المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود عليه السلام العربية ..132
نكتة تعدية الفعل إلى ثلاثة مفاعيل ..2
عندما تُباع وتُشترى الشهادات العلمية توقعوا منها أن تقول بأن الأرض مسطحة
الاعتراض:
لقد أورد المعارضون العديد من الفقرات من كتابات المسيح الموعود عليه السلام، مدّعين وقوع الخطأ فيها، بتعدية الفعل إلى ثلاثة مفاعيل، في الوقت الذي فيه لا بدّ أن يقتصر تعدّي الفعل لمفعولين فقط. ومن ضِمن هذه الفقرات كانت الفقرات التالية:
- واعلمْ أنه من نهض ليستقري أثر حياة عيسى (اتمام الحجة)
- وتعلمون أنه من فسّر القرآن برأيه وأصاب فقد أخطأ (اتمام الحجة)
- لأن الله قدّر أنه يجمع الفِرق المتفرّقة في هذا اليوم جمعًا (الخطبة الإلهامية )
ووفق زعم المعارضين فإن الأفعال (اعلم)، (تعلمون)، (قدّر)، كلها تعدت إلى ثلاثة مفاعيل، كما في العديد من العبارات الأخرى، وكان لا بدّ في مثل هذه الجمل حذف ضمير (الهاء) المتصل بـ (أنّ) لكي تَصح هذه الفقرات، واستبدال (أنّ) بـ (أنْ) الناصبة.
الرد:
لقد رددنا على مثل هذا الزعم بما يتعلق بثلاث عشرة فقرة أخرى، ووجهناها وفق توجيهات نحوية مختلفة (يُنظر : مظاهر الإعجاز 22 على الرابط التالي).
إلا أننا أفردنا هذا المقال الخاص بالفقرات الثلاث المذكورة أعلاه، وذلك لأنها لا تندرج تحت نفس التوجيهات تلك.
إنه في الحقيقة من العيب بل من العار على من يدّعي حمله لشهادة عليا في اللغة، أن يقول بأن في هذه الجمل الثلاث قد تعدى الفعل إلى ثلاثة مفاعيل. إنه عار على الأمة العربية وعلى جامعات اللغة، أنْ تحمّل مثل هؤلاء شهادات في اللغة العربية. عار على أساتذة لغة أن يجوّزوا مثل هذا الإدعاء في رسالة دكتوراة، لأنه في الحقيقة لا وجود لثلاثة مفاعيل في مثل هذه الجمل قطعا.
ففي الجملة الأولى والثانية اتصلت أنّ بضمير الشأن (الهاء) والذي هو اسمها، لتكون الجملة بعده في محل رفع خبر أنّ، والمصدر المؤول من أنّ ومعموليها سدّ مسدّ مفعولي الفعل القلبي (علم) . ولا وجود قطّ لمفعول ثالث فيها.
وقد قلت مرة، إن “محاضرون” وأساتذة نحو وبلاغة يغيب عنهم ضمير الشأن فلا شأن ولا ضمير لهم في اللغة. وفي مثل هذه الحال يبدو أن أساتذة كهؤلاء قد انعدم الضمير عندهم كلية، فقد غاب عنهم ضمير الشأن رغم ظهوره في الجملة، أي في مواضع عدم حذفه أيضا.
وأما في الجملة الثالثة، فقد اتصلت (أنّ) بضمير الغائب (الهاء) الذي يعود إلى لفظ الجلالة (الله)، والجملة بعده في محل رفع خبر (أنّ)، والمصدر المؤول من أنّ ومعموليها سدّ مسدّ مفعولي الفعل القلبي (قدّر)؛ ولا وجود لمفعول ثالث في كل هذا قطّ.
بعد كل هذا أتساءل:
- هل من المعقول في أمة القرآن أن يكون بها علماء لغة يقولون بأن هذه الجمل حوت ثلاثة مفاعيل!؟
- أليس من العار على الجامعات أن تؤوي مثل هؤلاء المحاضرين والأساتذة!؟
- أليس من العار على الأمة الإسلامية والعربية أن يكون مستوى محاضريها ومعلميها في اللغة بهذا المستوى!؟
- أليس من العار أن تصادق لجنة معلمي نحو وبلاغة على رسائل لشهادات عليا، تحوي ادعاءات مغلوطة كهذه؟
- أليس من العار أن يجهل مدرسون ومحاضرون في اللغة أمورا بدائية كهذه!؟
- أجيبوني يا أمة الإسلام ويا أمة العرب!!!!