب “يسرنا القرآن” ونسميه “رسم منظور”، وهو رسم خاص بالجماعة الأحمدية، ولا يوجد عند أحد غيرنا، وهو سهل القراءة. وكما قلت إن نظارة الإشاعة في جماعتنا بقاديان الهند قد عملت على المشروع بجهد جهيد. كما أن أخانا الأحمدي من تركيا السيد محمد المحترم قد ساعد مطبعة الرقيم كثيرا في سبيل طبع هذا المصحف.
في المستقبل سوف تطبع مصاحفنا مع الترجمة بهذا الرسم إن شاء الله. إن القرآن الكريم مع ترجمة حضرة المولوي شير علي لا يزال على قيد الإعداد بهذا الرسم “رسم منظور”، وسوف يكون جاهزًا للطبع قريبًا إن شاء الله تعالى.
كذلك سوف يُستخدم هذا الرسم في الطبعة الجديدة للترجمة الحرفية لحضرة مير إسحاق، وهي أيضا قيد الإعداد. كلما يضع هؤلاء القوم في باكستان العراقيل في سبيلنا ليمنعونا من قراءة القرآن الكريم والاحتفاظ به ونشره، يفتح الله تعالى لنا سبلاً لذلك أفضل وأكثر.
تحت إشراف مطبعة الرقيم المتواجدة في إنجلترا تعمل مطابع الجماعة في ثماني دول أفريقية، وهي غانا، نيجريا، تنزانيا، سيراليون، ساحل العاج، غامبيا، بوركينا فاسو، وبينين. لقد أرسلت مطبعة الرقيم من هنا آلات هذه المطابع إلى تلك البلاد.
ويبلغ عدد نسخ الكتب المطبوعة في هذه المطابع أكثرَ من ست مئة واثني عشر ألف نسخة. بالإضافة إلى ذلك تطبع فيها المجلات والجرائد والمطبوعات الدعوية والمناشير وغيرها، ويبلغ عدد نسخها تسعة ملايين وأربعمئة وخمسٍ وثمانين ألف نسخة.
علاوة على ذلك، فإن مطبعتنا في غامبيا قد طبعت في هذا العام أعمالا خاصة للناس، كما طبعت من أجل وزارة الصحة كتيبات ومناشير ولافتات بأعداد كبيرة، تحتوي على بيان التدابير الوقائية من وباء الكورونا لتوعية الناس. كانت المطابع الأخرى مغلقة بسبب الوباء، فاتصلت الحكومة بجماعتنا طالبة منها طبع هذه المناشير، فساعدناها.
وفيما يتعلق بأعمال وكالة الإشاعة (قسم الطبع) فبحسب التقارير الواردة من جماعتنا في 93 دولة فقد طبعت هذا العام 407 كتابا وكتيبا ومنشورا بـ 42 لغة، وكان عدد النسخ المطبوعة أربعة ملايين ومئتين وستة وخمسين ألفاً وتسعة وخمسين نسخة. وقائمة جماعات الدول التي طبعت فيها هذه الكتب والمنشورات طويلة.
أما شتى المجلات التي تطبعها وتنشرها فروع الجماعة محليا في مختلف بلاد العالم في هذا الوقت، فعددها 94 جريدة ومجلة حيث تنشر فيها مقالات ومواد تربوية وتعليمية وثقافية بـ 29 لغة.
أما تقرير قسم التوزيع بوكالة الإشاعة فهو كالآتي: (علمًا أن هذا مكتب منفصل عن قسم الطبع في وكالة الإشاعة)
لقد أُرسلتْ إلى مختلف جماعات البلاد أكثر من مئة وتسعين ألف نسخة من مختلف الكتب بـ 24 لغة. وكما وزعت في مختلف الدول ستة ملايين وثلاث مئة وستة وثمانين ألف نسخة من مختلف الكتب والكتيبات والمناشير بـ 709 موضوع وعنوان، وهكذا وصلت الدعوة إلى ملايين الناس في العالم.
