بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة يوم 5/4/2019م

*****

يتابع حضرته الحديث عن الصحابة البدريين ويفرد هذه الخطبة للحديث عن الصحابة البدريون:

حضرة خراش بن الصمة الأنصاري t وكان من بني جشم من الخزرج. شهد بدرا وأحدا، وفي أُحد أصيب بعشرة جروح، وكان من رماة النبي r المهرة، وكان في بدر قد أسَر صهر النبي r أبا العاص.

حضرة عبيد بن التيهان t أو عتيك بن التيهان ، ولقد شارك في بيعة العقبة الثانية ضمن سبعين أنصاريا. ولقد آخى النبي r بينه وبين حضرة مسعود بن الربيع. شارك في بدر مع أخيه حضرة أبي الهيثم اجتمعت الروايات على استشهاده ولكن اختلفت في الواقعة فالبعض يقول في أحد والآخر في صفين، أو حتى في حرب اليمامة.

حضرة أبو حنّة مالك بن عمرو t صحابي بدري.

حضرة عبد الله بن زيد بن ثعلبة t، ويقال له عبد الله بن زيد الأنصاري، شارك في بيعة العقبة الثانية مع سبعين أنصاريًّا، وشهد بدرا وأُحدا والخندق وغيرها من المعارك مع النبي r. كان حامل لواء بني الحارث بن الخزرج يوم فتح مكة. كان حضرة عبد الله بن زيد من القلة الذين يعرفون القراءة والكتابة قبل الإسلام.

حضرة عبد الله زيد عُلِّم كلماتِ الأذان في الرؤيا، فلما أخبر بذلك النبيَّ r أمر بلالا أن يرفع الأذان بحسب ما رأى حضرة عبد الله في الرؤيا، وهذا بعد بناء المسجد النبوي السنةَ الأولى بعد الهجرة..

فسمع بذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج يجرّ رداءه يقول والذى بعثك بالحق يا رسول الله لقد رأيت مثل ما رأى فقال رسول الله r: فلله الحمد.

عن بشير بن محمد بن عبد الله بن زيد، عن عبد الله بن زيد أنه تصدق بمال لم يكن له غيره، فجاء أبوه إلى رسول الله r وقال أن عبد الله تصدق بماله وكان لنا وله كفافاً، فدعا النبي عبد الله فقال إن الله U قد قبل صدقتك ورُدَّها على أبويك قال فتوارثناها بعد ذلك.

وذات مرة أعطى النبيُّ r عبدَالله بن زيد أظفارَه تبركا.

عن عائشة رضى الله عنها أن رجلاً أتى النبيَّ r، فقال: يا رسول الله، أنت أحبُّ إليَّ مِن نفسِي وأهْلي ومالي، وإني إذا ذهبْتُ لِدَاري لا تطيبُ نفسِي حتى آتِيَك وأرَاكَ، وإني ذكرتً موتي وموتك فعرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفعت مع النبيين وإن دخلتُها لا أراك…فلم يُجِبْه الرَّسولُ r، فنـزل جبريلُ u، بقوله U: ]وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ[

هذه الآية نقدمها دليلا على أن نوال النبوة غير التشريعية ممكن نتيجة طاعة النبي r، ويمكن للمرء أن يتقدم نتيجة طاعة النبي r من مرتبة الصالحية إلى مقام النبوة. إذًا، إن مقام النبوة، وإن كانت نبوة غير تشريعية، في طاعة النبي r إنما هو مقام سامٍ جدا ويعطيه الله من يشاء. وقد استخدم النبي r كلمة “نبي الله” بحق المسيح الموعود المقبل. لذلك نؤمن بالمسيح الموعود u نبيا غير مشرّع ومطيعا كاملا للنبي r، وهذا لا يُنقص من مقام ختم النبوة شيئا بل يرفع مكانة النبي r لأن النبوة غير التشريعية أيضا لا تنال إلا بطاعته واتباعه r. ولا نستنبط هذا المعنى نحن فقط بل السلف الصالح أيضا ذهبوا إلى هذا المعنى، منهم الإمام الراغب حيث قال أنه يمكن أن يأتي نبي غير مشرع بعد النبي r نتيجة اتباعه.

يقول العلامة الزرقاني أن عبد الله بن زيد هذا كان يعمل في جنة له فأتاه ابنه فأخبره أن النبي r توفي فقال: اللهم أذهب بصري حتى لا أرى بعد حبيبي محمدٍ أحدًا، فكُفّ بصره.

