بسم الله الرحمن الرحيم

{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (19)} (الأنبياء 19)

نشرة “إزالة خطأ” جاءت لتأكيد إعلان نبوّة المسيح الموعود عليه السّلام لا لتوضيحها فقط

الحلقة السادسة عشرة في ردّ الاعتراضات حول نبوّة سيدنا أحمد عليه السلام

تلخيص الحلقة:

هذه هي الحلقة السادسة عشرة في ردّ الاعتراضات حول نبوّة المسيح الموعود عليه السّلام، نردّ فيها على قول المعارضين بأن نشرة “إزلة خطأ” جاءت لتوضيح نبوّة المسيح الموعود عليه السّلام فقط وليس لتأكيد إعلانها، بحيث أن هذه النشرة لم تُضفي أي تغيير في تصريحات المسيح الموعود السابقة لهذه النشرة بأن نبوته نبوة ناقصة. ونثبت في هذه الحلقة العكس من ذلك تماما ونؤكد على أن هذه النشرة جاءت لتأكيد إعلان النبوة وأضفَتْ تغييرا أساسيا في تصريحات حضرته عليه السلام حول نبوّته.

الحلقة كاملة:

الاعتراض :

يقول المعترضون: إن نشرة إزالة خطأ كتبها الميرزا عام 1901 لتوضيح ما يراها نبوته لا لإعلانها ونسخ ما سبق، فيقول: “حيثما أنكرت نبوتي ورسالتي فبمعنى أنني لست حامل شرع مستقل، كما أنني لست بنبي مستقل؛ ولكن حيث إني قد تلقيت علمَ الغيب من الله تعالى بواسطة رسولي المقتدى صلى الله عليه وسلم، مستفيضًا بفيوضه الباطنة، ونائلا اسمَه؛ فإنني رسول ونبي، ولكن بدون أي شرع جديد. ولم أنكر أنّي نبيّ من هذا المنطلق قط، بل إن الله تعالى قد ناداني نبيًّا ورسولًا بهذا المعنى نفسه. لذلك لا أنكر الآن أيضا أنّي نبيّ ورسول بهذا المفهوم” (إزالة خطأ)

الردّ:

1 – يحاول المعترضون إظهار الأمر وكأن هذه الفقرة من “إزالة خطأ” تعني أن حضرته (عليه السلام) لم يغير من موقفه بالنسبة لنبوته، فكان في البدء يعتبرها نبوة ناقصة غير حقيقية، وهكذا بقي الأمر دون تغيير وتبديل، ولم ينسخ أقواله السابقة ولم يؤكد أنه نبي، فهو إذًا نبي غير حقيقي أو بمعنى آخر ليس نبيا.

كيف ظهر هذا في نشرة أو إعلان “إزالة خطأ”؟

2- أولا نقول إن نشرة إزالة خطأ لم تقتصر على هذه الفقرة التي يعرضها المعترضون، فهي كتيّب يناوح الست عشرة صفحة وفيه العديد من النصوص الموضِّحة والمبيِّنة لإعلان حضرته النبوة، ونسخ أقواله السابقة التي قال فيها بأنه محدّث ونبوته ناقصة. فاختزال هذه النشرة بهذه الفقرة لا ينم إلا عن التمويه والتلاعب على المشاهدين، ويدلّ على التزييف الحقيقي والخيانة الحقيقية، التي مارسها ويمارسها المعترضون.

3- نعود ونذكر أن الأمر يجب أن يُفهم بجمع النصوص والتوفيق بينها، ولا بدّ من ربط الفقرة التي يوردها المعترضون بالفقرات الأخرى الواردة في نفس الكتاب “إزالة خطأ” بشكل خاص وتصريح حضرته في مواضع أخرى لفهم الموضوع بشكل صحيح.

