أثر العزلة على المعترض
المعترض: الأحمديون يعصون الميرزا غلام أحمد
يقول الميرزا:
1: لو لم تظهر آفة شديدة الوطأة تهز العالم هزًّا، وتكون بصورة الزلزال بحسب ظاهر كلمات الوحي، بل ظهر أمر عادي يشهده العالم دائما وهو ليس خارقا للعادة وليس نموذجا للقيامة في الحقيقة، بل هو أمر معتاد، أو لم يظهر هذا الحادث في حياتي، فلكم أن تكذِّبوني على دقات الطبول وتعُدّوني مفتريا. الهدف من هذا الحادث العظيم هو أنه سيكون نموذجا للقيامة وسيدمِّر العالم في لمح البصر، ويُدخل آلافَ الناس في جماعتي. (البراهين الخامس 1905)
لم يحدث أيّ حادث بحيث كان نموذجا للقيامة ولا دمّر العالم في لمح البصر، ولا أدخل آلافَ الناس في جماعته، لا في حياته، ولا بعدها. ومع ذلك ما يزال أحمديون لا يكذّبونه على دقات الطبول.
2: “إن لم تُثبت التجارب والأحداث والزمن أن الله تعالى يؤيدني ويدعمني أكثر من دعمه لابن مريم فأنا كاذب مفترٍ مختلق”. (دافع البلاء 1902)
بعد عام 1902 لم يؤيد الله الميرزا كما أيّد ابن مريم الذي نجا من الصلب وهاجر إلى كشمير وآمن الناس كلهم به، حتى صار هناك {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (آل عمران 45) كما قال الميرزا. بل إنّ أحد الملوك آمن به في حياته!!! فأين الميرزا من هذا كله؟ ومع ذلك فإنّ الأحمديين يعصونه، ولا يصفونه بأنه “كاذب مفترٍ مختلق”؟
3: “إن عملي الذي أقوم به في هذا الميدان هو أن أكسر عمود عبادة عيسى.. إنْ قمتُ بما يجب… فأنا صادق، وإن لم يحدث شيء ومتُّ فليشهد الجميع بأنني كاذب. (مكتوبات أحمدية 1907)
بعد كتابة هذه الرسالة لم يحدث جديد في حياة الميرزا، ولم يشهد الأحمديون العصاة على أنه كاذب كما أمر.
فيا أيها الأحمديون، حتى الميرزا تعصون، وبأوامره لا تأتمرون؟ فحتّام تهربون، والحقيقةَ لا تواجهون، وبالجرأة لا تتحلَّون؟
الرد: الزلازل نموذج ليوم القيامة
سبق الرد على موضوع نبوءة الزلازل في منشور سابق حيث أثبتنا بالأدلة الثابتة كيف تحققت هذه النبوءة العظيمة بكل جلال وهيبة وكانت بالفعل نموذجاً ليوم القيامة (من هنا: الزلازل في زمن المسيح الموعود عليه السلام).
أما المعترض فلا يفهم معنى عبارة “نموذجاً ليوم القيامة” بل يُرِيدُ أن يتم تدمّير العالم على بكرة أبيه حيث يقول “لم يحدث أيّ حادث بحيث كان نموذجا للقيامة ولا دمّر العالم في لمح البصر” ! انتهى
فالله المستعان !
أما عقد المعترض مقارنة سريعة بين مسيح بني إسرائيل عيسى عَلَيهِ السَلام وبين المسيح المحمدي الموعود حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام وقوله في نهاية مقارنته: “فأين الميرزا من هذا كله؟ ومع ذلك فإنّ الأحمديين يعصونه، ولا يصفونه بأنه “كاذب مفترٍ مختلق”؟“، انتهى، فبماذا يختلف هذا الكلام عمّا يقوله القسسُ المُنصِّرون ضد نبي الإسلام سيدنا مُحَمَّد ﷺ ؟ فالقسس هؤلاء يذيعون في أنحاء العالم أجمع أن يسوع الحيّ في السماء أعظم وأفضل من مُحَمَّد الميت والمدفون في التراب بعد عقد مقارنة بين النبيَين عليهما صلوات الله وسلامه وآلهم أجمعين (من هنا) بالضبط مثلما عقد المعترضُ مقارنة ظالمة أساسها ظنونه المجردة فقط ! فلما كان النصارى جميعاً لا يُؤْمِنُونَ بصدق النبي مُحَمَّد ﷺ بطبيعة الحال وهو الذي يقول الله تعالى بأنه إذا كذب عليه فسوف يأخذ منه باليمين ويقطع منه الوتين ولن يعصمه من الناس، ولما كانت الأحاديث الصحيحة تقول بأنه ﷺ مات بِسَم شاة اليهودية، فالمعترضُ يعطي القسس التنصيريين الحق أن يتَّهموا النبي ﷺ بأنه والعياذ بالله كذاب وقد عاقبه الله بقطع الوتين ومن كلامه ﷻ في كتاب المسلمين !
