وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ

فيما يلي، ملخص لخطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين، حضرة ميرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز بتاريخ 10/11/2017:* يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا* يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون• وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ

لقد اوصى الله تعالى المسلمين ان يقيموا العدل بمستويات عالية جدا، ولكن لسوء الحظ، ان معظم المسلمين في هذه الايام بما فيهم العلماء والعامة، لا يعدلون في علاقاتهم العامة وتعاملاتهم فيما بينهم.
احيانا نسمع عن خلافات عائلية، حيث يظلم فيها الرجال النساء واحيانا العكس، وعندما تصل الشكوى الى القضاء، يدلون بشهاداة زور في المحكمة.
هناك عدد كبير من الناس من يظن ان هذا حقهم وحتى انهم احاينا يكذبون كي ياخذوا اموال غيرهم.
ان مثل هكذا اعمال، تؤدي الى تفشي الظلم في المجتمع.

ان الحكام في البلاد المسلمة لا يعدلون بالناس، وكذلك الناس والرعية لا يعدلون في حق حكامهم، ومع ذلك يدّعون انهم خير الامم. لا شك ان المسلمين هم فعلا خير الامم، ولكن لو عملوا باحكام الله التعالى.
ان الاسلام وحده يقدم الحلول لجميع المشاكل، ويدعوا الى ارساء العدل في العالم.
ان معظم المشاكل والمصائب في المجتمع، تحدث بسبب عدم وجود العدل.
حتى انه هناك من الاحمديين من تاثر بهذه المجتمعات والناس، ولا يشهدون شهادة الحق. مع ان الله تعالى يقول، انه يجب ان لا نتخلى عن العدل.
بعض الناس متمكنون من علوم الدين، وبالرغم من ذلك ينسون الحق، فيستغرب الانسان حين يراهم يشهدون كذبا وزورا، مع ان الله تعالى يقول كونوا قوامين بالقسط ولو على انفسكم.
عليكم ن تضعوا قول الله تعالى امام اعينكم في كل حين.
اذا نجوتم من عقاب الله تعالى في الدنيا، فاعلموا ان الله تعالى يعلم ما تعملون ولن تنجوا من عقاب الاخرة.

في بعض الدول، يظهر بعض الناس انهم يكسبون دخل قليل ويخفون ذلك عن الحكومة بسبب الضريبة. وعندما يعرف المسؤولين بذلك يحققوا معهم ويخالفونهم.
على الاحمديين ان لا يكترثوا بالاسباب الدنيوية وان لا يخفوا الحقائق، وان يكونوا شهداء لله. فلو فعلوا ذلك، فسيبارك الله تعالى في رزقهم.
علينا ان نحاسب انفسنا دائما، واذا لم نسعى لاقامة هذه المستويات العليا، فلن ننال رضا الله تعالى.
انا بايعنا المسيح الموعود عليه السلام، المبعوث الذي ارسله الله تعالى لكي يصلح العالم. فكيف نصل الى وضع اننا لا نخشاه تعالى.
لا يجوز للمؤمن ان لا يعدل او ان يظلم، بل عليه بالعدل وان يتقي الله تعالى، ويترك الامر لله وحده.
من واجب المؤمن الحقيقي ان يعمل باوامر الله تعالى وان لا يغفل عنها ابدا.

ليس من السهل ان يصبح الانسان مؤمنا حقيقيا، الا اذا عمل باحكام الله تعالى.علينا العمل باحكام الاسلام وتعاليمه، بحيث نصبح نموذج للاخرين.
في هذه الايام، يتحدث الاوروبيون كثيرا عن ظلم المسلمين لبعضهم، وهذه ماساة كبيرة، بحيث ان المسلمون انفسهم يسيئون الى الاسلام. فالحكومة تقاتل الشعب والشعب يقاتل الحكومات. والفئات الاسلامية تاتي من الخارج لتقاتل المسلمين ايضا.
فانهم يبررون مظالمهم واعتدائاتهم بان الاوروبيين يقتلون المسلمين ونحن ناخد بالثار. مع ان المسلمين يقتلون انفسهم، مع انهم يستعينون بغيرهم.
كان ينبغي على المسلمين ان يظهروا نماذج الاسلام الحق وينشروا السلام ويدعوا اليه. ولكن ما يحدث هو العمس تماما، حيث لا نرى سوى المظالم.

ان هذا الامر القراني منقطع النظير وغير موجود في اي كتاب سماوي اخر. ان الانصاف هو حق للمسلمين ولغيرهم. فما اجمل هذا التعليم، لكن من المأسف ان اعمال المسلمين في الدول الغير مسلمة قد شوهت الاسلام. ان المشائخ والعامة يقومون باعمال مسيئة، وهذا يجعلنا نحن الاحمديين نتحمل المسؤولية اكثر، كي ننشر الاسلام الصحيح والعدل في العالم.

يقول الخليفة نصره الله: هذه هي معايير العدل والانصاف، ولو حافطنا عليها فسنعد من اتباع العاشق الصادق للنبي صلى الله عليه وسلم، وسنحقق الغاية المنشودة من بعثة المسيح الموعود عليه السلام.
لانه بعث لينشر العدل وجمال الاسلام في العالم.
وهذا لن يتحقق ما دمنا نحن الاحمديين لا نقيم معايير العدل وننشرها في العالم.
لو كنا نحن الاحمديون نريد ان نفي ببيعة المسيح الموعود عليه السلام وان نحقق مهمة نشر رسالة الاسلام، فعلينا ان نتمسك بهذا المبدأ وبباقي الاخلاق الاسلامية السامية، التي بينها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم.
اذا كانت معاملاتنا المنزلية ليست بحسب وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم، فلن ينفع تبليغنا، لانه بعد مشاهدة تصرفاتنا سيقول لنا الخصوم، عليكم ان تحققوا هذه التعاليم بانفسكم اولا.
على كل احمدي ان يفتح باب التبليغ من خلال اعماله، وهكذا سيقر الخصوم بمحاسن الاسلام.
نساله الله تعالى ان نطيع اوامره عز وجل وان نعيش بها ونؤدي حق بيعة المسيح الموعود عليه السلام، ونكون هدى للاخرين ونقدم نماذج العدل للعالم، آمين.

باحترام،

About مجلس خدام الأحمدية الكبابير

View all posts by مجلس خدام الأحمدية الكبابير