هناك تقرير وكالة التصنيف ببريطانيا جاء فيه: تمت مراجعة ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الإيطالية، وأُرسلت للطباعة. وفي السنة الحالية تمت في بريطانيا ترجمة وشرح أحد عشر مجلدا لصحيح البخاري. وطُبعت ترجمة إنجليزية لكتاب المسيح الموعود u “إعجاز أحمدي”، كما تمت ترجمة إنجليزية لكتابَين آخرين له u وهما: إتمام الحجة، والحرب المقدسة، وسيُرسلان للطباعة قريبا بإذن الله. واثنان وعشرون مجلدا من سلسلة كتب المسيح الموعود u “الخزائن الروحانية” (ما عدا المجلد العاشر) في طور الطباعة في بريطانيا، وسيبدأ العمل على المجلد العاشر أيضا سريعا بإذن الله ونتوقع أن ترى المجلدات الثلاثة والعشرون كلها النورَ قريبا. وبحسب التقارير الواردة خلال العام 2019-2020م من 36 بلدا و8 مكاتب مركزية، قد أُعِدّت 154 نشرة في 33 لغة مختلفة بما فيها الإنجليزية والإسبانية واللاتفية، والأوغندية والفارسية والألمانية والبورمية والفرنسية والهاؤسة والعربية والسواحيلية والإندونيسية والأدرية والصينية والبروندية والمنديكية والماسيدونية والتوغا والبرتغالية والعبرية والهولندية والكرواتية والفولانية والألبانية والروسية، والبنغالية واليورُبا والتايلندية والرويجية وغيرها.
في العام الماضي حضر الجلسة ضيف من أوكرانيا اسمه السيد “سرغئي دميترو”، ولم يكن أحمديا حينذاك غير أنه بايع عند البيعة العالمية المنعقدة بمناسبة الجلسة. هو معلّق ومحلل بارع وخبير في علم الأديان، وقد لقيني أيضا في أثناء حضوره الجلسة فقلت له: إنك رجل مثقف، فعليك أن تقرأ كتاب: “فلسفة تعاليم الإسلام” وتعلّق عليه. فقال بعد عودته إلى وطنه: بدأت بقراءته وأنهيته في جلسة واحدة. وبعد قراءة هذا الكتاب علمتُ أن المرزا غلام أحمد القادياني ليس زعيما دينيا فحسب بل كان باحثا كبيرا أيضا في علم الأديان. لقد كتبتُ آرائي حول كتب عديدة من قبل ولكن لم أشعر أنني وجدت فيها شيئا جديدا. أما قراءة كتاب “فلسفة تعاليم الإسلام” فقد زادت في علمي إلى حد كبير. لم أكتب تعليقي هذا على الكتاب المذكور بمقياس العقل فقط بل كتبته بكل قلبي وروحي ووجداني.
ثم يقول: لقد أكد المسيح الموعود u على تجديد الإسلام وعلى إصلاح الأمة المسلمة بوجه خاص، ومما لا شك فيه أن تجديد أيّ دين أمرٌ مهم جدا. ولو ألقينا النظرة من هذا المنطلق على القرون الوسطى لعلمنا أن أزمة كبيرة من حيث الإيمان واليقين كانت قد بدأت في المسيحية قبل بدء عملية الإصلاح في أوروبا. وكان الإسلام أيضا يواجه وضعا مماثلا ما لم يُبعث المسيح الموعود u. وقد أُعجبت بوجه خاص بجزء الكتاب الذي فيه شرحُ الحالات الطبيعية ومفهوم الأخلاق. ومن الضروري جدا لنا أن ندرك الهدف من خلقنا وندرك أهمية خلق الله تعالى ونقدره تقديرا، وكذلك يجب أن نسعى جاهدين لفهم الأخلاق وأساسها. كثيرا ما ننسى أن السبل التي تُبعد الإنسان عن طريق الصدق قد كثرت في الزمن الراهن إلى حد كبير. لذا من الضروري جدا أن نقدّر خلق الله تعالى.
