المعترض:
أهي بلاهة أم عمى أم ماذا؟
كان عدد المسلمين في أواخر القرن التاسع عشر 200 مليون. وكان عدد العالم كله مليارا ونصف المليار.
أما الميرزا، وبعد أن كان عالما بهذه الحقيقة، كتب أن عدد المسلمين نحو مليار!!!!
يقول الميرزا:
لقد اشتهر بأن عدد المسلمين في العالم مائتا مليون فقط، وهو أمر مغلوط ومخالف للحقائق وباطل بداهةً؛ إذ قد ثبت من البحوث الحديثة ببراهين ساطعة جدا وقرائن واضحة أن عدد أهل الإسلام في العالم في الحقيقة يقدر بـ 940 مليون مسلم، فقد نُشر هذا الموضوع في بعض الجرائد الإنجليزية أيضا، ….. فمن الآن فصاعدا يجب على كل واحد أن يحتاط في بيان عدد المسلمين ولا يحسب عددهم مائتي مليون فقط، معتمدا على الخطأ الماضي، لأن هذا التحقيق ليس أمرا عابرا ومشتبها بل أُسسه جلية وبينة وبديهية أمام الأعين. فالقاعدة أنّ البحوث البدائية تكون دوما ناقصة وأوّليّة، أما البحث الأخير النهائي فيُعدُّ محيطا وشاملا تنمحي به الأخطاء السابقة. وعلى العاقل أن يتخلى عن الفكرة الخاطئة. (قول الصدق 1895)
أرجو من القراء مناقشة هذه القضية، وهل هي بلاهة محضة، أم أن أحدا ضحك عليه، أم جهل بمعنى الأرقام، أم ماذا؟
والسؤال الآخر: هل أتباعه كلهم جهلة عميان أم كان بعضهم يضحك عليه ويوقعه في مطبّات ومقالب؟
هذا سؤال يحيرني جدا.
الرد:
لنقتبس النص كاملاً من كلام المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في ردّه على السيخ حيث يقول عَلَيهِ السلام:
“جريدة خالصه بهادر رقم 6 الصادرة في 30/9/1895
لقد استبعدَ رئيسُ تحرير هذه الجريدة أن يكون باوا المحترم مسلما فيقول بمنتهى السذاجة: الحقيقة أن باوا المحترم لم يكن متمسِّكا بالهندوسية ولم يكن مسلما وإنما كان يؤمن بإله واحد فقط. فيمكن أن يفهم القراء أن قوله يتلخص في أن باوا المحترم لم يكن يؤمن بأن الفيدا من الله كما لم يكن يؤمن بأن القرآن الكريم نازلٌ من الله، مما يعني أنه لم يكن يؤمن بأن أيًّا من هذين الكتابين إلهاميٌ. أما عن الفيدا فقول رئيس التحرير صحيح بلا شك، لأنه لو كان متمسِّكا بالفيدا لما أقرّ في كلامه مرارا أن الله تعالى خالقُ الأرواح والأجسام، وأن النجاة دائمة، وأن الله تعالى يغفر الذنوب عند التوبة والتواضع، وأن باب الإلهام غير مسدود، لأن كل هذه الأمور تُعارض مبدأ الفيدا. ولم يكتفِ باوا المحترم بهذا فقط بل قد عدَّ كتب الفيدا الأربعة قصة، أي كلاما فارغا، كما قال إن كتب الفيدا الأربعة تجهل طرق العارفين، فقد تبين من أقوال باوا المحترم هذه كلِّها بلا شك أن باوا المحترم كان قد ارتدَّ عن الهندوسية، وكان قد تبرأ من فيدا الهندوس وكتبهم الدينية تماما، إلا أنه ليس من الصحة في شيءٍ الاعتقادُ بأن باوا المحترم ظل ملحدا بعد هَجره الهندوسيةَ، أفلم يكن باوا المحترم يفهم بهذا القدر أن الله الذي جعل الإنسان تابعا لسلطة السلاطين الجبارة، لحمايته المادية، لا بد أن يُرسل، لحمايته من البلايا الروحانية التي تلازمه بالطبع، قانونا من عنده حتما؟ يقول رئيس التحرير إن باوا المحترم كان يؤمن بإله واحد، ولكن ينشأ التساؤل هنا: كيف وبأي طريقة حظي بهذا اليقين؟ وإن قلتم بأن ذلك كان بمجرد العقل والفهم، فليتضح أنه قد ثبت بشهادات آلاف الصادقين والعارفين أن العقل لا يكفي لمعرفة الله، فالعلوم المادية في العالم المادي أيضا تُنال عبر تلقي الدروس على مرّ العصور، فلو وُضع مثلا عشرة ملايين من الأولاد الرضَّع في مكان منعزل وتمت تربيتهم بعيدا عن التعليم، فسيبقون عاجزين حتى عن الكلام ناهيك عن تعلُّمهم علومَ الطبيعة والطبّ والهيئة من تلقاء أنفسهم، وسيكونون كالبكم ولن يكون أحد منهم متعلما من تلقاء نفسه. فإذا كانت العلوم المادية بل علم اللغة لا تُحصَّل دون التعلّم والتعليم، فأنى للإنسان أن يطَّلع بنفسه على الإله اللطيف جدا والأدق من أي ذرة، غيب الغيب والخفي خلف الخفاء؟ لهذا فإن من منتهى السذاجة الزعم بأن الإنسان الضعيف الذي يواجه مئات الظلمات يستطيع أن يكتشف من تلقاء نفسه تلك الذاتَ وراء الوراء والخفية جدا والألطف التي لا يُدركها العقل. وما من شرْك أكبر من أن يدّعي الإنسان، الذي يشبه الدودة الميتة، مستكبرا أنه يستطيع اكتشافه بنفسه دون مساعدة قنديل الهداية. بل من سنة الله منذ القدم، منذ خُلق العالم، أنه ظل يكشف وجوده بنفسه على مقربيه، إذ لم يستطعْ أي إنسان أن يصل إلى الله مباشرة دون وسيلته سبحانه، وإنما تمكَّن من الإيقان به ﷻ مَن أقنعه الله ﷻ القادر المقتدر بنفسه بقوله “أنا الموجود”، أو الذي ارتبط بإخلاص وحب بمن سمع هذا الصوت. فهذان الطريقان في قانون قدرة الله في العالم منذ القدم، ولما كان الله ﷻ قد أراد منذ البدء حصرا أن تتفاوت درجةً المخلوقاتُ، أي النباتاتُ والجمادات والحيوانات حتى الأجرام العلوية، وأن يكون بعضها مفيضٌ والآخر مستفيض، فقد وضع القانون نفسه في البشر أيضا، ونظرا إلى ذلك خلَق طبقتين من الناس؛ الأولى أناس يتمتعون بكفاءة عالية جدا، فوهب لهم النورَ الذاتي مباشرة كالشمس. والآخرون الذين هم من الدرجة الثانية يستنيرون بواسطة تلك الشمس ولا يتنورون تلقائيا، وأسمى مثال لهاتين الطبقتين الشمسُ والقمرُ وقد أشار إلى ذلك القرآنُ الكريم في الآية التالية {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} فكما أن وجود القمر مستبعدٌ إذا لم تكن هناك شمس، كذلك إذا لم يكن هناك وجود للأنبياء عليهم السلام الذين هم نفوس كاملة، فلن يكون هناك وجود للأولياء. وقانون الطبيعة هذا نراه بأم أعيننا، فلما كان الله أحدا فقد أحب في أفعاله أيضا الوحدة، فقد ظل يهب وجودا لآلافٍ من وجود واحد، سواء في النظام المادي أو الروحاني. فالأنبياء الذين هم النفوس الكاملة عُدّوا آباء روحانيين للأولياء والصلحاء، ومن خلال هذا النظام قد كشف الله نفسه على المخلوق لكي لا يخرج عن الوحدة في أفعاله. وهدى الأنبياء هو نفسه مباشرةً وهيأ لهم معرفته بنفسه، فلم يمنّ عليه أحدٌ باكتشافه بعقله وفهْمه وجعْله مشهورا، وإنما منّتُه أنه أيقظ بنفسه الخلقَ الراقد بإرسال الأنبياء، فسمع كل واحد منهم اسم الذات التي هي وراء الوراء والألطف، وذلك فقط من خلال إلهام الأنبياء الطاهر، فلو لم يُبعَث الأنبياء والرسل إلى هذا العالم لاستوى الفلاسفة والجهلة؛ إنما أتاح تعليم الأنبياء المقدس فرصة للعاقل أن يتقدم في العقل، ولقد بيَّنا آنفا أن الإنسان عندما يكون طفلا لا يقدر على النطق دون أن يعلِّمه أحدٌ، فأنى له القدرة على معرفة الله الذي هو الذات الأكثر لطفا؟
الآن نسأل: إذا كان باوا المحترم يَعدّ هؤلاء الأنبياء المقدسين الذين بُعثوا إلى العالم منذ البدء والذين ملأوا الدنيا بوحدانية الله كاذبين، فمن أين سمع باوا المحترم في صغر سنه وكذلك أبوه وجدُّه اسمَ الله تعالى؟ فمن الجلي أن أباه “بهائي كالو” وجدَّه “بهائي سوبها” لم يكونا يعرفان اسمَ الله بالإضافة إلى باوا المحترم. فإذا كان باوا المحترم هو وحده مكتشف المعرفة الحقة فكيف اشتهر هذا الاسم المبارك قبل ولادته؟ فثبت من هذا الدليل أن عباد الله المقدسين والأطهار ظلوا يظهرون منذ البدء ويُنبِّئون الناس به بتلقي الإلهام منه تعالى، إلا أن أعظمهم الذي ظهرت تأثيراته في العالم والذي باتباعه ظهر في كل عصر كبارُ الأولياء العظام، فهو مولانا سيد الأنبياء محمد المصطفى ﷺ الذي كان الإنجليز قد نشروا أن عدد أتباعه مائتي مليون في الإحصاء الإجمالي، لكنه تبيَّن لنا من البحث الحديث أن عدد المسلمين على هذه الكرة الأرضية في الحقيقة بلغ 940 مليون مسلم ، وإن باوا المحترم كان يؤمن أيضا بأنه قد خلا كبار الأولياء العظام في أمة النبي ﷺ، فلذلك قد عكف أربعين يوما عند روضة الشيخ معين الدين الجشتي لكي يكسب من روحه البركات والفيوض، ويتطهر قلبُه وتتحقق له المتعةُ في ذكر الله. ثم انتقل من هناك إلى موضع سرسه وعكف أربعين يوما عند روضة “شيخ عبد الشكور سلمى” وانشغل في التسبيح والصلاة والاستغفار والصلاة على النبي ﷺ. ومن هناك جاء إلى روضة باوا فريد رحمه الله في باكبتن للعكوف هناك أربعين يوما، ثم سافر إلى مكة المعظمة وأدى فريضة الحج ثم سافر إلى المدينة المنورة وعاش هناك كسبا للسعادة كالخدام، ولا أعرف بالتحقيق كم أقام في المدينة المنورة وإنما أعرف أن وصوله من مكة إلى المدينة استغرق 11 يوما، وهذا ما ورد في “جنم ساكهي بالا” بالإضافة إلى الروايات الشفوية. وبعد أن فرغ من المدينة عاد إلى”مرشد خانه” الخاص به في ملتان، حيث عكف أربعين يوما عند روضة “شمس تبريز”. هذه الأمور كلها مدعومة ببراهين ساطعة كما يجب، ولم يكتفِ باوا المحترم بذلك فقط بل قد لبس العباءة التي كُتب عليها “لا إله إلا الله محمد رسول الله” مثل الذين يُصبحون كالمجانين عند