خطبة الجمعة
التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز
الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام
يوم 26/1/2018
*****
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين. آمين.
قال المسيح الموعود u في مناسبة وهو يبين فلسفة الدعاء:
“عندما يبكي رضيع ويصرخ للحليب من شدة الجوع، يتدفق الحليب في ثديي الأم. لا يعرف الطفل حتى اسم الدعاء، ولكن كيف تستدرّ صرخاته الحليب. هذا ما جرّبه الجميع. فقد لوحظ في بعض الأحيان أن الأم لا تشعر بوجود الحليب في ثدييها، ولكن صرخة الرضيع تجلبه تلقائيا. فهل صرخاتنا أمام الله تعالى عاجزة عن جلب شيء من عنده؟ كلا، بل تجلب وتجلب كل شيء، ولكن العميان الذين يدّعون أنهم علماء وفلاسفة لا يقدرون على رؤية ذلك. لو فكر الإنسان في فلسفة الدعاء واضعا في الحسبان ما بين الطفل والأم من علاقة، لَفَهِم الموضوع بمنتهى السهولة.” (الملفوظات، ج1)
إنه لفضل الله تعالى علينا نحن الأحمديين أن معظمنا -صغارا كانوا أم كبارا- يعلمون بأن المرء لو خضع أمام الله تعالى باضطراب وتضرع وتواضع ودَعَاه I لاستجاب الله تعالى أدعيته. وثمة أحداث لاستجابة الدعاء تُدهش الآخرين أيضا. يكتب إلي كثيرٌ من الناس أنهم في بعض الأحيان يئسوا من كل طرف -وهذه الحالة تطرأ على الإنسان في بعض الأحيان- ففي ذلك الوقت دعوا الله تعالى فأنزل الله تعالى فضله الذي قوّى إيماننا. تأتيني بعض الأحداث من هذا النوع في التقارير المختلفة، وسأسرد عليكم بعضها الآن:
كتب ناظرُ “الدعوة إلى الله” في قاديان: أخبرني أمير محافظة “هوشياربور” بأن الناس في قريته “كَهِيْرا أَشَرْوَال” كانوا قلقين جدا بسبب عدم نزول المطر قبل بضع سنوات حتى أن مستوى مياه الآبار أيضا كان قد نزل كثيرا. فطلب أهلُ هذه القرية -التي معظم سكانها هندوس- من داعية الجماعة المحلي أن يدعو. يقال للداعية في شرق البنجاب المولوي أو ميان جي. وكانوا على يقين أننا لو طلبنا من الداعية الأحمدي الدعاء لنزل المطر حتما. باختصار، أخبرهم داعيتُنا أولا بآداب الدعاء في الإسلام وصفات الله تعالى ثم أمَّ الدعاءَ. فاستجاب الله تعالى دعاء داعية الجماعة الأحمدية، وأنزل مطرا غزيرا خلال ساعتين أو ثلاث ساعات وأدلى بشهادة على كونه سميعَ الدعاء، وكان لهذا الحادث تأثير إيجابي على القرية كلها بفضل الله تعالى، وقال أهلها بصراحة أن المطر نزل ببركة دعاء الأحمديين.
كذلك كتب أمير الجماعة في “فيجي”: أخبر داعيةُ “توفالو” قبل زيارتي لها -وهي جزيرة صغيرة قريبة من فيجي- بأنه لم ينـزل هنا المطر منذ مدة والمطر هو الوسيلة الوحيدة للحصول على الماء، فقبل زيارته لها كتب إلي أيضا رسالة طالبا الدعاء لنزول المطر. يقول: حين وصلنا “توفالو” أبدى أهلها قلقا شديدا وقالوا كاد الماء هنا ينفد نهائيا، كنا قد وصلنا في المساء، فأعلنتُ في الليلة نفسها قبل صلاة العشاء أننا في السجدة الأخيرة من الصلاة سنقوم بالدعاء لنزول المطر. فتقبل الله تعالى الدعاء ونزل المطر بفضل الله تعالى في الليلة نفسها وبعدها نزل المطر ثلاث أو أربع مرات مع أن الأرصاد الجوية أنبأت بجفاف الطقس لمدة طويلة. ثم حيثما ذهبنا هناك قال الناس نزل المطر بسبب مجيئكم إلينا، فقال أسقف كاثوليكي وأحد كبار الزعماء لقبيلة “فونوفوتي”: إنه فضل الله تعالى وأدعية الجماعة وأدعية خليفتكم بأن المطر نزل هنا بشكل خارق للعادة. ولم يتسبب هذا المطر في ازدياد إيمان الأحمديين فقط بل أصبح آيةً على صدق المسيح الموعود u أيضا.