ثم قال مواصلا حديثه: في أثناء قراءة الكتاب تذكرتُ ما قلتموه في الخطاب النهائي (كنتُ قلت في خطابي أن المسيح الموعود u أصلح الفكرة الخاطئة السائدة عن الإسلام في العالم الإسلامي، ثم توجه إلى إصلاح جماعته، فقال المعلق مشيرا إلى كلامي هذا) أن المسيح الموعود u أصلح الفكرة الخاطئة السائدة عن الإسلام في العالم الإسلامي، ثم توجه إلى إصلاح جماعته، فكانت تلك الكلمات تغزو ذهني أثناء قراءة الكتاب المذكور. فعندما يصلح كل واحد منا أهلَ بيته والأجواء المحيطة به وبلدَه، سيصبح نتيجةً لذلك قادرا على إصلاح حالة العالم الإيمانية. لقد فتح المرزا غلام أحمد القادياني بابا جديدا للعلم في علم الأديان بشرحه الحالات الطبعية والأخلاقية. وأرى أنه قد استخدم هذه المصطلحات قبل غيره، وشرحها بأسلوب راقٍ ومقدس. بصفتي خبيرا في علم الأديان وفيلسوفاً فقد استمتعتُ كثيرا بقراءة هذا الكتاب، لذا أقترح أن على الجماعة الأحمدية أن تنشره بكثرة وتترجمه إلى لغات مختلفة ليتسع علم الناس أكثر عن الدين والإيمان والصدق الحقيقي بقراءته.
كان هناك برفسور من نيبال، وقد أُهدِي مجموعةَ خطاباتي المنشورة بعنوان: “الأزمة العالمية وطريق السلام” فقال: إن هذا الكتاب جيد جدا نظرا إلى الظروف الراهنة. (وكان قد علّم على فقرات وسطور كثيرة في الكتاب) وقال أيضا أنه كان يريد إبراز هذه الفقرات لأن هناك حاجة كبيرة لترويج هذه الأمور في العالم. وقد ذُكرت فيها مبادئ ذهبية للعالم. لقد أُعجبتُ بالكتاب كثيرا جدا، وسأعطيه أصدقائي أيضا ليقرأوه.
وقال برفسور نيبالي آخر اسمه “الدكتور غوِوِند”، معلقا على الكتاب نفسه: لقد قرأت هذا الكتاب وتوصلت إلى نتيجة أن محاولة زعيم مسلم لإقامة الأمن في العالم كله أمر محير لغير المسلمين ولا سيما حين تُشوَّه سمعةُ المسلمين في وسائل الإعلام في العالم كله. هناك 73 فِرقة للمسلمين في العالم، وبينها وبين دولة إسرائيل عداوة دينية وسياسية، وفي ظل هذه الظروف فإن كتابة زعيم مسلم رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي لإقامة الأمن لأمرٌ عظيم. كذلك بعث خليفة الجماعة الأحمدية كتابا إلى رئيس الوزراء الإيراني أيضا، وقد تأثرتُ بهذا الأمر كثيرا. إن قراءة الكتاب: “الأزمة العالمية وطريق السلام” ستفيد غير المسلمين كثيرا لمعرفة رسالة الإسلام عن الأمن. الجماعة الأحمدية تقدم موقفها أمام العالم بطريق سِلمي مقارنة مع فِرق المسلمين الأخرى. وبحسب قول الجماعة الأحمدية إن قيام الأمن في العالم غير ممكن إلا بالعمل بتعاليم القرآن الكريم فحسب. ولا شك أن إنكار ذلك مستحيل تماما.
وجاء شخص لزيارة معرض الكتب في نيبال، وقال بعد النظر إلى الكتاب المذكور: لقد أثير في الكتاب سؤال: لماذا يسمح الإسلام بالقتال ومتى يسمح به؟ هذا سؤال مهم جدا وكنت أبحث عن الجواب عليه منذ مدة، وقد وجدته اليوم.
وفي مدينة “جَهاركَهند” بالهند جاء شخص لزيارة معرض الكتب، وكان يحمل أفكاراً معاندة جدا تجاه الإسلام، ففور وصوله بدأ بشن الاعتراضات على الإسلام وعلى محمد رسول الله r، وكان قد قرأ كتبا كثيرة ضد الإسلام سابقا، ولكنه حين أُخبر عن تعليم الإسلام الحقيقي، تأثر جدا وقال: ما كنت أعلم عن الإسلام الصحيح قبل اليوم قط، والآن سأقرأ كتبكم. فأُعطي كتب الجماعة وخاصة، “الأزمة العالمية وطريق السلام”. ثم جاء في اليوم التالي وقال: قرأتُ جزءا من هذا الكتاب وأُعجبت به كثيرا وبسببه قد زالت كثير من الاعتراضات التي كانت في ذهني. والآن هو في تواصل مستمر مع الجماعة.
