بسم الله الرحمن الرحيم
نحمده ونصلي على رسوله الكريم وعلى عبده المسيح الموعود
ملخص خطبة الجمعة التي ألقاها أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز في 23-03-2018:
بعد التعوذ والتشهد وتلاوة الفاتحة يقول حضرته نصره الله:
يوم 23 من مارس هو يوم المسيح الموعود u، والجماعة تعقد الاجتماعات أيضا بمناسبة هذا اليوم. يقول المسيح الموعود u: “لما هوجم بالظلم والاعتداء التوحيدُ الحقيقيُ وعفة النبي r وشرفه وصدقه وكون كتاب الله من عنده، أفلم يكن من المفروض أن تقتضي غيرة الله أن تُنـزِل كاسر الصليب هذا في هذا الوقت؟ اعلموا يقينا أن وعود الله صادقة تماما فقد أرسل بحسب وعده نذيرا في الدنيا، فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله حتما، ويُظهر صدقه بصولٍ قويٍّ شديدٍ صول بعد صولٍ. الحق والحق أقول لكم بأني جئت مسيحا موعودا بحسب وعد الله تعالى فاقبلوني إن شئتم أو ارفضوني إن شئتم. إلا أن رفضكم لن يغير شيئا، بل سيتحقق ما أراد الله تعالى، لأنه قد سبق أن قال في “البراهين الأحمدية”: صدق الله ورسولُه وكان وعدًا مفعولاً.” (الحكم، 10/ 9/1901م ص 1 – 2)
ثم قال حضرته في مناسبة أخرى: اختبِروا هذه الجماعة على منهاج النبوة ثم انظروا من يحالفه الحقُ.
ولا أصدّق نفسي بالأمور المزعومة والموهومة بل أعرض ادعائي على منهاج النبوة، فلماذا إذًا لا يُختبر صدقه بحسب المبدأ نفسه؟. إني موقن بأن الذين يسمعون كلامي بقلوب منشرحة سيستفيدون ويؤمنون ولكن الذين في قلوبهم العناد والتعنت لن ينفعهم كلامي شيئا.
بعد إعلانه u عن دعواه استنفد العلماء المزعومون جهودهم في تأليب عامة المسلمين ضد جماعته u ولا يزالون يفعلون، ولكن الجماعة الأحمدية بتأييد الله تعالى لا تزال تترقى وتزدهر.
يقول حضرته u: يحق لكل باحث عن الحق أن يطلب مني دليلا على ادّعائي، ولن أقدم له إلا ما قدّمه الأنبياء، إذ هناك نصوص من القرآن والحديث والأدلة العقلية أي حاجة العصر التي تقتضي مصلحا، ثم الآيات التي أظهرها الله تعالى على يدي. لذلك قال رسول الله r إن المسيح الموعود سيأتي حَكَما فاقبَلوا حُكمه…إنني موقن بأني لو افتريتُ لأهلكني الله فورا، ولكن كل ما أقوم به إنما هو من صنع الله وقد جئتُ من عنده، وإن تكذيبي هو تكذيبه لذا سوف يُظهر الله صدقي بنفسه. (الملفوظات)
ويقول حضرته u: إن إنكاري لا يقتصر على إنكاري فقط بل هو إنكار الله والرسول r لأن الذي يكذبني فإنه يحسب الله كاذبا، والعياذ بالله، حين يزعم أن المفاسد الداخلية والخارجية قد تجاوزت الحدود ولكن الله تعالى لم يفعل لإصلاحها شيئا على الرغم من وعده: ]إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون[. في حين أنه يؤمن ظاهريا بأن الله تعالى وعد في آية الاستخلاف أنه سيقيم سلسلة الخلفاء في الأمة المحمدية أيضا مثل الأمة الموسوية ولكنه I لم يحقق وعده، والعياذ بالله، إذ لا يوجد في الأمة خليفة حاليا. وليس ذلك فحسب بل سيضطر للقول أيضا بأن اعتبار القرآن الكريم النبي َّ r مثيلَ موسى أيضا ليس صحيحا، والعياذ بالله، لأنه كان ضروريا لتحقق المماثلة والمشابهة التامة بين السلسلتين أن يُبعث في هذا القرن الرابع عشر من هذا الأمة مسيحٌ كما بُعث في أمة موسى في القرن الرابع عشر، وكذلك سيضطر لتكذيب الآية القرآنية: ]وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ[ (الجمعة:4) التي تخبر بظهور بروز أحمدي؛ كذلك هناك آيات قرآنية كثيرة يستلزم تكذيبها. ولقد أشير إلى ذلك في أحد إلهاماتي وهو: “أنت مني وأنا منك”. لا شك أن تكذيبي يستلزم تكذيب الله، وإن إقرار صدقي يعني تصديق وجود الله وتقوية الإيمان به U. ثم إن تكذيبي لا يقتصر على تكذيبي فقط بل يستلزم تكذيب رسول الله r. فقبل أن يتجاسر المرء على تكذيبي وإنكاري عليه أن يفكر أولا جيدا ويستفتي قلبه؟
ثم يقول u: أنا مصدق القرآن والحديث ومصداقهما. لست ضالا بل أنا مهدي، لستُ كافرا بل مصداق: “أنا أول المؤمنين”. لقد كشف الله علي أن ما أقوله إنما هو صدق وحق. من كان يؤمن بالله ويؤمن بصدق القرآن والنبي r يكفيه حجة أن يسكت بعد سماع ذلك من لساني.”
