ملخص خطبة الجمعة 10/4/2020
لا شك أن الظروف السائدة في العالم في هذه الأيام نتيجة وباء الكورونا قد أقلقت الأحباب والأغيار كلهم،
إن العالم كله محاط بالقلق من كل حدب وصوب. وهذا يذكرنا بقوله تعالى: ]وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا[ (الزلزلة: 4)
يقول سيدنا المصلح الموعود t شارحا الآية المذكورة بإيجاز وقال إن الأوبئة والابتلاءات تحل عادةً بطبيعة الحال، ولكن في هذا الزمن قد افتتحت أبوابُ الابتلاءات على مصراعيها.
تحل هذه الأوبئة والآفات لتنبيه الناس بوجه عام ليؤدوا حقوق خالقهم وحقوق خلقه وعباده أيضا. ففي هذه الظروف يجب علينا أن نخضع أمام الله تعالى أكثر من ذي قبل وننبه العالم أيضا. هناك بعض الأمراض والأوبئة والطوافين التي عندما تحل بالعالم تؤثر في الجميع بشكل طبيعي. بمعنى أنها ستؤثر فينا أيضا ولا تُحفظ منها الجماعات الربانية كليا لأن ذلك ينافي حِكَم الله تعالى.
قد كثرت بشدة بعد بعثة سيدنا المسيح الموعود u. فيمكن قول هذا الكلام بوجه عام ولكن لا يجوز ربط الوباء المنتشر حاليا بالطاعون الذي تفشى في زمن المسيح الموعود u، ولا يحق لأحد أن يقول بأن الأحمديين الذين أصيبوا به أو ماتوا بسببه هم ضعاف الإيمان.
قال المسيح الموعود u للجماعة “أنني أدعو الله تعالى كثيرا لأفراد جماعتي لينقذهم، ولكن يثبت من القرآن الكريم أنه عندما ينزل غضب الله يتضرر به الصالحون أيضا مع الطالحين …..خذوا طوفان نوح مثلا فقد شمل الجميع. والمعلوم أنه لم يعلم كل رجل وكل امرأة وطفل بوجه كامل ما هو ادّعاء نوح وما أدلته؟…الفتوحات التي حصلت في الحروب كانت بمنزلة آية على صدق الإسلام. وقد خاض الصحابة مع رسول الله r في الجهاد، ونالوا الفتوحات، ثم اندلعت الحروب في زمن الخلفاء الراشدين، ومُني المسلمون بالهزيمة أيضا أحيانا، غير أنهم نالوا الفتوحات بوجه عام. ”
لقد قدّم مجلس خدّام الأحمدية عددًا كبيرًا من المتطوعين في هذه الأزمة، فعلى من عُهدت إليهم أعمال المساعدة وهم يقومون بها أن يلتزموا بالاحتياطات اللازمة ويقوموا بأداء واجب المساعدة داعين الله وأن يجتنبوا مخالفة هذه التدابير الوقائية، وألا يلقوا أنفسهم إلى التهلكة دونما سبب، لأن ذلك يكون جهلاً وليس شجاعة، فعليكم باتخاذ التدابير الوقائية بكل شدة.
ثم أكد حضرته على الاهتمام بنظافة البيوت وفوق كل ذلك طهِّروا قلوبكم وتصالحوا مع الله صلحا كاملا.
ينبغي أن نتذكر دوما أن طريق الأدعية مفتوحٌ لنا، وعلينا أن نخضع أمام الله تعالى باليقين التام أنه تعالى فتح لنا طريق الدعوات وإنه سميع الدعاء، وهو يقبل الدعوات إن خضعنا أمامه مخلصين له، أما كيف تكون هذه الاستجابة، فهو أعلم بها. علينا بشكل عام أن ندعو لأنفسنا ولأحبائنا وأعزائنا وللجماعة وللبشرية كلها.
هناك كثير من الناس في هذا العالم لا يتوفر لديهم أسباب الحيطة والوقاية والذين لا تتوفر لديهم مرافق الصحة وإمكانيات لتلقي العلاج ولا المواد اللازمة للأكل والشرب، رحمهم الله وإيانا جميعا. تسعى جماعتنا أن توصل المواد الغذائية والمساعدات الطبية إلى جميع الأحمديين، وغير الأحمديين أيضا حيثما كانت الحاجة. نقوم بهذه الخدمة دون أي هدف وغاية لأنفسنا بل نقوم بها مدفوعين بعاطفة المواساة الخالصة.
ثم قال حضرته:”ركِّزوا كثيرا على الدعاء والدعاء والدعاء، حفِظ الله I كل فرد من أبناء الجماعة على كل الأصعدة والجماعةَ إجمالا وحماهم وآمنَهم، وفقني الله I وإياكم لأن ندعوه I وأن نتشرف بفيض قبول أدعيتنا.”
وبعد ذلك أوصى التجار أن يقللوا من أرباحهم هذه الأيام في المواد الغذائية، بغرض خدمة البشرية وهذا لأداء حقوق العباد والفوز بقرب الله. “وفق الله I جميع التجار أن يسيِّروا أعمال تجارتهم في هذه الأيام بدافع المواساة بدلا من الحصول على أرباح غير ضرورية”.
ثم تناول حضرته ذكر خادم مخلص جدا جدا للجماعة الذي توفي بقضاء الله I في الآونة الأخيرة في 5 إبريل الفائت إنا لله وإنا إليه راجعون. اسمه ناصر أحمد سعيد المحترم. كان المرحوم ناصر سعيد يتصف بخصال حميدة عدة، فكان يعمل عمله بمنتهى الإخلاص والنشاط، وكانت تربطه علاقة الحب الصادق مع الخلافة الأحمدية، لقد ترك وراءه زوجته السيدة كلثوم بيغم المحترمة وابنه السيد خالد سعيد وأولاده، وخالد سعيد المحترم أيضا يعمل متطوعا في الحرس الخاص بانتظام، جعله الله I مثيل أبيه المرحوم ناصر سعيد، ووفقه لاقتفاء أثره، وألهم زوجة المرحوم الصبر السلوان.
كتب الكثيرون يذكرون محاسنه، كان المرحوم متحليا بالكثير من الشمائل الحسنة. وقد غادر المرحوم هذه الدنيا مؤديا خدمته على خير وجه وموفيًا عهد الوفاء. لقد وفى كل عهد قطعه مع الله تعالى . هذا ما شاهدناه في حياته. فهو من أولئك الكثيرين الذين قال عنهم المسيح الموعود عليه السلام إنهم شهداء. ندعو الله تعالى أن يعدّ المرحوم من بينهم، ورحِم كلَّ الأحمديين الذين توفوا بهذا المرض وغفر لهم. اللهُ أعلم بمرضهم الحقيقي، أما نحن فندعو الله تعالى أن يكون كل واحد منهم ممن شملته رحمة الله ومغفرته.