يقول داعية الجماعة في “كيريباتي”: كان يُظَنّ هنا أن المسلم يكون مستعدا دائما لقتل الآخرين، أما الآن فقد علم الكثيرون أن هذا ليس صحيحا، لدرجة اعتُرض على رئيس الدولة أنه لماذا سمح للمسلمين للدخول إلى البلد، وطُلب منه أن يُخرجهم منه فورا، فقال رئيس الدولة: لقد قرأت القرآن الكريم ووجدت أن الإسلام دين أمنٍ وسلامٍ، فلن أخرج المسلمين من البلد. وقد سبق أن أَخبرْنا رئيس الدولة عن تعاليم الإسلام الحقيقية في أثناء بضع لقاءات معه، فالحمد لله على ذلك. الجماعة الإسلامية الأحمدية هي الوحيدة التي تنشر اليوم تعاليم الإسلام في البلاد.
يقول داعية الجماعة: لقد لقينا زعيم إقليم “شيانغا” أثناء جولتنا هنالك، وتبين أنه إنسان فطين وعقلاني جدا، ولكنه لا يؤمن بأيّ دين. فتحدثتُ معه حول الإيمان بالله والدين. فقال: أنا أحتل مكانة محترمة في المجتمع، وعندي زوجتان، وما دامت حياتي على ما يرام دون الإيمان بالله فما حاجتي إلى الإيمان بالله وبأي دين؟ عندها سرد له داعيتنا أدلة بيّنها سيدنا الخليفة الثاني t على وجود الله (لقد ألّف الخليفة الثاني t كتابين مفيدين جدا حول هذا الموضوع ويجب على كل أحمدي مطالعتهما) فقال الزعيم بعد سماع كلام داعيتنا: أريد أن أقبل الإسلام أي الأحمدية. قال له داعيتنا: كنتَ قبل قليل ترفض ضرورة الدين نهائيا فكيف صرتَ مستعدا لقبول الأحمدية أي الإسلام الحقيقي بهذه السرعة؟ فقال: إن كلامك قد أقنعني وطمأن قلبي. فإذا كان الدين فعلا يقدّم هذه الفكرة عن الله فيجب علينا الإيمان به. ثم قُرئت عليه شروط البيعة فانضم إلى الأحمدية مع أولاده الثمانية، فالحمد لله على ذلك. والآن هو ملتزم بصلاة الجماعة وعلى تواصل مستمر مع الجماعة.
كان هناك مشروع توزيع المنشورات، وقد وُزّعت أثناء العام قيد البحث أكثر من 9357000 منشور في 111 بلدا، وبواسطتها وصلت دعوة الجماعة إلى 22700000 شخص. وقد وُزّعت في ألمانيا أكثر من أية دولة أخرى وعددها مليونان ونصف مليون وتليها بريطانيا حيث وُزّعت مليونان وثلاث مئة ألف نشرة، وتليها أستراليا حيث وزعت ثمانمئة ألف، وثم هولند، وزعت فيها أربعمئة ألف نشرة، ثم كندا وزعت فيها ثلاثمئة ألف، ثم بلاد أخرى التي وزّعت فيها بمئات الألوف.
وفي أفريقيا تحتل تنزانيا رأس القائمة في توزيع المنشورات، وتليها بنين حيث وُزعت مئتا ألف، ثم بوركينافاسو حيث وزّعت بالعدد نفسه تقريبا. ثم تأتي نيجيريا ثم كونغو كنشاسا، وفي الهند وزّعت أكثر من 446000 نشرة.
يقول داعية الجماعة في إقليم “مارا” في تنزانيا: اتصل بنا ثلاثة شباب من إحدى القرى بعد أن قرؤوا المناشير المذكورة وأظهروا رغبتهم في حصول معلومات أكثر عن الجماعة، ثم بايعوا مع عائلاتهم بعد البحث والتحقيق وبدأوا بتبليغ الدعوة في قريتهم. أحد هؤلاء الشباب عمدة القرية، وقد وصلت دعوة الجماعة هنالك إلى كل بيت بفضل الله تعالى، وبايع في القرية إلى الآن 82 فردا. لقد واجهت الجماعة معارضة أيضا في أثناء تبليغ الدعوة. فذات يوم جاء شيخ من جماعة “أنصار السُّنَّة” وبدأ يشتم الجماعة أمام الناس بأعلى صوته حتى أفحموه قائلين إن الشغب والضجيج على هذا النحو لا يليق بزعماء دينيين. ثم بعد ذلك دُعي للنقاش العلمي والتفكير في تعاليم الجماعة الإسلامية الأحمدية، ولما أُفحِم بالأدلة القاطعة بدأ بالبذاءة في الكلام. لقد تأثر أحد العجائز الموجودين هناك بهذه الواقعة وبتعليم الأمن والسلام للجماعة الأحمدية فتبرع بقطعة أرض للجماعة لأداء صلاة الجمعة والصلوات الأخرى بالجماعة. وبعد ذلك بدأ هناك كثير من الأولاد غير الأحمديين أيضا يشتركون في الدورات التربوية للجماعة. وهكذا فإن معارضة المعارضين تتحول إلى ذريعة لتبليغنا.
