المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود عليه السلام العربية… 286

مجمع اللغة العربية المصري يوافقنا الرأي في الفصل بين المتضايفين أو إضافة المعطوفات إلى نفس المضاف إليه

في حديثنا عن توجيه عبارة المسيح الموعود عليه السلام التالية:

ولضاعت كثير من آراءِ وتجاربِ أهلِ عقل ودهاء.(الهدى والتبصرة لمن يرى).

فمن أجل دحض اعتراض المعارضين على الفصل بين المتضايفين فيها بالعطف، قلنا إنها تتوجه على باب حذف المضاف إليه لوجود ما يدل عليه، أي لوجود مضاف إليه آخر في الجملة يغني عنه؛ وهو مذهب سيبويه والمبرد وابن مالك وغيرهم. كما وجهناها على توجيه آخر وهو مذهب الفراء في جواز إضافة متعاطفين لنفس المضاف إليه. كل هذا يجعل من الفصل بين المتضايفين جائزا لا خطأ فيه.  (يُنظر مظاهر الإعجاز 105 على الرابط التالي:

https://wp.me/pcWhoQ-4B9 )

ولتاكيد ما ذهبنا إليه نقول، بأن مجمع اللغة العربية المصري يؤيد كل كلامنا هذا وتوجيهاتنا هذه، في مقالين منشورين في كتاب (” في أصول اللغة، ج4، ص 46-50).

فأما المقال الأول، فللأستاذ محمد شوقي أمين بعنوان “في الفصل بين المتضايفين بالعطف”، يبدو في مجمله مطابقا لمقالنا المذكور أعلاه؛ فيقول فيه ما معناه: إن للنحاة في هذا الموضوع ثلاثة أنحاء، الأول للمبرد على تقدير حذف المضاف إليه من المضاف الأول، والثاني لسيبويه على تقدير حذف المضاف إليه من الثاني، ووالثالث للفراء الذي ينفي تقدير محذوف، بل يعد الاسمين المتعاطفين مضافين إلى نفس المضاف إليه.

وبعد تعداد الأمثلة على ذلك خلص المؤلف لما يلي:

” وقصارى القول أن ما ألفه المعاصرون في تعبيرهم من إضافة مفردين متعاطفين إلى اسم، ليس بدعا في العربية، وأن النحاة حين يعرضون له، ويسوقون شواهده، ويتخالفون في تأويله، لا يصمونه بالندرة أو الشذوذ، وأقل ما يقال فيه: إنه كثير في الكلام ومن ثم يسوغ لنا ألا نتحرج من قبوله عند اقتضاء المقام. ” (في أصول اللغة، ج4، ص47)

 

وأما المقال الثاني فللدكتور محمد حسن عبد العزيز (خبير لجنة الأصل) تحت عنوان ” رأي في الفصل بين المتضايفين” أهم ما جاء فيه:

_  أن النحاة المستقبحين للفصل بين المتضايفين مثل سيبويه والمبرد يؤولون المسألة على حذف المضاف إليه، فلا فصل عندهم هنا بين المتضايفين، ويكون الكلام جائزا قياسا وسماعا، وبذلك يكون الجواز أو عدمه عندهم متوقفا على التأويل.

_ ذكر من بين ما ذكره، مثالا على هذا الفصل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري : تحيضين في علم الله ستة أو سبعة أيام.

_ خلص الباحث إلى جواز هذا الفصل بناء على ما عرضه.

وملخص المقالين أن الفصل بين المتضايفين إما هو جائز من باب التأويل، على تقدير حذف مضاف إليه، أو على غير التأويل وفق مذهب الفراء.فهو من الكثير في اللغة الذي يمكن محاكاته والقياس عليه وليس هو من الشاذ والنادر. وهذا كله عين ما ذهبنا إليه في بحثنا ومقالنا المشار إليه. وبناء على هذا الجواز جوز مجمع اللغة تعابير وتراكيب مختلفة جاء فيها الفصل بين المضاف والمضاف إليه.