يقول المسيح الموعود عليه السلام:

ألا تحدث الزلازل على الدوام، ألا يصيب القحط دوما، ألا تستمر الحروب في مكان ما من العالم، فلماذا سمّى ذلك الإسرائيلي السفيهُ هذه الأمور العادية نبوءةً! ألا إنما بسبب مضايقات اليهود.” [ضميمة عاقبة آتهم]

لقد استغل المعارضون هذا النصّ من أجل القدح في نبوءات المسيح الموعود عليه السلام المتعلقة بالزلازل والطاعون وتفشي الأوبئة بشكل عام. مدّعين أن المسيح الموعود عليه السلام بقوله هذا يسفّه نفسَه ونبوءاتِه والعياذ بالله لأنه يسفّه نبوءات سيدنا عيسى عليه السلام المماثلة لها!

فما حقيقة ومفهوم هذا النصّ؟

بالنسبة لقول المسيح الموعود عليه السلام هذا، “لماذا عدّ يسوع الزلازل والقحط والحروب نبوءات رغم أنها تحدث باستمرار؟“، فهو قول على سبيل الافتراض والإلزام، لإلزام النصارى بناء على منطقهم في رفض نبوءات سيدنا أحمد عليه السلام وبالذات تلك المتعلقة بموت عبد الله آتهم، ولإلزامهم بما هم يعتقدون به.

فليس هذا النصّ معبِّرا عن رأيه الشخصي بل عن رأي المعارضين أنفسهم من النصارى وغيرهم. لأنهم هم الذين يدّعون ويقولون إن التنبؤ بالأمور العادية التي تحدث باستمرار هو سفاهة، كما يدعون في نبوءته عن موت عبد الله آتهم. فليس رأي وقصد المسيح الموعود أن النبوءات المتعلقة بالزلازل والحروبات هي سفاهة وصاحبها سفيه والعياذ بالله.

لفهم القضية لا بدّ من فهم خلفيتها..

كتب المسيح الموعود عليه السلام في كتاب عاقبة آتهم:

” لقد كتب “فتحُ المسيح” – عابد الميت، من سكان قرية “فتح جره” التابعة لمديرية بطالة ومحافظة غورداسبور – عَودًا إلى بذاءته السابقة رسالةً قذرة مليئة بالإساءات. وكتب بوقاحته المعهودة أن نبوءة آتهم لم تتحقق. فقد كتبنا شواهد كافية على تحقق هذه النبوءة في كتيب “أنوار الإسلام” وكتيب “ضياء الحق” وكتيب “عاقبة آتهم،” وصرّحنا آنفا أن أساس هذه النبوءة وُضع قبل 15 عاما من اليوم، وذِكْرها المفصل وارد في الصفحة 241 من كتاب البراهين الأحمدية، فتحقيق النبوءة بهذه الدقة والتدبير ليس من عمل إنسان.

وإذا ثبت أن نبوءة واحدة من نبوءات يسوع – إله المسيحيين الميت – تساوي هذه النبوءةَ درجةً، فنحن جاهزون لدفع كل نوع من الغرامة. فلم يتنبأ ذلك الإنسانُ الضعيف سوى أن الزلازل تحدث والقحط يصيب والحروب تندلع، فلعنة الله على قلوب استدلَّت من أمثال هذه النبوءات على ألوهيته، واتخذت الميت إلها لها. فأتساءل: ألا تحدث الزلازل على الدوام، ألا يصيب القحط دوما، ألا تستمر الحروب في مكان ما من العالم، فلماذا سمّى ذلك الإسرائيلي السفيهُ هذه الأمور العادية نبوءةً! ألا إنما بسبب مضايقات اليهود.”(عاقبة آتهم)

نرى وفق هذا أن خلفية هذا النصّ هي أنه جاء كإجابة على اعتراض القس (فتح المسيح) على عدم تحقق نبوءة عبد الله آتهم رغم موته وفق النبوءة نفسها. فهؤلاء القسس المسيحيين لم يعترفوا بأن موت آتهم قد جاء تحقيقا للنبوءة؛ وذلك باعتبارهم الموت أمرا عاديا يحدث لكل شخص، وما هذه النبوءة التي تنبأ بها المسيح الموعود إلا من السخافة والسفاهة والعياذ بالله، ولا قيمة لنبوءة كهذه.