يقول رئيس الجماعة في فرنسا: كنا نوزع المنشورات في “سوق الأحد” المقامة في وسط مدينة “تولوز” فقد تقدّمت إلينا سيدة كهلة مبتسمةً وقالت: لقد قرأت ما أعطيتموني من منشورات حول حب الوطن والحجاب وأعجبت بها وهناك حاجة ماسة لمثل هذه التعاليم اليوم. ثم سألتْ كم تتلقون نقودًا لقاء هذا العمل؟ وقد تأثرت جدًّا لما أخبرناها بأننا نقوم بهذا العمل لوجه الله تعالى.
لقد أقامت الجماعة المعارض وأكشاك الكتب ومعارض الكتاب، واعتنت بإقامة معارض القرآن الكريم ومعارض أدبيات الجماعة. وبحسب التقارير الواصلة إلينا وصلت رسالة الإسلام من خلال 7540 معرضا إلى أزيد من 343000 شخصا. لقد أُهدِي ترجمة معاني القرآن الكريم بلغات مختلفة لــ 1580 ضيفًا في العالم كله، كذلك وفقت الجماعة لتبليغ الدعوة إلى أزيد من 764000 شخصا من خلال أزيد من خمسة آلاف من أكشاك الكتب ومعارض الكتاب.
يقول داعية الجماعة في لاتفيا: جاء رجل مسن إلى جناحنا للكتب فدخل الجناح حيث كانت لفّة تتحرك بالصور وعليها بعض الأحاديث الإسلامية وبعضها كانت تحتوي على بعض أقوالي مسجلة ومقروءة بالصوت، فكانت لفة تتحرك، وكان هذا العجوز يشير عند كل حديث بإصبعه ويقول باللغة الروسية: رائع، وصحيح تمامًا.
كذلك جاءت سيدتان أيضا وأخذتا بعض الكتب منها ترجمة مقدمة تفسير القرآن وقالت مثنية: ما تقومون به عمل جدّ رائع.
لقد اشترك قسم نور الإسلام في الهند في معرض الكتاب في ديسمبر 2019 وجاء إلى جناحنا عالم هندوسي السيد جهريه الذي كان له اطلاع واسع على الأديان، كما إنه يدير مدرسة. فقد جاء ووقف برهة ثم بعد بضع دقائق بدأ يعترض على القرآن الكريم. وقال بأن القرآن الكريم والإسلام يأمران بقتل كافة الناس غير المسلمين. فقيل له بأن القرآن الكريم أمامك الآن فأخبرنا أين ورد مثل هذا الحكم؟ فقال: لقد قرأت القرآن كله وأعرف أنه ورد مثل هذا الحكم فيه إلا أنني لا أعلم الآن أين هو بالضبط. على أية حال، قُدِّم له تعاليم القرآن الكريم والإسلام المتعلقة بالإحسان إلى غير المسلمين كما قُدّمت له أسوة النبي r أيضا. وبعد سماعه التعاليم الإسلامية لبضع دقائق قال: أريد أن أجلس داخل جناحكم لاستزادة المعلومات عن الإسلام والقرآن الكريم. فقد رُد هنالك على جميع أسئلته واعتراضاته لمدة ساعتين تقريبا. وبعد ذلك قال بصراحة: لم أسمع قبل هذا اليوم بمثل هذه الأجوبة الشافية. لقد توجهت إلى كثير من العلماء للحصول على المعلومات حول الإسلام وانتقلت من مكان إلى مكان إلا أن العلماء كانوا يردون على أسئلتي بطريق زادني نفورًا وملأني سمومًا ضد الإسلام والقرآن بدلا من التعاطف معهما. وامتلأتُ بالنفور والسموم لدرجة قررت مع أصدقائي أن نفتح قناة ضد الإسلام ولقد بدأنا العمل على ذلك وبدأنا ببعض التسجيلات أيضا ولكنكم الآن غيرتم حياتي. لقد تأثر هذا الشخص كثيرا وعند الانصراف أعطى موثقًا أنه لن يتفوه كلمة ضد الإسلام والقرآن الكريم، وقال بأنني لن أنشر الآن تلك التسجيلات لبعض البرامج التي قمت بها ضد الإسلام والقرآن الكريم بل سأقدم بدلا من ذلك تعليم الإسلام.
