ثلاثة بربع

فيما يلي نسف ثلاث شبهات للمعترض بربع مقال، وما أشبه ذلك بشراء حاجة بربع كما يقال في المصطلح العراقي المعروف للإشارة إلى رخص السلعة حتى إن المشتري لا يكلف نفسه إلا ربع دينار ليشتري ثلاثاً من الحاجيات المعروضة. ونحن هنا نشتري ثلاث مقالات من سوق المعترض الكاسد بربع دينار لنردها إليه بعد تشذيبها وتقليمها كهدية مجانية لعله يكون من الشاكرين.

المعترض: مصدر خرافات الميرزا

١- اكتشاف أحد مصادر خرافات الميرزا

كتُبُ الميرزا مليئة بالخرافة، واليوم اكتشفنا أحد مصادرها.

يقول الميرزا معبّرا عن إيمانه أنّ كوكب المشتري هو كوكب السعد الأكبر، وأن كوكب زحل مرتبط بالعذاب:

“حيث قرُب اليومُ السادس -الذي هو يوم نجم السعد الأكبر أي المشتري- على الانتهاء، ولاحظ الملائكة الذين كانوا قد أوتوا علم السعد والنحس أن آدم في الظاهر لم يجد نصيبا من هذا اليوم إذ قد بقي من اليوم قليلٌ جدا فخطر ببالهم أن خلق آدم سيكون في وقت “زحل”، وأن فطرته ستُودَع التأثيراتُ الزحلية من القهر والعذاب وغيرهما، ومن ثم سيتسبب في ظهور فتن كثيرة… فاعترضوا بناء على الظن وقالوا: “أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء؟” (التحفة الغلروية)

وهذا هو النصّ عن الفيلسوف (جيرولامو كردانو 1501-1576) الذي كان يربط بعثة الأنبياء بالنجوم:

“نظر (جيرولامو) في قيام الأديان وانحطاطها، وفي توزيعها في مناطق الأرض، فأرجعها إلى تأثير أقران النجوم، واستخرج طالع المسيح المولود في اقتران المشتري والشمس، وعزا الشريعة اليهودية إلى تأثير زحل… ويروى أنه عند اكتشاف أقمار المشتري أبى أن ينظر في التلسكوب لمخالفة ذلك مذهب أرسطو”. (تاريخ الفلسفة الحديثة، يوسف كرم، 2012، دار كلمات عربية للترجمة والنشر، مصر، ص۲۳)

الخلاصة:

1: يقول الميرزا: “يقتضي تأثيرُ كوكب المشتري أن لا يُحمل السيف للقتل”.

استخرج جيرولامو طالع المسيح المولود في اقتران المشتري والشمس.

2: يقول الميرزا: “تأثيراتُ زحل هي القهر والعذاب”.

يقول جيرولامو: تأثيرات زحل أتت بالشريعة اليهودية، ويقصد بما فيها من شدة وعقوبات.

الميرزا مجرد سارق، وليته سرق ما هو نافع، وليته فكّر فيما يسرق. ولكنها ظلمات بعضها فوق بعض.

٢-أعضاء الحوار المباشر يكذبون الآن كذبات رهيبة.. إنهم يخونون جدا…

الميرزا لم يعتبر محمودا ابنه الموعود البتة، بل ظلّ يصرّ أنه مبارك.

يقتطعون العبارات بطريقة خائنة جدا..

وفيما يلي الحقيقة.

في عام 1899 حين وُلد مبارك أحمد رأى الميرزا أنه هو الابن الموعود، ولم يعُد يتحدث عن ابنٍ موعودٍ من محمدي بيغم، فقال: ورد بشأنه (الابن الموعود) في الإلهام أنه سيجعل الثلاثة أربعةً. ويُفهم من ذلك أنه سيكون الابن الرابع أو المولود الرابع. (ترياق القلوب)

3: بعد وفاة مبارك ظلّ يرى أنه سيولد له ولد بديل عنه، ولم يخطر بباله أن يكون محمود أو غيره هو الابن الموعود، فقال:

