اللغات خادمة للمسيح الموعود ؑ

المعترض: تزوير الميرزا للغات

لم يكتفِ الميرزا بالتزييف في الإحالة على كتب الحديث والتفسير والتاريخ، بل لم تسلَم منه اللغة الهندية، فهو إذا أراد أن يثبت شيئا لا يتورع عن التزييف.

كتابه “المسيح في الهند” الذي حاول فيه أن يثبت هجرة المسيح إلى كشمير متبعا بذلك خطى نوتوفيتش كذب فيه كذبات رهيبة، وهي أكثر من أنْ تُحصى، منها قوله:

“إن كلمة “سرينغر” مركبة من كلمتين هنديتين هما “سِرِي” (أي الجُمْجُمة) و”نغر” (أي الموضع أو القرية)، وهكذا يصبح معناها:موضع الجمجمة، والمكانُ الذي عُلِّقَ فيه المسيح على الصليب كان هو الآخر يسمى “موضع الجمجمة”. (المسيح في الهند)

أراد الميرزا أن يقول: إنّ المسيح قد عُلّق على الصليب في موضع الجمجمة في القدس، وحين ذهب إلى كشمير وحدّثهم القصة، فقد أطلقوا على هذه المدينة نفس الاسم. وهذا دليل على هجرته إليها.

وليت الميرزا أو جماعة الترقيع من بعده أتوا بمرجع هذا الهراء، حيث لا بد من قاموس باللغة الهندية.

أما الصحيح فهو أنّ: “سرنغر تتكون من كلمتين بالسنسكريتية؛ هما سري وتعني ازدهار، ونغر وتعني مدينة، فالمعنى مدينة الازدهار… والاسم الأصلي السنسكريتي لها سَرْيانجر ويعني: مدينة الشمس”. (ترجمة مختصرة عن ويكيبيديا للنصّين التاليين بالإنجليزية والأردية من ويكي)

Folk etymology draws the city name from two Sanskrit words: śrī (“glory, prosperity”, a name for the Hindu goddess Lakshmi) and nagar (“city”), which would make “City of Lakshmi” (or “City of Prosperity”).

However, the earliest records mention the name as siri-nagar which in turn is a local transformation of the original Sanskrit name sūrya-nagar, meaning “City of the Sun” (or, of a sun god).

سری نگر جموں و کشمیر ، بھارت کا دارالحکومت ہے. …. سرینگر دو سنسکرِت الفاظ سے بنا ہے سری: دولت اور نگر: شہر۔ شری دیوی لکشمی کا نام بھی ہے اور شری آفتاب کو بھی کہا جاتا ہے اس لئے سرینگر کا مطلب سورج کا شہر بھی ہو سکتا ہے

أما كلمة سَر الأردية  أو سِر البنجابية فتعني: رأس  لا جمجمة. وهذه الكلمة ليست سَر ولا سِر، بل سْري (sri not sir nor sur)، وليست بالبنجابية ولا الأردية التي خُلقت قبل 300 عام، بل بالسنسكريتية، فلغة كشمير لم تكن يوما بنجابية. فتلاعب الميرزا وتزييفه لا حدود له.