في بعض الأماكن يصبح نزول المطر آيةَ نصرةِ الله تعالى واستجابته للدعاء، وفي بعضها يصبح إمساك المطر آيةً لاستجابة الدعاء. سواء قَبِل الناسُ الإسلام أم لم يقبلوا ولكنهم يعترفون حتما بأن إله الإسلام يستجيب الأدعية. هناك بلد في أفريقيا واسـمه “غينيا بيساو”، يقول داعيتنا المحلي فيها السيد عبد الله: ذهبنا للتبليغ إلى قريةٍ اسمها “سين جانك كانغسا”، وجمعنا الناسَ وبلّغناهم رسالة الجماعة الأحمدية، وحين كنا نبلّغهم بدأ المطر ينـزل بغزارة بحيث لم يكن يصل صوتي إلى الحضور بسبب صوت المطر، وشعرنا بأن الناس سيغادرون المجلس، لأنهم كانوا قلقين وأرادوا الذهاب، حينها دعوت الله تعالى قائلا يا رب! هذا المطر منك والرسالة التي أتيتُ بها هي أيضا منك، ولكن بسبب هذا المطر لا تبلغ الناسَ رسالتُك هذه ولا يتمكنون من سماعها، وهم على وشك الذهاب. قال: ما إن دعوتُ هذا الدعاء أوقف الله تعالى المطرَ وبلّغنا الرسالة قرابةَ 150 شخصا موجودين هناك، وبايع جميعهم بعد التبليغ بفضل الله تعالى. هنا إمساك المطر بعد الدعاء إذ زاد داعيتَنا إيمانا كذلك أرى الناس هناك إلها مستجيبَ الدعوات. يسأل الناسُ كيف يمكن رؤية الله؟ فاعلموا أن الله تعالى يُري نفسه بإظهار قدراته. فالذين كانوا على وشك مغادرة ذلك المجلس بسبب المطر حين رأوا فضل الله تعالى هذا ظلّوا جالسين بل قبلوا الأحمدية أيْ الإسلام الحقيقي.
كذلك كتب داعية في “باندوندو” السيدُ الحافظ مزمل: خرجتُ مع الداعية المحلي وخادِمَين لزيارة قرية، وبدأ في الطريق هطول المطر الشديد، وكان من الصعب مواصلة السفر لأن الطريق كان غير مرصوف وزلِقًا جدا، فوقفنا في مكان ودعونا أن يا رب! إننا في الطريق إلى تبليغ رسالة مسيحك، فأنزلْ علينا فضلك لتزول كل عقبة دون الطريق. وكنا قد أطلعْنا الناسَ في تلك القرية على مجيئنا فكانوا مجتمعين منتظرين، فاستجاب الله تعالى دعاءنا فورا وتوقف المطر مع أنه كان يبدو أن المطر سيستمر إلى المساء لذا كنا قلِقين جدا ولكن الله تعالى أنزل فضله فوصلنا إلى تلك القرية في الوقت المناسب وعقدنا برامج التبليغ والتربية.
ثم كتب الداعية في سويسرا السيد وهاب طيب عن إمساك المطر نتيجة الدعاء، وقال: اشترتِ الجماعة قطعة أرض في منطقة “زخول” لبناء المسجد، وخُطِّط لعقد برنامج لغرس شجرة هناك علامةً للسلام ودُعي إليه بعض الضيوف الآخرين أيضا، وبحسب النشرة الجوية كان سيهطل مطر شديد في ذلك اليوم، ولأن البرنامج كان سيُعقد في الهواء الطلق لذا كنا قلقين جدا. وكتبوا إليّ أيضا للدعاء وتلقّيت منهم عدة رسائل بهذا الخصوص. قال: حين ذهبنا هناك يومَ عقدِ البرنامج بدأ المطر العزير ينزل وفي الظاهر لم تكن أي علامة لإمساك المطر ولكن بسبب الأدعية أنزل الله تعالى فضله وتوقّف المطر نهائيا قبل ساعة واحدة من بدء البرنامج وطلعت الشمس. كان رئيس البلدية المحلية أيضا قد حضر تلك المناسبة فقال مستغربا: هل حجزتـم الطقس أيضا لبرنامجكم؟ فأخبرناهم أننا دعونا وكتبنا إلى خليفتنا أيضا للدعاء وكنا نأمل أن الله تعالى سيُكرمنا بفضله، فهكذا كان البرنامج ناجحا، ونشرت الجرائد المحلية أيضا خبرا عن ذلك، وبذلك وصلت رسالة الجماعة إلى كثير من الناس. لا شك أننا لا نحجز الطقس ولا نستطيع فعل ذلك ولكننا نخضع أمام ذلك الإله الذي يخضع لأمره الطقسُ وهو الذي يُري مشاهد قدرته.
