خطبة الجمعة 12/4/2019م
تابع حضرته نصره الله في سيرة الصحابة البدريين وتطرق اليوم للحديث عن:
الحصين بن الحارث t. أمه سُخيلة بنت خُزاعي. كان من بني المطلب بن عبد مناف. هاجر مع اثنين من إخوته الطفيل وعبيده إلى المدينة، وكان في رفقتهم مسطح بن أثاثة وعباد بن مطلب. آخى النبي r بينه وبين عبد الله بن جبير. شهد الحصين بدرًا وأحدًا وسائر الغزوات مع النبي r. كما شهد أخواه الطفيل وعبيدة غزوة بدرًا أيضا. توفي الحصين t في عام 32 الهجري.
كان من أولاده ابنه عبد الله، وبنتاه خديجه وهند، وكلهم أسملوا. أعطاهما النبي r غزوة خيبر، حوالي 1800 كيلو من الغلال لأنهما بنتان لهذا الصحابي.
سيدنا صفوان t. والده هو وهب بن ربيعة. كنيته أبو عمرو. كان من بني الحارث بن فهر. اسم أمه دعد بنت جَحْدم، وكانت شهيرة بلقب البيضاء، ومن أجل ذلك كان صفوان يدعى ابن البيضاء. آخى النبي r بين صفوان ورافع بن المعلى، وفي رواية بينه وبين رافع بن عجلان. اختلف في وقت وفاته إلا أنه م المؤكد أنه صحابي بدريا.
مبشر بن عبد المنذر t. من الأنصار اسم والده هو عبد المنذر، وأمه نسيبة بنت زيد. كان من الأوس من بني عمرو بن عوف. لقد آخى النبي r بين مبشر بن المنذر وعاقل بن أبي البُكير، وفي رواية أنه r آخى بين عاقل بن أبي البكير ومُجذّر بن زياد. حضر بدرًا واستُشهد فيها. نال أخو مبشر وأبناء أخيه نصيبا من هذه الغنيمة.
عندما هاجر أبو سَلَمَة بن عبد الأسد وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وأخوه أبو أحمد بن جحش إلى المدينة نزلوا على مبشر بن عبد المنذر، ثم بدأ المهاجرون يأتون تباعا.
حضر مبشر بن عبد المنذر بدرًا مع أخويه أبي لبابة بن عبد المنذر ورفاعة بن عبد المنذر. بايع رفاعة مع السبعين من الأنصار في بيعة العقبة، كما حضر بدرًا وأحدا واستشهد يوم أحد.
خرج النبي r لغزوة بدر، ولما وصل إلى الروحاء، وهي على بعد 40 ميلا من المدينة، جعل أبا لبابة أميرا على المدينة وأرجعه إليها، غير أنه r جعل له سهما في غنائم غزوة بدر وأجرها.
روى الطبراني من الرواة الثقات، عن ابْن مَسْعُودٍ t أَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ r يَوْمَ بَدْرٍ جَعَلَ اللهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي الْجَنَّةِ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ إطِّلاعَةً، فَقَالَ: يَا عِبَادِي، مَاذَا تَشْتَهُونَ؟ قَالُوا: يَا رَبَّنَا، مَا فَوْقَ هَذَا شَيْءٌ، قَالَ: فَيَقُولُ: عِبَادِي، مَاذَا تَشْتَهُونَ؟ فَيَقُولُونَ فِي الرَّابِعَةِ: تَرُدُّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا فَنُقْتَلُ كَمَا قُتِلْنَا.
ورقة بن إياس t، وهو أنصاري من بني لوذان بن غنم من الخزرج، وعن ابن إِسحاق أَنه قال: “شهد هو وأَخواه ربيع وعمرو بدرًا”. شهد بدرًا وأُحُدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله r، وقُتل يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصّديق t.
مُحرز بن نضْلة t. واسم والده نضلة بن عبد الله وقيل: اسمه والده وهب، وكنيته أبو نضلة. كان أبيض حَسن الوجه. وكان يلقب بالفُهيرة، ويُعرف بالأخرم أيضا. كان من حلفاء بني عبد الشمس، بعد هجرته إلى المدينة آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بين محرز بن نضلة وعُمارة بن حزم. شهد بدرا وأحدا والخندق.
قال محرز بن نضلة: رأيتُ سماء الدّنيا أُفرجت لي حتى دخلتُها حتّى انتهيتُ إلى السماء السابعة. ثمّ انتهيتُ إلى سِدْرة المنتهى فقيل لي: هذا منزلك، قال محرز: فعرضتُها على أبي بكر الصّديق، وكان أعبر النّاس، فقال: أبْشِرْ بالشّهادة! فقُتل بعد ذلك بيوم، حيث خرج مع رسول الله r، إلى غزوة الغابة يوم السّرْح، وهي غزوة ذي قَرَد سنة ست، فقتله مسعدة بن حَكَمَة.
عن عمر بن عثمان الجَحْشيّ عن آبائه أنّ محرز بن نضلة شهد بدرًا وهو ابن إحدى أو اثنتين وثلاثين سنة. وكان يوم قُتل ابن سبع وثلاثين سنة، أو ثمان وثلاثين سنة، أو نحو ذلك قليلًا.
سويبط بن حرملة t. وقيل: سويبط بن سعد بن حرملة وسليط بن حرملة أيضا. كان من بني عبد الدار وأمّه هنيدة. وكان من أوائل المسلمين. وقد صنّفه كثير من كتاب السِّيَر في المهاجرين إلى الحبشة. كذلك هاجر إلى المدينة ونزل عند عبد الله بن سلمة العجلاني. وقد آخى النبي r بين سويبط وعائذ بن ماعض. شهد سويبط بدرا وأُحدا.
