نشرنا في موقعنا الرسمي ردا من كلام الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام حول دعوى السرقة من الحريري في كتاباته. وقد أوردنا مقتبسا من كتابه نزول المسيح وكذلك رسالة أرسلها إلى أحد الأساتذة في جامعة لاهور الإسلامية تناولت بالتفصيل كل ما يتعلق بهذه المسألة بما لا يزاد عليه.
ويمكن تلخيص أفكار حضرته حول هذا الأمر كما يلي:
1- كل ما ورد في كتابات حضرته من تعابير أو جمل كانت قد وردت في الحريري أو الشعر الجاهلي أو غيره لم تكن نقلا متعمدا، بل هي من باب التوارد، وبعضها كان يتذكر مصدرها وبعضها لا يتذكره مطلقا بل كان من حوله يذكِّرونه بأنها قد وردت في مكان كذا. ومن العجيب أنها كانت تأتي في محلها تماما في السياق بصورة إعجازية، وحضرته كان يعتبرها أيضا من الله تعالى، لأن كتاباته كلها هي نوع من الوحي والتأييد الإلهي الخارق.
2- إمكانية تعمُّد نقل التعابير والجمل في سياق مختلف مهمة شاقة وشبه مستحيلة، بل إنها أشق من التأليف ذاته، ولو قدر عليها شخص أصلا فعمله هذا بحد ذاته معجزة. ولكن حضرته لم يقم بذلك، والشهود حوله يعلمون أنه يؤلف الكتب سريعا جدا وارتجالا، ولا يجد وقتا كافيا حتى لمراجعة مسوداتها بدقة بعد أن يكتبها الناسخ.
ما هي المشكلة التي يثيرها المعارضون؟
يقول المعارضون إنه لا مشكلة في الاقتباس وتناصِّ التعابير والجمل، ولكن المشكلة عندهم أنهم يدعون أن حضرته نقل هذه التعابير سرًا دون أن يعلم أحد مصدرها، وكان ينبغي أن يعترف بذلك أو يشير إلى المصدر كلما استخدم تعبيرا أو جملة!
فهل هذا صحيح؟
فإذا كانت مقامات الحريري والهمذاني كانت ولا زالت مشهورة للغاية في الهند خاصة، وكل من يتعلَّم العربية وخاصة المشايخ كانت ولا زالت بالنسبة لهم مرجعا أساسيا إلى جانب الشعر الجاهلي، وإذا كان حضرته قد اعترف بذلك وأخبر أن هذه الاقتباسات على كل حال قليلة للغاية، فبهذا يسقط الركن الأول من دعواهم.
أما الركن الثاني فهو ساقط أصلا، لأنه غير منطقي البتة، ولم يقم ولا يقوم به أحد. فهل كلما ضمَّن شخص كتاباته أو كلامه شيئا من نصوص سابقة تراه يتوقف ويقول: اعلموا أن هذه من كتاب كذا وصفحة كذا؟ أم أن الناس سيستحسنون كلامه كلما سمعوا منه تعابير يعرفونها في كتب الأدب والشعر والقرآن الكريم والحديث؟
وبهذا يبطل شغبهم كله
أما القول بالأخطاء اللغوية، فقد بين حضرته أن أكثرها ليس خطأ، ولكن الجاهل غير ذي الاطلاع الواسع على اللغة يتسرع ويعترض. أما من الممكن ورود خطأ نتيجة لسهو الكاتب نفسه أو الناسخ، وهذا الخطأ أشبه اليوم بالخطأ الطباعي. إذ لا يُعتبر أي خطأ في نص مطبوع حاليا خطأ الكاتب نفسه، بل خطأ الطباعة، ولو كان الكاتب نفسه هو من أخطأ فيه. لذلك فالتوقف عند هذه الأخطاء والادعاء أن صاحبها جاهل باللغة تسرُّع وحمق. لأن الخطأ لا ينسب إلى صاحبه إلا إذا سمعه منه مباشرة وأدرك أنه لا يعرف القاعدة، أو رآه يكرره دوما وفي كل مكان.
أما التراكيب والصِّلات فهي واسعة الاستعمال، حيث نقول مثلا: بارككَ الله، وبارك الله فيك، وبارك الله عليك، وبارك الله لك. وأما حروف الجرِّ فهي تتبادل أمكنتها، وهذا معروف في اللغة، وتفيد عند استبدالها معاني معينة.
والجدير بالذكر أن أخطاء كهذه نسبها بعض الخبثاء للقرآن الكريم جهلا منهم، فهل لكلامهم هذا أي وزن؟
وبهذا فقد أغلق الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام المسألة إغلاقا تاما. ويمكن الاطلاع على التفاصيل من كلام حضرته على الرابط التالي:
أو هنا:
رد شامل من كلام المسیح الموعود علیه السلام على تهمة السرقة من مقامات الحريري وغيرها