لم يجرؤ المعارضون حتى اللحظة أن يناقشونا في صلب الموضوع الذي أثبتناه لهم، في أن شبه الجملة ممكن أن تكون مبتدأ وفق رأي كبار العلماء واللغويين، رغم الشهادات الثابتة التي أوردناها من آراء العلماء ومن القرآن الكريم والشعر العربي؛ فلم نر منهم سوى الصمت المطبق عن الإجابة، والتذرع بأن كلامنا هراء، وبدلا من ذلك لجأوا إلى الصراخ والعويل واستصراخ العلماء، وفقدوا عقولهم وتزعزعت أركانهم واختلت موازينهم، فأخذوا يكيلون لنا شتى الشتائم والنعوت، وكل هذا فقط في ” شبه جملة “.

يستصرخون علماء الجماعة وعلماء آخرين ويطالبون أن نسألهم.

أقول بعدما سألنا ثلة من أكابر المفسرين واللغويين مثل: تقي الدين السبكي(٧٥٦هـ)، ابن جنّي(٣٩٢هـ)، السمين الحلبي (٧٥٦هـ)، ابن قيم الجوزية(٧٥١هـ)، الشريف الجرجاني(٨١٦هـ)، سلطان محمد الجنابذي (١٣٢٧هـ)، ” أبو السعود محمد بن علي الشوكاني(١٢٥٠هـ)، وعبد الحميد حمود الشّمري؛ فبالله عليكم إلى أي عالم نحتاج بعد هؤلاء لنسأل!؟ فلو جرؤ أي عالم أو نحويّ أو لغويّ على عدم الأخذ بأقوال هؤلاء، سنقول له: رأيك محفوظ لك ومحسوب عليك، ولستَ ممن تستطيع أن تمليه علينا، فلدينا آراء الآخرين غيرك والمذكورين أعلاه.

نقول مرة أخرى، إن رأي أي عالم يخالف رأينا في هذا الموضوع، لا يقدم ولا يؤخر في أن رأينا الذي أخذنا به هو رأيٌ غير شائع، ولكنه يبقى لغة من لغات العرب لن يستطيع إنكارها إلا أنصاف المتعلمين وأشباه العلماء، الذين غابت عنهم الآراء التي أوردناها للعلماء المذكورين أعلاه.

شتمَنا ونعتَنا المعارضون بالأوصاف التالية: مغيبون، أموات، عاجزون عن المعرفة، مكبلون، مصرون على الجهالة، كارهون للمعرفة، عديمو الخجل، مستهينون بلغتنا، أعجز الناس، متعمدون على تضليلَ الناس، وتشويهَ الحقيقة، وتزييفَ المعلومات، وحجبَ المعرفة…

والآن تعالوا أبين لكم على من تنطبق هذه الأوصاف. فهذه كلها تنطبق:

  • على من صمَتَ وعجز عن الإجابة عندما أفحمناه في موضوع ” شبه الجملة” وموضوع “التوارد” وفق آراء كبار العلماء والنقاد، فهو العاجز الغارق في عجزه.
  • على من يحمل شهادة ماجستير أو دكتوراة في اللغة العربية، ثم ينكر ويجهل أن للغة العربية لغات شتى، ومنها الاختلافات الإعرابية، في صرف ما لا ينصرف، وإلزام المثنى الألف في جميع حالات الإعراب، واعتبار شبه الجملة مبتدأ في بعض الأحيان، وغيرها.ثم رغم شهادته يكرر القول” أربعين ألف جذرا” ويوبخ غيره بصلف ووقاحة إذا كتب كلمة “أحيا” بالألف الممدودة رغم صحتها ؛ فهذا هو الجاهل والمغيب والعاجز عن المعرفة وعديم الخجل والحياء.
  • على من اقتصرت معرفته على الأمور السطحية والقشور في لغته الأم رغم أنه يحمل شهادة عليا فيها، ولا يقبل بأي جديد نأتي له به مما جهله في موضوع اختصاصه، بعد أن نثبته له من أمهات المعاجم والمصادر اللغوية؛ فهذا هو الميت والمكبل والكاره للمعرفة والمصرّ على الجهالة والمستهين بلغته ولا يقدرها حق قدرها، لأنه لا يجرؤ ولا يريد سماع أي جديد مما يجهله.
  • على من لا يفهم معنى اللسان العربي ولماذا سمي بهذا الاسم، إنما سميت العربية بهذا الاسم لغناها وجزالتها بما يفوق عقول المعارضين الذين يستبعدون الشاذ والمتروك والمنسي والمهمل منها، ولا يريدون الأخذ به والاعتراف بوجوده، يريدون اقتصارها على العربية الضيقة الدارجة في أيامنا هذه، فما قدروها حق قدرها، فهذا هو المغيّب والمكبّل والميّت والعاجز عن الفهم، والذي هانت عليه لغته واستهتر بها.
  • على من يعتمد على الكذب والتشويه في عرض الحقائق من أجل إيهام الناس واستغلال بساطتهم المعرفية، كأن يعرض أمثلة زاعما أنها أخطاء في التذكير والتأنيث، وهي في الحقيقة تندرج تحت إحدى القواعد النحوية في اكتساب المؤنث للتذكير حين يضاف إليه؛ فهذا المضلل المتعمد تضليل الناس وتزييف الحقائق والمشوه للحقيقة والحاجب للمعرفة والمستغل البسطاء.

أخيرا أقول: حقا من ثمارهم تعرفونهم!! لذلك يكفينا نحن أن ننظر إلى المعارضين ومن حولهم من اللاحقين والمصفقين والمطبلين، وننظر إلى ثمارهم، لنعلم أننا على الحق وهم على الباطل!!!!!

أما بالنسبة للقضايا التي قد ترفع، فأقول: إن أول قضية يجب أن ترفع ستكون لمقاضاة المعارضين السارقين اللصوص، الذين استحوذوا على منشورات الجماعة ومعلوماتها الخاصة، واستعملوها أو نشروها قبل المراجعة وإتمام النشر دون مراعاة لحقوق النشر، وهذه قضية ستلا حقهم إلى آخر يوم في حياتهم!!!!!