والآن أقدم بعض الأحداث الأخرى لاستجابة الدعاء غير التي تتعلق بالطقس. إن إلـهنا ليس إله الطقس فقط بل هو القادر المطلق ويسمع كل نوع من الأدعية وله صفات لا تُحصى فهو يُري تجلّيات صفاته.
يقول السيد متين معلم الجماعة في بنين: قبل أيام جاءني أحد المبايعين الجدد وطلب مني الحضور إلى بيته لأن زوجته تعاني حالة صعبة للغاية. فأخذت معي زوجتي ووصلت إلى بيته لأن الأمر كان يتعلق بالولادة فكانت ثمة حاجة أن تكون هناك امرأة للمساعدة. كان موعد الولادة لديها قريبا جدّا إلا أنها تعرضت لحمّى شديدة أدت إلى تقلص الرحم، الأمر الذي كان يعيق عملية الولادة.
قال لي المبايع بأنه قد حدث معها هكذا مرتين وكنا أمام وضع بحيث ننقذ الطفل أو أمه فسعينا لإنقاذ الأم وضحّينا بالطفل في المرتين السابقتين وهذه هي المرة الثالثة. فقال له المعلم بأننا في هذه الحالة نقوم عمومًا بالدعاء إضافة إلى الدواء، ونكتب إلى إمامنا أيضا من أجل الدعاء. فبما أنه ليست هناك إمكانية الآن للكتابة إلى حضرته، والوقت ضيق، فنستخدم الدواء ونقوم بالدعاء. يقول المعلم بأنني بدأت بالدعاء سائلا المولى بأسمائه الحسنى وبوجه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قرأت الفاتحة ونفخت على الماء وأرسلته لتشرب زوجة المبايع. يقول المعلم: لقد فعلت ذلك مرتين أو ثلاثة، فلما كانت المرة الثالثة رجع المبايع مسرورًا وقال: لقد أنقذ الله تعالى زوجتي ورزقني ابنًا أيضا. وهكذا زاد إيمان هذا المبايع الجديد بذات الله تعالى وبالدعاء أيضا، ومنذ ذلك الوقت هو الآخر أصبح يركز على الدعاء بكل مواظبة وتواضع واضطراب.
ويكتب أمير الجماعة في كينيا عن أحد المرضى فيقول: كان رئيس أحد فروع الجماعة مريضا فلما ذهبنا لعيادته أخبرَنا بأنه تلقى من مشفيَين اثنين ردًّا أنه لا يرجى شفاؤه، فقال بأن حالتي الصحية يرثى لها وفي أي وقت ستسمعون خبرًا سيئًا. كان لون بشرته قد تغير، وجسمه قد برد وكان يبدو بلا حياة. واسيناه وشجعناه على ألا يفقد الأمل. فقال له المعلم: ادع أنت أيضا وإنني أكتب رسالة الدعاء إلى الخليفة. ثم يقول المعلم: فلما ذهبت إلى هذا الفرع من أجل إقامة صلاة الجمعة زرته أيضا فلاحظت أن حالته تحسنت، وبعد أيام قليلة وصله ردّ على رسالته التي كتبها لي، وكان الرد بأن الله تعالى سيشفيه شفاء كاملا إن شاء الله. يقول: وبعد ذلك أخذت صحته تتحسن رويدًا رويدًا حتى إنه بعد فترة استعاد صحته كاملا والآن يقوم بأعماله كالمعتاد. لقد منَّ الله تعالى عليه بحياة جديدة بواسطة الدعاء مما زاده إيمانًا ويقينا.
ويكتب أمير محافظة كرناتك بالهند بأن السيد حسين رئيس أحد فروع الجماعة يقول بأنه أصيب بورم في المخ، فأدخل المستشفى، وقال له الأطباء بعد الفحوص بأنه لا علاج له غير العملية الجراحية وهناك خطر كبير أن يفقد حياته خلال هذه العملية. فكتبوا لي من أجل الدعاء وكان الرد على رسالته أن يشفيه الله شفاء كاملا عاجلا لا يغادر سقما. يقول بأنه ظل على حاله إلى أن فحصه الأطباء بعد شهر فاندهشوا لأنه لم يكن هناك أثر لورم المخ، هذا كان محض فضل الله تعالى ونتيجة للأدعية بحيث شفي السيد حسين شفاء كاملا.