فردّ المسيح الموعود عليه السلام على فتح مسيح وأمثاله من القسس المغرضين بالمثل، وفقا لمنطقهم هذا في اتهاماتهم له ولنبوءاته وعلى فرض صحته، ووفقا لما يؤمنون به هم عن يسوع المسيح، ووفقا لما هو مكتوب في كتابهم. و لسان حاله يقول لهم:

  • إن هذه النبوءة تفوق كل نبوءات يسوعكم الإله وهي ليست من عمل الإنسان، فإذا أنتم تنكرون أو تسفهون هذه النبوءة لكون الموت أمرا عاديا لرجل كبير السن كآتهم، ولأن الموت مصير كل شخص ويحدث باستمرار، فعلى فرض أن منطقكم وقولكم هذا صحيح، فأقول إن يسوعكم- ذلك الإنسانُ الضعيف- لم يتنبأ سوى أن الزلازل تحدث والقحط يصيب والحروب تندلع، فلعنة الله على قلوب استدلَّت من أمثال هذه النبوءات على ألوهيته، واتخذت الميت إلها لها، فإنني أتساءل: ماذا مع نبوءات يسوعكم هذه عن الزلازل والقحط والحروب ألا تحدث هذه أيضا باستمرار وبصورة عادية أيضا!؟
  • وإذا اعتبرتموني سفيها ونبوءاتي سفاهة، فلا بدّ من اعتبار إلهكم ويسوعكم الإسرائيلي أيضا سفيها. وقد أورد المسيح الموعود كلامه هذا بصيغة سؤال وكأنه قال: على فرض أن رأيكم ومنطقكم في عدم قبول نبوءة آتهم صحيح، فكيف سمى ذلك السفيه الإسرائيلي نبوءاته هذه أيضا بنبوءات رغم أنها مما يحدث باستمرار؟ أليس فقط لمضايقة اليهود له، كما تدعون أنني أسميها نبوءات لمضايقة المسلمين والنصارى لي؟
  • فالمسيح الموعود يتكلم في هذا النص وفي كل السياق الذي جاء فيه- يتكلم بلسان أعدائه من النصارى خاصة، ووفق تفكيرهم وفهمهم ومنطقهم واتهاماتهم التي يعادونه بها؛ ثم يتساءل على فرض صحة منطقهم: ألا تحدث الزلازل على الدوام، ألا يصيب القحط دوما، ألا تستمر الحروب في مكان ما من العالم؟ فإذا كانت نبوءتي عن آتهم سفاهة وأنا سفيه لأن الموت يحدث باستمرار، فكذلك ذلك الإله السفيه الإسرائيلي ونبوءاته، فنبوءاته أيضا مما يحدث بشكل عادي وباستمرار ولا بد أن تنكروها أيضا وأن يُعد هو سفيها .

لذا فقول المسيح الموعود عليه السلام، الوارد في هذا النص لا يعبّر عن رأيه هو، بأن التنبؤ بالأمور التي تحدث باستمرار وبشكل عادي كالزلازل والقحط والحروب يجعل من هذه النبوءات أمرا عبثيا وسفاهة، بل هذا رأي معارضيه أنفسهم كما اعتبروا نبوءة موت آتهم، وهو يستند إلى رأيهم هذا لمحاججتهم وإلزامهم وإفحامهم؛ على فرض أن منطقهم هذا في رفض نبوءة موت آتهم صحيح، وهذا هو نفس الرأي الذي يردّده معارضو المسيح الموعود عليه السلام اليوم.