غلبة العشق. نحن نؤمن هنا بكرامة باوا المحترم ونقبل بأنه وجد هذه العباءة من الغيب، وإن يد القدرة كتبتْ عليها القرآنَ الكريم، فمن كل هذه الأمور يثبت أن باوا المحترم كان قد آمن بالنبي ﷺ بصدق القلب. وكان قد رسخ في قلبه أنه قد مضى في أمة النبي ﷺ كبارُ أولياء الله المقدسون من الدرجة الأولى، ولذلك ظل معتكفا أربعين يوما عند مقابر بعض الأولياء في الهند، ثم سافر إلى بغداد وعكف عند روضة السيد عبد القادر الجيلاني رحمه الله. فإذا كان باوا المحترم بحسب زعمكم قد نظر إلى أي دين آخر بهذا التعظيم والتقديس، فيجب تقديمُ تلك الوقائع مقابل هذه الأحداث، وإلا قد ثبت أن باوا المحترم كان ارتد عن الهندوسية واعتنق الإسلام بمنتهى الصدق والإخلاص. فانظروا بفتح العيون كيف تمزِّق هذه الشواهد القوية كالسيف المسلول شبهاتِكم إربا إربا. ألقُوا نظرة واحدة على جميع الأحداث التي سجلناها لتتوصلوا إلى النتيجة الحتمية التي تظهر من المقدمات اليقينية. ومن الغباء الشنيع أن تُعدَّ الأبيات الواهية الباطلة المنسوبة إلى باوا المحترم أمرا يقينيا. وقد سبق أن كتبنا أن بعض المتعصبين في زمن باوا المحترم قد نسبوا إليه بعض الأقوال افتراءً، فبعض أبيات غرنتهـ وبعض مواضيع الجنم ساكهيات قد كُتبتْ بزيف ومكر مكروهين جدا. وسبب ذلك أن المتعصبين حين رأوا أنه يتجلى بوضوح من عبارات باوا المحترم أنه كان مسلما؛ نَسبوا إليه بعض الأقوال المختلَقة كما دسّوا القصص الباطلة ليُثبتوا أنه معارض للإسلام، وقاموا بنوعين من الاحتيال، بحيث حَذفوا من غرنتهـ عن عمد الأبياتَ الدالة على إسلام باوا المحترم، مع أن نساك العائلة الجشتية التي كان باوا المحترم مريدا لها، حفظوها إلى اليوم بالصدور، وفي مذكراتهم وُجدتْ بكثرة أبياتٌ كثيرة لا تضم غيرَ مدح سيدنا محمد المصطفى ﷺ والثناء عليه وإقرارَه بالتوحيد والإسلام. فمن قدرة الله ﷻ أن “غرنتهـ” و”جنم ساكهيات” تتضمن حتى الآن عددا كبيرا من الأبيات، لو رفعت القضية في المحكمة العليا بين المسلمين والسيخ فلن يسَعَ القضاةَ في ضوء تلك الأبيات إلا أن يحكموا لصالح المسلمين ويؤكدوا أن باوا المحترم كان مسلما. ففي قواعد البحث قاعدةٌ مسلَّم بها أنه إذا كانت الشهادات متناقضة فسوف يُقبل منها الأقوى والمدعومة بالقرائن. وبحسب هذا المبدأ لا تُحسم كل يوم في المحاكم آلافُ القضايا الجنائية فحسب، بل القَتَلة الذين يُقدمون شهودا لهم لتبرئة ساحتهم يُعدَمون دون تردد، لكون دلائل الخصم قوية جدا. فالخلاصة أن العاقلين لا يقتنعون كالأطفال وقليلي العقل بأقوال سخيفة تُناقض الإثباتات القوية جدا. فواضح أن فريقا ما حين يجد فرصة للاختلاق والخيانة فهو يوظف الاحتيال الدقيق لغصب حقوق الخصم، وأحيانا يُقدِّم الشهادات المزورة والوثائق المزيفة، لكن لما كان الله ﷻ قد وهب البصيرة للقضاة، لهذا هم يتأملون في أوراق ذلك الفريق ليعرفوا إذا كان فيها تناقض، فإذا وجدوا فيها تناقضا فيقبلون فقط تلك التي هي مزودة بالقرائن والشهادات المؤيِّدة وتحظى بالغلبة. فليتدبر جميع السادة السيخ أنه إذا كان بأيديهم، جدلا، بضعة أقوال تُنسب إلى باوا المحترم وهي تكذِّب الإسلامَ، وأنها تعني ما يقدمونه حصرا كما يزعمون، فما قيمتها مقابل البراهين القوية المستخرجة من كتب السيخ أنفسِهم وهي بالأكوام؟ وأين تلك الأقوال من تلك البراهين الساطعة الكثيرة؟ إذا كان عندهم أي بيت منسوب إلى باوا المحترم لتكذيب الإسلام فقد قدمنا نحن أيضا الكتب نفسها التي يسلِّمون بها ولم نُقدِّم أي أمر من عند أنفسنا. وعلى أقصى تقدير يمكن أن تناقض هذه الذخيرةُ بضعةَ الأبيات هذه، ففي هذه الحالة ينبغي قبولُ ما ترجحُ كفةُ دلائله، وردُّ ونبذُ ما هو قليل الدلائل، لكي لا يبقى تناقض في كتبكم، فهل يُغمض أحد عينه عن هذا الأمر الجلي الواضح؟ ففي هذا الجانب كومة من الدلائل، لكن السيخ لا يملكون شيئا في نقاش الخصوم.” (قول الصدق)
أما النص الذي يستنكره المعترض فهو في هذه الحاشية:
“ملحوظة: لقد اشتهر بأن عدد المسلمين في العالم مائتا مليون فقط، وهو أمر مغلوط ومخالف للحقائق وباطل بداهةً؛ إذ قد ثبت من البحوث الحديثة ببراهين ساطعة جدا وقرائن واضحة أن عدد أهل الإسلام في العالم في الحقيقة يقدر بـ 940 مليون مسلم، فقد نُشر هذا الموضوع في بعض الجرائد الإنجليزية أيضا، وتفصيل هذا التعداد على هذا النحو. فمن الآن فصاعدا يجب على كل واحد أن يحتاط في بيان عدد المسلمين ولا يحسب عددهم مائتي مليون فقط، معتمدا على الخطأ الماضي، لأن هذا التحقيق ليس أمرا عابرا ومشتبها بل أُسسه جلية وبينة وبديهية أمام الأعين. فالقاعدة أنّ البحوث البدائية تكون دوما ناقصة وأوّليّة، أما البحث الأخير النهائي فيُعدُّ محيطا وشاملا تنمحي به الأخطاء السابقة. وعلى العاقل أن يتخلى عن الفكرة الخاطئة. منه. برهما والهند يضمان 70 مليون، وملايا (ماليزيا حاليا) 40 مليون، والجزر شرقي الهند 100 مليون، والصين 60 مليون، والتتر الصينيون 100 مليون، والتتر في تيبت وسيبيريا 200 مليون، أفغانسان مع جميع حدودها 140 مليون، إيران مع جميع المتعلقات 60 مليون، العرب 10 ملايين، شتى أجزاء أوروبا مثل بلغاريا والمجر والنمسا 10 ملايين، والبقية من البلاد الأفريقية. منه.” (قول الصدق)
أولا : يجب الإشارة إلى أن هذا الكتاب (قول الصدق) هو ردٌّ من المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام على السيخ الذين كانوا يترصدون حضرته عَلَيهِ السَلام في كل صغيرة وكبيرة، فإذا كان حضرته عَلَيهِ السَلام قد كتب شيئاً مخالفاً لما نُشر في الجرائد لردّوا عليه في وقته وبدون أدنى تردد، وهذا لم يحدث قط. فكان عَلَيهِ السَلام يسرد أدلة إسلام مؤسسهم وكيف أنه دخل الإسلام ولكنهم ينكرون بلا علم ولا هدى، فبكَّتهم بالحجة البالغة عَلَيهِ السَلام.
