ملخص خطبة الجمعة 11/9/2020
يتابع حضرته حديث اليوم عن الصحابة البدريين ويفرد هذه الخطبة للحديث عن سيدنا بلال بن رباح. اسم والده رباح ووالدتِه حمامة. كان بلال مولى لأمية بن خلف، من أهل الحبشة.
كان بلال آدم شديد الأدمة نحيفًا، طويلا، كثير الشعر خفيف العارضين.
تزوج بلال غير مرة، وبعض زوجاته من عائلات أشراف العرب وكِرامهم، كان لبلال أخ يسمى خالدًا، وكانت له أخت تسمى غفرة.
يعد بلال من السابقين الأولين وقد أعلن عن إسلامه لما كان عدد الذين أظهروا إسلامهم سبعة فقط.
قال رسول الله r: السباق أربعة: أنا سابق العرف وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبشة وصهيب صابق الروم.
وفي رواية أن بلالا لما أسلم أخذه أهله فمطوه، وألقوا عليه البطحاء وجلدَ بقرة، فجعلوا يقولون: ربك اللات والعزى، وهو يقول: أحد أحد، فأتى عليه أبو بكر فقال: إلامَ تعذبون هذا الانسان؟ فاشتراه بسبع أواق (أي بمئتين وثمانين درهمًا) فأعتقه فذكر ذلك للنبي r فقال: الشركة يا أبا بكر، فقال: قد أعتقته يا رسول الله.
عن جابر بن عبد الله قال: كان عمر بن الخطاب يقول: أبو بكر سيدنا وأعتق سيّدنا يعني بلالا t.
ذكر الخليفة الثاني t أنه عندما استقر المسلمون في المدينة المنوّرة، واستطاعوا العيش وعبادة الله في أمان نسبي، عيّن الرسول r بلالاً مؤذّنًا، فلما كان هذا العبد الحبشي ينطق في الأذان أسهد ألا إله إلا الله بدلا من أشهد ألا إله إلا الله، أخذ يضحك عليه بعض الناس من المدينة الذين لم يكونوا يعرفون حقيقة أمره، فلما وجد النبي r الناس يضحكون على أذان بلال التفت إليهم وقال: إنكم تضحكون على أذان بلال ولكن الله تعالى على عرشه يفرح بأذان بلال.
بعد هجرة النبي r إلى المدينة مرض الصحابة ومنهم سيدنا بلال t فتذكر موطنه مكة بحزن وقَالَ اللَّهُمَّ الْعَنْ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الْوَبَاءِ (ولما سمع النبي r كلام بلال وأبي بكر رضي الله عنهما) قَالَ r اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَفِي مُدِّنَا وَصَحِّحْهَا لَنَا.
حين هاجر الأحمديون من قاديان نصحهم سيدنا المصلح الموعود t ذاكرا هجرة المدينة: “افرحوا ولا تنظروا إلى ما فقدتم بل انظروا مِن أجل مَن فقدتم، وإذا فقدتم ما فقدتم في سبيل الله ومن أجل رقي الإسلام، فأبشروا ولا تستكينوا في أي مناسبة”
لقد ورد في الطبقات الكبرى أن سيدنا بلالاً t قد شهد مع النبي r بدرا وأُحداً والخندق وسائر الغزوات. في بدر قَتل سيدنا بلال أمية بن خلَف الذي كان سيده في مكة، ومن كبار أعداء الإسلام، وكان يعذِّبه على إسلامه.
يثبت من رواية أن بلالا كان سكرتير النبي r أو أمين الصندوق، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: لَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ وَلَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللهِ وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا مَا وَارَى إِبِطُ بِلَالٍ. (سنن ابن ماجة) يعني كان الطعام قليلا جدا.
حظي بلال t شرف كونه أول مؤذن. وكان مؤذن الرسول r في حياته في السفر والحضر وكان أول من أذن في الإسلام. حيث عُلّم الصحابي عبد الله بن زيد الأنصاري رفع الأذان للصلاة في الرؤيا، فجاء إلى النبي r وذكر أنه رأى في الرؤيا شخصا ينادي بهذه الكلمات على طريق الأذان، فقال النبي r: إن هذا توجيه إلهي وقال لعبد الله أن يلقن طريقة الأذان لبلال. ومن العجيب أنه عندما رفع بلال t الأذان أول مرة وسمعه سيدنا عمر t سارع إلى النبي r وقال له أنه سمع نفس هذه الكلمات أيضًا في منامه. وفي رواية أن النبي r حين سمع كلمات الأذان قال: قد نزل الوحي بحسبها أيضا.
