بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص خطبة الجمعة 22.01.2019

أفرد حضرته هذه الخطبة للحديث عن يوم المصلح الموعود اليوم الذي تلقى فيه حضرة المسيحَ الموعودَ u النبوءة بولادة الابن الموعود وقد كانت هذه النبوءة في 20 شباط 1886م.

أهمية هذه النبوءة.

دليلا عظيما على تأييدات الله تعالى للمسيح الموعود وعلى صدقه u. فقد وُلد هذا الابن الموعود بتاريخ 12كانون الثاني 1889م، خلال المدة المذكورة في النبوءة، وسمِّي “مرزا بشير الدين محمود أحمد”، وقد ألبسه الله حُلَّة الخلافة بعد وفاة سيدنا الخليفة الأول للمسيح الموعود u.

يقول المسيح الموعود u: “….َ هذه ليست مجرد نبوءة، بل هي آية سماوية عظيمة….. الله تعالى بفضله وإحسانه وببركة خاتم النبيين r قد استجاب دعاء هذا العبد المتواضع ووعد بإرسال روح مباركة تعُمُّ بركاتها المادية والروحانية الأرض كلها.”

فكما قال المسيح الموعود u، لم تُطلَب في الدعاء روح عادية بل طُلبتْ آية، واستجابة للدعاء أخبر الله تعالى بولادة ابن ذي صفات غير عادية، ويُملأ بالعلوم الظاهرية والباطنية، وسيُعطى فهمًا عميقا لكلام الله القرآن الكريم،…… وسيحدث في فترة حياته على مستوى العالم أكثر من دمار سيَصْلِي العالم صَلْيًا، وسيذيع صيته إلى أرجاء الأرض.

فنرى أنه قد حدث دمار في زمنه المصلح الموعود t بصورة الحروب، إذ قد اندلعت حربان عالميتان إلى جانب آفات أخرى. وفيما يتعلق بذيوع صيته إلى أرجاء الأرض، فقد أسس هذا الابن الموعود في حياته مراكز تبشيرية للجماعة، وبتبليغه دعوة الإسلام إلى مختلف البلاد ذاع صيته إلى أرجاء المعمورة. فنرى من منطلق هذه النبوءة أن سلسلة تبليغ الدعوة لا تزال جارية إلى يومنا هذا.

بعض الأحداث من وقائع حياة سيدنا المصلح الموعود t:

  • لم يتمكن حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه من تحصيل علمي عالي، وذلك بسبب صحته إلا أنه أنهى دراسة القرآن الكريم وبخاري والطب على يد المولوي نور الدين الحكيم الخليفة الأول رضي الله عنه حيث كان المولوي رضي الله عنه يجلسه بجانبه ويقرأ له ويقول له أن صحتك لا تسمح لك بأن تقرأبنفسك. ولكن في تلك الأيام التي كان يخوض فيها هذه الدراسة أراه الله تعالى رؤيا، بشّرته بالترقي في العلم والمعرفة. فهذا هو مبلغ علم هذا الابن في ظاهر الأمر، وهذه هي الظروف التي تلقى فيها العلم، ولكن خطبه وكتبه وتفسيره للقرآن الكريم شواهد على أن الله هو الذي قام بتعليمه. وهذا برهان عظيم على صدق النبوءة المتعلقة بالابن الموعود.
  • ألقى حضرته رضي الله عنه أول خطاب أمام الناس في عام 1906، فكتب الصحابي الجليل للمسيح الموعود عليه السلام، حضرة قاضي محمد ظهور الدين أكمل رضي الله عنه حيث قال:
    “كان سيلا من الفصاحة يتدفق بكل قوة. حقًا! إن نضج أفكاره في هذه السن الصغيرة ليس أقل من معجزة”
  • . وكان المسيح الموعود عليه السلام نفسه يلمس في هذا الابن هذا الحماس الديني، حيث قال ذات مرة:” يوجد في ميان محمود حماس ديني شديد يجعلني أدعو له بوجه خاص في بعض الأوقات. “
  • لقد كتب حضرة الخليفة الرابع مرزا طاهر أحمد: “كانت أفكاره وأقواله تتحلى بنضج المفكر الكبير. انطوت كلماته على تأثير وجاذبية وإخلاص ولوعة. كان ملئيا بعلوم القرآن وماء العرفان”
  • يقول الله تعالى عن القرآن الكريم: (لا يمسه إلا المطهَّرون)، فبيانُه معارف القرآن الكريم الجديدة والنادرة أمام الناس بمجرد تجاوزه سن الصبا إنما يدلي بشهادة بـيِّـنة على أنه قضى طفولته تحت رعاية الله الخاصة وكان منذ الصغر من جماعة المطهَّرين.
  • كتب صحفيّ غير أحمديّ السيد محمد أسلم : “كان إنسانا خلوقا جدا يحب البساطة، وإضافة إلى حسن خلقه كان متفهما للأمور وحكيما”
  • ذكر حضرة المفتي محمد صادق كان من صفاته الحياء والنبل والصدق والرغبة في الدين وكان مهتما بمهام المسيح الموعود u الدينية منذ الصغر، وكان في أكثر الأحيان يذهب إلى المسجد الجامع مع المسيح الموعود u للصلوات ويستمع إلى الخطبة!
  • كانت الرغبة العارمة لإحياء الإسلام في قلبه منذ نعومة أظفاره وبدأت تُثمر في حداثة سنه إذ ألبسه الله تعالى رداء الخلافة في زمن شبابه.
  • لقد كان في قلبه ألم وحماس شديدين للدين ولقومه وكان هذا ظاهرا في دعائه منذ سن مبكرة فحين كان عمره 22 سنة دعا حضرته بهذا الدعاء الذي نشره في مجلة تشحيذ الأذهان فبعد تضرع طويل لله تعالى وابتهال له يدعو الله تعالى أن:

“إن قومي هالكون فأنقذهم من الهلاك، إن كانوا يُسمَّون أحمديين فما لي ولهم ما لم تكن قلوبهم وصدورهم صافية وما لم يكونوا مشغوفين بحبك، فيا رب، فهيِّجْ رحمانيتك ورحيميتك لتطهيرهم، وليتولّد فيهم الحماس والحرارة مثل الصحابة ويقلقوا لدينك، ولتصبح أعمالهم أحسن وأصفى من أقوالهم، ويضحوا بأنفسهم لوجهك الحبيب، ويُفدوا بها نبيَّك الكريم، وتتحققَ أدعية مسيحك في حقهم ويترسخ في قلوبهم تعليمُه الطاهر والصادق، يا رب، أنقذ قومي من جميع الابتلاءات والآلام واحفظهم من المصائب المتنوعة، واخلقْ فيهم كبار الصلحاء، ليصبحوا قومًا تحبهم وحزبًا تـخصُّه لنفسك، ويبقوا مصونين من سلطة الشيطان، وينزل عليهم الملائكة دوما، واجعل هؤلاء القوم مبارَكين في الدين والدنيا. آمين ثم آمين يا رب العالمين. ”

أنزل الله تعالى آلاف البركات على روحه التي انتقلت إلى رحمة الله بعد أن بذلت الجهد ليل نهار لنشر دين النبي r ولتحقيق هدف خادمه الصادق المسيح الموعود والمهدي الموعود u وبعد الإيفاء بعهده. وفّقنا الله تعالى لنفهم دعاءه المُتْرَع بالألم وندعوَ به، ونحقّق الهدفَ من كوننا أحمديين. (آمين).