الرد: سرينغر

لقد حاولنا مراراً نصح المعترض أن يتعب قليلاً في البحث واستحصال المعلومة قبل تقديم اعتراضاته، ولكنه يصر على الخروج بمظهر سيّء باستعراض جهله في الدِّين والتاريخ والجغرافيا وأساسيات العلم، فلا نملك بعد ذلك إلا التسليم بأن هذا هو مستوى المعترض حقيقةً ولم يكن من قبيل التسرع والعجلة. فلنأخذ استشهاده بويكيبيدا حول معنى “سرينغر” التي دُفن فيها المسيح عَلَيهِ السَلام حيث يظن المعترض بعد مراجعته للويكيبيديا أن معنى الكلمة هو “مدينة الازدهار” ولا علاقة لها من قريب ولا بعيد بـ “موضع/مكان الجمجمة” الذي قاله المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في كتاب “المسيح الناصري ؑ في الهند”، فنقول: إن كلمة “سرينغر” مكونة في الحقيقة من مقطعين هما “سر सिर” أي الازدهار/الرأس/الجمجمة، و “نغر नगर” أي المدينة/المكان. فالمدينة والمكان هما المعنيان اللذان يظهران فوراً عند ترجمة “نغر”، وكذلك الازدهار والرأس والجمجمة هي المعاني التي تظهر مباشرة عند ترجمة “سر”، فالرأس هو علامة السمو والازدهار، وهذا معروف حتى في المسيحية نفسها حيث ورد في الكتاب المقدس:

لَكِنِّي أُرِيدُكُمْ أَنْ تَعلَمُوا أَنَّ المَسِيحَ هُوَ رَأْسُ كُلِّ رَجُلٍ، وَأَنَّ الرَّجُـلَ هُوَ رَأسُ المَرأَةِ، وَأَنَّ اللهَ هُوَ رَأسُ المَسِيحِ.” (كورنثوس الأولى)

إذن “مدينة الازدهار” إنما أصلها هو “موضع/مدينة/مكان الرأس/الجمجمة” لكون الرأس والسمو هو الازدهار والمدينة هي المكان والموضع. وهذا ما تقوله قواميس اللغة، ويمكن لكل قارئ أن يجرِّب ذلك على مترجم غووغل الآن، وذلك بطلب ترجمة “رأس” من الهندية إلى العربية، وترجمة “مدينة” من الهندية إلى العربية، فإن لم تظهر النتيجة فيمكن نَسْخ كلمة नगर وطلب ترجمتها من الهندية إلى العربية وسوف تظهر النتيجة “مدينة” بلفظ “نغر”.

فالكلمة بالهندية كما ترى عزيزي القارئ كما قال المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام.

جلجثة

أما جلجثة -أو جلجت حسب اللفظ الهندي- التي تقابل منطقة الجلجثة أي موضع الجمجمة في فلسطين كما تقول الأناجيل: “ولما أتوا إلى موضع يقال له جلجثة وهو المسمى موضع الجمجمة.” (متى: 27:33)، و “وجاؤوا به إلى موضع جلجثة الذي تفسيره موضع جمجمة.” (مرقس: 15:22)، والتي تقع نظيرتها في كشمير، فهي أيضا تنطبق على “سرينغر” أي “موضع الجمجمة” كما أثبتنا. وهذا الذي قصدَه المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام لربط الجلجثة التي أراد اليهود فيها صلب المسيح عَلَيهِ السَلام وبين الجلجثة في كشمير التي أعزَّ اللهُ تعالى فيها المسيح عَلَيهِ السَلام، وكأنها ردّٰ إلهي مباشر على ميتة اللعنة على الصليب التي أراد اليهود من خلالها تنكيس رأس المسيح عَلَيهِ السَلام فرفعه الله تعالى إلى ربوة ذات قرار ومعين (كشمير) وتوفّاه في موضع يحمل نفس الإسم أي الجلجثة او موضع الجمجمة.

أما موضوع نوتوفيتش فقد رددنا على ذلك في منشور سابق (من هنا: إنجيل التيبيت – وصدق المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام)

ومن جديد يبرهن المعترض على ضحالة معلوماته التاريخية واللغوية وبحثه المقتصر على ويكيبديا، ويثبت صِدق المسيح الموعود حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام وعظمة استدلال حضرته بالتاريخ واللغات. وبهذا يتحقق وحي الله تعالى إلى المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام: إني مُهينٌ مَن أرادَ إهانتك.

وفي الختام نقدم للقراء الكرام كتاب “المسيح الناصري ؑ في الهند” من تأليف المسيح الموعود بنفسه حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد