تثار أحيانا تساؤلات حول الخضر وحقيقته، فأقول ردا عليها:
الخضر هو شخصية حقيقية جاء ذكرهِا في قصة موسى عليه السلام التي وردت في سورة الكهف. وعقيدتنا فيه باختصار هي أنه رجل صالح وولي مقرَّب كان يعيش في وقت ما لا نعلمه، وعاش كبقية الناس ثم توفي، ولا حقيقة لحياته الأبدية كما يعتقد البعض.
وقد رآه موسى عليه السلام في الكشف، وحدثت تلك الأحداث التي تسجلها أواخر سورة الكهف في ذلك الكشف.
وللكشف ظاهر وتأويل، فالمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام ركز على ظاهر القصة والفوائد المستخلصة منها، أما الخليفة الثاني رضي الله عنه فقد ركز على التأويل والفوائد المستخلصة منه. ولعلَّ أهم ما أدى إلى نشوء سوء الفهم عند البعض هو عدم التفريق بين ظاهر الكشف وتأويله.
ومن أهم الفوائد التي ركز عليه المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في ظاهر هذا الكشف هو أن غير النبي قد يكون له فضيلة جزئية على النبي (ونحن نؤمن أن كثيرا من صلحاء الأمة وأوليائها، رغم أنهم ليسوا بأنبياء، ولكن لهم فضائل جزئية على بعض الأنبياء السابقين).
أما الخليفة الثاني فقد ركز على أن تأويل هذا الكشف هو مسيرة بني إسرائيل مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعارضتهم لها، وفي هذا الكشف كان الخضر يرمز للنبي صلى الله عليه وسلم وكان موسى عليه السلام يرمز لبني إسرائيل.
فلا تعارض ولا تناقض بين ما قال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام وما قاله الخليفة الثاني رضي الله عنه.