ملخص خطبة الجمعة

29/1/2021م

يتابع حضرته ذكر سيدنا عثمان رضي الله عنه:

مشاركته في الغزوات:

غزوة بدر: لم يستطع المشاركة إذ أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالبقاء بجانب زوجته حيث كانت مريضة جدا. إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم عدَّه ضمن المشاركين في بدر وجعل له نصيبا في الغنائم.

غزوة غطفان: لم يشارك في هذه الغزوة لأن النبي r  استخلفه على المدينة.

غزوة أُحد: شارك فيها سيدنا عثمان t وكان من ضمن الصحابة الذين تركوا أماكنهم وبدأوا يجمعون الغنائم بعد أن ظنوا أنهم انتصروا على الكفار، فعن هؤلاء قد ورد في القرآن الكريم أن الله I قد عفا عنهم نظرا للأوضاع الخطرة وما كانت قلوبهم تكنّ من الإيمان والإخلاص، فقد ورد: ]إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ[. يقال أن سيدنا عثمان بسبب اليأس أو بسماع خبر شهادة النبي r قد انصرف من هناك.

صلح الحديبية وبيعة الرضوان:

رأى النبي r  في منامه أنه دخل البيت الحرام ومعه أصحابه آمنين، وحلق بعضهم رؤوسهم وقصر البعض الآخر. وبناء على هذه الرؤيا خرج النبي r من المدينة للعمرة في ذي القعدة من العام السادس للهجرة مع 1400 صحابيّ، ونزل  في الحديبية، فمنعته قريش من العمره، فبدأت السفارة بين الفريقين، وحين علم النبي r ثورة مكة أراد أن يرسل إلى مكة شخصًا يتمتع بنفوذ ويكون من أهل مكة ومن قبيلة شريفة فأرسل عثمان t لهذا الغرض.

فأمرَ سيدَنا عثمان بالذهاب إلى مكة وإخبار قريش بأن المسلمين يريدون السلم ولا ينوون إلا أن يعتمروا فقط. وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مكتوباً موجهاً إلى زعماء قريش، شرح فيه هدفه للمجيء مؤكدًا لهم أن نيته فقط أداء العمرة في سلام ثم العودة. ومع ذلك ظل زعماء مكة مصممين جميعاً على ألا يسمحوا للمسلمين بدخول مكة هذا العام.

ورأى بعض أشرار قريش احتجاز عثمان رضي الله عنه ورفاقه في مكة، ظنًا منهم، أن هذا سيمكّنهم من الحصول على شروط أفضل في مفاوضات الصلح. فشاع بين المسلمين أن المكيين قد قتلوا عثمان  رضي الله عنه. لما بلغ ذلك النبيَّ – صلى الله عليه وسلم أصابته صدمة شديدة، فأخذ من الصحابة ما يسمى بيعة الرضوان. على إن كان خبر مقتل عثمان رضي الله عنه صحيحا، فوالله لن نبرح حتى ننتقم لعثمان. فسارع الجميع  بحماس للمبايعة ،وضرب النبي صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على اليسرى، وقال: “هذه يد عثمان، إذ لو كان هنا لما تخلف، ولكنه مشغول بأداء واجب لله ولرسوله”.

وقد عُرفت هذه البيعة ببيعة الرضوان في تاريخ الإسلام، وقد ذكرها القرآن الكريم بوجه خاص في قول الله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (19:الفتح).

فلما علمت قريش بهذه البيعة ارتابها الخوف ولم تسمح فقط لعثمان ورفاقه بالعودة بل أوصت مندوبيها أن يعقدوا اتفاقية مع المسلمين بشرط أن يرجعوا هذه المرة ويأتوا العام المقبل لأداء العمرة.

وبما أن الله تعالى قد بشره بأن أي اتفاقية مع قريش ستكون مدعاةً للنجاحات في المستقبل، فكان الجو مناسبًا جدَّا للفريقين من أجل عقد اتفاقية، وفي هذا الجو وصل سهيل بن عمرو إلى النبي r،  وعندما رآه النبي r قال: “لَقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أمْرِكُمْ”. لما جاء سهيل قال للنبي r: ندع المفاوضات الطويلة ونقول بأننا جاهزون لكتابة المعاهدة بيننا. قال له النبي r بأنه أيضا على استعداد لذلك، واستدعى سيكرتيره عليًّا t لكتابة المعاهدة التي تتضمن الشروط التالية:

أن يرجع النبي r وأصحابه هذا العام، ويمكنهم زيارة مكة في العام المقبل لمدة ثلاثة أيام وأداء العمرة فيها ولكن بدون أي أسلحة، ما عدا السيف في غمده. وإذا جاء رجل من أهل مكة دون الحصول على إذن من وليه إلى المدينة لن يؤويه النبي r في المدينة بل يجب أن يُرَدَّ إلى قريش، ولكن إذا ترك أي مسلم المدينة ووصل إلى مكة فليس على قريش أن ترده. ومدة هذه المعاهدة هي عشر سنوات تظل فيها الحرب متوقفة بين المسلمين وقريش.

وكان سيدنا عثمان رضي الله عنه من بين الصحابة الذين وقعوا على هذه المعاهدة.

ثم نبه حضرته أفراد الجماعة إلى الأدعية، فادعوا الله تعالى لظروف الأحمديين في باكستان بشكل خاص، وفق الله كل أحمدي للعيش في بلده محفوظًا وبكل حرية. وإن استمرت هذه الأدعية فسنرى عما قريب بإذن الله تعالى أن عاقبة المعارضين ستكون مريعة. وفقنا الله تعالى للأدعية واستجاب لها أيضا. آمين.