تحقّق نبوءات المسيح الموعود عليه السلام ح3
تطابق وتحقّق نبوءتَي “هزة الزلزال” و “عفت الديار محلها ومقامها”
- هل تنبأ المسيح الموعود سنة 1904 عن حدوث زلزال البنجاب الذي وقع في 4 نيسان 1905؟
- هل نبوءة هزة الزلزال تؤكد حدوث الزلزال أم تنفي وقوعه، ولماذا؟
- هل نبوءة “عفت الديار ..” هي نبوءة عن الزلزال أم عن الطاعون، ولماذا؟
- هل كذب المسيح الموعود ( والعياذ بالله) في إحالته إلى نبوءة “عفت الديار ..” حين قال أنه تنبأ عن الزلزال؟
- ما معنى أماكن السكن المؤقتة الواردة في هذه النبوءة؟ هل هي الخيام فقط، مثلما يدعي المعارضون، أم شيء آخر؟
هذه الحلقة ضميمة للحلقة الثانية من الردود الرسمية للجماعة الإسلامية الأحمدية على الاعتراضات بشأن تحقق نبوءات سيدنا أحمد عليه السلام. نثبت من خلال هذه الحلقة أن نبوءة هزة الزلزال -على النقيض مما يقوله المعارضون- تؤكد حدوث الزلزال، وهي بالإضافة إلى ذلك تحوي نبوءات أخرى بحماية المسيح الموعود وأهل بيته ونصرته فيما بعد.
كما نثبت أن حضرته عليه السلام قد تنبّأ بالفعل خلال سنة 1904 عن هذا الزلزال بنبوءة” عفت الديار…” ونثبت بأن هذه النبوءة متعلقة هي الأخرى بالزلزال الذي وقع في 4-4-1905 وذلك بسبب تطابق هذه النبوءة مع نبوءة هزة الزلزال، فكلتاهما تنبئ بحدوث الزلزال في الشق الأول، وبحماية المسيح الموعود عليه السلام في الشق الثاني، وبنصرة المسيح الموعود أيضا، كل هذا رغم ان المسيح الموعود عليه السلام قد أوّل هذه النبوءة في بادئ الأمر أنها متعلقة بالطاعون، إلا إنه عليه السلام أكّد فيما بعد أنها متعلقة بالزلزال في الأصل.
الاعتراض:
إن المسيح الموعود عليه السلام لم يتنبأ عن زلزال 4-4-1905 قبل وقوعه بل فقط بعد وقوعه زعم أنه تنبأ عنه.
الردّ:
أوردنا من قبل الإلهامات المتعلقة بهذا الزلزال وهما إلهامان أساسيان من سنة 1903 و1904 وهما:
- 1- لقد ورد في جريدة “الحَكم” الأسبوعية بعنوان “الإلهامات والرؤى”:
رأيت في الرؤيا أن أحدًا يقول: “زلزلہ کا ایک دھکّہ۔” أي: هزّة واحدة من الزلزال.
ولكني لم أر البيت يهتزّ ولا شيئا ينهار ولم أشعر بزلزال.
ثم تلقيت الوحي التالي:“إن الله لا يضُرُّ. إن الله مع الذين اتّقَوا والذين هم محسنون. ترى نصرًا من عند الله وهُمْ يعمَهون.”
(جريدة الحكم يوم 17-24/12/1903،مجلد 7، عدد 46-47، ص 15 عمود 2 تحت عنوان “الإلهامات والرؤى”)
وكذلك ورد في جريدة “بدر” الأسبوعية تحت عنوان “كلام الله المقدس”:
رأيت في الرؤيا في 19/12/1903 أن أحدا يقول: “زلزلہ کا ایک دھکّہ۔” أي: هزّة واحدة من الزلزال. لكنني لم أشعر بأي زلزال ولم أرَ الجدار والبيت يهتزان. وبعده تلقيت إلهاما: “إن الله لا يضُرُّ.(3) إن الله مع الذين اتّقَوا والذين هم محسنون. (4) ترى نصرًا من عند الله وهُمْ يعمَهون.”