وقال u: “الذي يتبعني بالصبر وصدق القلب لن يُهلَك بل ينال نصيبا من الحياة التي لن تفنى أبدا”.
يقول أمير المؤمنين نصره الله: إن الصوت الذي صعد من قرية صغيرة قد انتشر بفضل الله تعالى إلى 210 بلدا من بلاد العالم. وهذا يشكِّل دليلا قاطعا على صدقه u. ولقد بلغت رسالة الأحمدية إلى مناطق نائية.
ففي أفريقيا هناك بلد صغير اسمه “بينين” وقد أُسِّس في إحدى قراه فرع الجماعة في عام 2012م. وانضم في هذه القرية شخص اسمه السيد إبراهيم، وكان مسلما عالما. فشرع في تبليغ الدعوة إلى أقاربه وإخوته وبفضل الله تعالى انضمت إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية ثلاث قرى مجاورة نتيجة تبليغه.
يقول المسيح الموعود u: أُقسم بالله I أنه قد تجلت آلاف الآيات الدالة على صدقي، ولا تزال تتجلى، لو كان هذا من تدبير إنسان لما نال العون والنصرة أبدا.” (حقيقة الوحي)
قال حضرته u بيانا للحاجة إلى المصلح والمسيح الموعود: وكما أنّ هناك موعدا للحصاد، كذلك قد حان وقت القضاء على هذه المفاسد. قد بلغت إهانة الصادق والإساءة إليه منتهاها. لم يقدَّروا نبينا r حق قدره وصاروا مصداقا لقول الله تعالى: {كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا}. فمن سنة الله تعالى أنه يخلق في مثل هذا الوضع دائما عبدا يتمتع بحماس شديد لعظمة الله وجلاله. ولن تجد لسنة الله تبديلا.
إن أكبر علامات النبي الحقّ والرسول والمجدد إنما هي أن يأتي في ميعاده وعند الحاجة تماما. فليحلف الناس: ألم يأتِ الأوان ليتم الاستعداد في السماء؟ اعلموا أن الله تعالى بنفسه يُنجز كل شيء، فلو جلستُ أنا وجميع أبناء جماعتي في الحجرات لَتَمَّ هذا العمل وواجه الدجال الزوالَ، إن كماله يدل على أن زواله قريب. حتى لو لم يكن بأيدينا أي دليل إلا أنه كان واجب المسلمين نظرا إلى أحوال هذا الزمن أن يخرجوا في الأرض كالمجانين ويبحثوا ويقولوا: لماذا لم يأت المسيح لكسر الصليب حتى الآن؟ لو أن المشايخ أرادوا خير الناس وفلاحهم كان ينبغي أن يفكروا ماذا جنَوا من إصدار الفتاوى ضدنا. الحق أن هؤلاء الذين يعارضوننا إنما هم يخدمونا، لأنهم يبلِّغون أمرنا إلى الشرق والغرب بطريق أو بآخر.
يتساءل بعض الناس ما الداعي للانضمام إلى جماعتكم؟ يقول المسيح الموعود u: “هذا النظام لا يخصني أنا، وإذا كان يتسبب في الفرقة فإنما الله I قد بثّ هذه الفرقة، وأقام هذه الجماعة، لأن حال الإيمان قد ضعف تدريجا حتى قد انعدمت قوة الإيمان نهائيا، ويريد الله I أن ينفخ روح الإيمان الحقيقي.
كما أنه من أبناء جماعتنا أفراد يسألون أيضا هذه الأسلئة فهم للأسف لم يدركوا غاية جماعتنا المتوخاة وهدفنا فهم ينظرون إلى ظاهر الأمور ولم يفهموا روح الحقيقة.