وفي سنن ابن ماجة عَنْ بِلَالٍ t أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ r يُؤْذِنُهُ بِصَلَاةِ الْفَجْرِ فَقِيلَ هُوَ نَائِمٌ، فَقَالَ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ، فَأُقِرَّتْ فِي تَأْذِينِ الْفَجْرِ فَثَبَتَ الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ. (سنن ابن ماجة)
كان للرسول r ثلاثة مؤذّنِين بلال وأبو محذورة وعمرو بن أم مكتوم.
ثم ذكر حضرته بعض المرحومين وصلى عليهم صلاة الغائب:
الشاب رؤوف بن مقصود الأصغر من بيلجيكا. لقد توفي في 4 سبتمير، إنا لله وإنا إليه راجعون. كان من جماعتنا في هاسلت ببيلجيكا. التحق بالجامعة الأحمدية في بريطانيا في 2018.
كان المرحوم شخصية محببة جدا لدى الطلاب والأساتذة جميعًا لإخلاصه وحماسه لخدمة الخلق ولبذل الجهد والمشقة. قبل فترة أصيب بالورم في مخه، وظل مريضا لستة أو سبعة أشهر، وكافح المرض بصبر وهمة بالغين، والتحق بالرفيق الأعلى في النهاية. كان العزيز المرحوم شديد الحب للخلافة وكامل الطاعة للخليفة. كانت البسمة تعلو وجهه دائما. كان عنده شوق وحماس وولع لخدمة الجماعة. وكان يسبق الجميع في إلقاء السلام. كان المرحوم خير داعية ومبلغ حتى قبل أن يتخرج من الجامعة. تغمده الله بمغفرته ورحمته، ورفع درجاته، وألهم والديه الصبر والهمة والسلوان.
والجنازة الثانية هي للسيد ظفر إقبال قريشي الذي كان نائب أمير جماعتنا بمحافظة إسلام آباد سابقا، حيث توفي في 3 ديسمبر وسنه 87 عاما، إنا لله وإنا إليه راجعون. كان ينحدر من عائلة أحمدية مخلصة. كان يعمل مهندسا حتى عام 1994، وظل يخدم الجماعة وظل يخدم الجماعة على مختلف الأصعدة.
الجنازة الثالثة هي للسيد كابيني كاجاوا كاتا من سنغال الذي توفي بتاريخ 24/8/2020م عن عمر يناهز 85 عاما، إنا لله وإنا إليه راجعون. من صفات المرحوم البارزة أنه كان رجلا شجاعا ومخلصا جدا ومحبا للخلافة وغيورا للجماعة، ويتحلى بروح الخدمة والتضحية، وكان مضيافا، كان إحمديا مخلصا ووفيا. كانت أملاك الجماعة في البلد مسجلة باسمه ما لم تُسجَّل الجماعة رسميا. كان يخدم الجماعة أكثر من الدعاة. قبل وفاته تبرع للجماعة بثلاثة دونمات من أرضه لبناء المدرسة عليها. كذلك كان قد وفر ثلاتة دونمات أخرى من أرضه لبناء مركز الجماعة عليها، كان مولعا بتبليغ الدعوة إلى حد الجنون.
الجنازة الأخيرة هي للسيد مبشر لقمان الذي كان محاميا في المحكمة العليا في باكستان. كان يسكن في مدينة لاهور ثم انتقل إلى كندا في الفترة الأخيرة. وقد توفي في 5/5/2020م عن عمر يناهز 85 عاما، إنا لله وإنا إليه راجعون. كان يحب الله U ورسوله r والمسيح الموعود u والخلافة حبا كبيرا. كان جده من الأمّ، شيخ مِهْرْ علي صديقا حميما لسيدنا المسيح الموعود u. وقد اعتكف u في بيته في مدينة هوشيار بور، وفي أثناء ذلك بشّره الله تعالى بنبأ عظيم عن المصلح الموعود t. كان ضمن المحامين الثلاثة الذين وُفّقوا لتمثيل الجماعة في عام 1974م. وعمل أستاذا في جامعة البنجاب إلى 46 عاما، عندما هوجم مسجد الجماعة في “مادل تاؤن” في لاهور كان المرحوم موجودا فيه، بعد ذلك هاجر المرحوم إلى كندا. كان ملتزما بالصلاة والصيام، وصلاة التهجد. كان يحب القرآن الكريم كثيرا، وكان مشتركا بفضل الله تعالى في نظام الوصية. ترك وارءه أرملة وست بنات وعديدا من الأحفاد والحفيدات وأولادهم.
بدأت سلسلة خدمات المرحوم مبشر لطيف بدأت من عام 1974م، حين ساعد محاميا غير أحمديٍّ “إعجاز بتالوي” للمثول أمام محكمة القاضي “صمداني” لصالح الجماعة. رحمه الله وغفر له ورفع درجاته، ووفق ذويه للاستمرار في حسناته ويلهمهم الصبر والسلوان.