معجزات المسيح الناصري عليه السلام وعلم المسمارزم (التنويم المغناطيسي)
الاعتراض:
يتحرج الأحمديون من تفسير المسيح الموعود عليه السلام، لمعجزات المسيح الناصري عليه السلام، المذكورة في القرآن الكريم من إحياء الموتى وإبراء المرضى وخلق الطيور . لأن حضرته عليه السلام يقول إنها من قبيل عمل التِّرب/ الميسمارزم أي التنويم المغناطيسي. وهذا يعني أنها من قبيل الشعوذة وخفة اليد.
الرد: التنويم المغناطيسي والمسمارزم ليس بشعوذة وخفة يد
أثبتنا في مقال سابق أن الأحمديين لا يتحرجون من قول المسيح الموعود عليه السلام، بأن هذه المعجزات من قبيل عمل الترب / الميسمارزم/ التنويم المغناطيسي؛ بل يأخذون بهذا التفسير وهذا الاجتهاد لأنه وارد وممكن وصحيح.
ولا يمكن للأحمدي أن يتحرج من هكذا تفسير، لأن التنويم المغناطيسي أو عمل الترب والميسمارزم، ليس بشعوذة وخفة يد، ولم يقل عنه المسيح الموعود عليه السلام قط بأنه من قبيل الشعوذة وخفة اليد. إلا أن المعترض الجاهل يظن أن التنويم المغناطيسي هو شعوذة وخفة يدّ تأثرا بالفكرة الرائجة في المجتمعات المتخلفة التي هو ثمارها.
والتنويم المغناطيسي في هذه المعجزات، ليكن معلوما للجميع، لهو تفسير أراه من أصحّ التفاسير، وليس كما صوّره المعترض الجاهل، بأنه نوع من الشعوذة وخفة اليد.
فالتنويم المغناطيسي علم متعارف عليه قائم بحد ذاته يدرّس في أعرق الجامعات وكليات الطب، وليس هو ضرب من الشعوذة والخرافات كما تظنون وروّج له المعترض الجاهل.
لقد درستُ وتعلمتُ بنفسي موضوع طب الأسنان في واحدة من أعرق وأشهر جامعات وكليات الطب وطب الأسنان في العالم أجمع، وهي الجامعة العبرية في القدس. هذه الجامعة خصصت دروسا خاصة عن التنويم المغناطيسي لطلابها خلال منهاج الدراسة الفعلي والمنهجي، وذلك لأن التنويم المغناطيسي هو بالفعل نوع من أنواع العلاج الذي باستطاعتنا كأطباء أسنان ممارسته في علاج الأشخاص الذين يعانون من الخوف المرَضي، الذي يمنعهم من قبول العلاجات، وطبعا له استعمالات علاجية أخرى أهمها علاجات نفسية، تساعد الطبيب النفسي التعرف على نفسية المريض بما هو عالق في مخزون الذاكرة أو في اللا وعي.
ولننور المعارضين بأكثر من ذلك، أنه للعمل في مجال التنويم المغناطيسي لا بدّ لك أن تكون واحدا من ثلاثة، إما طبيبا، أو طبيب أسنان، أو طبيبا نفسيا، قام بتعلم دورة وتخصص خاص في هذا المجال وحاصل على شهادة خاصة في هذا المجال.
ومن منطلق تعلّمي في هذه الكلية، قد درست عن موضوع التنويم المغناطيسي وفق المنهاج المختصر والمحدد في هذه الكلية بدرس أو درسين، والمجال مفتوح أمامي وأمام أي طبيب أسنان أيضا للاستمرار فيه والتخصص فيه، إلا أنني شخصيا لم أتقدم لذلك لأنه ليس نصب اهتماماتي.
ومنهاج الدراسة التعليمي في كليات الطب في إسرائيل، عادة ما يكون موافقا للجامعات الأمريكية، التي لا أستبعد أنها تتبع نفس المنهاج، وهي الأخرى تعلِّم موضوع التنويم المغناطيسي أو عنه ضمن منهاجها.
فالقول بأن التنويم المغناطيسي هو شعوذة، لهي فكرة رائجة في مجتمعاتنا العربية المتخلفة للأسف الشديد، والذي يبدو أن المعترض ثمرة من ثمارها.
والمسيح الموعود عليه السلام قد أقر قبل 130 سنة أن التنويم المغناطيسي/ علم الترب/ الميسمارزم لهو علم قائم فيه أمور روحانية عظيمة وعجيبة، ولكنه أيضا أقر بالكثير من سلبياته لدرجة أن حضرته لا يميل إليه ويكره التعامل به، بل يفضل السبيل الروحاني الراقي الذي اتبعه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في إحياء الناس روحانيا.
فهل علم المعترض ومن لف لفّه ما هو التنويم المغناطيسي الآن؟ وهل علموا مدى جهل رأس الفتنة بالعلوم العصرية، وهل علموا مدى اطّلاع المسيح الموعود عليه السلام ومواكبته للعلوم العصرية منذ 130 سنة مضت حيث تحدَّث عن التنويم المغناطيسي، وهم يعيشون في القرن الواحد والعشرين يصدقون جاهلا يقول لهم إن التنويم المغناطيسي شعوذة ويظنون بالفعل إنه شعوذة، ولذلك لا يروّج الأحمديون لتفسيرات المسيح الموعود عليه السلام؟
لذلك لا يمكن لأحمدي أن يتحرّج من نشر تفسير المسيح الموعود عليه السلام بهذا الشأن، وأنا أول المروجين له إن شاء الله، إذا كان هذا ما سوف يخرج المعارضين من غفلتهم.
وقد ضمّن المصلح الموعود رضي الله عنه هذه التفسيرات التي أخذ بها المسيح الموعود عليه السلام أيضا في تفسيره، ولم يرفضها رغم تركيزه على ناحية أخرى من المجاز الروحي فيها والتي أيضا أقرها المسيح الموعود عليه السلام بنفسه، كما بيّنا في مقال سابق. فكل هذه التفسيرات سواء ما قاله المسيح الموعود عليه السلام، أو المصلح الموعود رضي الله عنه هي اجتهادات مقبولة ولا تناقض فيها بل توافق كبير.
أما السؤال هل هذا العلاج من التنويم المغناطيسي جيدٌ ومرضٍ ومستحَب أو لا، هذا سؤال آخر والمسيح الموعود عليه السلام أبدى تحفظه عليه واشمئزازه منه، وعدم كونه ملائما من الناحية الروحية الدينية لهذا العصر، إلا أنه كان ملائما لزمن المسيح الناصري عليه السلام؛ هذا مع اعتراف المسيح الموعود عليه السلام أن فيه أمورا عجيبة وعظيمة كما بينا في مقال سابق.
فصِدق المسيح الموعود عليه السلام يَثبت فيه من ناحيتين، أولا الأخذ به كعلم وعلاج معروف، والثاني تحفظه منه لسلبياته الروحية التي لا تلائم مصلحا ونبيا وُكِّل بمهمة النهوض الروحي للبشر في هذا العصر المتحضر.
في الختام
وهنا أختم وأقول:
أوَليست هذه عينة واضحة على الجهل والتهور وقلة العقل، وقلة العلم وسوء الظن والحقد الأعمى، الذي يدفع المعترض لكيل الاتهامات جزافا بلا عقل وبلا دراية كافية، وبلا بحث وتدقيق كما في الأمور اللغوية !؟؟؟؟