(جريدة “بدر” الأسبوعية عدد 1، يوم 1/1/1904، مجلد 3، ص 6 عمود 3 تحت عنوان “كلام الله المقدس”)
- 2- “عفَت الديارُ محلُّها ومُقامُها. إني أحافظ كلَّ مَن في الدار. أعطيتُك كلَّ النعيم.” (“الحكم”، مجلد 8، عدد 19-20، يوم 10-17/6/1904، ص 10 عمود 3 تحت عنوان “الإلهامات”)
إذن، نرى بشكل قطعي أن حضرته عليه السلام قد تنبأ عن هذا الزلزال قبل وقوعه بأكثر من سنة، ويبطل بذلك زعم المعترضين!
الاعتراض:
في محاولة سخيفة لإنكار النبوءة الأولى وإنكار أنها متعلقة بزلزال 4-4-1905 قيل :”فهذا النص ( نص النبوءة ) ينفي الزلزلة، فحين رأى أحدا يقول هزة الزلزال لم يشعر بأي زلزال ولم يتحرك أي جدار، ثم تلقى وحيا يؤكد على ذلك إلى حدّ ما.” يقصدون إن الله لا يضُرُّ. إن الله مع الذين اتّقَوا والذين هم محسنون. ترى نصرًا من عند الله وهُمْ يعمَهون.”
الردّ:
الحق أن المتمعن في هذه النبوءة، باستطاعته أن يرى مدى عظمتها، لأنها في الحقيقة لا تنبئ بوقوع الزلزال فقط، بل تنبئ أيضا بأن المسيح الموعود وأهل بيته ومن حوله لن يتضرروا بهذا الزلزال؛ فإن شعور المسيح الموعود بعدم اهتزاز الجدران والبيت في المنام، ثم الوحي الذي تلقاه بعدها في نفس المنام، يدل بشكل قطعي أنه وأهل بيته لن يتضرروا من هذا الزلزال، بل سيكون هذا آية نصر له، لأن غيره من الناس سوف يتضررون حيث جاء “وهم يعمهون”. وكل هذا يؤكد حدوث الزلزال وعدم تضرر المسيح الموعود وأهل بيته.
الاعتراض:
قد أثيرت شبهة أخرى حول هذا الموضوع بالقول لم يتحدث الميرزا عن أي زلزال في عام 1904.
الردّ:
ولكننا نرى أن هذا مجرد كذب لأنه ورد في جريدة ا”لحَكم” الأسبوعية تحت عنوان “الإلهامات”:
8/6/1904
“عفَت الديارُ محلُّها ومُقامُها. إني أحافظ كلَّ مَن في الدار. أعطيتُك كلَّ النعيم.” (“الحكم”، مجلد 8، عدد 19-20، يوم 10-17/6/1904، ص 10 عمود 3 تحت عنوان “الإلهامات”)
وبالنظر إلى هذا الألهام نرى أنه مطابق تماما للنبوءة الأولى عن هزة الزلزال، فهو ينبئ بوقوع الزلزال في شقه الأول ، وبنجاة المسيح الموعود وأهل بيته في شقه الثاني، وبالنصر الذي سيحظى به المسيح الموعود بتحقق هذه الآية في شقه الثالث. وهذا ما أكّده المسيح الموعود عليه السلام في قوله عليه السلام: أما أنا فقط أنبأتُ قبل أحد عشر ( يقصد حضرته نبوءة عفت الديار) شهرا أن آفة موشكة الحلول وستنهدم بها البيوت وتندرس، وستكون هزة الزلزال. كانت في النبوءة كلمة توحي أن الهزة الأولى ستكون شديدة الوطأة. فقد انهدمت البنايات كلها دفعة واحدة حتى لم يستطع الخروج من كانوا في الأروقة، ولم يستطع النهوض من كانوا مستلقين، والذين كانوا جالسين لم يجدوا فرصة للوقوف. (2) ملفوظات بدر، مجلد1، رقم4، صفحة8، عدد: 27/ 4/1905م
كما جاء في (“الحكم”، يوم 31/ 5/1904،و”بدر” عدد 20 – 21، يوم 24/ 5/1904،) الإلهام التالي :
“إني أنا الرحمن، سأجعل لك سهولةً في أمرك. إني أنا التوّاب، مَن جاءك جاءني. ولقد نصَركم الله ببدرٍ وأنتم أذلّةٌ. سلامٌ عليكم طِبْتم. عَفَت الديارُ مَحلُّها ومُقامُها.” ( تذكرة تخت تاريخ 1-6-1905)
فواضح أن النبوءة تتحدث عن انمحاء المباني، وأماكن الإقامة السكنية الثابتة والمؤقتة كنتيجة للزلزال، إضافة الى طمأنة المسيح الموعود أن الله سيكون معه وينصره ويرحمه وينجيه، وكل هذا دليل أنها متعلقة بزلزال 4-4-1905 .
