ملخص خطبة الجمعة 25/9/2020م
يتابع حضرته للجمعة الثالثة حديثه عن سيدنا بلال رضي الله عنه وقد روى عدة أحاديث عن مكانة بلال رضي الله عنه منها:
في رواية عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ: يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ.
رواه البخاري.
وكتب حضرة مرزا بشير أحمد وهو يتحدث عن أوائل الصحابة:
كان سيدنا عمر رضي الله عنه يحب بلالا حبا شديدا حتى إذا توفي قال عمر لقد توفي سيد المسلمين اليوم.
عن عائذ بن عمرو قال مرَّ أبو سفيان ببلال وسلمان وصهيب، فقالوا ما أخذتْ سيوفُ الله مِن عُنقِ هذا بعدُ مأخذَها. فقال أبو بكر الصديق: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها؟! ثم ذهب أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا يعني أن سيدنا أبا بكر لما سمعهم يقولون إننا لم ننتقم بعدُ من هذا كما ينبغي لم يعجبه كلامُهم، فقال لهم لماذا تتكلمون هكذا في سيد قريش. ثم حضر أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
فأخبره بذلك. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر لعلك أغضبتَهم؟! لئنْ كنتَ أغضبتَهم لقد أغضبتَ ربك. فرجع أبو بكر إلى هؤلاء الصحابة فقال: يا إخوتي الأحبة لعلكم غضبتم مني.
وعن علي بن أبي طالب t قال:قال النبي ﷺ: “إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ قَبْلِي إِلا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وَوُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، وَحُذَيفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلالٌ”
وعن زيد بن أرقم t قال، قال رسول الله r: نعم المرء بلال، هو سيد الشهداء والمؤذنين وهو أطول الناس عنقا يوم القيامة. (أي ستوهب له مكانة عِزة كبيرة)
عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r، قَالَ:”مَثَلُ بِلالٍ كَمَثَلِ نَحْلَةٍ غَدَتْ تَأْكُلُ مِنَ الْحُلْوِ وَالْمُرِّ، ثُمَّ هُوَ حُلْوٌ كُلُّهُ”.
عَنْ هِنْدٍ امْرَأَةِ بِلالٍ ، قَالَتْ: كَانَ بِلالٌ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، قَالَ: اللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِي وَاعْذُرْنِي بِعِلاتِي.
عَنْ بِلالٍ t، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ r: يَا بِلالُ ، مُتْ فَقِيرًا وَلا تَمُتْ غَنِيًّا، قلْتُ: وَكَيْفَ بِذَاكَ؟ قَالَ: مَا رُزِقْتَ فَلا تَخْبَأْ، وَمَا سُئِلَتَ فَلا تَمْنَعْ، فقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ لِي بِذَاكَ؟ فقَالَ: هُوَ ذَاكَ أَوِ النَّارُ. (أي لا تنهر السائل ولا تكنز المال بل يجب إنفاقُه أيضا)
توفي سيدنا بلال t بدمشق في عهد عمر t في العشرين من الهجرة ودُفن بباب الصغير وهو ابن بضعة وستين وسنة.
يقول سيدنا الخليفة الثاني t في بيان مكانة بلال ومرتبته: كان بلال يقول عند الأذان: “أسهد” بدلا من “أشهد” وكان العرب يضحكون عليه لشعورهم بتوّفقهم القومي، فلما رأى النبي r الناس يضحكون على نطق بلال t “أسهد” بدلا من “أشهد”، قال: إنكم تضحكون على أذان بلال بينما يفرح الله تعالى على العرش بأذانه، وأن قوله “أسهد” أحب إليه من نطقكم “أشهد”.
كان قلب النبي r يفيض بحب سيدنا بلال t وبالمودة له. فأثر ذلك في قلب بلال أشد تأثير فأحب هو أيضا النبي r كثيرا حتى أنه بعد وفاته r توقف عن الآذان لكثرة شوقه للنبي r. وحين طلب منه سيدنا عمر t منه مرة بعد خلافته وزيارته للشام حيث كان يقيم سيدنا بلالا أن يؤذن، فقام بلال t وأخذ يرفع الأذان كما كان يرفعه في عهد النبي r، فلما انطلق صوته في الجو تذكر الصحابة العربُ العهدَ النبوي المبارك، ففاضت عيونهم بالدموع وانطلقت من البعض صرخات البكاء عالية، أما بلال t فظل يواصل الأذان وأخذ الناس يتذكرون عهد النبي r فينفعلون، فما أن ختم الأذان حتى سقط مغشيًا عليه.
وفي هذه الحادثة شهادةً من قبل الشعوب غير العربية على صدق ما ادعاه النبي r بأنه لا فرق عنده بين عربي وعجمي. وكانت هي شهادة عظيمة على حب الشعوب غير العربية للنبي r،
هذا كان سيدنا بلال الذي أرى نماذج حبّه ووفائه بسيده ومطاعه، وأرى نماذج عملية لرسوخ توحيد الله تعالى في قلبه بحيث إنها أسوة طيبة لنا. إن نجاتنا تكمن في هذا الأمر نفسه وهو أن نكون نموذجا في إقامة التوحيد ونموذجا في حب الرسول العربي r، وفقنا الله تعالى لذلك، آمين.