4- إن نشرة إزالة خطأ لم تكن فقط لتوضيح نبوة حضرته (عليه السلام) بل لإعلانها بشكل واضح لا يعتريه أي شائبة ولا لبس، وذلك للأسباب التالية:

أ‌- ان السبب وراء كتابة هذه النشرة كان إنكار بعض الأحمديين – لعدم فهمهم أمر دعواه عليه السلام جيدا- نبوةَ حضرته عليه السلام، إذ ظن هؤلاء أن حضرته (عليه السلام) ينفي عن نفسه النبوة كلية، مما دعت الحاجة أن يقوم حضرته بإزالة هذا الخطأ ليعلن لهؤلاء وللجميع بشكل قطعي أنه نبي؛ مشيرا إلى الاختلاف في معنى نبوته هذه مع الفهم التقليدي الذي يستلزم التشريع والاستقلالية في النبوة، حيث قال وأوضح أن نبوته هذه التي يدّعيها إنما تعني كثرة المكالمات والإطلاع على الغيب. فقد جاء في بداية هذه النشرة ما يلي: “إن البعض مِن جماعتنا – ممن ليس لديهم معرفة كافية بدعوانا وأدلتنا، ولم تتيسر لهم قراءةُ كتبنا بإمعان، كما لم يستكملوا معلوماتِهم بالمكوث في صحبتنا مدةً كافية – يرُدّون أحيانًا على اعتراضات المعارضين ردًّا مخالفًا للواقع كليةً، فيتعرضون للإحراج مع أنهم من أهل الحق؛ فقبل بضعة أيام وُجّه إلى أحد الإخوة اعتراضٌ من أحد المعارضين بأن الذي بايعتَ على يده يدّعي أنه نبي ورسول! فردّ هذا الأخ بالنفي التام، علمًا أن جوابه هذا ليس بصحيح”.(إزالة خطأ.)

– إذا، في هذه الفقرة يتضح من كلام حضرته (عليه السلام) أنه ينفي “نفي إعلانه النبوة” الذي قال به بعض الأحمديين خطأ، لذا فهو يثبت إعلانه النبوة.

– كان حضرته (عليه السلام) قد طلب شطب كلمة نبي واستبدالها بكلمة محدث، وكان قد صرّح أنه محدّث وولي وأن نبوته ناقصة ؛ والآن يؤكد كونه نبيا ويؤكد إعلان هذه النبوة بنفيه نفي الإعلان، أليس في العودة إلى استعمال الكلمة بعد أمر الشطب نسخٌ لما سبق، وإعلان للنبوة مع إيضاح أنه بمفهوم أوضح وصريح ليس كالذي كان من قبل!؟

– فالذي هو ليس نبيا أو لم يدّع النبوة أو الذي لا يزال يعتبر نبوته ناقصة أي ليست بنبوة حقيقية، والذي لا يزال يصرّ على شطب كلمة نبيّ واستعمال كلمة محدَّث بدلا منها، والذي عبّر عن نبوته بأنها المحدَّثية أو الوَلاية فقط، ولا يبغي أن يثبت نبوته ويعلنها صريحة، لن يُقدم على كتابة هذا الكتاب لزجر أتباعه الذين ينكرون نبوته، بل لقال في نفسه : لا بأس أن ينكر أتباعي نبوتي ، فانا لست بنبي، ونبوتي ليست نبوة، وقد قلت من قبل: “فلتشطب كلمة نبي ولا حاجة لاستعمالها مجددا”؛ ولكنه رغم ذلك، و نظرا لأهمية الموضوع البالغة ولوجوب الإيمان به كنبي حقيقي، ووفق أمر الله تعالى، بعدما تبين لحضرته أن النبوة الحقيقية هي التي ينطبق عليها المفهوم اللغوي للنبي، ويؤكد عليها القرآن الكريم أيضا،كان لا بدّ لحضرته (عليه السلام) أن يؤلف كتابا كهذا ليقول لأتباعه: لا تنكروا نبوتي، ولا تنكروا أنني أعلن نبوتي، فإنني نبي وأعلن هذه النبوة بشكل صريح.

ب‌- وفي هذه النشرة يتضح جليا أن حضرته (عليه السلام) نسخ أقواله السابقة التي صرّح بها 1- أن نبوته نبوة ناقصة 2- وأنها نبوة التحديث والولاية فقط أي أنه محدَّث فقط 3- وأن باقي المحدَّثين يشاركونه هذا النوع من النبوة الناقصة بقوله: “إذا لم يكن أحد سيُبعث نبيا ورسولا بروزيا فما معنى دعاء {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (1)؟ لذا ينبغي تذكّرُ أنني لم أنكر نبوتي ورسالتي وفق هذه المعاني. وبهذا المعنى سُمِّي المسيح الموعود نبيا في صحيح مسلم أيضا. إذا كان الذي يتلقى أخبار الغيب من الله تعالى لا يسمى نبيًّا فبالله أَخبِروني بأي اسم يجب أن يُدعى؟ فلو قلتم يجب أن يسمّى “محدَّثًا” لقلتُ لم يرد في أي قاموس أن التحديث يعني الإظهار على الغيب، ولكن النبوة تعني الإظهار على الغيب.”