عن أم سلمة قالت: خرج أبو بكر في تجارة إلى بصرى قبل موت النبي r ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكانا شهدا بدراً، وكان نعيمان على الزاد، فقال له سويبط، وكان رجلاً مزاحاً،: أطعمني. فقال: لا، حتى يجيء أبو بكر. فقال: أما أني لأغيظنَّك. قال فمرُّوا بقوم، فقال لهم سويبط: أتشترون مني عبداً لي؟ قالوا: نعم. قال: فإنه عبد وله كلام وهو قائل لكم أني حر، فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا علي عبدي. قالوا: بل نشتريه منك. قال: فاشتروه بعشر قلائص. قال: فجاءوا فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلاً. فقال نعيمان: إن هذا يستهزئ بكم وإني حر لست بعبد. قالوا: قد أخبرنا بخبرك. قال: فانهضوا به. قال فجاء أبو بكر فأخبروه فأتبعهم فرد عليهم القلائص وأخذه، فلما قدموا على النبي r أخبروه فضحك النبي r منها هو وأصحابه حولاً.
ثم تحدث حضرته باختصار عن وحي المسيح الموعود u “وسّع مكانك”.
عندما يأمر الله تعالى أنبياءه وحيًا فهذا يعني أن الله تعالى سوف يؤيّدهم وينصرهم ويهيئ لهم الأسباب التي تؤدي إلى تحقق هذا الأمر وإتمامه، فكل خطوة نتقدم بها أو كل رقي نراه أمامنا إنما هو جزء من خطة الله التي رسمها لنشر الإسلام.
- بعد هجرة الخلافة إلى بريطانيا مع انتشار الجماعة توسّع مكان الجماعة في بلاد العالم، بحيث أعطانا الله تعالى أماكن كثيرة. فلما هاجر الخليفة الرابع رحمه الله إلى هنا أرانا الله تعالى مشهد التوسع غير العادي فورًا إذ وفقت الجماعة لشراء أرض بمساحة 25 دونما التي سميت بإسلام آباد، ثم أضيفت إليها 6 دونمات أخرى. وكان الخليفة الرابع رحمه الله كان يريد أن ينشئ هنا مركزًا رسميًا. ولكن حدد الله تعالى لإتمام جميع الأعمال وقتًا وموعدًا محدّدًا، فقد وفقنا الله تعالى الآن وتم بناء إسلام آباد من جديد، أنشئت بعض المكاتب بمرافق أفضل، كما أنشئ مسجد أيضا، وأقيم سكن لخليفة الوقت، وأنشئت بيوت للواقفين حياتهم والعاملين، وستُنشأ أخرى أيضا. وبعد هذا البناء الجديد سوف تنتقل إلى إسلام آباد ثلاثة أو أربعة مكاتب التي كانت موجودة في البيوت هنا.
- إضافة إلى مشروع البناء في إسلام آباد هيأ الله تعالى للجماعة في بلدة “فارنهام” بناية كبيرة ذات طابقين تقع على بعد ثلاثة أميال، حيث تعمل مطبعة الجماعة وبعض المكاتب أيضا.
- ثم وفق الله تعالى مجلس خدام الأحمدية لشراء بناية كبيرة في نفس المنطقة.
- وقبل هذا وفق الله تعالى لشراء مكان للجلسة السنوية أي حديقة المهدي وهو أيضا يقع قريبا من هنا، ومساحته أزيد من 200 دونم.
- ثم إن الجامعة الأحمدية، التي كانت في لندن سابقًا، قد انتقلت من هنا لأن الله تعالى قد أعطانا مكانها الحالي بمرافق وأجواء أفضل وبثمن أقلّ بكثير، وهي 30 دونمًا من الأراضي أيضا.
وكل هذه الأماكن تقع على بعد مسافة 10 أو 20 دقيقة بالسيارة. لم تكن هناك ثمَّة خطّة لشراء هذه الأماكن كلها قرب مشروع بناء إسلام آباد، بل هي خطة إلهية بحيث اجتمعت كل هذه الأماكن في منطقة واحدة وعلى مسافات متقاربة، ولقد هيأ الله تعالى قرب هذا المركز الأمور الضرورية الأخرى أيضا، وكان من الضروري أن تكون الجامعة الأحمدية أيضا قريبة منه.
ودعا حضرته الله تعالى أن يجعل اجتماع هذه الأماكن في منطقة واحدة مباركًا من كل النواحي.
لقد تم الآن بناء سكن خليفة الوقت والمكاتب وغيرها في إسلام آباد واكتمل بناء المسجد أيضا، وسينتقل حضرته من لندن إلى إسلام آباد بإذن الله في غضون أيام قليلة. ادعو الله تعالى أن يكون السكن بعد انتقالي إلى هناك مباركًا من كل النواحي، وأن يمن الله تعالى بأفضاله على الدوام ويوسع أعمال التبليغ بالإسلام أكثر من ذي قبل من إسلام آباد، وألا يكون الوحي “وسع مكانك” موجبًا للتوسع المكاني فحسب بل يكون ذريعة للتوسع في إكمال خطط الله تعالى.
ثم وجه حضرته أفراد الجماعة في الأماكن الجديدة أن يتقيدوا بقوانين المرور ويراعوا الحيطة.
أما بالنسبة إلى صلاة الجمعة فسيتابع حضرته أداء صلاة الجمعة عمومًا في مسجد بيت الفتوح. ووجه أمير الجماعة في بريطانيا أن يقوم بوضع خطة مناسبة ويخبر أفراد الجماعة وفروع الجماعة التي يمكن لها أداء صلاة الجمعة في إسلام آباد.
ندعو الله تعالى ليبارك في هذا المشروع ويبارك الانتقال إلى هناك من كل النواحي والجوانب، آمين.