ردًّا على معترض ادعى أنه لم تتحقق أي نبوءة، وطالب بنشر وإشاعة الإعلانات بتكذيب حضرته في الصحف التي تهمها شئون الإسلام، قال حضرته عليه الصلاة والسلام:
“أقول: لا أدري بماذا أجيب على ذلك إلا لعنة الله على الكاذبين. أما نشر الجرائد مضمون التكذيب فإن ذلك القادر الذي أرسلني لا يبالي بذلك. هل لديدان الأرض أن تعرقل مشيئة السماء؟! لقد حرّض أبو جهل- عليه اللعنة- أمم العرب كلهم من قبل قائلا بأن هذا الشخص (أي النبي صلى الله عليه وسلم) مدّعٍ كاذب، وجمع الجهالَ حوله. ثم انظروا كيف كانت عاقبته، هل توقّفت مشيئة الله بمكايده؟! بل قضى الله تعالى على ذلك الشقي في معركة بدرٍ، وانتشر دين نبي الله الصادق في العالم كله. كذلك أقول صدقا وحقا إنه ليس لجريدة أن تردّ مشيئة الله المقدَّرة في السماء. إن غضب الله أكبر من غضب الإنسان. إن هذا الهجوم ليس عليّ بل على الله الذي خلق السماوات والأرض. يريد الله أن ينـزّه الأرض من الذنوب ويعيد أيام الصدق والحق والتوحيد. ولكن القلوب التي تحب الدنيا لا تريد أن تعود تلك الأيام.
فيا أيها الجاهل، هل ستحارب الله؟ هل تقدر على محاربته؟ لو كان ذلك من كيد الإنسان لما كانت بك حاجة إلى المحاربة أصلا بل كان الله كافيا لإبادتي. ولكن هذه الجماعة موجودة منذ 25 عاما تقريبا وتزداد تقدما في كل يوم جديد، وقد رزقها الله تعالى تقدّما يفوق العادة بحسب وعوده المقدسة. ولا بد أن يرزق هذه الجماعة تقدما كاملا قبل نهاية الدنيا. لقد أظهر الله تعالى لتصديقي آلاف الآيات التي يشهد لها مئات آلاف الناس، إذ ظهرت الآيات من الأرض ومن السماء أيضا، وقد ظهرت في الأصدقاء وفي الأعداء كذلك. وقلَّما يمضي شهر دون أن تظهر فيه آية.”
(البراهين الأحمدية – الجزء الخامس)