إذن فالمعترض لا يهمه أن يكون السياق هو لنصرة الإسلام ونبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. ونحن مَن يُلزِم المعترض بتقديم الدليل على عدم صحة نشر الجرائد للتعداد في ذلك الوقت خصوصاً وأن لا احد من المعاصرين السيخ الذين كانوا بالمرصاد لا أحد منهم أنكر ما ذكره المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام. فإذا قال المعترض بأنه لا يأخذ برواية المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام لأنه لا يصدقه فقياسه هذا مردود لأنه عاجز عن دحضه بل إن هذا الاعتراض بحد ذاته ينقض الإسلام، ولنأخذ مثالاً أو مثالين فقط:
الأول قول ورقة بن نوفل للنبي ﷺ، في قصة بدء الوحي: “ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” رواه البخاري (٣) ، ومسلم (١٦٠)
فما هو الدليل على صحة ذلك ؟ الجواب المتبادر هو أن السيدة خديجة أُمّ المؤمنين رَضِيَ اللهُ عَنْهُا هي التي ذكرت ذلك. ولكن ما الدليل إذا قال غير مسلم بأن هذا مجرد كذب !
والثاني هو قول بحيرا الراهب أنَّ هذا الغلام -أي النبي ﷺ- هو النبي الذي ينتظره اليَهُود. (انظر: رواية أبي مجلز -تابعي، ثقة، جليل، احتج به الشيخان في الصحيح- التي أخرجها ابن سعد في “الطبقات الكبرى” بإسناد مرسل صحيح ١ / ١٢٠)
فما الدليل على صحة ذلك ؟ لأن غير المسلم سيقول : هذه الرواية كاذبة لأنها رواية المُسلمين، فما الدليل على وقوعها ؟
فإذا انتهجنا هذا النهج فسيُنقض الإسلام كله.
ثانياً : لننظر الآن إلى ما ورد في نص الحاشية أعلاه من كلام المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، فقد ورد فيه أن عدد المسلمين في الهند والبراهما أو بورما هو ٧٠ مليونا، ثم لننظر إلى هذه الأرقام المنشورة على رابط الإحصاء السكاني للهند عام ١٩٠١ (تحميل من هنا)، حيث ذكر الإحصاء بأن عدد المسلمين في الهند هو ٦٢,٤٥٨,٠٧٧ أي أن في الهند ٦٢ مليون مسلم فقط، فإن أضفنا بورما فسوف يصبح هو العدد المذكور الذي نقله حضرته عَلَيهِ السَلام.
كذلك ورد أن عدد الصين في تلك الفترة أيضا كان هو نفسه بل أكثر، ونقتبس ما يلي:
“في نهاية القرن التاسع عشر، قدر سيد سليمان (مسلم صيني) زار القاهرة، قدر عدد المسلمين في الصين بـ 70 مليون نسمة في سنة 1312هـ – 1894م.” (“المسلمون في الصين”)
ذلك يعني أن الأعداد الأخرى الواردة في الجرائد هي صحيحة أيضاً مادام العدد الموجود في الهند صحيح وموثق وكذلك الذي في الصين بغضّ النظر عن حقيقته على الأرض أو مبالغته ولكن الشاهد هو ما نُشر في الصحف ونقله أهل الاختصاص.
أما إذا تبيّن أن العدد غير صحيح فالمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام يفتح مجالاً واسعاً إذ يقول في نفس النص:
“فالقاعدة أنّ البحوث البدائية تكون دوما ناقصة وأوّليّة، أما البحث الأخير النهائي فيُعدُّ محيطا وشاملا تنمحي به الأخطاء السابقة. وعلى العاقل أن يتخلى عن الفكرة الخاطئة.” أهـ
فإن ثبت خطأ هذا البحث فالمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام يقول ببساطة؛ “يجب التخلي عنه وتَبَنِّي ما ثبت أخيرا“.
فأين المشكلة !
الخلاصة هي أن المعترض لا يهمه صدق الإسلام بل تراه في كل اعتراض له يحومُ حول أعداء الإسلام ولكن هيهات من المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الذي أثبت صدق الإسلام بالدليل الدامغ فلم ينبس المعترضون أمام حضرته ببنت شفة. ثبت أنَّ العدد صحيح وأنَّ سكوت السيخ الراصدين لحضرته أمام الأعداد التي قدّمها عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام هو دليل صريح على صحتها. وأخيراً وليس آخراً يقول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بأن العدد إذا ثبت عدم صحته أخيراً فيجب أن يلغى العدد السابق ويؤخذ بالعدد الجديد. فقضي الأمر الذي فيه يمتري المعترضون.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