وإلا فإن الكثير من نبوءات الأنبياء ستصبح سفاهة، لأن الكثير من هذه النبوءات هي نبوءات عن أمور عادية تحدث باستمرار، ولا يمكن بل من المستحيل للمسيح الموعود عليه السلام أن يعدها سفاهة، لأن وجه الإعجاز فيها لا يكمن فقط في الحدوث نفسه، بل في نواحي مختلفة أخرى، مثل توقيت الحدوث والهيبة والعظمة والشدة في حدوث هذا الأمر الاعتيادي الحدوث، مما يجعله أمرا غير عادي في المحصلة بسبب شدته وبطشه أو توقيته، أو بسبب أي ناحية أخرى قد تكون خافية للعيان لأول وهلة.

فهكذا الأمر بالنسبة للطوفان زمن سيدنا نوح عليه السلام، ألا يحدث الطوفان بشكل عادي!؟ فعلى فرض صحة اعتبارات معارضي الأنبياء الذين ينظرون إلى هذه الأمور بأنها أمور اعتيادية، لا يمكن أن نعد نبوءة سيدنا نوح إلا سخافة وسفاهة والعياذ بالله.

وكذا الأمر بالزلزال الذي بطش بقوم لوط، ألا تحدث الزلازل باستمرار؟ إذًا، فعلى فرض صحة منطق معارضي الأنبياء ومعارضي المسيح الموعود في عدم قبول تحقق نبوءة آتهم، لم يكن الزلزال الذي أخذ قوم لوط على حين غرة سوى أمرا عاديا يحدث دائما وباستمرار ولسنا بحاجة أن نتّعظ منه، فتكون وفقا لذلك نبوءة سيدنا لوط وما أنبأه به الملائكة ما هي إلا كذب وسفاهة.

وكذا هو الأمر بالنسبة لمعجزة انشقاق القمر والتي هي مظهر من مظاهر الخسوف القمري الذي يحدث بشكل اعتيادي وباستمرار، إلا أن وجه الإعجاز فيه يكمن ليس في الحدوث نفسه بقدر ما هو في التوقيت ولربما الصورة التي حدث بها، والتي من الممكن أن تكون مغايرة نوعا ما عن صور الخسوف العادية.

وكذلك الأمر بالنسبة لنبوءة خسوف القمر وكسوف الشمس في رمضان كآية على صدق الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام. فالخسوف والكسوف يحدثان بشكل مستمر إلا أن صدق هذه النبوءة ووجه الإعجاز فيها هو تحقّقها بالضبط بدقة متناهية وفق ما عبّرت عنه كلمات الحديث من حيث التوقيت . فقد جُمع فيها خسوفان للشمس والقمر معا في نفس الشهر كنصّ الحديث، وهو ليس أي شهر بل شهر رمضان بالذات كنصّ الحديث، وجاء خسوف القمر بالذات في أول أيام الخسوف كنصّ الحديث، وكسوف الشمس في منتصف أيام الكسوف كنصّ الحديث أيضا. فهذه هي وجوه الإعجاز في صدق النبوءة؛ وإلا فقد سمعنا من معارضينا اليوم، الذين منطقهم هو نفس منطق أعداء الأنبياء منذ الأزل بأن هذه ليست بآية ولا نبوءة والحديث برمته كذب والخسوف والكسوف يحدثان بشكل عادي منذ الأزل وباستمرار. فعلى فرض صحة منطقهم هذا تكون هذه الآية مجرد عبث ونبوءة عن أمر عادي الحدوث. سبحان الله كم تشابهت قلوبهم!

وكذا الأمر بالنسبة لنبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تنبأ بها بأنه سيهاجر إلى أرض فيها نخل؛ فمنطق المعارضين لا بدّ أن يسفّه مثل هكذا نبوءة، لأن الهجرات تحدث باستمرار، خاصة في حياة البداوية التي كانت في جزيرة العرب؛ ولأن الهجرة هي بيد الإنسان نفسه فمن السهل أن يدعي شخص نبوءة عن هجرة مستقبلية له ثم يهُبّ بعد بضعة أيام ليحقق هذه الهجرة بنفسه؛ فما هذه النبوءة التافهة التي تتحدث عن هجرة من مكان إلى آخر – على فرض صحة منطق معارضي الأنبياء-؟

