خطبة الجمعة 15/11/2019م
يتابع حضرته الحديث عن الصحابة البدريين حيث كان قد توقف قبل فترة عند الحديث عن عبد الله t بن عبد الله بن أُبي بن سلول.
حيث كان والد حضرته رئيس المنافقين في المدينة عبد الله بن سلول وقد تمادى في إيذائه واستهزائه بالنبي والصحابة:
- فقد عانا جيش المسلمين من خيانة عبد الله بن أبي بن أبي بن سلول في غزوة أحد حيث انسحب و 300 من أصحابه عند وصول الجيش إلى وادي أحد. إلا أنه رغم خيانته هذه فقد تبين حبُّ عبد الله t (ابن عبد الله بن أبي بن سلول) للإسلام وللنبي r.
- وكذلك كان يحرض أهل المدينة على إخراج المسلمين منها، ويثير الفتن بين المهاجرين والأنصار حتى نزلت الآية التي كشفت قوله 🙁 لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) (المنافقون: 9) . إلا أن ابنه رضي الله عنه عبد الله t حين أمر النبي r الصحابة بالرحيل، اعترض عبد الله لطريق أبيه ونزل الجمل وقال لوالده ما لم تقر بأن محمدا هو الأعز لن أسمح لك، وحين مر به النبي r قال: دعه، لعمري سنحسن إليه ما دام حيا.
- وقد كان وراء التهمة التي ألصقت بالسيدة عائشة رضي الله عنها وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى الْإِفْكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ. حيث أنزل الله سبحانه وتعالى براءتها في القرآن َ: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ)
ورغم كل ما صدر من عبد الله بن سلول إلا أنه حين توفي، حضر ابنه الصحابي عبد الله t إلى النبي r فقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فيه وَصَلِّ عَلَيْهِ وَاسْتَغْفِرْ لَهُ، فأعطاه النبي r قميصه ثم صلى عليه الجنازة. إلا أنه بعد هذا نهاه الله I عن الصلاة على أمثال هؤلاء نهائيا {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} (التوبة 84)
فترك الصلاة على المنافقين.
وقد قام r بذلك إكراما لابنه عبد الله t الذي أبدى غيرة للإسلام في كل قضية، وحفظ إيمانه، وقسا على والده، لذا كان قد أعطى قميصه لطفا بابنه واحتراما لأمنيته.
ثم ذكر حضرته نصره الله المرحومين الذين قد أنتقلوا إلى رحمة الله تعالى، وصلى عليهم الجنازة بعد صلاة الجمعة.
الجنازة الأولى المرحومة أمة الحفيظ زوجة الداعية مولانا محمد عمر المحترم من كيراله بالهند. توفيت في 20 اكتوبر وعمرها 72 عاما. إنا لله وإنا إليه راجعون. وُلدتْ في كيراله عام 1947. دخلت الأحمدية في عائلة المرحومة بواسطة والد جدها من أمها الذي كان من الرعيل الأول من الأحمديين في كيراله.
لقد وفقها الله تعالى لخدمة الدين كسكرتيرة المال في تشينائي ورئيسة للجنة إماء الله في كيراله لمدة طويلة. كانت المرحومة مواظبة على تلاوة القرآن الكريم وصلاة التهجد. كانت تعلّم النساء والبنات القرآن الكريم. كان تصوم الصيام المفروض وكذلك صيام النفل. لقد خدمتْ زوجها مولانا محمد عمر كثيرا حتى آخر عمرها. كانت تكرم الضيوف وتحب خدمة خلق الله. كانت امرأة صالحة جدا ومحبة للخلافة حبًا شديدا. حيثما أقامت كانت تعامل أفراد الجماعة بإخلاص وتخدم القادمين إلى مركز الجماعة بصدق وتفان. قبل وفاتها أصيبت بثلاث صدمات قلب، وعندما أصيبت ثالث مرة قالت لزوجها المولوي محمد عمر إن أجلي قد دنا، ثم قالت بلّغ الجميع سلامي، ثم كبّرت ثلاثا ولحقت بربها. كانت المرحومة موصية. خلفتْ أربع بنات. كانت كنّةً للسيد منور أحمد ناصر الذي يعمل في مكتب سكرتيري الخاص متطوعًا على إعداد بريدي بلغة ولاية تامل.