بشّرني (الله) بعد وفاة مبارك أحمد بالإلهام: “إنا نبشرك بغلام حليم ينـزل منـزل المبارك”… أي سيحل محل مبارك أحمد وسيكون شبيها له. (5/11/1907م)

كان محمود عمره 19 عاما حين قال الميرزا ذلك، والمعنى أنه رأى في محمود شخصا لا يستحق بحال أن يكون الابن الموعود، وشهد الميرزا بذلك على أن صفات محمود أبعد ما تكون عن صفات هذا الموعود. ونحن نقبل شهادة الميرزا هذه

٣- الحوار المباشر بتاريخ 6 مايو 2017

ذروة الكذب في مقدمة هذا الحوار

ما زال المقدّم يتحدث في مقدمته منذ أكثر من ربع ساعة.

قال المقدِّم إن الميرزا تحدّى الناس. قلتُ: لماذا لا يدعو الخليفة زعماء الأديان كما دعاهم الميرزا. إن حبل الكذب قصير.

أما حكاية نبوءة الـ 31 شهرا، فكلها كذب مستطير، وقد أثبتُّ ذلك قبل زمن.

على كل حال، إذا دعا خليفتكم الخامس الناس لرؤية المعجزات فسنصدّقكم. أما الميرزا فقد شاهدنا بأم أعيننا التحقق العكسي لنبواءاته، وشاهدنا موته في المباهلة من طرفه. فماذا نريد أوضح من ذلك.

أما المعجزات الحية التي تذكرونها في جماعتكم فهي كذب آخر تضحكون به على البسطاء. أما أنا فأشهد أنّكم أكذب البشر.

الرد:

شبهة السرقة من الفيلسوف

لقد تناولنا موضوع تأثير النجوم والكواكب في منشور سابق وقلنا وقتها أن المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام كان يرد على الهندوس وأعداء الإسلام الذين كانوا يتهمون القرآن الكريم بالخرافة والشعوذة بسبب قَسَم الله تعالى المتكرر في القرآن المجيد بالنجوم والكواكب، فردَّ عليهم حضرة المسيح الموعود وبيّن بأن علم الكواكب والنجوم معروف وله تأثير على الإنسان وأن الكتب المقدسة تؤيد ذلك وكذلك أقوال علماء الفلك مما يؤكد صدق القرآن العظيم. ويمكن العودة للمنشور (من هنا: تأثير النجوم والكواكب في كتاب التحفة الغورلوية)

أما قول المعترض أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام سرق الموضوع من الفيلسوف فهذا يدل على جهل كبير جداً عند المعترض لأن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام تناول الأمر بصورة كاملة في معرض دفاعه عن القرآن المجيد وقال أيضا أن ما يقوله ليس بجديد أو بدعاً من القول بل هو أيضاً قول العلماء والفلاسفة المختصين (راجع الرابط السابق)! فهل هذه سرقة!

لقد وصل الحال بالمعترض حدّاً صار يستعجل ولا يراجع ما يجده، والدليل على ذلك تقديمه دليل صدق للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بقوله أن تأثير الكواكب والنجوم قال به الفلاسفة والعلماء مما ينسف شبهته السابقة التي قال فيها بأن موضوع تأثير النجوم خرافة!

فشكراً للمعترض ولمن وجد له قول الفيلسوف، لأنه بذلك يؤكد كلام المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام دون شعور منه حول قول حضرته عَلَيهِ السَلام أن تأثير الكواكب ليس بدعة بل هو علم له أهله المختصّون!

أما قول المعترض أن ذلك كله خرافة إنما هو وقوف صريح من المعترض إلى جانب الهندوس والملاحدة من أعداء الإسلام حيث إن الموضوع برمته هو ردٌّ عليهم لإثبات صدق الإسلام ونبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولهذا لا نظلم المعترض عندما نقول أنه من الملحدين!

الإبن الموعود

أما موضوع الابن الموعود فقد رددنا عليه أيضاً في منشورات سابقة وأثبتنا أن المقصود به هو حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد خليفة المسيح الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ويمكن العودة إلى منشورنا السابق حول الابن الموعود (من هنا: تحقق أدعية ونبوءات المسيح الموعود مرزا غلام أحمد وصدق شهادته).