الاعتراض:
إن حضرته عليه السلام فسّر الإلهام “عفت الديار محلها ومقامها” بأنه متعلق بالطاعون وليس الزلزال، ويقولون بأن الطاعون هو من لا تسلم منه الأماكن المؤقتة، كالخيام، أما الزلزال فما له وللخيام؟ ويتهمون حضرته عليه السلام بالكذب عندما يحيل إلى نبوءة “عفت الديار…” وقوله عليه السلام أنها متعلقة بالزلزال.
الرد:
نقول يا للعجب من عقول المعارضين: فعندهم الخيام وحدها هي أماكن سكن مؤقتة!! من قال أن أماكن السكن المؤقتة يُقصد بها الخيام فقط؛ أليس من المعقول أن تكون أماكن الإقامة المؤقتة كالفنادق مثلا، على اعتبار أن المكوث فيها يكون مؤقتا!؟؟ فهذه كلها عند وقوع الزلزال ستتضرر!!! وقد وضّح حضرته عليه السلام بالفعل ما المقصود بمحلها ومقامها وقال في إعلان 18-4 1906 ما يلي: “كان مفهوم الإلهام العربي المذكور آنفا أن الديار المستخدمة كالخان أو التي تُستخدم كسكنى دائما ستدمَّر كلها نتيجة حادث الزلزال ولن تبقى لها أدنى أثر. ثم نُشر قبل الزلزال في إعلان “الوصية” أيضا أن حادث انتشار الميتات بكثرة قريب وبسببه ستكون هناك ضجة القيامة.” والخان أو الخانات كلمة فارسية تعني الفنادق.
صحيح أن حضرته عليه السلام قد أوّل هذا الإلهام بأنه يدل على انتشار الطاعون حيث قال: أيها الأصدقاء، رحمكم الله، لعلكم تعلمون أنني نشرتُ في جريدتَي الحكم والبدر اللتين تصدران في قاديان بإخبار من الله قبل تسعة أشهر تقريبا من الآن نبوءة: “عفت الديار محلها ومقامها“. أي أن هذا البلد على وشك الانقراض بسبب الطاعون ولن تسلم أماكن الإقامة الدائمة ولا أماكن الإقامة المؤقتة، أي أنه سيتفشى فيها وباء الطاعون بوجه عام ويكون شديدا. انظروا جريدة الحكم عدد30/ 5/1904م، رقم18، مجلد8، عمود3، وجريدة البدر رقم20 و21، عدد24/ 5/1904م ص15، عمود2.
إلا أنه لا بدّ من الإشارة مرة أخرى أن هنالك فرق بين كلام الوحي وبين تأويله، وأن النبي قد يخطئ في تأويل الوحي أحيانا كما أسلفنا، وقد أوضح سيدنا أحمد عليه السلام، أن هذا كان مجرد تأويل؛ بينما كلمات الوحي تدل دلالة واضحة أنها متعلقة بالزلزال، وهذا هو بالفعل معنى كلمات “عفت الديار “سواء المؤقتة أو الدائمة منها أي أنها سوف تنمحي؛ وهذا ما يحدث في الزلزال ينمحي كل ما على الأرض من البيوت وما شابهها من أماكن الإقامة، هذا ناهيك عن أنه قد تحدث نتيجة للزلزال بعض الكوارث الطبيعية الأخرى كانجراف الأرض والفيضانات أو تسونامي مثلا، والتي من شأنها أن تمحي كل ما يقف أمامها حتى الخيام. فالجزم بأن هذا الإلهام متعلق بالطاعون فقط لأن الخيام لا تتضرر من الزلازل لهو أمر باطل بداهة، فالخيام ممكن أن تتضرر من الزلازل وتوابعها، هذا على فرض أن القصد من أماكن السكن المؤقتة هي الخيام، رغم اننا أثبتنا أن هذا ليس هو القصد منها بل البيون والمباني المعدة للإقامة المؤقتة كالفنادق .