الشبهة:
الرد:
عزيزي الملحد، قد وقعتَ في أخطاء منطقية وعلمية بعرض شبهتك هذه، واسمح لنا أن نبين لك الحقيقة التي فاتتك، وذلك بالأدلة التالية:
● لم يقل الإسلام بأنه أول من أمر بالوضوء قبل الصلاة، بل إن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بين أن الوضوء قبل الصلاة هو عبادة كل الأنبياء منذ آدم إلى زمن البعثة المباركة المجيدة، فقد جاء في سنن ابن ماجه: عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا فَقَالَ: «هَذَا وُضُوئِي وَوُضُوءُ الْمُرْسَلِينَ مِنْ قَبْلِي». الحديث.
● إنَّ صلاة الأنبياء كانت تحتوي على قيام وركوع وسجود وكان فيها تلاوة لما جاء في كتبهم، وذلك لقول الله تعالى في محكم تنزيله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}. الآية.
ويقول تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}
ويقول: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}
وكان التكتف -أي وضع الكفين فوق بعضهما على الصدر- موجودٌ فيها أيضاً، فقََدْ ورَدَ عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إنا معشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا وتأخير سحورنا وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة». (رواه ابن حبان والطبراني في المجعم الكبير)
والآن نحن نسأل:
أين الإشكال أن يكون في صلاة الزردشتية قيام وركوع وسجود ووضع اليمنى على اليسرى؟ خاصة وأن نبي الإسلام ﷺ كان يقول بأن زرادشت كان نبياً من عند الله تعالى وأنه كان قد نزل عليه كتاب من لدن الله تعالى ولكن أهله ضيعوه!
الدليل على ذلك ما جاء في كتاب “الاستذكار” لابن عبد البر رحمه الله عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه؛ أن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ذَكَرَ المجوس، فقال: “ما أدري كيف أصنع في أمرهم“. فقال عبد الرحمن بن عوف: “أشهدُ لسمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سنوا بهم سنة أهل الكتاب». أهـ
● من أين علم النبي صلى الله عليه وسلم عقائد المجوس، حتى يأخذ منهم عقائدهم وعباداتهم كما يزعم أهل الإعتراض من الملاحدة والمتنصرين؟ إذ كان الرسول ﷺ يعيش في بيئة ليس فيها مجوسي واحد، وما كان ﷺ يعلم وبالدليل الموثق ما في كتب وتعاليم الأديان السابقة قبل نزول الوحي عليه حيث يقول الله تعالى {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} الآية.
فإن قال أحدٌ: كانت عبادات معروفة عند العرب!
قلنا: ولماذا لم يعترض العرب على صلاة المسلمين، ولماذا لم يلقبوا النبي ﷺ بالمجوسي والزردشتي مستهزئين؟
ثم السؤال الأهم: كيف آمن سلمان الفارسي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بصدق الإسلام، وكيف أفنى عمره في خدمة الدين ونصرته، وهو يعلم بأن النبي الذي اتبعه كان يسرق -والعياذ بالله- العبادات الزردشتية؟ فقدْ كان قادراً على أن يقول: “مهلاً يا رسول الله، إن هذه العبادات التي تقوم بها، كان أبائي وأجدادي من المجوس يقومون بها”. أم ستقولون لنا: بأن سلمان نسيَ دينَه الأصلي وما كان يفعله آباؤه وأجداده عند طقوسهم الدينية؟