يقول المعترض: “الميرزا رأى في محمود شخصا لا يستحق بحال أن يكون الابن الموعود، الميرزا لم يعتبر محمودا ابنه الموعود البتة، بل ظلّ يصرّ أنه مبارك.” ونحن نقول له: ليتك تدلنا على نُصوص يقول فيها المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بأن ابنه حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد رَضِيَ اللهُ عَنْهُ “ليس هو الموعود البتة” وأنه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام “ظلّ يصرّ أنه مبارك”! فإذا وجد أي نص يقول ذلك ولو تلميحاً فسنكون له من الشاكرين

أما نحن فنقول بالفعل لم يكن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بداية يعلم هوية الابن الموعود لأنها نبوءة والنبوءة غيب، ومع ذلك كان حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام عٓلِمَ لاحقاً بأن حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد رَضِيَ اللهُ عَنْهُ هو الابن الموعود وصرّح بذلك مراراً بصريح العبارة ولدينا عدّة نصوص على ذلك، حيث كتب عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام ما يلي:

إن لي كان ابنا صغيرًا وكان اسمه بشيرًا، فتوفاه الله في أيام الرضاع، والله خير وأبقى للذين آثروا سبل التقوى والارتياع. فأُلهمتُ من ربي: إنا نردّه إليك تفضلاً عليك. وكذلك رأت أُمُّه في رؤياها أن البشير قد جاء، وقال إني أعانقك أشد المعانقة ولا أفارق بالسرعة. فأعطاني الله بعده ابنا آخر وهو خير المعطين. فعلمتُ أنه هو البشير وقد صدق الخبير، فسمّيته باسمه، وأرى حُلْية الأول في جسمه.” (سر الخلافة)

فهنا نص. صريح من كلام المسيح أن الابن الموعود هو بشير وليس مبارك!

وكتب عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام أيضا:

إن ابني الأكبر هو “محمود”، وقد أنبأتُ بولادته في إعلان نُشر على ورقة خضراء في 10 تموز 1888م، وفي 1 كانون الأول 1888م. وقد كتبنا أيضا في الإعلان الأخضر أن اسم هذا الولد سيكون “محمود”، وقد أُشيع هذا الإعلان في مئات الآلاف من الناس قبل ولادته. ولا بد أن تكون مئات الإعلانات المطبوعة على أوراق خضراء موجودة إلى الآن في بيوت معارضينا، والحال نفسه بالنسبة إلى إعلان نُشر في 10 تموز عام 1888م. ولما بلغت شهرة النبوءة حد الكمال عبر الإعلانات ولم تجهلها فِرقة من فِرق المسلمين والمسيحيين والهندوس وُلد “محمود” يوم السبت بتاريخ 12 كانون الثاني عام 1889م الموافق لـ 9 جمادى الأولى 1306 من الهجرة.” (ترياق القلوب)

وقد وصف عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام حضرةَ مرزا بشير الدين محمود أحمد رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في حقيقة الوحي بمنتهى الصراحة بأنه مصداق الموعود في “الإعلان الأخضر” فقال:

قد وردت بشارة عن ولادة ابن آخر في الصفحة 7 من الإعلان الأخضر: “ستُرزَق بشيرا ثانيا اسمه الثاني “محمود”. مع أنه لم يولَد حتى تاريخ الأول من سبتمبر/أيلول 1888م، ولكنه سيولَد حتما في المدة المحددة له حسب وعد الله. يمكن أن تزول الأرض والسماء ولكن من المستحيل أن تزول وعود الله. فبحسب هذه العبارة الواردة في الصفحة 7 من الإعلان الأخضر ولُد الابن في يناير/كانون الثاني 1889م وأسميناه “محمود” ولا يزال حيا يُرزق بفضل الله تعالى وهو الآن في السابعة عشر من عمره.” (حقيقة الوحي)