ففي هذه الفقرة يقرّ حضرته بخطأ التأويل الأولّي لنبوته، حيث اتّضح له أن مفهوم النبوة الحقيقي هو ذلك الذي يندرج تحت المعنى اللغوي وهو الإظهار على الغيب بالبشارات والإنذارات، وهو كذلك التعريف القرآني، وليس المفهوم الأسلامي التقليدي الذي يستلزم التشريع والاستقلال؛1- ولذا فقد أنكر بهذا أن يكون التعريف اللغوي للنبي ينطبق على المحدَّث، بل بيّن أنه هو النبوة الحقيقية بعينها حيث قال ” النبوة تعني الإظهار على الغيب” ،2- وأنكر أن يكون المحدّثون أنبيا وفق هذا المفهوم للنبوة،3- وأنكر أن يكون هو محدَّثا فقط كباقس المحدّثين – الذين كان قد أقر بأنهم أنبياء بنبوة ناقصة- فيكون قد أنكر أن نبوته ناقصة كنبوتهم ، بل أقر بمكانته بأنه نبي كامل حقيقي ، 4- وبذلك يكون قد أنكر أن باقي المحدثين يشاركونه هذه النبوة الكاملة .

ويوضح حضرته أن نبوته هذه هي ما قُصد في حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) في صحيح مسلم، فهل يقول المعترضون بأن ما ذكر في حديث الرسول من نبوة ليست نبوة صريحة وكاملة!؟ كما ويوضح حضرته أن ما يحظى به حضرته من المكالمات والإظهار على الغيب يحمل معنى النبوة صراحة.

ت‌- وأما الفقرة التي أوردها المعترضون: “حيثما أنكرت نبوتي ورسالتي فبمعنى أنني لست حامل شرع مستقل، كما أنني لست بنبي مستقل؛ ولكن حيث إني قد تلقيت علمَ الغيب من الله تعالى بواسطة رسولي المقتدى ، مستفيضًا بفيوضه الباطنة، ونائلا اسمَه؛ فإنني رسول ونبي، ولكن بدون أي شرع جديد. ولم أنكر أنّي نبيّ من هذا المنطلق قط، بل إن الله تعالى قد ناداني نبيًّا ورسولًا بهذا المعنى نفسه. لذلك لا أنكر الآن أيضا أنّي نبيّ ورسول بهذا المفهوم” (إزالة خطأ)

فقد جاءت موضِّحة أن حضرته عليه السلام لم ينكر قطّ أنه نبي وفق المفهوم اللغوي للنبوة وهو الإظهار على الغيب، وأما التغير الذي طرأ عليه الآن هو في فهمه أن هذا المعنى اللغوي هو المعنى الحقيقي، وأن هذا النوع من النبوة ليس النبوة الناقصة ولا نبوة التحديث ولا هو معبر عن المحدثين بل عن النبوة الحقة، كما أوضحه في النص السابق.

– وفي هذه الفقرة يتبين بشكل واضح وجليّ تصريح حضرته بكونه نبيا ورسولا، بناء على المعنى اللفظي القرآني للنبوة وهو كثرة المكالمات الإلهية بالإطلاع على الغيب تبشيرا وإنذارا، وأردف هذه الفقرة بفقرات أخرى في هذه النشرة والتي توضح أن مفهوم هذه النبوة أصبح واضحا وجليا أكثر مما كان عليه من قبل، بحيث اكتسبت نبوته مفهوما كاملا ولم تعد ما أوّلها مسبقا بأنها نبوة التحديث الناقصة، ويكفي شاهدا على ذلك فقرات أخرى وردت في نفس الكتاب كالنص السابق الذي أنكر فيه أنه محدث فقط، وفقرات أخرى هي :

1- الحق أن ذلك الوحي المقدس الذي ينزل عليّ من الله تعالى قد وردت فيه كلمات مثل رسول ومرسل ونبي، ليس مرة أو مرتين بل مئات المرات، فكيف يمكن إذًا أن يكون صحيحا جوابه أن هذه الألفاظ نفسها ليست موجودة؟ بل إنها موجودة، ولكنها الآن بصراحة ووضوح أكبر مما كانت عليه من قبل.” (إزالة خطأ).