هذا هو منطق المعترض بكل بساطة ووضوح !
تأييد الله للمسيح الموعود
أما تأييد الله تعالى للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام فلنأخذ ببساطة جانباً فقط مما تحقق للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام خلال قرن وربع فقط: فقد انتشرت دعوة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في هذه الفترة القياسية من مجرد قرية قاديان النائية في الهند انتشرت إلى 207 دولة في قارات وجزر العالم أجمَع وبحصيلة أتباع يصل عددهم إلى عشرات الملايين يعقدون الجلسات السنوية في أغلب بلدان أوروبا وأمريكا وأفريقيا وجزر المحيط الهادي وغيره يُصَلُّون عَلَيهِ كمسيح مهدي بمكبرات الصوت، وبرصيد آلاف المساجد والجامعات والمدارس والمراكز والمؤسسات المختلفة وملايين المطبوعات والخطب والمواقع والمؤتمرات ! وآمن بحضرته عشرات الملوك والزعماء في أفريقيا (1.2 مليون أحمدي من دولة “بنين” انضموا إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية) ( الملك النيجيري أدينيي أديليه الثاني) ! هذا كله في قرن وربع فقط !
بينما لم ترَ المسيحية الحريّة والانتشار إلا بعد قرون عديدة من نشأتها !
فمن هذا المنطلق لوحده كان التأييد الإلهي للمسيح المحمدي الموعود عَلَيهِ السَلام أقوى بكثير من مسيح بني إسرائيل عَلَيهِ السَلام !
الواقع إنَّ هذا الاعتراض لا يصدر إلا من قمص أو كاهن وليس من ملحد من خلفية مسلمة كالمعترض ! فماذا حدث ؟ هل صار المعترض ملحداً بنكهة نصرانية !
الله أعلم
أما قول حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:
“إن عملي الذي أقوم به في هذا الميدان هو أن أكسر عمود عبادة عيسى.. إنْ قمتُ بما يجب… فأنا صادق، وإن لم يحدث شيء ومتُّ فليشهد الجميع بأنني كاذب.” (مكتوبات أحمدية 1907)
فقد صَدَقَ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام إذ كَسَرَ الصليب بحجة القرآن الكريم كما أُريدَ للصليب أن يُكسر عندما أثبت مسيح مُحَمَّدٍ ﷺ للنصارى كيف ماتَ رَبُّهِم يسوع مثل عبدٍ فانٍ وأن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وأنَّ مُّحَمَّداً هو رَّسُولُ اللَّهِ خاتم النبيين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ! (للإطلاع على موضوع كسر الصليب يرجى قراءة منشورنا من هنا: مسيح كسر الصليب)
ونحب في ختام الرد أن نُطَمْئِن المعترض أن لا يقلق فلا يوجد مُسْلِم أحمدي عاصٍ لحضرة الحَكَم العَدْل المسيح الموعود حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بل كل المسلمين الأحمديين بلا استثناء يُصَلُّون على حضرته ويأتمرون بأوامره ويبذلون أنفسهم في سبيل تحقيق كل أمرٍ ونهي قاله حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وخلفاؤه رضوان الله عليهم أجمعين !
عشرات الملايين كل يوم يتبعون المسيح الموعود حضرة مرزا غلام أحمد والآلاف ينضمون إلى جماعته على مدار الأعوام، فيما يزداد المعترضُ عُزلةً بعد عزله من عمله كخادم للمسيح الموعود حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بسبب فقدان الكفاءة والأهلية ليستمر كأحد خدامه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام ! يزداد المعترض عُزلة ووحدة فلا يتبعه ولو معارض واحد من خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية !
فأين الثرى من الثُريّا !
سلام الله على المسيح الموعود حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