غير أن الناظر في كيفية تحقق هذه النبوءة بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وما حفّها من العناية والعظمة الربانية والجلال الرباني في حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم خلال طريقه إلى المدينة، وكيف أن هذه الهجرة كانت الباب الذي بدأ منه انتصار الإسلام والمسلمين على الأديان كلّها، وأصبحت هذه المدينة مركز وعاصمة ومنبع الانتصارت والفتوحات الإسلامية وانتشار الإسلام في العالم كله، فهنا تكمن عظمة وصدق هذه النبوءة، وإلا فالهجرة بحدّ ذاتها أمر عادي من التفاهة القول بأنها نبوءة ( على فرض صحة منطق معارضي الأنبياء).

فعظمة النبوءة وصدقها يكمن في زوايا أخرى غير زاوية إمكانية الحدوث فقط، فإمكانية الحدوث موجودة باستمرار، إلا أن الإعجاز يكمن مثلا في التوقيت القريب والعظمة والشدة والهيبة والعناية الإلهية التي تحفّها وتشملها أو غيرها .

فمثلا قد تنبأ المسيح الموعود عليه السلام في شباط 1898 بأن الطاعون سوف يضرب البنجاب، رغم أن الطاعون كان قد بدأ في الهند وبومباي سنة 1896، وقد اعترض المعارضون اليوم – كعادتهم في كل زمن ومع كل نبي- بأن هذا هُراء، أن تتنبأ بالشيء وهو كان قد بدأ مسبقا في مناطق قريبة.

غير أن صدق هذه النبوءة والإعجاز فيها، لا يكمن في وقوع الطاعون فقط بشكل عملي في البنجاب؛ لأنه قد يقول البعض إنه بإمكان أي شخص أن يتكهن بانتشار الطاعون من بومباي إلى البنجاب. بل يكمن الإعجاز في الهيبة والعظمة والجلال الذي ضرب فيه الطاعون محافظة البنجاب، حيث كانت البنجاب أكثر المقاطعات تضررا بالطاعون، وبلغ عدد الوفيات فيها من الطاعون أربعة أضعاف المعدل العام للوفيات من الطاعون في الهند.

لذا أقول، بأن ما كتبه المسيح الموعود عليه السلام في النصّ المذكور في بداية المقال، لا ينم عن رأيه الشخصي في عدم اعتبار نبوءات المسيح الناصري صادقة، وإنما هو على سبيل الإلزام الذي صرّح به في مواضع عديدة وقال : “كلما طعنّا بيسوع في كلامنا فالقصد منه يسوع المسيحيين الافتراضي.” (سوف أفرد مقالا خاصا لإثبات أسلوب المسيح الموعود عليه السلام الإلزامي فيما يتعلق بالطعن بيسوع المسيحيين)

والدليل على ذلك أنه في نفس السياق الذي جاء فيه النص المذكور أعلاه، ذكر العديد من الأمور الأخرى منها:

  • ذكر حضرته عليه السلام قول يسوع (جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلى أية يونان النبي). وقد بيّن حضرته على سبيل الافتراض والإلزام، أنها على فرض صحة منطق النصارى واعتراضاتهم المختلفة عليه، يكون قول يسوع هذا مجرد خدعة وتهرب من طلب الآيات. فهل كان المسيح الموعود عليه السلام يؤمن بالفعل أنها خدعة، في الوقت الذي استند فيه حضرته في مواضع مختلفة على هذه المقولة لسيدنا عيسى لإبطال عقيدة الفداء والكفار والقيام من الأموات !؟. كلا! بل يبيّن حضرته للنصارى أنهم بمنطقهم واعتراضهم عليه فإنهم يعرّضون يسوعهم وإلههم الوهمي لنفس التّهم، حيث قال لهم عليه السلام : “إذ إن كل إساءة منكم بحق النبي المقدس – صلى الله عليه وسلم – ستنقلب على مسيحكم الافتراضي” (نور القرآن، جزء 2: الخزائن الروحانية؛ مجلد 9 ص 395).

