ملخص خطبة الجمعة 2/4/2021م
يتابع حضرته نصره الله الحديث عن سيدنا عثمان رضي الله عنه ويذكر بعض خصاله وأهم أعماله:
كان يتحلى بالعفة والحياء الشديد:
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللهِ عُمَرُ وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ. (سنن الترمذي، كتاب المناقب عن رسول الله)
“عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَالِسًا كَاشِفًا عَنْ فَخِذِهِ فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ فَأَرْخَى عَلَيْهِ ثِيَابَهُ فَلَمَّا قَامُوا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَأَذِنْتَ لَهُمَا وَأَنْتَ عَلَى حَالِكَ فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ أَرْخَيْتَ عَلَيْكَ ثِيَابَكَ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ أَلَا أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ وَاللَّهِ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَسْتَحْيِي مِنْهُ” (مسند أحمد، كتاب باقي مسند الأنصار)
ورد عن تواضع عثمان t وبساطته: عَنْ عَبْدِ اللهِ الرُّومِيِّ قَالَ: “كَانَ عُثْمَانُ يَلِي وُضُوءَ اللَّيْلِ بِنَفْسِهِ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: لَوْ أَمَرْتَ بَعْضَ الْخَدَمِ فَكَفَوْكَ، فَقَالَ: لا، اللَّيْلُ لَهُمْ يَسْتَرِيحُونَ فِيهِ.” (الطبقات الكبرى لابن سعد) أي ينبغي أن نعطي الخدم وقتا للنوم في الليل.
عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ: “قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِعُثْمَانَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: يَا عُثْمَانُ، إِنَّكَ قَدْ رَكِبْتَ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ نَهَابِيرَ مِنَ الْأَمْرِ فَتُبْ وَلْيَتُوبُوا مَعَكَ، قَالَ: فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ وقاموا بهذا الدعاء.”
وهناك روايات عن سخاء عثمان t وكرمه وإنفاقه في سبيل الله I. قال عثمان بن عفان t بنفسه: لَقَدِ اخْتَبَأتُ عِنْدَ رَبِّي عَشْرًا: إِنِّي لَرَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِي الْإِسْلَامِ، وَمَا تَغَنَّيْتُ، وَلَا تَمَنَّيْتُ، وَلَا وَضَعْتُ يَمِينِي عَلَى فَرْجِي مُنْذُ بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ r وَمَا مَرَّتْ عَلَيَّ جُمْعَةٌ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلَّا وَأَنَا أَعْتِقُ فِيهَا رَقَبَةً إِلَّا أَلَّا يَكُونَ عِنْدِي فَأَعْتِقَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ. (المعجم الكبير للطبراني)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَنَّ عُثْمَانَ أَعْتَقَ عِشْرِينَ مَمْلُوكًا وَهُوَ مَحْصُورٌ. (أسد الغابة)
وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: «كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ r فِي غَزَاةٍ، فَأَصَابَ النَّاسَ جَهْدٌ حَتَّى رَأَيْتُ الْكَآبَةَ فِي وُجُوهِ الْمُسْلِمِينَ، وَالْفَرَحَ فِي وُجُوهِ الْمُنَافِقِينَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ r قَالَ: “وَاللهِ لَا تَغِيبُ الشَّمْسُ حَتَّى يَأْتِيَكُمُ اللهُ بِرِزْقٍ”. فَعَلِمَ عُثْمَانُ أَنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ سَيَصْدُقَانِ، فَاشْتَرَى عُثْمَانُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَاحِلَةً بِمَا عَلَيْهَا مِنَ الطَّعَامِ، فَوَجَّهَ إِلَى النَّبِيِّ مِنْهَا بِتِسْعَةٍ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ النَّبِيُّ r قَالَ: “مَا هَذَا؟”. قَالَ: أَهْدَى إِلَيْكَ عُثْمَانُ، فَعُرِفَ الْفَرَحُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ r وَالْكَآبَةُ فِي وُجُوهِ الْمُنَافِقِينَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ r قَدْ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ يَدْعُو لِعُثْمَانَ دُعَاءً مَا سَمِعْتُهُ دَعَا لِأَحَدٍ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ عُثْمَانَ اللَّهُمَّ افْعَلْ بِعُثْمَانَ. أيْ أنزل على عثمان فضلك. (مختصر تاريخ دمشق)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ r فَرَأَى لَحْمًا فَقَالَ: ” مَنْ بَعَثَ بِهَذَا؟ “. قُلْتُ: عُثْمَانُ. قَالَتْ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ r رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو لِعُثْمَانَ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ جَدَّتِهِ، وَكَانَتْ تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَوَلَدَتْ هِلَالًا، فَفَقَدَهَا يَوْمًا فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا قَدْ وَلَدَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةَ غُلَامًا، قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ بِخَمْسِينَ دِرْهَمًا وَشُقَيْقَةً سُنْبُلَانِيَّةً، وَقَالَ: هَذَا عَطَاءُ ابْنِكِ وَكِسْوَتُهُ، فَإِذَا مَرَّتْ بِهِ سَنَةٌ رَفَعْنَاهُ إِلَى مِائَةٍ ”
لقد نال عثمان t شرف كتابة القرآن الكريم أيضا.
عن أم كلثوم بنت ثمامة … قالت عائشة لقد رأيت رسول الله r مع عثمان في هذا البيت في ليلة قائظة والنبي r يوحي إليه جبريل وكان إذا أوحي إليه ينزل عليه ثقلة شديدة قال الله U: “إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا.” وعثمان يكتب بين يدي النبي r، يقول له اُكتبْ يا عثمانُ. تقول عائشة: وما كان لينزل تلك المنزلة من رسول الله إلا رجلا كريما.
جمع سيدنا عثمان رضي الله عنه للمصحف:
عندما جُمعت المصاحف في عهد أبي بكر t احتفظ بها عنده. ثم انتقلت إلى عمر t، ثم انتقلت إلى حفصة رضي الله عنها، وعندما تولّى عثمان t الخلافة وصلت تلك المصاحف إليه.
فقد جاء في الرواية: إنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ اليَمَانِ، قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّأْمِ فِي فَتْحِ أَرْمِينِيَةَ، وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ العِرَاقِ، فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلاَفُهُمْ فِي القِرَاءَةِ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَدْرِكْ هَذِهِ الأُمَّةَ، قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الكِتَابِ اخْتِلاَفَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ: «أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي المـَصَاحِفِ، ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ»، فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدَ بْنَ العَاصِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي المـَـصَاحِفِ، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ القُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: «إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ القُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ» فَفَعَلُوا حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي المـَصَاحِفِ، رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ، وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا، وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنَ القُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ، أَنْ يُحْرَقَ.
قَالَ ابْنُ التِّينِ: الْفَرْقُ بَيْنَ جَمْعِ أَبِي بَكْرٍ وَجَمْعِ عُثْمَانَ أَنَّ جَمْعَ أَبِي بَكْرٍ كَانَ لِخَشْيَة أَنْ يَذْهَبَ شيء مِنَ الْقُرْآنِ بذهاب حملته لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَجْمُوعًا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ فَجَمَعَهُ فِي صَحَائِفَ مُرَتِّبًا لِآيَاتِ سُوَرِهِ عَلَى مَا وَقَّفَهُمْ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَمْعُ عُثْمَانَ كَانَ لَمَّا كَثُرَ الَاخْتِلَافُ فِي وُجُوهِ القراءة حتى قرأوه بِلُغَاتِهِمْ عَلَى اتِّسَاعِ اللُّغَاتِ فَأَدَّى ذَلِكَ بَعْضَهُمِ إِلَى تَخْطِئَةِ بَعْضٍ فَخَشِيَ مِنْ تَفَاقُمِ الْأَمْرِ فِي ذَلِكَ فَنَسَخَ تِلْكَ الصُّحُفَ فِي مُصْحَفٍ وَاحِدٍ مُرَتِّبًا لِسُوَرِهِ وَاقْتَصَرَ مِنْ سَائِرِ اللُّغَاتِ عَلَى لُغَةِ قُرَيْشٍ مُحْتَجًّا بِأَنَّهُ نَزَلَ بِلُغَتِهِمْ، وإن كان قد وُسّع فی قِرَاءَتِهِ بِلُغَةِ غَيْرِهِمْ رَفْعًا لِلْحَرَجِ وَالْمَشَقَّةِ فِي ابْتِدَاءِ الْأَمْرِ، فَرَأَى أَنَّ الْحَاجَةَ قَدِ انْتَهَتْ، فَاقْتَصَرَ عَلَى لُغَةٍ وَاحِدَةٍ.
