جاء الرد أخيراً على مقال تغليق ابن حجر لحديث ابن عباس في صحيح البخاري، ولكن الرد للأسف كان هزيلاً ليس فيه من جديد بل مجرد ترديد لأقوال حول عدم سماع علي ابن طلحة للحديث من ابن عباس مباشرة تارة وسوء فهم للنصوص الأخرى التي لا صلة لها بموضوع الحديث كالتفسير التقليدي لآية إلا ليؤمنن به قبل موته. الواقع أن هذا الرد الخجول ليس على الجماعة الإسلامية الأحمدية بل على السلف صالح وابن حجر رحمه الله أمير المؤمنين عند أهل الحديث الذي وصل رواية ابن عباس في تغليقه فصارت الرواية مع أنها في صحيح البخاري إلا إنها موصولة عند ابن حجر وهذا يكفي.
أما علي ابن طلحة رحمهم الله فيكفينا ما أكده السيوطي رحمه الله في الإتقان حول جودة تفسير ابن عباس من طريق علي بن ابي طلحة ثم توثيق ابن حجر للراوي مما يقطع أي طريق للمخالفة:
“وَقَدْ وَرَدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي التَّفْسِيرِ مَا لَا يُحْصَى كَثْرَةً وَفِيهِ رِوَايَاتٌ وَطُرُقٌ مُخْتَلِفَةٌ فَمِنْ جَيِّدِهَا طَرِيقُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْهَاشِمِيِّ عَنْهُ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ “بِمِصْرَ صَحِيفَةٌ فِي التَّفْسِيرِ رَوَاهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ لَوْ رَحَلَ رَجُلٌ فِيهَا إِلَى مِصْرَ قَاصِدًا مَا كَانَ كَثِيرًا” أَسْنَدَهُ أَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ فِي نَاسِخِهِ.
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: وَهَذِهِ النُّسْخَةُ كَانَتْ عِنْدَ أَبِي صَالِحٍ كَاتِبِ اللَّيْثِ رَوَاهَا عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهِيَ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَقَدِ اعْتَمَدَ عَلَيْهَا فِي صَحِيحِهِ كَثِيرًا فِيمَا يُعَلِّقُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَخْرَجَ مِنْهَا ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حاتم وابن المنذر كثير بِوَسَائِطَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَبِي صَالِحٍ وَقَالَ قَوْمٌ لَمْ يَسْمَعِ ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ التَّفْسِيرَ وَإِنَّمَا أَخَذَهُ عَنْ مُجَاهِدٍ أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: بَعْدَ أَنْ عَرَفْتَ الْوَاسِطَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ فَلَا ضَيْرَ فِي ذَلِكَ.“.
الصورة المرفقة تنسف الشبهة نسفا بعون من الله تعالى وفضله ! فسبحن الذي جعل خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية خصوماً للسلف الصالح.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