ثم هناك مريض آخر يكتب عنه الحافظ إحسان سكندر داعية الجماعة في بلجيكا فيقول: كان أحد الإخوة الأحمديين السيد داود مريضا فأدخل المستشفى وظهر بعد الفحوص أنه يعاني من تليُّف في الكبد وفشل كليتيه ورئتيه وإضافة إلى ذلك تعرض لصدمة قلبية في المستشفى فأحيل إلى التنفس الاصطناعي. وبعد قليل أظهر الأطباء يأسهم من حياته فأرسلت عائلته طلبًا إلى الجماعة من أجل المساعدة في مراسم جنازته. يقول الحافظ إحسان سكندر بأنه كتب إليّ للدعاء وطلب من أفراد الجماعة أيضا أن يدعوا بحرارة. فلما ذهب وفد من أفراد الجماعة بمن فيهم الحافظ إحسان سكندر ورئيس مجلس أنصار الله وسكرتير التبليغ من أجل تفقد حالة المريض قال لهم الأطباء كنا نعطي المريض دواء إلا أن جسمه لم يكن يقبله ولكن حصلت معجزة بحيث أصبح جسمه يقبل الدواء الآن وبالتالي صحته أخذت تتحسن. قلنا للطبيب بأن هذه المعجزة ظهرت بواسطة الدعاء، ولقد منّ الله تعالى على المريض بحياة جديدة.
وهناك أحداث أخرى متفرقة حول استجابة الدعاء وهي تزيد أفراد الجماعة علاقة بالخلافة والجماعة وتزيدهم يقينًا بصدق الجماعة وتزيدهم إيمانًا بالله تعالى.
يقول السيد مصطفى الذي يعيش في السعودية: لقد كتبت إليكم من أجل الدعاء ليتم نقلي في وظيفتي إلى مدينة معينة وذلك لأقيم مع عائلتي المقيمة في تلك المدينة. يقول: كان ذلك مستحيلا في الظاهر، ولكن بعد الدعاء حدثت معجزة إذ بدأت سلسلة من نقل الموظفين من مكان إلى آخر وكان رقمي 33 بين الراغبين في الانتقال وأصبحت الآن في الرقم الأول، أي حان دوري الآن وستعطى لي الفرصة للانتقال عندما يتيسر ذلك، وهكذا ستتاح لي الفرصة لأقيم مع عائلتي.
يقول: هذه ليست أقل من معجزة بالنسبة لي. كل واحد يعرف ظروفه أكثر من غيره، فإن بعض الأمور قد تبدو صغيرة وعادية ولكنها تكون غير عادية بالنسبة إلى الذين كانوا يمرون من تلك الظروف فهم يعرفون أكثر ويدركون أن الذي حصل لهم بفضل الله تعالى وبالدعوات كان مستحيلا في الحقيقة.
هناك حدث آخر نقله السيد لطيف معلم الجماعة في مقاطعة موروغورو في تنزانيا، يقول: سُرقت من مسجد الجماعة بطارية النظام الكهربائي الذي يعمل فيه على الطاقة الشمسية. فلما علم أفراد الجماعة في اليوم التالي قرروا أن يدعوا الله تعالى بدلا من إعلام الشرطة لأن الشرطة ستسجل القضية عندها ثم لن يحدث شيء، فرأوا الأفضل أن يخضعوا أمام الله ويدعوه ليعاقب الله من سرق البطارية فيعيدها للمسجد.
يقول: لقد اجتمع بعض غير الأحمديين أيضا عند سماعهم خبر السرقة ومن خلالهم انتشر في القرية كلها أن الأحمديين دعوا بأن يبطش الله تعالى بمن سرق البطارية ويعاقبه. وأخذ غير الأحمديين يقولون بأن أدعية الأحمديين تستجاب كثيرا لأجل ذلك فلا مناص للسارق الآن إذ إنه سيؤخذ ويتلقى عقابا. فلم يمض غير يوم واحد وبعده حتى جاء السارق في جنح الليل ووضع البطارية أمام بيت رئيس الجماعة. وهكذا سمع الله دعاء الأحمديين وزاد هذا الأمر إيمان غير الأحمديين أيضا باستجابة دعاء الأحمديين وأنهم صالحون وصادقون.
لقد اتضح من هذا أن لصوص تلك المنطقة يخافون الله على الأقل، فخافوا اسم الله، ولكن قلوب مشايخ باكستان نزعوا نهائيا خوف الله تعالى إذ إنهم يخالفون أوامر الله تعالى باسم الله وهم الذين قد أحدثوا الفتنة والفساد في البلاد كلها. رحم الله هذا البلد وأنقذه عاجلا من هؤلاء الظالمين.
يقول رئيس المبلغين في غينيا كوناكري: أبدى شاب مخلص السيد سليمان رغبته في وقف الحياة وخدمة الجماعة فأشرنا عليه بالتسجيل في الجامعة الأحمدية بسيراليون، فقبل اقتراحنا بكل سرور وأخذ يستعد للذهاب. فلما دعونا والديه غير الأحمديين في مركز الجماعة لأخذ موافقتهما، سُرّا لما سمعا من التفاصيل إلا أنهما أخذا كل المعلومات ووعدا بالمجيء بعد يومين. وبعد ذهابهما استشارا شيخهما الذي حرضهما ضد الجماعة فرفعا في المحكمة قضية قالا فيها أن الجماعة الأحمدية جماعة غير مسلمة وهي جماعة متشددة وبالتالي تغسل مخ ولدنا وتجعل منه متشددا. فلما علموا ذلك قلقوا جدًّا وكتبوا إلي للدعاء. فرددت عليهم: منّ الله عليكم بفضله، عليكم بمواصلة السعي مع التركيز على الدعاء.
يقول داعيتنا أن الشرطة عندما بحثت في الموضوع، عرّفنا لهم الجماعَة وأعطيناهم بعض الكتب، فلم يقم ضابط الشرطة بإلغاء القضية فقط بل قال لي أيضا: الإسلام الذي قدّمتَه يبدو لي صحيحا وآمنا أكثر. ثم قال: أعطِني مزيدا من المعلومات لأني أيضا أريد الانضمام إلى هذه الجماعة.
يقول السيد مستنصر، داعيتنا في إحدى المناطق في مالي: قلنا للإخوة أن يحاولوا الاشتراك بكثرة في الجلسة السنوية هذا العام. ولكن المكان الذي تُعقد فيه الجلسة بعيد من منطقتنا، إذ يبعد 400 كيلومتر تقريبا. ومعظم الناس في منطقتنا فقراء، وأجرة السفر إلى ذلك المكان تربو على عشرة آلاف فرانك سيفا للشخص الواحد. ومن الصعب جدا على الناس الفقراء أن يوفروا هذا المبلغ الكبير حتى يسافروا للجلسة بجميع أفراد العائلة.
ويقول داعيتنا إن أحد الإخوة من جماعتنا اسمه السيد يحي يشتغل في صيد السمك ويبيعها في السوق لكسب المعاش. وقد وفّر على مدى عام كامل بالكاد أجرة السفر لشخص واحد. فقال: لقد اشتركتُ أنا في الجلسة في العام الماضي، أما في هذا العام فقد قررت أن أرسل زوجتي إذ ليست عندي نقود إلا لتذكرة شخص واحد. فقلتُ له: ما دامت نيتك حسنة فحاوِل أنت أيضا للاشتراك فيها وادعُ الله تعالى أن يهيئ لك من صيد السمك ما يوفر لك نقودا للسفر. ثم حدث أن جاء هذا الأخ إلى مركز الجماعة قبل يوم من انطلاق القافلة للجلسة في الساعة الثامنة مساء، وفي يده سمك كبير يبلغ وزنه 12 كيلوغراما تقريبا وقال: عندما ذهبتُ البارحة للصيد دعوتُ الله تعالى كثيرا وقلت: يارب إن الركب سوف ينطلق غدا للاشتراك في الجلسة ولا أملك نقودا للسفر فساعدني لأشترك فيها. وعندما سحبتُ الشباك عصرا ووجدتُ فيها سمكا. وعندما أخرجتُه إلى الشاطئ اشتراه مني شخص بمبلغ 18000 فرانك سيفا. ولكني استأذنتُه لأتي به إليكم لأريكم إياه، وببيع هذا السمك حصلتُ على مبلغ أستطيع به أنا وزوجتي السفر للاشتراك في الجلسة بل توفرت أيضا بعض النقود.
أقول: انظروا كيف يقوّي الله تعالى إيمان الأحمديين ويقينهم بالخلافة من خلال إجابة أدعيتهم!
لقد روى السيد إدريس تراوري من مالي ما حدث معه في عام 2008م – علما أنني زرتُ غانا في عام 2008م واشتركتُ في جلستهم السنوية بمناسبة يوبيل الخلافة وقد اشترك السيد إدريس أيضا في تلك الجلسة- فقال في بيان تلك الأحداث: كنت أربّي الدواجن ولكني تركتها وسافرتُ إلى غانا، فماتت الدواجن كلها في غيابي. عندما علم الشخص الذي كنت أقوم بالتجارة بأمواله أنني أحمدي وذهبت للاشتراك في جلسة الأحمديين وماتت الدواجن في غيابي ازداد معارضة لي، وبعد عودتي من غانا بعث لي رسالة قال فيها أن أعيد له 150000 فرانك سيفة خلال أسبوع واحد. فقلقتُ على ذلك كثيرا إذ لم أملك هذا المبلغ فمن الممكن أن يسيء إلي هذا المعارض. فظللتُ أدعو الله تعالى على مدى الليل أن ييسر أموري لأني كنتُ قد سافرت للاشتراك في الجلسة حُبّا للخليفة. ثم أُريتُ في المنام مكانا معينا سقطت فيه الغلال من شاحنة وأنا أجمعها. عندما استيقظت في الصباح ذهبت إلى المكان الذي أُريتُه ولم أجد شاحنة غير أنني وجدت غلالا ساقطة هنالك وبدأت أجمعها. وفي أثناء ذلك وجدتُ ظرفا بلاستيكيا أبيض اللون، ففتحتُه ووجدتُ فيه 180000 فرانك سيفا. سألتُ الناس في الجوار عن الموضوع وقيل لي أن شاحنة كانت واقفة هنا ولكنها غادرت الآن إلى السنغال. فقلتُ لهم بأني وجدتُ هذا المبلغ، وإذا كان هذا المبلغ لأحد فليستلمه مني، ولكن لم يأت أحد لاستلامه.