وقد اختُلف في وفاة عبد الله بن زيد، فقال بعض أنه توفي بعد معركة أُحد، ولكن ما قيل بكثرة هو أنه شهد المشاهد كلها مع النبي r، وتوفي في المدينة في أواخر عهد عثمان t في عام 32 من الهجرة. وإذا قبلنا بصحة حادث ذهاب بصره فيبدو أنه توفي في عهد عثمان t حين كان بالغا من العمر 64 عاما، وصلّى عليه عثمان t.

 

حضرة معاذ بن عمرو بن الجموح t الذي كان من بني سلمة من الخزرج. وقد شهد بيعة العقبة الثانية وبدرا وأُحدا. أبوه عَمْرَ بن الجموح أحد أصحاب النبي r وقُتل يوم أُحد.

كان عمرو بن الجموح سيداً من سادة بني سلمة، وشريفاً من أشرافهم، وكان قد اتخذ في داره صنماً من خشب يقال له “مناة” يعظمه ويطهره، فلما أسلم فتيان بني سلمة: ابنه معاذ بن عمرو، ومعاذ بن جبل في فتيان منهم، كانوا ممن شهد العقبة، فكانوا يدخلون الليل على صنم عمرو فيحملونه فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة، وفيها عَذَر الناس، منكساً على رأسه، فإذا أصبح عمرو قال: ويلكم! من عدا على آلهتنا هذه الليلة؟ ثم يغدو يلتمسه، حتى إذا وجده غسله وطهره وطيبه، ثم قال: أما والله لو أعلم مَن فعل هذا بك لأخزينه. فإذا أمسى ونام عمرو، عدوا عليه، ففعلوا به مثل ذلك، وبعد عدة مرات خرج يتبعه حتى وجده في بئر منكسا مقرونا بكلب ميت، فلما رآه وأبصر شأنه، وكلمه من أسلم من (رجال) قومه، فأسلم برحمة الله.

هكذا وردت هذه القصة في سيرة ابن هشام، ومفادها أنه فكر في أن الصنم لم يستطع أن يحرك ساكنًا رغم السيف الذي كان معه، فما الفائدة من عبادة مثل هذا الإله؟!

كان معاذ بن عمرو بن الجموح ممن قتل أبا جهل.

أصابته نكبة يوم بدر فبقي عليلا إلى عهد عثمان t ثم تُوفي بالمدينة سنة أربع عشرة وصلى عليه عثمان بن عثمان t ودفن بالبقيع. وعن أبي هريرة t قال قال رسول الله r: نِعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح.

نزَّل الله تعالى آلاف البركات على هؤلاء الذين نالوا رضوان الله تعالى لانغماسهم في حبه I وحب رسوله r.

 

ثم صلى حضرته صلاة الغائب على السيد ملك سلطان هارون خان الذي لقي حتفه في 27 آذار في مدينة إسلام آباد، إنا لله وإنا إليه راجعون. ابنُه الأكبر هو صهر الخليفة الرابع t، وكانت أسرته من الأُسر الشريفة ومن الرؤساء، قبل الأحمدية ثم تبعه أبوه بعد أربع سنوات كانا سعيدي الفطرة لذا مع كونهم أهل الدنيا توجَّهوا إلى الدين ووفقهم الله تعالى لسعادتهم إلى قبول الأحمدية.

كان المرحوم يخدم فقراء المنطقة جدا ويحسن إلى النساء الفقيرات بوجه خاص، كان يملك مزايا كثيرة ويغار للجماعة ويفدي الخلافة بروحه وصديقا مخلصا للأصدقاء وشديدا على الأعداء وسندا للفقراء والمساكين. كتب الخليفة الرابع t في رسالةٍ إلى اببنته أن أباك العقيد سلطان محمد خان كان سيفا مسلولا للأحمدية ويُلاحَظ الشيء نفسه في إخوتكِ أيضا. ) كان مواظب على أداء النوافل وتلاوة القرآن. لم يكن لديه أنانية لكونه ابن رئيس أو إقطاعي كبير في المنطقة. كان يركز في تربية أولاده على أهمية الدعاء والتوكل على الله. وهب أرضا لثماني مدارس وبنى مدرستَين ووهب أرضا لمقبرتَين. وساعد كثيرا من الفقراء في الحصول على الوظائف. رحم الله تعالى المرحوم وغفر له ووفق أولاده أيضا للثبات على الحسنات وللارتباط بالخلافة.