وكان المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بداية قد تنبأ بأن الابْن الموعود هو حضرة مرزا بشير الدين محمود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حيث قال عَلَيهِ السَلام:

لقد جرى على لساني في الرؤيا بشأن هذا المصلح الموعود البيت التالي (بالفارسية) : “يا فخر الرسل، لقد علمت مكانتك عند الله تعالى. لقد جئت متأخرا ومن طريق بعيد.” فلو كان المراد من التأخير في مشيئة الله ما حصل حتى الآن من التأخير في ولادة الابن الذي سمي “بشير الدين محمود” تفاؤلاً، فلا عجب أن يكون هذا الابن هو الابن الموعود، وإلا فإنه سيأتي في وقت آخر بفضل الله تعالى.” (إعلان تكميل التبليغ 1889/1/12، ومجموعة الإعلانات، مجلد أول، ص 191-192)

إذاً تنبأ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بأن الابْن الموعود هو حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد خليفة المسيح الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حتى قبل ولادته!

وعبارة “المنزل المبارك” هو الشرف الذي سيتلقاه الابن الموعود، وأي شرف أعظم من أن يكون خليفة للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ولمدة تزيد على خمسين عام قضاها خليفة للمسلمين!

يقول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام:

إن الله بشّرني وقال: سمعتُ تضرعاِتك ودعواِتك، وإني معطيك ما سألتَ مني وأنت من المنعمين. وما أدراك ما أعطيك؟ آية رحمةٍ وفضلٍ وقربةٍ وفتحٍ وظفَر. فسلام عليك أنت من المظفَّرين. إنا نبشرك بغلام اسمه عنموايل وبشير. أنيق الشكل، دقيق العقل ومن المقربين. يأتي من السماء، والفضل ينزل بنزوله. وهو نور ومبارك وطيب ومن المطهّرين. يفشي البركاتِ، ويغذّي الخَلق من الطيبات، وينصر الدين. … فسيعطى لك غلام ذكي ِمن صلبك وذريتك ونسلك ويكون من عبادنا الوجيهين. … ولد صالح كريم ذكي مبارك.” (مرآة كمالات الإسلام، الخزائن الروحانية، مجلد 5، ص 577- 578)

فها نحن أتينا ببعض النصوص الصريحة على أن الابن الموعود عند المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام هو حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد خليفة المسيح الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فأين نصوص المعترض التي تقول عكس ذلك ؟ ولكي لا نُرهق المعترضَ في البحث داخل الكتب الكثيرة التي سرقها من الجماعة الإسلامية الأحمدية فسنقبل منه نصاً واحداً فقط!

أما قول المعترض: “لماذا لا يدعو الخليفة زعماء الأديان كما دعاهم الميرزا” فهو اعتراف من المعترض بجهله الشديد لأن حضرة الخليفة أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز والخلفاءُ من قبله رَضِيَ اللهُ عَنْهُم جميعاً ساروا على نهج حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام الذي أثبت للعالم كله صدق الإسلام وتفوقه على جميع الأديان، وذلك بعَقْدهم المؤتمرات السنوية التي يدعون إليها ممثلي جميع الأديان للمشاركة وتقديم أفضل ما عندهم من أجل السَلام ثم يختتم بأن الإسلام هو دين السَلام الأول بشهادة أهل الأديان أجمعين!

فما الذي يفعله المعترض ومشايخه الباكستان من خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية غير بث الكذب والكراهية ليل نهار ونشر روح التفرقة والإساءات التي تجاوزت التكفير ومنع المسلمين الأحمديين من الانتساب إلى الإسلام تجاوزت ذلك إلى الدعوة لقتلهم وظلمهم إذ لم يشبع هو وشيوخه الباكستان من التكفير وهو الذي كان عضواً متعصباً في جماعة التكفير قبل أن ينتشله المسيح الموعود حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام ينتشله من مستنقع جماعات التكفير هذه، ولولاه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام لكان المعترض الآن يذبح باسم الله كما يكذب اليوم ويسب المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام باسم الله والله منه ومن أمثاله براء!

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد