المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود عليه السلام العربية ..213
عطف الفعل المبني للمجهول على الفعل المبني للمعلوم عطف جمل
المعترض الذي اتخذ القرآن مهجورا ولا يدري ما فيه من قواعد لغوية
الاعتراض:
في مقال له تحت عنوان :
“الميرزا حين يَتُوهُ مع الضمائر ومع الفعل المجرّد والمَزيد ومع المشتقّات في فعل واحد” اعترض المعترض على المسيح الموعود عليه السلام، مدعيا الخطأ في إضافة همزة التعدية في كلام المسيح الموعود عليه السلام، حيث قال المعترض:
“الخطأ الثالث: إضافة همزة التعدية من دون مبرر، فيقول :
فلا شكّ أن الله يقول له: يا عيسى، ما لك لا تخاف عزّتي وجلالي، وتكذب أمام وجهي عند سؤالي؟ ألستَ ذهبتَ إلى الدنيا عند رجْعتك، وأعثرت على شِرْكِ أمَّتك؟ (الاستفتاء)
الصحيح: وعثرتَ. أما الظنّ أنها “أُعثِرْتَ” فبعيد، لأنها معطوفة على فعل مبني للمعلوم، وهو: ذهبتَ، فما دام قد ذهب هو، فلا بدّ أن يكون قد عثر هو.” إلى هنا هراء المعترض.
الردّ:
الحق أن الصحيح في فقرة المسيح الموعود عليه السلام، هو بالذات ما يستبعده المعترض بنفسه، وذلك لجهله باللغة العربية وقواعدها وجهله بالقرآن الكريم ولغته العربية. فالصحيح هو أن الفعل (أُعثرتَ) هو فعل مبني للمجهول، وليس مبنيا للمعلوم كما يتوهم هذا المعترض.
ففقرة المسيح الموعود عليه السلام لا بدّ أن تكون على النحو التالي:
” فلا شكّ أن الله يقول له: يا عيسى، ما لك لا تخاف عزّتي وجلالي، وتكذب أمام وجهي عند سؤالي؟ ألستَ ذهبتَ إلى الدنيا عند رجْعتك، وأُعثِرتَ على شِرْكِ أمَّتك؟” (الاستفتاء)
ومفهوم قوله عليه السلام، أن الله تعالى يقول لسيدنا عيسى عليه السلام: ألم تذهب إلى الدنيا عند رجعتك وأُطلعتَ (أُعثرتَ) على شِرك أمتك؟
ولا غرابة ولا خطأ في كون الفعل (أُعثرتَ) مبنيا للمجهول ومعطوفا في نفس الوقت على فعل مبني للمعلوم، ولسنا بحاجة أن نخوض في قواعد لغوية لإثبات هذا الأمر وإثبات صحته؛ بل يكفينا أن نقول بأن هذا النوع من العطف وارد في القرآن الكريم، ومَن يستبعده أو يخطّئه فهو في الحقيقة يجهل القرآن الكريم ويجهل لغة القرآن الكريم. وإليكم بعض الآيات القرآنية التي ورد فيها عطف فعل مبني للمجهول على مبني للمعلوم:
1: { وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا } (الحج 59)
{فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ } (آل عمران 196)
ففي هذه الآيات نرى أن الأفعال المبنية للمجهول ( قُتلوا، أُخرجوا، قُتلوا) معطوفة على الأفعال المبنية للمعلوم ( هاجروا، هاجروا، قاتلوا) على التوالي.
ويكفينا هذا لنرد هراء المعترض ونثبت أنه اتخذ القرآن مهجورا، فقها ودينا وعلما وشريعة ولغة. وعليه انطبقت الآية الكريمة: { نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} (التوبة 67).
وفي الحقيقة فإن كل هذا سواء ما جاء في فقرات المسيح الموعود عليه السلام أو في الآيات القرآنية الآنفة الذكر، يدخل في عداد عطف الجمل وليس عطف الفعل على الفعل عطف مفردات، وذلك نظرا لعطف الفعل مع مرفوعه على فعل آخر مع مرفوعه، حيث جاء هذا المرفوع متصلا وغير مستقل عن الفعل نفسه وهو تاء الضمير أو واو الجماعة . لهذا النوع من العطف يرجى النظر في مقال : المظاهر الإعجازية 213 على الرابط التالي: https://wp.me/pcWhoQ-5m0 .
هؤلاء بدلا من ان يقرؤوا بامعان متفحصين كنوز الحكم
والمعارف يبحثون عن الأخطاء حتى يظهر لهم كل شيء خاطئ نتيجة لعقولهم الخاطئة في الصور والتوجيه فيضيعون انفسهم في لآلئ كانت سيكون لهم فيها نصيب