ثم تناول حضرته ذكر بعض المرحومين وصلى صلاة الغائب عليهم: مولانا طالب يعقوب ابن السيد طيب يعقوب داعية الجماعة في دنتوباغو في ترينيداد الذي وافته المنية في 8 سبتمبر الفائت عن عمر يناهز 63 عامًا. إنا لله وإنا إليه راجعون.
كان ينتمي إلى ترينيداد. وكان طبعه ميالا إلى الدين منذ صغره علاوة إلى خدمة الجماعة بمنتهى الإخلاص في شتى بلاد العالم ظل ينشر تعليم الإسلام في الناس بعلمه وخبرته. كانت له علاقةٌ خاصة بكل فرد من أبناء الجماعة، فحيثما عُين أحبَّه أبناء الجماعة بكل إخلاص وهو أحبَّهم أيضاً. كان متقيا جدا ومتواضعا وهادئ الطبع، وليِّنا وصابرا ومطيعا وحليما. كان يداوم على التهجد وتلاوة القرآن الكريم، وكان من دأبه أداء ثماني ركعات نفلا قبل النوم. كان المرحوم يملك مزايا الداعية والمربي وخصاله في الحقيقة، وكان يبذل قصارى جهوده لإنجاز المهام المعهودة إليه على خير ما يرام، كان يحب الله I ورسولَه r والمسيحَ الموعود u حبا كبيرا، كما كان له تأثيرا طيبا على الكثير من الناس. تغمَّده الله بواسع رحمته وغفر له ورفع درجاته، وحفظ زوجته وأولاده ووفقهم لمواصلة حسناته.
الجنازة الثانية للمهندس المحترم افتخار علي القريشي، الوكيل الثالث للمال سابقا، ونائب رئيس مجلس التحريك الجديد. عمَّره الله طويلا، حيث توفي في الثالث من يونيو عن عمر يناهز 99 سنة، إنا لله وإنا إليه راجعون. افتخار القريشي المحترم قرأ كتب سيدنا المسيح الموعود u شخصيا وبحث وتشرف بقبول الأحمدية. فبايع في 1941 خطيا بإرسال رسالة. وفي 1942 جاء إلى الجلسة السنوية في قاديان فتأثّر كثيرا من جوّها واستمع بإمعان إلى خطابات حضرة خليفة المسيح الثاني t وبايع هناك مجددا على يد حضرته. كان يذهب إلى قاديان كل سنة للجلسة السنوية وكان يحظى بفرصة اللقاء مع الخليفة الثاني t ويسأله أسئلته ويأخذ منه الإجابات ويعود مفعما بالإيمان والإيقان.
عاصَر زمنَ أربعة خلفاء وأبدى في كل مكانٍ طاعة وإخلاصا. كان هادئا يهتم بعمله فقط، وجد فرصة الخدمة كواقف الحياة 37 عاما، وكان يعمل ناكرًا ذاته. رحمه الله وغفر له ووفق أولاده أيضا لمواصلة حسناته.
الجنازة الثالثة للسيدة رضية سلطانة التي كانت زوجة الحكيم المولوي خورشيد أحمد. توفيت عن عمر يناهز 81 عاما، كانت المرحومة ابنةَ “شيخ الله بخش” t الصحابي للمسيح الموعود u. كانت ملتزمة جدا بالصلوات والصيام منذ الصغر، وعاشت حياتها كلها ببساطة وتواضع، كانت جد مضيافة. وكانت تقوم بالحسنات سرًّا، وزوّجت عديدا من البنات الفقيرات وأعالت عديدا من البنات الفقيرات. كانت منخرطة بنظام الوصية وتركت في ذويها ابنة. غفر الله تعالى لها ورحمها.
والجنازة التالية للسيد محمد طاهر أحمد بن السيد محمد منصور أحمد النائب لناظر بيت المال بقاديان. توفي في 28 أيار في مشفى نور بقاديان نتيجة سرطان الكبد عن عمر يناهز 57 عاما، إنا لله وإنا إليه راجعون. كان جد مخلص وبسيطا وخلوقا ومواسيا وخادما للجماعة. وزار الهند كلها ليعلم أبناء الجماعة بالنظام المالي وضمهم إليه، وبسبب زياراته وجهوده ازدادت ميزانية الوقف الجديد بشكل ملحوظ بفضل الله تعالى.
والجنازة التالية للعزيز عقيل أحمد ابن السيد مرزا خليل أحمد بيك أستاذ الجامعة الأحمدية العالمية في غانا. كان عقيل أحمد قد جاء إلى باكستان حيث تبين أنه مصاب بورم كيس الصفار، وبعد مرضه القصير توفي عن عمر يناهز 13 عاما. إنا لله وإنا إليه راجعون. كان ابنا صالحا ومطيعا. وحفظ ستة أجزاء من القرآن الكريم في مدرسة التحفيظ في غانا.