وإلا فهو بنفسه -سيدنا أحمد عليه السلام- لا يؤمن بأن قول المسيح هذا هو خدعة وتهربا تماما، كما لا يؤمن بأن مجرد حدوث الزلازل والحروب يجعل من نبوءات عيسى عليه السلام فيها سفاهة.

  • كما ذكر حضرته في نفس السياق ما قاله يسوع : “أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله فلله” واعتبرها على فرض صحة منطق النصارى بأنها أيضا خدعة وكذب. فهل بالفعل كان المسيح الموعود عليه السلام يؤمن أن سيدنا عيسى عليه السلام كاذب ومخادع!؟ كلا! بل يبين للنصارى أنه على فرض صحة منطقهم واعتراضاتهم وعدم قبولهم الحق يعرّضون يسوعهم لنفس التهم، وإلا فهو- سيدنا أحمد عليه السلام- لا يؤمن بأن مقولة سيدنا عيسى تلك هي كذب وخداع، تماما كما لا يؤمن بأن مجرد حدوث الزلازل والحروب يجعل من نبوءات عيسى عليه السلام فيها سفاهة.
  • وهكذا الأمر بالنسبة لاعتباره يسوع سطحي العقل بسبب قوله أن الصرع مسّ من الجن . فهل كان بالفعل سيدنا أحمد عليه السلام يؤمن بسطحية عقل المسيح الناصري والعياذ بالله!؟
  • وهكذا الأمر بالنسبة لباقي الأمور التي ذكرها في النصّ، فقد ذكرها على سبيل إلزام النصارى بما يؤمنون به وعلى فرض صحة منطقهم بما يوجهونه من اتهامات ضده وضد نبوءة عبد الله آتهم؛ فأقواله تلك لا تنم عن إيمانه الشخصي بها.

فالنصّ والسياق كله سياق افتراضي إلزامي يفترض صحة منطق النصارى في اعتراضاتهم المختلفة التي يكيلونها ضد سيدنا أحمد عليه السلام، من الخداع والكذب والسخافة والسفاهة في النبوءات، والتي من ضمنها السفاهة لكون هذه النبوءات مما يحدث باستمرار وبشكل عادي. فردّ حضرته عليه السلام على هذه التهم المختلفة بأسلوبه الإلزامي بذكره أمورا مشابهة عن يسوع المسيحيين الافتراضي، وذكَر لكل تهمة ما يشابهها في إيمان المسيحيين، ليقول لهم إن منطقهم هذا في الاعتراضات ينقلب عليهم وعلى إلههم، فإن كنتم تتهمونني بالخداع والكذب فها هو يسوعكم وفق منطقكم يخدع ويكذب، وإن كنتم تتهمونني بالسفاهة ونبوءاتي سفيهة لكونها مما يحدث باستمرار فها هو يسوعكم أيضا وفق منطقكم سفيه ونبوءاته سفاهة لأنها مما يحدث باستمرار.

  • لذا فخلاصة الكلام أن حضرته لا يسفّه الأنبياء الذين يتنبأون بالزلازل والحروب، ولا يسفه نبوءاتهم لأنها من الأمور التي تحدث باستمرار! وإنما يقول للنصارى وفق منطقكم لا بد أن نصل إلى هذه النتيجة بالنسبة لنبوءات إلهكم ويسوعكم فهي سفاهة وهو سفيه.
  • وبناء عليه فلا يمكن اعتبار نبوءات المسيح الموعود عليه السلام المتعلقة بالحروبات والزلازل والأوبئة أنها سفاهة، ولا يمكن الادعاء بأن حضرته يسفّه نفسه بنفسه بتسفيه نبوءاته الشخصية؛ بل هذا منطق معارضي الأنبياء دوما وهو يستند إلى هذا المنطق لإفحام النصارى على افتراض صحته.
  • وأما استغلال المعارضين اليوم لهذا النص من أجل القول [إن نبوءات سيدنا أحمد عليه السلام عن الزلازل والأوبئة هي سفاهة] فما هو إلى الدجل والغباء والسفاهة بنفسها!! فقد ضرب هؤلاء مثالا لكل من يعتبر، بالسفاهة العقلية في اللغة والفهم والدين.