لا عدوّ لنا على هذه الأرض بل نحب ونواسي جميع بني البشر
رسالة إتمام الحجة العشرون
1: كتب لي أحد الإخوة الأعزاء مشكورا منوها لي عن استعمالي للكلمات أعداء الجماعة الإسلامية الأحمدية، أنه قد يُفهم منها أننا نعتبر الأغيار كلَّهم أنهم أعداؤنا، وأن باقي المسلمين أعداءٌ لنا، لذا رأيت من واجبي التوضيح والقول :
2: حاشا لله أن نعتبر أحدا من بني البشر ومن المسلمين خاصة، أنهم أعداءٌ لنا . فنحن لا نعادي أحدا ولا نعتبر أحدا عدوا لنا مهما كان دينه وانتماؤه؛ إلا الذي يبادر في معاداتنا، فهو يجعل من نفسه تلقائيا عدوا لنا.
3: صحيح أنني أتوجه في هذه الرسائل للجميع، وخاصة معارضي الجماعة لكي يعلم، بالذات هؤلاء، الحقيقة؛ لكن أحيانا وبالذات عندما أقول أعداء الجماعة أقصد بهم شرذمة وحفنة قليلة من المعارضين، وليس كل المعارضين لنا، بل بالذات هذه الشرذمة التي اتّخذت لها من محاربة الجماعة منهجا، وعقدت العزم مع سبق الإصرار والترصد على محاربتنا، بشتى الأساليب المنحطة والوضيعة، من الكذب والدجل والتلبيس والتدليس، ولا تتورع عن السبّ والشتم والاستهزاء والسخرية بمقدساتنا وعقيدتنا .
4: ولا نقصد من ذلك كل من هو ليس أحمديا من المسلمين، ولا نقصد كل المعارضين، فنحن نعرف أن الكثير من المعارضين وقعوا ضحية في شباك الدجل والتدليس، لذا فنحن نريد أن نتمَّ عليهم الحجة، ونعرّفهم على حقيقة الأمر، بالتي هي أحسن، من خلال هذه الرسائل، ولا نعدّهم أعداء لنا.
5: فلا إكراه في الدين، وكل شخص يحق له أن يختار دينه وطريقه ومنهجه وانتماءه الديني، ويحق لأي شخص أن ينتقدنا ويعترض علينا وعلى فكرنا، وأن يناقشنا في أي موضوع؛ كل هذا شريطة أن يتم باحترام وبأسلوب لائق، خاصة بما يتعلق بالمسيح الموعود عليه السلام وخلفائه. ولكن هناك فرق بين هذه المعارضة ومعارضة الأعداء التي تتسم بالأساليب الوضيعة التي ذكرتها.
6: ورغم ذلك، فهذه العداوة ليست شخصية، وإنما نعدهم أعداءً لنا لأنهم يناصبون الحق العداء وجعلوا من أنفسهم أعداء لنا. فكثيرا ما يتطاولون علينا شخصيا بالسب والشتم والتشهير ولا نرد عليهم، ولكن عندما يتطاولون على إيماننا وعقيدتنا ومقدساتنا فلا بد لنا أن نرد، ولا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي.
وأنهي ببعض الاقتباسات من كلام سيدنا أحمد المسيح الموعود والمهدي المعهود عليه السلام، التي تبين حقيقة هذه المسألة:
من كتاب أربعين:
“إنني أؤكد لجميع المسلمين والمسيحيين والهندوس والآريا أني لا أناصب أحدا العداء في هذا العالم، إنني أحب بني البشر حبَّ الأم الرءوم لأولادها، بل أكثر من ذلك. وإنما أعادي العقائد الباطلة التي تقتل الحق. إن مواساة البشر واجبي، كما أن من مبادئي النفورَ من الكذب والزور والشرك والظلم ومن كل عمل سيئ ومن الجور وسوء الخلق.”
من كتاب نزول المسيح :
“أنا لا أعادي أحدا عداوة شخصية بشكل من الأشكال، والحق أن هذا الشخص (يقصد احد أعداء الإسلام) يعادي الحق والصدق، وقد ذَكر الكاملَ والمقدسَ الذي هو مصدرُ كلِ صدقٍ وحق بكلمات مسيئة، لذا فقد أراد الله أن يُظهر في العالم مكرُمة حبيبه – صلى الله عليه وسلم -. والسلام على من اتبع الهدى.”
من الملفوظات:
“لا بد من التذكر أيضا أني لا أعادي أحدا من أصحاب الأديان المعارضة أبدا بل أنا ناصح أمين ومواس صادق لهم.”
ألا هل بلغت، اللهم اشهد!