وإن الجماعة الإسلامية الأحمدية تُقنع الأعداء بجمال تعاليم الإسلام من خلال عرضها لهم وتجعلهم يدركون عظمة مكانة النبي r وأسوته، أما هؤلاء العلماء المزعومون الذين يعدّون أنفسهم سدنة الإسلام فإنهم ينفّرون الناس من الإسلام والقرآن الكريم ومع كل ذلك لا يفتأون يتكلمون ضدنا.
جاء صحفي من الجريدة المحلية “أغر بهارت” إلى جناحنا في معرض الكتاب في آغرا، فبدأ معه النقاش الذي تكلم فيه عفويًّا عما تعانيه الأمة من حالة يرثى لها، فلما أُخبر عن الخدمات الإسلامية التي تقوم بها الجماعة الإسلامية الأحمدية تأثر بها جدًّا ووعد بتعاونه معنا في هذا العمل. ثم بسبب بعض معارفه ساعدنا لنشر رسالتنا عبر ثلاث فضائيات وبالتالي وصلت رسالة الجماعة الأحمدية من خلالها إلى آلاف الناس.
وخلال معرض الكتاب في “آسام” تم التعريف بالجماعة للسيد آفتاب أحمد شودري الذي هو حائز على الدكتوراة وهو حافظ للقرآن الكريم أيضا، ثم بدأ معه النقاش التفصيلي، وأثناء الحديث أُخبر عن معتقدات الجماعة المتعلقة بوفاة المسيح الناصري، وقُدمت له البراهين على وفاة المسيح من القرآن الكريم. فقال: لا شك أنني أحفظ القرآن الكريم ولكن لم أنتبه إلى هذا الموضوع قط، لقد فتحتم عيني. إنني أكتب مقالات في الجرائد وسأنشر الآن هذا الموضوع في الجرائد على ضوء هذه الآيات حتى ولو وقف جميع المسلمين في “آسام” لمعارضتي.
اشترك في ندوة الجماعة للسلام في سويسرا أحد القساوسة السيد “مشل فشل” الذي يرأس إحدى الجمعيات الخيرية وقد منحته الجماعة جائزة، فقال: إنني أشكر الجماعة الأحمدية من صميم فؤادي، إنني متعجب من أن جماعة مسلمة تمنح جائزة لجمعية خيرية مسيحية وهذا يدل على أنكم لا تتكلمون عن الأمن والسلام فقط بل تعملون لإقامة الأمن أيضا، وإن الشجرة تعرف بثمارها، ومن ثماركم هذه الندوة للسلام.
ويكتب رئيس المبلغين في زامبيا: لقد اشترك في ندوة السلام للجماعة شخصيات من مختلف مجالات الحياة منهم الضباط في الشرطة والقضاة في المحكمة المحلية والقساوسة من الكنائس وأساتذة المدارس والمندوبون من الصحافة المحلية وأعضاء البرلمان ومعلم المسجد المجاور لغير الأحمديين. لقد عبر أحد القساوسة عن انطباعاته فقال: كنا نفكر منذ مدة لعقد مثل هذا البرنامج ولكن الجماعة الأحمدية سبقتنا في عقده.
