العار الذي يلاحق المعارضين في ” شبه الجملة” ..
ردا على مقال المسؤولية أقول بعجالة:
– أأنتم أيها المتهورون ستعلّموننا المسؤولية!؟؟ أقصروا !!
– لقد أنهيت مقالي السابق بالقول: إذا ثبت جهل المعارضين في “شبه جملة”، أيؤتمَن لعلمهم في جملة كاملة، أو سطر كامل، أو كتاب كامل!!!؟؟؟؟
وما أن أنهيت هذه الجملة، وإذ بالمعترضين يثبتون صحتها بعد بضع دقائق من كتابتها!! حيث اعترضوا بكل صلف وتبجح ووقاحة على كلمة ” أحيا” التي جاءت في مقالنا السابق، بقولهم أنها يجب أن تُكتب بالألف المقصورة!!!! يا أيها الناس، هؤلاء هم حملة ماجستير الجهل في اللغة العربية!!!! نصحناهم أن يعيدوا شهاداتهم، فلم يسمعوا لنا، بل يصرّون على التبجح، فيصّر الله تعالى على خزيهم وإهانتهم يوما بعد يوم! حيث إن كلمة “أحيا” لها استثناء في كتابتها من القاعدة التي تقول بوجوب إعادة الفعل الماضي إلى المضارع لمعرفة ما إذا كانت ألفه ممدودة أو مقصورة، فأحيا رغم ذلك لا بدّ أن تكتب بالألف الممدودة تماما كما جاءت في مقالنا. فأثبت المعارضون جهلهم وبان عوارهم من جديد في لغتهم الأم.
– قلت إننا هواة اللغة العربية ولا نحمل شهادات عليا فيها ولسنا متخصصين، ولا يهمني شخصيا صدور خطأ سهوا مني، خاصة أن كتابتي عادة ما تكون في الوقت الضائع غير المتوفر لي أصلا، وتتم بسرعة ودون مراجعات زائدة، فلا أبالي بأخطاء السهو هذه، لأنها ليست أخطاء الجهل. ومن أخطاء السهو هذه، أن كتبت في المقال السابق كلمة “نواحي” خطأ، بحذف يائها رغم كونها في حالة النصب؛ فتلقفها المعارضون كما تداعى الأكلة على قصعتها، ودندنوا عليها. أقول مرة أخرى، أخطاء السهو لا تهمني ولا أبالي بها، ولذا لن أكلف نفسي عناء تصحيحها حتى، فلتبق كما هي ليردد كل قارئ لها ” جلّ من لا يسهو” .
– والأخطاء يؤاخَذ عليها إذا تكررت وكانت تدل على الجهل بالشيء، لا إن وقعت سهوا هنا وهناك. ومن أخطاء الجهل التي يؤاخَذ عليها هي القول مرة تلو الأخرى وبتكرار ” أربعين ألف جذرا” ، أو “امرِئ القيس” دون مراعات حالاتها الإعرابية؛ وهذا بالذات ما صدر من المعارضين، فمن تصدر منه هذه الأخطاء اللغوية بتكرار يثير الغثيان، وهو يحمل شهادة ماجستير في اللغة العربية، فمن الأفضل أن يغطي رأسه في التراب خجلا من الذل الذي يجلبه على نفسه ولا يصطاد في توافه الأمور.
– فقهاء اللغة وعلماؤها في الجماعة لا يأتمرون بأمر المعارضين؛ وهم في الحقيقة ينامون قريري العين، لأنهم يعلمون أن أمامهم من -هواة اللغة العربية ومحبيها دون أن يكونوا من المتخصصين فيها – من باستطاعتهم أن يفحموا حملة الشهادات العليا الجهلة من المعارضين، كما أفحمناهم وأخرسناهم في موضوع شبه الجملة. قلت لكم من قبل، أرحم لكم أن نتكفل نحن بكم وليس المتخصصين.
– أقول: لا تتهربوا من الموضوع ، جئنا لكم ببحث شامل، مع آراء أكابر فقهاء اللغة، وأمثلة من القرآن الكريم على اعتبار شبه الجملة مبتدأ، مما يقوض الكثير من اعتراضاتكم التافهة التي لا تنم إلا عن جهلكم المطبق واستغلالكم لسذاجة وجهل المطبلين لكم. ثم هذه الأمور ليست بحاجة إلى تدخل فقهاء، بل أي شخص مطلع وقارئ بإمكانه دحض اعتراضاتكم الزائفة.
– قلنا: إن معجزة تعلم المسيح الموعود أربعين ألفا من اللغات العربية، نراها ماثلة أمام أعيننا بإحياء حضرته لغات عدة ليست دارجة في عصرنا الراهن، فمنها ما أثبتناه في أمر ” شبه الجملة” فهي إحدى هذه اللغات، التي يؤكد عليها القرآن الكريم حيث يحوي منها الكثير من الأمثلة؛ وبناء عليها اعتبرها حضرته اسما لكان وإن وأخواتهما. أما أن تكون مجامع اللغة اليوم، أو قُل علماء اليوم لا يأخذون بها، فهذا لا يقدم ولا يؤخر من حقيقة كونها لغة ورأي عند المتقدمين من فقهاء اللغة. أقول: من منحكم حق احتكار اللغة لأنفسكم بكونكم حاملي شهادات فيها، خاصة وأن عواركم في اللغة يثبت يوما بعد يوم!؟؟ من منحكم “مونوبول” على اللغة!!؟؟؟؟ أأنتم تقررون لنا أي لغة نستسيغ ونرجح وأي لغة نقبلها وأي لغة نتركها!! هل هنالك حكم شرعي في مسألة الأخذ باللغة أو الاختلاف فيها!!!؟؟؟؟؟؟
– ما سقناه في المقال من قول ” ابن جني” لم يكن الهدف منه الحديث عن الفعل بأنه يكون مبتدأ، بل عما استنتجه الباحث من قول ابن جني ، فعليكم أن تركزوا جيدا في القراءة وتتخلوا عن تهوركم بعض الشيء، فانظروا ماذا قلنا قبل إدراج أقوال الفقهاء، قلنا ما يلي: ((فهاكم أسماء فقهاء اللغة الذين اعتمدنا عليهم في إثبات أن شبه الجملة من الممكن أن تأتي مبتدأ، مع ما قالوه أو ما أورده البحث عنهم أو ما استنتجه من أقوالهم في هذا الصدد)). فما يهمنا من أقوال ابن جني ، ما استنتجه الباحث منها وهو كما يلي: “ولَما أمكن أن يكون المبتدأ فعلا كان مجيء المبتدأ شبه الجملة من الجار والمجرور أمرا غير مستغرب عند النحويين، أو بعضهم، فهم قد ألمحـوا إلى مثل هذا في بعض المواضع التي ساغ لهم أن يوجهوها على هذا النحو، ولكنالصناعة النحوية وما قرروه من أن المبتدأ لا يكون إلا مفردا منعهم من التمسك بهذا.”
– وأخيرا، نقول: كفاكم هروبا من صلب الموضوع، كفاكم بكاء وعويلا واستنجادا بعلماء اللغة، فقد جئنا لكم بأهم علماء اللغة!! ولا تتلقفوا ما يحلوا لكم من هوامش الكلام لتشتيت الأذهان، ناقشونا فيما أوردناه من بحث.