والجنازة الثانية هي للتشودري محمد إبراهيم الذي كان في السابق مديرا وناشرا لمجلة “أنصار الله” الشهرية بباكستان. لقد توفي في 16 أكتوبر عن عمر يناهز 83 عاما. إنا لله وإنا إليه راجعون. لقد عين سكرتيرا لأنصار الله بربوة في باكستان عام 1957. ولما بدأ صدور مجلة “أنصار الله” الشهرية عام 1960 عين مديرا ومسئول طباعتها ، وقد قام بهذا الواجب على أحسن وجه حتى عام 2004. لقد خدم في مجلس أنصار الله بباكستان بالمناصب التالية: مدير مكتب لنائب قائد عمومي ، وسكرتير لرئيس المجلس أيضا.
في عام 2003 رفعت ضده قضية بسبب الجماعة واعتبر مجرما هاربا، فهاجر إلى لندن بعد إذني وانتقل إلى هنا. وهنا أيضا وفقه الله تعالى لخدمة الجماعة في مكتب أنصار الله لثمانية أو تسعة أعوام، حيث كان عضوا في الهيئة الإدارية لمجلس أنصار الله الوطني. كان المرحوم منخرطا في نظام الوصية، وكان قبل وفاته بفترة ذهب إلى ربوة بسبب مرضه، وتوفي هنالك. خلف بنتا و خمسة أبناء وعديدا من الأحفاد والحفيدات. غفر الله له ورحمه ووفق أولاده ونسله لمواصلة حسناته وللارتباط بالجماعة والخلافة. لما كان مديرًا لمجلة “أنصار الله” في باكستان كانت القضايا تُرفع ضده على كل شيء، فقد رفعت حوالي 26 قضية ضده، وبقي أسيرًا في السجن لمدة شهر.
الجنازة الثالثة هي للسيد راجه مسعود أحمد ابن المرحوم السيد راجه محمد نواز من منطقة “بند دادنخان”، وهو توفي بعد مرض طويل في 19 أكتوبر عن عمر يناهز 69 عامًا. إنا لله وإنا إليه راجعون.
لقد بلغت الأحمديةُ عائلتَه عن طريق والده الذي كان على علاقة مع راجه محمد علي الناظر لبيت المال في عام 1943-1944، كانت له علاقة وثيقة مع الخلافة. كان يحترم المسؤولين في الجماعة، وكان مواظبًا على الصلوات وصلاة التهجد. كان يتبرع بسخاء ويكثر من الصدقات وإيصال الخير، كان يهتم بالفقراء وكان شخصية اجتماعية.
كان منضمًّا إلى نظام الوصية، ترك خلفه زوجته وبنتًا وابنين. رحمه الله وغفر له ورفع درجاته.
كان زميل أمير المؤمنين نصره الله في الكلية، كان يتميز بصفات كثيرة آنذاك أيضا، فقد كان يركز على عمله دون أن يتدخل فيما لا يعنيه. رفع الله تعالى درجاته، آمين.
كان المرحوم شجاعًا وأحمديًّا غيورًا.
الجنازة الرابعة هي للسيدة “صالحة أنور أبو” زوجة السيد “أنور علي أبو” من سندهـ التي توفيت في 1 أكتوبر، إنا لله وإنا إليه راجعون. كانت سیدة شجاعة ذالحة أنور أبو زوجة السيد أنو علي أبو من سندهـ التي توفيت في 1 أكتوبر، إنا لله وإنا إليه راجعون.يننا حيث كنا نجلس سويت همة عالية، وكانت مواظبة عالية، وكانت مركزة على العبادة الإلهية على العبادة الإلهية ومهتمة بأداء حقوق الله وحقوق العباد. كانت مواظبة على الصلاة والصوم منذ صغرها وأداء التبرعات وغيرها. كانت لها علاقة صادقة مع الخلافة.
تقول بنتها طاهرة مؤمن: بقدر ما منّ الله تعالى عليها من نعم بقدر ما أعطاها الله تعالى قلبًا كبيرا، كانت تعيل الفقراء تساعدهم وكانت متواضعة وبسيطة. كانت تلبي كل نداء من أجل التبرعات.
زاد الله تعالى أولادها أيضا إخلاصا ووفاء، وغفر لها ورحمها وجعل أولادها يرتبطون بالخلافة والجماعة ارتباطًا وثيقًا، جعلهم سباقين في التضحيات على خطاها. وتقبل الله تعالى أدعيتها لأولادها أيضا. آمين. تركت خلفها ابنين وبنتين.