لقد تم التعريف بالجماعة للسيد الأفغاني عبيد الله في ندوة السلام التي عقدتها الجماعة في مدينة “تشندي غره” الهندية، وأُخْبر عن بعثة المسيح الموعود u وأنه أعلن كونه مسيحًا ومهديا موعودًا بشر به النبي r. فلما قيل لهذا الأخ الأفغاني بأن يفكر في الظروف الراهنة ألا تدل على أنه هو الوقت لظهور المسيح والمهدي؟ فلما سمع ذلك احمرّ وجهه وبدأ يرتجف وظل يكرر ويتساءل: هل صحيح أن المسيح الموعود قد ظهر؟ ثم أُطلِع على كلمات المسيح الموعود u في مدح النبي r فلم يتمالك على مشاعره وقبّل جبين الأحمدي بعفوية وقال: هذا هو تعليم الإسلام الذي يُقدّم من خلاله (u) للعالم.
كتب الرئيس الوطني للجماعة في فنلندا أنهم عقدوا هناك ندوة السلام اشترك فيها دبلوماسي من الخارجية الفنلندية وسفير أسبق لفنلندا في باكستان، فقال: سررت كثيرا حقًّا بحضوري في هذه المناسبة الموقرة لكم، ولقد عملت رئيسًا للسفارة الفنلندية في إسلام آباد بباكستان من عام 1995 إلى 1998 وأحمل ذكريات طيبة لتلك الفترة. لقد كان الأحمديون المعروفون هناك من بين أصدقائي المقربين وأصدقاء أسرتي. لقد لعب الأحمديون دورًا هامًا في ذلك البلد وفي الدفاع عن حدوده وإضافة إلى ذلك في نجاح ذلك البلد في العلوم والفنون والاقتصاد. عندما كانت بريطانيا تحكم شبه القارة الهندية كان كثير من مواطنيها والعسكريون ينتمون إلى الجماعة الأحمدية.
ثم يقول: لقد عملت سفيرًا في إيطاليا أيضا وهناك تعرفت على المركز الدولي الثالث للفيزياء النظرية في تريستا الذي أسسه العالم الباكستاني الدكتور عبد السلام الذي هو أول عالم مسلم من أي بلد إسلامي حاز على جائزة نوبل. يقول: لما انتشر خبر فوزه بجائزة نوبل فقد أشيد به كثيرا في الجرائد الوطنية الباكستانية وعلى الراديو والتلفاز وأثني عليه. ولكن عُرف سريعًا أنه أحمدي وفجأة توقف كل الثناء عليه والدعاية له.
ثم يقول: فلما توفي في 1996 تم دفنه في ربوة مدينة البنجاب الباكستانية، ومن المؤسف أنه قد محيت كلمة مسلم من شاهد قبره. وبعد ذلك ذكر الاضطهاد طويلا.
على أية حال، يتم إحداث التغيير في كتب التاريخ اليوم، ويُمحى التاريخ الحقيقي من أذهان الأولاد. إن الفئة المثقفة من العالم تعرف، إن قلنا شيئا أم لا، ما هي الخدمات التي قدّمتها الجماعة لباكستان، وكيف يُعامل الأحمديون اليوم هناك، إذ إن الذين كانوا يعارضون وجود دولة باكستان يحاولون اليوم أن يصبحوا مؤسسين مزعومين لها.
على أية حال، إن كل أحمدي وفيّ لبلده؛ كان وفيًّا وسيظل وفيا إن شاء الله تعالى. وستتبخر في الهواء يومًا ما بإذن الله تعالى محاولات هؤلاء المعارضين، وسيكون تأييد الله تعالى حليفنا كما هو حليفنا الآن أيضاً، لأن ما يسخره المعارضون من جهود ضدنا يظنونها قاضية على الجماعة إلى الآن، ولكن الله تعالى يحافظ على الجماعة.
باختصار، إن الذي سردته على مسامعكم من الأحداث لهو جزء من هذا التقرير الذي قلت عنه بأنه يقدّم عادة في اليوم الثاني من الجلسة. وبما أنه لا تعقد الجلسة هذه السنة لذلك أردت أن أعرضه عليكم في قسطين اثنين، فبحسب البرنامج سأعرض بإذن الله تعالى بقية هذا التقرير في الساعة الرابعة مساء يوم الأحد أمام تجمع صغير في القاعة على شاكلة الجلسة وسيسمع العالم من خلال أم تي أيه عن تلك الأفضال التي منّ بها الله تعالى على الجماعة خلال هذه السنة. لقد اضطررت إلى ترك كثير من الأحداث والأمور وسأقدم البقية يوم الأحد إن شاء الله تعالى.