لماذا سُمّيَتْ هذه الجماعة المسلمة بالأحمدية
سؤال يتكرر في محافل ومناسبات عديدة؛ لماذا تسمّون أنفسَكم أحمدية وأحمديين؟ لماذا لا تكتفون بأن تسمّوا أنفسكم مسلمين فقط؟
مع أنَ السؤال جوابه بسيط ومختصر وهو أن “الأحمدية” تُنسب إلى سيدنا مُحَمَّدٍ خاتم النبيين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في عبارات محددة ومن كلام مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة مرزا غلام أحمد المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بأنه اسم “أحمد” الجمالي الذي يعود لسيد العالمين مُحَمَّدٌ المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ألا أن للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أيضاً تفصيلٌ يوضّح سبب التسمية وضرورتها، وذلك حين جاء شيخٌ إلى حضرته وطرحَ سؤالاً بأن الله تعالى سمّانا مسلمين، فلماذا سمَّيتَ فِرقتك “الأحمدية”؟ هذا ينافي قول الله: “هو سماكم المسلمين“، فأجابه حضرته، وبينما كان عَلَيهِ السَلام يلقي كلمته طرح الشيخُ سؤالاً مرة أخرى وقال: لقد جاء في القرآن الكريم: “لا تفرقوا“، وأنتم فرَّقتم؟ فكان رد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بجمع الجوابين معاً كالتالي:
“الإسلامُ اسمٌ طاهرٌ جداً، وهذا هو الاسم الذي ورد في القرآن الكريم أيضا. ولكن كما جاء في الحديث الشريف فقد افترق المسلمون في هذه الأيام إلى 73 فِرقة وكل فرقة تسمي نفسها مسلمين. منهم فِرقة الرافضة الذين يشتمون جميع الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم إلا بضعة منهم، ويسبّون زوجات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطاهرات، ويسيئون إلى أولياء الله ومع ذلك يبقون مسلمين. الخوارج يسيئون إلى عليٍّ وعُمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُما ومع ذلك يُسمَّون مسلمين. وفي بلاد الشام هناك فرقة اسمها اليزيدية الذين يسبّون الإمام الحسين رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ويدّعون أنهم مسلمون. فنظراً إلى هذه المصيبة اختار السلفُ الصالحُ لأنفسهم أسماء مثل الشافعي والحنبلي وغيرهما بُغية تمييز أنفسهم من غيرهم. لدرجة كان السيد سيد أحمد يزعم أن القرآن الكريم نتيجة أفكار النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد ألَّّفَ هذه القصص بعد أن سمعها من المسيحيين. فسمّينا هذه الفِرقة “الأحمدية” لتمييز أنفسنا من الفِرق الأخرى. … نحن لا نفرّق بل جئنا لرفع الفُرقة، أما إذا كانت في تسمية “الأحمدية” إساءة فهناك إساءة في تسمية “الشافعي” و”الحنبلي” أيضاً ولكن هذه الأسماء تبناها الأكابر الذين تعدّونهم صلحاء. وشقيٌ ذلك الذي يعترض عليهم ويسيء إليهم. لقد تبنَّوا هذه الأسماء من أجل التمييز فقط … نحن مسلمون، والأحمدية اسمٌ للتمييز فقط.
إذا كان الاسم “الإسلام” فقط كيف يظهر وسام التمييز للعيان؟ يُرِيدُ اللهُ أن يشكّل جماعةً ولا بد من تمييزها عن غيرها. ولا تترتب عليها الفوائد دون التمييز ولا يحدث التمييز بتسمية “المسلم” وحدها. لقد بدأت البدعات في زمن الإمام “الشافعي” و”ابن حنبل” أيضا، فلولا هذه الأسماء حينذاك لاستحال التمييز بين أهل الْحَقِّ وغيرهم واختلط معهم آلاف الناس السيئين. فهذه الأسماء الأربعة كانت بمنزلة سُورٍ للإسلام. ولولاها لاشتبه الإسلام ولما بقي التمييز بين أهل البدعة وغيرهم. لقد جاء الزمن الآن أيضا، إِذْ يوجدُ في كل بيتٍ مذهب. نحن لا ننكر كوننا مسلمين ولكن قد أطلقنا هذا الاسم لرفع الفُرقة.
لقد اختلف النبيُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أهل التوراة وأحدث فُرقةً في نظر عامة الناس، ولكن الْحَقّ أنَّ اللهَ تعالى هو الذي يُحدِث الفُرقة. عندما يزداد الزيف والغش يُرِيدُ اللهُ تعالى أن يحدث التمييز … والذين ينكرون اسم الإسلام أو يعدّونه عاراً أحسبُهم ملعونين. ما جئتُ ببدعة بل كما كان الحنبليُ والشافعيُ وغيرهما أسماء كذلك “الأحمدية” أيضاً اسمٌ، بل في اسمِ “أحمد” تكمن صلةٌ مع مؤسس الإسلام سيدنا أحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا الصلة لا توجد في أسماء أخرى. إنَّ أحمد اسمُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الإسلامُ هو الأحمدية والأحمديةُ هي الإسلام …. في بعض الأحيان تكثر الكلمات ولكن يكون المعنى هو هو. “الأحمدية” اسمٌ للتمييز. فهناك طوفانٌ سائرٌ في هذه الأيام بحيث لَمْ يحدث من الأول إلى الأخير. لذا كان لا بد من اختيار الاسم، فمن كان مسلماً عند الله فهو الأحمدي.” (بدر، مجلد 1، رقم 32، عدد 3/ 11/1905م، ص 3-4)
وليس بعد كلام الحَكَم العَدْل خادم النبي ﷺ كلام
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
بارك الله فيكم