لذا فبقراءة العبارات ” بل إنها موجودة، ولكنها الآن بصراحة ووضوح أكبر مما كانت عليه من قبل”، يتضح جليا التغيّر في فهم حضرته (عليه السلام) لمفهوم نبوته ونسخ المفهوم السابق الخاطئ.

2 – “نعم، إنه ممكن حقًّا أن يأتي محمد (إلى العالم في حلة البروز، ليس مرة بل ألف مرة، ويعلن نبوته بجميع كمالاتها أيضا. ومنصب البروز هذا كان قد قُرّر من الله لقوله تعالى (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ )”. ( إزالة خطأ)

إذن، نرى من هذا الاقتباس، أن التغيّر الذي طرأ على فهم سيدنا (أحمد عليه السلام) بالنسبة لمفهوم نبوّته، هو أنها نبوّة حقيقية جامعة لجميع كمالات النبوة “بالإعلان”، رغم أنها نبوة ظلية بروزية ليست تشريعية ولا مستقلة، فكونها ظلية وبروزية غير تشريعية وغير مستقلة لا ينتقص من قدرها ومن شأنها بل هي جامعة لجميع كمالات النبوة “العلنية”. وهذا نص إضافي يؤكد نسخ المفهوم السابق لنبوته عليه السلام.

وقد أبرزنا في هذا الشرح كلمتين” ” بالإعلان” و ” العلنية”، لنؤكد على ما قاله سيدنا أحمد في النص أعلاه ” أن يعلن نبوته بجميع كمالاتها” ، هذا مقارنة لما قاله حضرته عن كمالات النبوة المحدثية سابقا، حيث قال إنها مخفية ومضمرة، حيث قال : ” وكمالات النبوة جميعها مخفيّة مضمَرة في التحديث،”( حمامة البشرى 1892)؛ وهذا دليل آخر على تغيّر ونسخ مفهومه السابق بالنسبة لنبوّته المحدَّثية الناقصة. فالنصّ أعلاه، يقول ببساطة: إن إمكانية بعث نبيّ ظليّ لسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بحيث يكون نبيا جامعا ومعلنا ومُظهرا لجميع كمالات النبوة، أي يكون نبيا كاملا، لهو أمر ممكن، ولا مانع من ذلك إذا ما توفرت فيه الشروط لذلك، غير أنه لن يكون نبيا تشريعيا ولا مستقلا.

ث‌- فكل هذه النصوص تثبت أن الهدف من كتاب إزالة خطأ كان لتاكيد حضرته على نبوته الكاملة وفق المفهوم اللغوي والقرآني وإعلانها بشكل واضح وصريح، وليس مجرد توضيح أنه نبي بمفهوم النبوة الناقصة مثلما كان يعتقد سابقا.

ج‌- ولكن لا بدّ من ربط هذه النصوص بنصوص أخرى جاءت في مواضع أخرى والتي تثبت أنه ادعى النبوة الكاملة ولم يعد يرى نفسه محدَّثا بل نبيا كاملا وهي :

ح‌- النصوص التي أقر فيها بأفضليته على المسيح ابن مريم عليه السلام :حيث أكّد على التغيّر الحاصل في فهم حضرته (عليه السلام) لقدر نبوته ومفهومها مع مرور الوقت، ونسخ فهمه السابق لمفهوم هذه النبوة، بالتغيّر الحاصل في مقارنته نفسه (عليه السلام ) ونبوته مع نبوة سيدنا عيسى (عليه السلام) حيث قال” كذلك تمامًا كنت أعتقد في أول الأمر وأقول: أين أنا من المسيح ابن مريم؟ إذ إنه نبي ومن كبار المقربين عند الله تعالى، وكلما ظهر أمر يدل على فضلي كنت أعتبره فضلا جزئيًّا، ولكن وحي الله – سبحانه وتعالى – الذي نزل عليَّ بعد ذلك كالمطر لم يدعني ثابتًا على العقيدة السابقة، وأُعطيتُ لقب “نبي” بصراحة تامة، بحيث إنني نبيٌ من ناحية، وتابعٌ للنبي – صلى الله عليه وسلم – ومِن أُمته من ناحية أخرى. … لذا فقد أراد الله تعالى ألا يجعلني أقل منه مرتبة… ( حقيقة الوحي)