ثم جاءني صاحب الدَّين مساء طالبا دَينه، وبدأ يسيء إلي. فقلتُ له: عليك أن تصبر وسأسدد دَينك إذ قد دبّر اللهُ لي تسديده، فسدّدتُ له دَينه. يقول الراوي بأنه قد مضت على هذا الحادث عدة أعوام ولم يأتني أحد طالبا المبلغ المذكور.
ويقول السيد حفيظ الله بهروانه، داعيتنا في ألمانيا: ذات مرة لقيتُ السيد إحسان من لبنان، وقد بايع حديثا، وذكر لي بعض المشاكل التي كان يواجهها بشأن طلبه اللجوء في ألمانيا وكانت الشرطة أخبرته أنهم سيعيدونه إلى بلده في أي وقت. ولكن الله تعالى أراه معجزة استجابة الدعاء وبذلك قوّى إيمانه. وبيان ذلك أن رجال الشرطة كانوا يحسبون أن طلبه للجوء لن يكلّل بالنجاح وسيعاد إلى بلده، ولكنه أُعطي حق الإقامة في ألمانيا لثلاث سنوات وهو سعيد جدا بذلك ويقول للناس أن هذه المعجزة قد حدثت بسبب الدعاء.
أقول: إن الله تعالى يُري غير المسلمين أيضا مشاهد إجابة أدعية الأحمديين فتجعلهم هذه المشاهد يعترفون بأن إله الإسلام يجيب الدعوات.
يقول السيد مرزا محمد أفضل من كندا أنه سافر إلى مدينة غرب فانكوفر للاشتراك في مؤتمر الأديان. وفي أثناء ذلك أخذ من دليل الهاتف رقم شخص سيخي واتصل به وقال بأننا نريد أن نعقد مؤتمر الأديان هنا ونودّ أن نلقاك. فرحب بنا واستضافنا في بيته وسمح لنا بأداء صلاة الظهر والعصر في بيته ووعد بمساعدتنا قدر الإمكان في عقد المؤتمر. عندما كنا على وشك الخروج من بيته قال لنا بكل تواضع أن ابنه قد رُزق بثلاث بنات فادعوا الله تعالى أن يرزقه بولد ذَكَر. فرفعنا أيدينا في الحال ودعونا له وقلنا بأننا سنكتب إلى خليفتنا ونطلب منه الدعاء لهذا الغرض. ثم اتصل بنا بعد سنة ونصف وكان سعيدا جدا وقال: لقد رزقه الله حفيدا.
أقول: لقد سردتُ هنا بضعة أحداث تدل على استجابة الدعاء. يقول المسيح الموعود u إن مشاهد استجابة الدعاء ملحوظة في قانون الطبيعة. لقد ذكرتُ في بداية الخطبة أن اللبن يدرّ في ثدي الأمّ نتيجة صراخ الطفل، فهذا الأمر أيضا من قانون الطبيعة. فيقول u بأن الله تعالى يُري مشاهد حية في كل زمان بحسب هذا القانون. ولكن هناك بعض المقتضيات والشروط أيضا لاستجابة الدعاء، وعلى المرء أن يحققها إذا أراد أن يكون جزءا من هذه المشاهد الحية لاستجابة الدعاء. يقول المسيح الموعود u أن من أهم مقتضيات الدعاء أن يعمل عملا صالحا ويعتنق اعتقادا صحيحا. والذي لا يحسّن اعتقاده ولا يعمل صالحا ثم يدعو الله تعالى فهو يمتحنه.
إذًا، فكما هناك حاجة لتقوية الإيمان من حيث الاعتقاد كذلك لا بد للمرء أن يحسِّن حالته العملية عاملا بأوامر الله تعالى. إذ لا يمكن ألا نلتزم بالصلوات الخمس عاملين بأمر الله تعالى ولا نؤدي حقوق الناس الأساسية، ثم نذكر الله تعالى ونذكر أداء حقوق الناس عندما نواجه مشكلة ما. بل يجب أن نحسّن حالتنا الاعتقادية أولا. والحق أنه لا يكفي تحسين الحالة الإيمانية فقط بل يجب كسب الأعمال الصالحة أيضا. والمراد من الأعمال الصالحة هو أداء حقوق الله وحقوق العباد. عندما يلتزم المرء بهذه الأمور عندها يجيب الله تعالى دعاءه. ندعو الله تعالى أن يوفقنا جميعا أن نعيش بحسب أوامر الله تعالى ويوفقنا لأداء حقوق العبادة والدعاء دائما.