وقال حضرة المصلح الموعود t في تفسير قول الله تعالى في سورة الأعلى ]سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى[: والمراد من ذلك أننا سنعلّمكم كلامًا لن تنسوه إلى يوم القيامة، بل سيظل محفوظا كما هو الآن. والدليل على صدق هذه الدعوى أنّ ألدّ أعداء الإسلام أيضا يقرّون اليوم علنًا أن القرآن الكريم محفوظ اليوم تمامًا كما عرضه محمد -صلى الله عليه وسلم. فقد اعترف “نولدكه” و”سبرنغر” و”وليام موير” في كتبهم قائلين: ليس هناك كتاب سماوي سوى القرآن نستطيع القول جزمًا ويقينًا إنه لا يزال محفوظا حتى اليوم كما قدَّمه مؤسسه.
وقال حضرة الخليفة الأول t: الواقع أن الإسلام في خلافة عثمان t كان قد انتشر إلى أمصار بعيدة، فجعل نسخًا من الصحيفة القرآنية ونشرها في مكة والمدينة والشام والبصرة والكوفة وغيرها من الأمصار. أما جمع القرآن فكان النبي r نفسه قد تولى ترتيبه كما ارتضاه الله تعالى، وقد وصلنا القرآن بنفس الترتيب المرضي عند الله تعالى، غير أن قراءته والعمل به هو مسؤوليتنا.
ثم حث حضرته أفراد الجماعة على الاستمرار بالدعاء للأحمديين في باكستان والجزائر بل وللأحمديين في العالم كله حيثما يتعرضون للمشاكل والصعاب، بأن يزيلها الله تعالى.
ثم أعلن إطلاق موقع للمكتب الصيني لتوفير المعلومات التفصيلية عن الأحمدية أي الإسلام الحقيقي باللغة الصينية.
ثم صلى صلاة الغائب على بعض المرحومين:
داعية الجماعة السيد يونس خالد الذي توفي في 15 مارس الفائت إثر صدمة قلبية عن عمر يناهز 67 عامًا. إنا لله وإنا إليه راجعون.
الدكتور “نظام الدين بدن” الموريشي من ساحل العاج الذي توفي في 15 مارس الفائت عن عمر يناهز 73 عامًا. إنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم السيدة سلمى بيغم زوجة الدكتور المرحوم راجة نصير أحمد ظفر التي توفيت في الرابع والعشرين من يناير عن عمر يناهز 85 سنة. إنا لله وإنا إليه راجعون.
الجنازة التالية للسيدة كشور تنوير أرشد زوجة السيد عبد الباقي أرشد رئيس الشركة الإسلامية في بريطانيا التي توفيت في 27 فبراير عن عمر يناهز 87 سنة، إنا لله وإنا إليه راجعون
ثم المرحوم السيد عبد الرحمن حسين محمد خير من السودان، فقد توفي في 24 ديسمبر عن عمر يناهز 56 سنة، إنا لله وإنا إليه راجعون.