يقول حضرته u: “أقول أنّ أعمالهم كلها ليست أعمالا صالحة، وإنما هي القشر الذي لا لبَّ فيه، وإلا لو كانت أعمالا صالحة فلماذا لا تترتب عليها نتائج طيبة؟ ويتبعون أهل الحقّ.
إن الهدف من بعثة المسيح الموعود u هو حماية الإسلام من الفتن الداخلية والخارجية، يقول حضرته u: “قد أنبأ الرسول r عن الزمن الأخير أنه ستظهر عندها فتنتان في الإسلام داخلية وخارجية، أما الفتنة الداخلية فهي أن المسلمين لن يبقوا على الهدى الحقّ، بل يخضعون لتأثير الشيطان، ولن يبالوا بما نهى الله عنه. أما الفتنة الخارجية فهي أنّ شخصية الرسول r المباركة تتعرض للافتراء، ويُسعى بكل نوع من الهجمات إلى توهين الإسلام وتخريبه، وتُبذل كل حيلة وتدبير ليؤمن الناس بألوهية المسيح وكونه ملعونا على الصليب. عندها سيُبعث في أمة النبي r شخصا يقضي على الفتنة الخارجية ويُبطل الدين الصليبي، فيسمى المسيح بن مريم من هذا المنطلق. كما يقضي على الفرقة الداخلية ويثبت الناس على الهدى الحقّ، ومن هذا المنطلق يسمى مهديا. وقد أُشير إلى هذا في قوله تعالى ]وَآخَرِينَ مِنْهُمْ[. (الملفوظات)
فمن واجبنا نحن الذين آمنا بالمسيح الموعود u أن يكون مستوانا عاليا وأعمالنا دائما بحسب رضا الله تعالى. يقول المسيح الموعود u: ما دمتم قد دخلتم هذه الجماعة فاسعوا لأن تكونوا صالحين متقين. اجتنبوا كل سيئة، واقضوا أوقاتكم في الدعاء، وتضرعوا إلى الله ليلا ونهارا. في وقت الابتلاء يكون غضب الله ثائرا، فتضرعوا في مثل هذا الوقت إلى الله وأخرجوا الصدقات، وليّنوا ألسنتكم، وواظِبوا على الاستغفار، وادعوا في الصلوات. الإيمان وحده لا ينفع الإنسان إن الله لا يرضى بالقول فقط.
ثم يقول حضرته عليه السلام: العمل الصالح هو ما لا يشوبه الفساد مثقال ذرة. فيكون بعيداً عن الرياء والعُجب وأنواع المعاصي والآثام. وكما أن المرء ينجو في الآخرة بسبب صالح عمله كذلك ينجو به في الدنيا. لو كان في البيت شخصٌ واحد ذو أعمال صالحة لنجا البيت كله. اعلموا أن الإيمان وحده لا ينفع صاحبَه ما لم يكن معه العمل الصالح. على المرء أن يدوام على الاستغفار ليكون في حماية اللهِ من جميع الخطايا ما ظهر منها وما بطن، والمعلومة والمجهولة. في هذه الأيام يجب القيام بدعاء آدم عليه السلام: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. كما أُوحيَ إلى الدعاء: رب كل شيء خادمك رب فاحفظني وانصرني وارحمني. وقال حضرته: إننا نؤمن أن كل شيء بيد الله تعالى سواء بالأسباب أو بدون الأسباب. لذلك يجب ترديد هذا الدعاء.
يقول أمير المؤمنين نصره الله: يجب ترديد هذين الدعائين ويجب أن تهتموا بهذا الأمر وتعوه. فعلى كل واحد منا نحن الأحمديين أن يتفكر هل أعماله وفقا لإيمانه بالمسيح الموعود عليه السلام وبيعته.
أدعو الله تعالى أن يقدرنا على تأدية حق الإيمان بالمسيح الموعود عليه السلام وأن ننجو من كل الفتن سواء الداخلية أو الخارجية. حمانا الله تعالى في حماه دائما ونجانا من كل بلاء ومصيبة.
وهناك إعلان أن جريدة الحَكَم التي كانت تصدر من قاديان في البداية، ثم توقف صدورها، سيبدأ اليوم صدروها من جديد من هنا باللغة الإنجليزية بشكل اسبوعي كل يوم جمعة. وستكون على الموقع التالي: www.alhakam.org. كما أنها متوفرة على تطبيق باسم al-hakam.