الرد على الرد
● كتب المرتد ما يلي رداً على منشورنا:
غباء 22:
في 30 يناير 2018 كتبتُ المنشور التالي:
لماذا كانت الهند بلدَ آخر الأنبياء عند الأحمديين؟
السبب في قول الميرزا التالي:
“وإنّ الله نظر إلى البلاد الهنديّة فوجدها مستحقّةً لمقرّ هذه الخلافة، لأنها كانت مَهْبَطَ الآدم الأوّل في بدْء الخليقة، فبعث الله آدمَ آخرِ الزمان في تلك الأرض إظهارًا للمناسبة، ليوصل الآخرَ بالأوّل ويُتمّ دائرة الدعوة كما هو كان مقتضى الحقّ والحكمة”. (الاستفتاء، ص 14-15)
فما رأيُ العقلاء في هذا المبرر؟
فأجاب فراس على ذلك في مقال في 11/8/2019 نسبَ إليّ فيه ما لم أقله، ثم استدلّ بالرواية التالية:
«خَيْرُ وَادِيَيْنِ فِي النَّاسِ ذِي مَكَّة، وَوَادٍ فِي الْهِنْدِ هَبَطَ بِهِ آدَمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهِ هَذَا الطِّيبُ الَّذِي تَطَّيَّبُونَ بِهِ، وَشَرُّ وَادِيَيْنِ فِي النَّاسِ وَادِي الأَحْقَافِ، وَوَادٍ بِحَضْرَمَوْتَ، يُقَالُ لَهُ: بَرَهَوْتُ، وَخَيْرُ بِئْرٍ فِي النَّاسِ زَمْزَمُ، وَشَرُّ بِئْرٍ فِي النَّاسِ بَلَهَوْتُ، وَهِيَ بِئْرٌ فِي بَرَهَوْتَ تَجْتَمِعُ فِيهِ أَرْوَاحُ الْكُفَّارِ».” (مصنف عبد الرزاق)
ثم قال:
“إذن وبحسب هذه الأحاديث الشريفة فإن الهند هي خير أرض بعد مكة المكرّمة”. (انتهى)
أما وجه الغباء فهو
1: الاستدلال برواية تفيد أنّ آدم قد هبط من السماء، مع أنّ الأحمدية تنكر ذلك، وترى أنه وُجد على الأرض ولم يهبط من أي سماء ولا من أي كوكب.
2: هذا الحديث لا يمكن أن يكون صحيحا، لأنه يفضّل آدم على إبراهيم ونوح وهود وصالح وأنبياء بني إسرائيل، فلماذا لا تكون مناطقهم هي أفضل البلاد وأقدسها وأكثرها بركة؟
3: هذا الحديث يخالف القرآن الكريم الذي يصف الأراضي الواقعة شرق سيناء وشمالها بالمقدسة: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} (المائدة 21)، فهذه هي الأرض المقدسة في ذلك الزمن، لا غيرها. فلو كانت الهند أكثر قداسة منها ما قال لهم ذلك.
4: إذا أراد أحمدي أن يحمل الهبوط هنا على معنى السفر من مكان إلى آخر، فإنه يُسقط الاستدلال به على أفضلية الهند من بين البلاد لهبوط آدم فيها، لأن الحديث يعني في هذه الحالة أنه كان في بلد آخر، وأنّ هذا البلد الآخر مبارك مثل الهند وأكثر.
وبهذا ثبتت بلاهة الأحمدي وثبت افتراؤه عليّ، حيث لم أقُل ما ورد في مقاله، بل ينسب إليّ ما لم أقله ليجد شيئا يردّ عليه.
كل ما يفيده منشوري هو أنّ الميرزا يقول بأنّ آدم هبط من السماء، ويستدلّ بهذا الأمر الذي ترفضه الأحمدية. هي هذه فكرة المنشور، لا أكثر.
● ● الرد على الرد:
لن نقف عند وصف المرتد لنا بالغباء والبلاهة وتكرار ذلك وكأنه الرد المفحم، فهو قول على مقدار الوجع وسيطرة الغضب لدى المرتد لدرجة جعلته يخرج عن قواعد الكتابة البسيطة ليصفنا علناً بالغباء والبلاهة في هستيريا واضحة. كما أن منشورنا لم يكن له علاقة به شخصياً البتة بل نقل لنا أخٌ كريم نص المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وسأل أسئلة حوله فكان الجواب منا كما رأيتم. لا نقول إلا: كان الله بعون المرتد على حالته هذه!
الآن، استدل المرتدُ من الحديث أو قول المسيح استدل بنقطة الهبوط من الفضاء/السماء الزرقاء هذه، بينما كان استدلالنا هو حول خيرية الأرض فقط. كما أن الحديث وقول المسيح يمكن فهمهما بما جاء في القرآن الكريم ﴿اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ﴾ أي ليس بالضرورة أن يكون النزول والهبوط من السماء الزرقاء التي نراها بأعيننا.
فالاستدلال الذي ذكرناه لم يكن حول الهبوط بل حول خيرية الأرض التي هرب منها المرتد بكل وضوح ولم يجد رداً غير وصفنا بالغباء.
أما سؤال المرتد لماذا الهند وليس البلاد الأخرى حيث هبط الأنبياء وهذا يجعل الحديث عند المرتد ضعيفاً، فهي مشكلته مع الحديث لا مع الجماعة الإسلامية الأحمدية. أما الجماعة الإسلامية الأحمدية فتؤمن بالحديث الشريف ولا تبتدع أسئلة وتضعف الأحاديث على المزاج.
أما قول المرتد أن هنالك أراض مقدسة أخرى فالجواب أن ذلك لا ينفي درجات القدسية وإلا ما كان لمكة فضل على غيرها من أراض مقدسة! الحديث واضح: خير البلاد مكة والهند، أي توجد بلاد خير ولكن مكة والهند هي الأعلى في درجة الخير ! انتهى
أما نفي الاستدلال بسبب معنى النزول من بلاد أخرى، فهذا لا ينفي أن البلاد الأخرى التي خُلق فيها آدم عَلَيهِ السَلام كانت مباركة ولكن الهند كانت أكثر بركة فأرسله الله تعالى ليهبط فيها.
وهكذا تسقط كل النقاط التي أثارها المرتد.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