المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود عليه السلام العربية ..287

نكتة الخلط بين الفعل الواوي واليائي ..1

لغة تخفيف الهمزة وتأييد مجمع اللغة المصري لنا فيها

الاعتراض:

يدّعي المعترض أن المسيح الموعود عليه السلام أخطأ في الفقرة التالي:

_ ففَكِّرْ أَتَعلمْ مُنشئًا لي كتَمْتُه … فيَمْلُو القصائدْ لي بحِجْرِ التأبُّقِ (حجة الله)

ووجه الخطأ فيها وفق زعمه، أن الفعل (يملو) لا بدّ أن يكون مضارع الفعل (أملى)، ولكن الفعل (أملى) مضارعه الصحيح (يُملي) وليس (يملو).

الرد:

نقول في توجيه هذا إن المعترض لا يعي ولا يدرك أن الفعل الذي يعترض عليه ليس هو الفعل (أملى/ يملي)، بل إن هذا الفعل هو الفعل (ملأ/ يملأُ) ولكنه على لغة تخفيف الهمزة، وهي لغة الحجاز وهذيل من أهل مكة والمدينة، ولغة قريش المعروفة بأنها لا تنبر، أي لا تحقّق الهمزة إلا اضطرارا؛ أي إلا إذا وقعت الهمزة في أول الكلمة. فهذه القبائل عُرفت بتخفيف الهمزة أو تليينها وتسهيلها أو قراءتها “بين بين” أو قلبها ياء أو واواو أو ألفا أو حتى حذفها.

وعليه، فإن هذا الفعل (ملأ) على لغة التسهيل يكون (ملا) بالألف الممدودة مثل (رنا) و(دنا)، والتي مضارعها: يملو ويرنو ويدنو.

وقد كتبنا مقالا مفصلا عن لغة تسهيل الهمزة، واختلاف القبائل العربية في تحقيق الهمزة والنبر، يمكن الرجوع إليه. (ينظر مظاهر الإعجاز 193 ، على الرابط التالي: https://wp.me/pcWhoQ-5et )

ولمجمع اللغة العربية مقالا بعنوان “تاريخ الهمزة وقواعد رسمها في العربية”، للدكتور رمضان عبد التواب، خبير لجنتي المعجم الكبير واللهجات؛ يؤيد فيه ما قلناه في مقالنا المشار إليه. وكان من بين الامثلة التي أوردها على تسهيل الهمزة هو الفعل (ملا). (يُنطر في أصول اللغة، ج3، ص336-345).

والحقيقة أن المنطق يدعم ما نقوله في توجيه هذه العبارة من كلام المسيح الموعود عليه السلام، حيث إنه عليه السلام في معرض الرد على اتهام المعارضين أن هنالك رجل عربي يكتب له هذه المؤلفات والقصائد العربية. إذ لو صح اتهامهم هذا لكان ذلك العربي (المنشئ/ الكاتب) يكتب القصائد لوحده، دون ان يمليها على المسيح الموعود عليه السلام. إذا ليست القضية قضية إملاء بل ملء للقصائد بالأبيات والعبارات وما شابه. والمسيح الموعود عليه السلام في قوله هذا يدحض فكرة ان يكون هناك من يكتب هذه القصائد بنفسه ويملأها له، وهو ليس في معرض دحض فكرة أن هناك شخص يُملي عليه ما يكتب في هذه القصائد. ولو كانت هناك مسألة للتزييف في هذه القصائد، بأن يكتبها رجل غير المسيح الموعود لعيه السلام، لعُهد إليه كتابتها بنفسه، إذ ما الحاجة لإضاعة الوقت وإملائها على المسيح الموعود عليه السلام بنفسه!؟