أولا، لم نقل أنكم طالبتمونا بمعجزة، بل نقول بأن ما تطلبونه منا أن نسأل العلماء ومعلمي المدارس، ما هو إلا هراء و أمر عبثيٌ تافه وسخيف لا منطق فيه ولا حكمة!
ذلك لأن ما أتينا به من بحث علمي والذي هو بمثابة اكتشاف علمي، لا نتوقع من معلمي المدارس أن يعرفوه، وأما المتخصصين الذين اطّلعوا عليه فقد يُعدّون على أصابع اليد الواحدة في كل العالم العربي، ولكن كل هذا ورغم ذلك، فهذه الحقيقة لا تجعل من هذا الرأي – اعتبار شبه الجملة مبتدأ في بعض الأحيان- لا يجعله رأيا خاطئا، فجهل العلماء به لا يغير من حقيقة صحته قيد أنملة.
إن طلبكم هذا قمة في السخافة والتغابي، وذلك لأننا استشهدنا بآراء كبار اللغويين والمفسرين، فهل نلجأ إلى تلاميذهم للحكم عليهم، وهل نلجأ إلى أنصاف المتعلمين وأشباه العلماء لكي يحكموا عليهم وعلى أقوالهم!؟؟؟ أي منطق هذا وأي سخافة!!؟؟؟
ثم ما أثبتناه في مسألة ” شبه الجملة” بأن سيدنا أحمد عليه السلام يمتلك ناصية اللغة العربية، ويُلمّ بأدق دقائقها مما يجهله كبار علماء اللغة في هذا العصر، وكل هذا لا يمكن أن يتأتى إلا بفضل الوحي الإلهيّ الذي أودع في سليقته أحكاما نحوية يجهلها كبار علماء عصره العرب؛ وهذه الحقيقة تؤكد بشكل قطعي أن علماء اليوم مهما بلغ علمهم وإلمامهم في قواعد اللغة العربية، لا بدّ أن يحتكموا هم إلى المسيح الموعود من أجل الحكم على لغتهم، لا أن يكونوا حكَما عليه، الأمر الذي يجعل من اللجوء إليهم للحكم على لغة المسيح الموعود أمرا عبثيا لا قيمة له ولا طائل منه، فلا تطالبونا بالعبث!!!
نعم نحن نفتخر بأن المسيح الموعود عليه السلام ألمّ وأحاط بالشاذ والمهمل والمتروك والمجهول، وذلك لأن هذه المسميات أو الأوصاف ما هي إلا أوصاف نسبية، تحكم على تلك القواعد واللغات حُكما نسبيا بناء على ما اصطلح عليه العلماء والعرب في هذا العصر، غير أن هذه الأوصاف لا تجعل من تلك اللغات المجهولة خاطئة ولا تحكم عليها بالخطأ، بل كلها لغات صحيحة ولكنها ليست مما شاع وراج إلى هذا العصر، وبين هذه الحقيقة والقول بأنها خاطئة سنوات ضوئية لا نهاية لها. وبناء على ذلك نفخر بالمسيح الموعود عليه السلام الذي أحاط بهذه اللغات كلها، لأنها من كبربات الدلائل على حقيقة آية تعلمه اللغات العربية في ليلة واحدة!!!!
وأخيرا أقول للمعار ضين: إذا كانت إلى هذا الحد ترتعد فرائصكم من القضايا المحكمية، فعلى الأقل أول ما يجب أن تقوموا به، هو أن تمتنعوا عن التبجح برفع القضايا العبثية، لأن هذا الباب إذا فُتح سيفتح علكم أبواب سقر، وهي كما تعلمون لواحة للبشر عليها تسعة عشر، فكفى تبجحا كي لا نضطر للحديث عن هذا الموضوع؛ فكما تعلمون السارق واللصّ لا يستطيع القول بعد سرقته بأنه أمين ولن ينشر ما سرقه، ثم لا فرق بين النشر بشكل كامل أو نشر النصوص كلها بالقطارة، ففي كلا الأمرين انتهاك لحقوق النشر!