بعد الصلاة سأصلي صلاة الغائب على مرحومَين. الجنازة الأولى هي للمرحوم شودري نعمت الله ساهي الذي نذر حياته بعد التقاعد، بل خدم قبل ذلك أيضا بصفته مسؤلا عن عقارات الجماعة في مؤسسة صدر أنجمن أحمدية بباكستان.
توفي في 15/1/2018 في كندا، إنا لله وإنا إليه راجعون. جاءت الأحمدية إلى عائلته عن طريق السيدة حضرة حسين بي بي والدةِ حضرة شودري ظفر الله خان المحترم، إذ كانت قد ذهبتْ إلى قاديان إثر رؤيا وبايعتْ. وكذلك قد سافر إلى قاديان غلام أحمد المحترم وهو الأخ الأصغر لنصْر الله خان المحترم، زوج حسين بي بي المحترمة والدةِ حضرة شودري ظفر الله خان المحترم، وبايع على يد سيدنا المسيح الموعود u وكان غلام أحمد المحترم جدَّ المرحوم شودري نعمة الله. لقد وُفق المرحوم شودري لخدمة الجماعة في شتى المجالات حيث كان أمير الجماعة لمحافظة حيدر آباد، وناظمَ مجلس أنصار الله لمحافظة حيدر آباد، وقائدَ خدام الأحمدية في حيدر آباد، وناظمَ عقارات صدر أنجمن أحمدية في ربوة بباكستان. كان يداوم على التهجد من الطفولة، وحافظ على ذلك قدر المستطاع طول حياته، وكان يحافظ على الصلاة جماعةً، حيث كان يسعى للوصول إلى المسجد في كل حال ليصلي جماعة حتى في شدة الطقس والبرد والمطر أيضا. وكانت ثقته بالدعاء كبيرة، كما كان يكنّ تعظيما متناهيا للخلافة، وكان يولي حضور الجلسة السنوية أهمية قصوى. مرة كان الخليفة الرابع رحمه الله في جولة إلى حيدر آباد قبل الخلافة، وكان بيت شودري المرحوم في طريقه، فتوجَّه إليه ومكث هناك قليلا. لم يكن المرحوم في البيت، فقال حضرته لزوجته أن تقول له أن يخدم الدين الآن. ومع أنه كان سلفا يخدم الدين بصفته مسئولا، إلا أنه حين تلقَّى هذه الرسالة بصفة خاصة، كتب رسالة أبدى فيها قراره بوقف الحياة لخدمة الدين. كان دوما يسعى للوصول إلى المكتب قبل الموظفين الآخرين. كان صبورا وشكورا، ويهتم بمساعدة الآخرين في المشاكل، وكان مسيطرا على نفسه، وكان هادئ الطبع، لم يكن يذكر مرضه العادي أو الألم لأحد، يوم كان موظفا كان يتقاضى راتبا جيدا، مع ذلك لم يكن ينفق على نفسه أكثر من اللازم، أو لم يكن يتفاخر بثروته. فقد عمل بمنتهى الإيمان والإخلاص، ولذا كان أصحاب المصانع يثقون به كثيرا، فقد عمل في مصانع النسيج. وحين بدأ ابنه العمل في صناعة النسيج في فيصل آباد عرض عليه العملَ كثيرٌ من أصحاب مصانع النسيج دون أي ضمان قائلين: يكفيك ضمانًا أنك ابنُ شودري المحترم. فكان المرحوم ذائع الصيت في صناعة النسيج.
كان ينصح أولاده أيضا أن يكونوا على تواصل دائم مع الخليفة، ترك وراءه ثلاث بنات وابنين. وكان بفضل الله منخرطا في نظام الوصية.
كتب أحد أعزائه أن والد شودري نعمة الله المرحوم كان ابنَ عمِّ شودري ظفر الله خان المحترم، ذات مرة علم شودري ظفر الله خان المحترم أن والد شودري نعمة الله المحترم عنايت الله المحترم عاتبٌ على ابنه نعمة الله لسبب، فكتب إليه رسالة إني يوم كنت في باكستان عرفتُ أنك عاتب على العزيز نعمة الله ولا أعرف سبب العتاب، وإنما أقول حين سافرتُ إلى بريطانيا ظلَّ العزيز نعمة الله يتواصل معي ويزورني ما دام هناك (فكان قد جاء إلى هنا للدراسة) ثم عندما كان في سويسرا أيام مرضي فهناك أيضا بقيتُ على تواصل معه. ثم قال شودري ظفر الله خان المحترم إنني أستطيع أن أقول بكل ثقة إني وجدت العزيز بارًّا متواضعًا ونبيلا خلوقا ومعاونا مخلصا، ينبغي أن تفتخر بحقٍ بحسن أخلاق ابنك ودماثته. ثم كتب: ما دام العزيز نعمة الله خارجَ باكستان كان صالحا وكنت راضيا عنه، إنني أدعو له بانتظام وإلى الآن أدعو له في كل صلاة، وأستطيع أن أقول بكل صدق إن عزيزي نعمة الله أكثر أعزائنا الثلاثة الموجودين في بريطانيا للدراسة نبلا وصلاحا.
