موسيقى الجهل باللغة وبالقراءات القرآنية
رسالة إتمام الحجة ..22
1: الجهل عند المعارضين، لكثرته، أصبح كالموسيقى التي يتغنَّون فيها صباح مساء، لدرجة أنها أثملتهم فأجهلتهم بموسيقى اللغة العربية، وهذا تفصيل الأمر:
2: معروف في اللغة العربية موضوع الممنوع من الصرف، وهو يعني أن هناك نوع من الكلمات لا تقبل التنوين والكسرة مثل صيغ منتهى الجموع. ويقول المعارضون إن المسيح الموعود عليه السلام قد أخطأ في موضوع الممنوع من الصرف هذا، حيث صرف كلمة حواسًا في الفقرة التالية: أن يجعل الوحوش أناسًا، ويعلّمهم آداب الإنسانية ويهب لهم مدارك وحواسًّا، (نجم الهدى)
3: هؤلاء الجاهلين في اللغة، يعلمون جيدا أن صرف الممنوع من الصرف جائز للضرورة الشعرية، ولكن غاب عنهم أن صرف الممنوع من الصرف جائز ليس في الشعر فقط، بل في النثر أيضا من أجل ما يُعرف بالتناسب اللفظي أو السجع، أي لكي تتناسب الكلمات المتجاورة مع بعضها البعض، أو الفواصل بين الجمل من حيث النغم والموسيقى.
4: وهذا ما فعله المسيح الموعود عليه السلام في هذه الفقرة:
أن يجعل الوحوش أناسًا، ويعلّمهم آداب الإنسانية ويهب لهم مدارك وحواسًّا، (نجم الهدى) فأحدث تناغما بين الكلمات التي قبل الوفاصل (أناسا وحواسا).
5: وهذا الأمر فاش في القراءات القرآنية التي كما في الآيات التالية:
أ:{إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلًا وَأَغْلالًا وَسَعِيرًا}
ب: { مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (14) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (15) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرًا (16) قَوَارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (17)} (الإِنْسان 14-17)
ج: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثًا وَيَعُوقًا وَنَسْرًا}
هذا هو مدى جهل هؤلاء في اللغة العربية التي تخصصوا فيها.
ألا هل بلغت، اللهم اشهد ..