فتفضيله نفسه على سيدنا عيسى (عليه السلام )، والذي لا ينكر أحد أن نبوته كانت كاملة، لهو دليل آخر على أن نبوة المسيح الموعود نبوة كاملة أيضا؛كما أكده حضرته عليه السلام في نفس النصّ أنه نال لقب نبي بصراحة تامة.

خ – النصوص التي يؤكد فيها أنه لم يعد يعتبر نفسه كباقي المحدثين ذوي النبوة الناقصة:

” كما كتب المجدد السرهندي في مكتوباته: مع أن بعض أفراد هذه الأمة قد خُصُّوا بالمكالمة والمخاطبة الإلهية وسيبقون مخصوصين إلى يوم القيامة، غير أن الذي يُشَرَّف بكثرة المكالمة والمخاطبة الإلهية وتُكشف عليه الأمور الغيبية بكثرة يسمَّى نبيا.

وليتضح الآن أن هناك نبوءة في الأحاديث النبوية الشريفة أنه سيكون في أمة النبي – صلى الله عليه وسلم – شخص يُسمَّى عيسى بن مريم ونبيا، أي سيُشرَّف بكثرة المكالمة والمخاطبة الإلهية وتُكشف عليه الأمور الغيبية بكثرة لا تُكشف إلا على نبي كما يقول الله تعالى: {فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} (1) والثابت المتحقق أنه لم يُعط غيري خلال الـ1300 سنة المكالمةَ والمخاطبة التي شرَّفني الله بها والأمور الغيبية التي كشفها عليَّ، وإذا أنكر ذلك أحد فإن مسؤولية الإثبات تقع عليه.

فمجمل القول إنني أنا الفرد الوحيد الذي خُصَّ من بين الأمة بهذه الكثرة من الوحي الإلهي والأمور الغيبية، وكل من خلا قبلي من الأولياء والأبدال والأقطاب في الأمة لم يعطَوا هذا النصيب الوفير من هذه النعمة، ومن أجل ذلك أنا الوحيد الذي خُصَّ باسم “النبي”، بينما لم يستحقه هؤلاء جميعًا، لأن كثرة الوحي وكثرة الأمور الغيبية شرط لذلك، وهذا الشرط غير متوفر فيهم…( حقيقة النبوة )

خ‌- “ما تسمّونه المكالمة والمخاطبة، أنا أطلق على كثرتها- وبأمر الله- نبوةً.” (تتمة حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، المجلد 22، الصفحة 503).

د‌- لم يتأملوا في المعنى الحقيقي للنبي. إن معنى النبي هو مَن يتلقّى الأنباء من الله تعالى بواسطة الوحي، ويحظى بشرف المكالمة والمخاطبة، وليس ضروريًّا أن يأتي بشريعة جديدة، كما ليس ضروريًّا ألا يكون تابعًا لنبي مشرّع. فلا مانع من اعتبار فرد من الأمة نبيًّا على هذا النحو”. (البراهين الأحمدية، الجزء الخامس، الخزائن الروحانية، المجلد 21، الصفحة 306)

ذ‌- فكل النصوص أعلاه التي جاءت بعد منشور إزالة خطأ، تؤكد نسخ المفهوم السابق لنبوته الناقصة وتؤكد إعلان النبوة الكاملة، في منشور إزالة خطأ.

ر‌- ومن الأدلة القطعية على نسخ المفهوم السابق للنبوة وإعلان النبوة الحقيقية في منشور إزالة خطأ أن حضرته عليه السلام بعد هذا المنشور لم يستعمل كلمات أو اصطلاحات النبوة الناقصة والمحدثية والولاية في حقه بل تركها واستعمل كلمة النبوة بدلا منها.