يقول أحد الموظفين في مكتبه: لم يكن يتعامل معنا قط كالمديرين، بل قد وجدته دوما صالحا شفيقا، وكان متواضعا جدا، وكان درويشا. ومع أنه حاز على أرفع المناصب في الحياة المادية وكان ناجحا جدا في عمله، إلا أنه كان يتسم بكمال التواضع. وكان يكنّ احترامًا كبيرًا للمسئولين حتى لو كانوا أصغر منه سنا. كتب أيضا، وهو صواب تماما، أن المرحوم كان قد أفنى نفسه بعد وقف الحياة. لم يكن يُرى فيه أيُّ جانب من الأنانية، كلما حضرتُ عنده في المكتب وجدته في أغلب الأحيان مشغولا في ذكر الله، كان يراعي صِلات الرحم كثيرا لكنه إذا اصطدمت علاقاتُ القرابة بنظام الجماعة كان يفضِّل نظام الجماعة. في ربوة احتل أحمديٌّ أرض الجماعة وأشاع في الناس أن له علاقة القرابة بشودري المحترم (وهو كان مسئولا عن عقارات الجماعة) لذا ينبغي ألا يضايقه أحد، لكن حين علم بذلك شودري المرحوم عامله بشدة لم يُبدها في الماضي قط تجاه أحد من المعتدين الآخرين.
ذات يوم أخبرني شودري المرحوم إني لم أخاصم زوجتي طول حياتي. كلما ذكرتْ له الخلافةُ لوحظ في عينيه بريقٌ، مرة خطب ابنُه فتاة ولاحقا حين علم المرحوم أن حضرة الخليفة الرابع رحمه الله غير راض عن هذه الخطبة، دعا ابنه وقال له: أنا لا أُكرهك على فسخ هذه الخطبة وإنما أقول لك: ما دام الخليفة الرابع لم يعجَب بها فلن أشارك في حفل الزواج. عندها فسخ ابنه الخطبة بنفسه، رفع الله درجات المرحوم، ووفق أولاده أيضا لمواصلة حسناته.
الجنازة الثانية للمرحوم ظفر الله خان بُتَّر من سكان قرية كِرتو في محافظة شيخوبوره باكستان، فقد توفي في 9/1/2018 إنا لله وإنا إليه راجعون. كان أحمديا من الولادة، وكان والده شودري الله دتا المحترم قد قبِل الأحمدية في 1928. وُفِّق المرحوم لخدمة الجماعة كرئيس الجماعة في قريته كرتو في محافظة شيخوبوره. كان المرحوم يحافظ على الصلوات الخمس والتهجد أيضا، وكان يستمع إلى خطبي بانتظام وكان ملتزما بأداء التبرعات، وكان بسيط الطبع، وحريصا على تربية الأولاد ويراعي أمورا دقيقة. ترك وراءه ثلاث بنات وثلاثة أبناء، أحد أبنائه الداعية الإسلامي الأحمدي ساجد محمود بتر المحترم يعمل أستاذا في هذه الأيام في الجامعة الأحمدية العالمية بغانا. ونظرا لمسئولياته لم يستطع الذهاب إلى باكستان لحضور جنازة والده، ألهمه الصبر والسلوان.
فقد قال: في الصغر كان والداي دومًا مهتمين بتربيتنا، فكان والدي يصطحبني إلى المسجد دوما، وكلما جاء ضيف عرَّفني به بكل سرور قائلا: ابني هذا موقوف لخدمة الجماعة، وسأرسله للدراسة في الجامعة الأحمدية، وبسبب ذلك لم تخطر ببالي قط دراسةٌ أخرى قط، بل كنت دوما أقول سوف أدرس في الجامعة الأحمدية. نسأل الله تعالى أن تستمر حسنات المرحوم في أولاده أيضا، وأن يوفق ابن المرحوم الذي كان وقفه لأداء مقتضيات الوقف مراعيا العاطفة التي كان في قلب المرحوم عند وقفه إياه. تغمد الله I المرحوم بمغفرته ورحمته ورفع درجاته.