المعترض:
تزييفكم وكذبكم بات واضحاً حيث أفهمتم النَّاسَ أن الجن لا وجود لهم بينما خليفتكم الرابع كان يؤمن بالجن الشبحي حيث ورد في مجلة طارق أن الخليفة الرابع شاهد جنياً يغير له شفرة الحلاقة ! أليس هذا مناقض لما تؤمنون به وتملأون به الدنيا ضجيجاً وأقمتم الدنيا ولم تقعدوها بينما خليفتكم يؤمن بذلك كما يؤمن باقي المسلمين ؟ أليس قول المرزا صاحب بتمثل الجن يناقض ذلك أيضا ؟ إنه الكذب والسذاجة وسرقة أفكار أحمد خان الذي نادى بذلك أول مرة.
الرد:
لقد بيّنت الجماعة الإسلامية الأحمدية من خلال كتب المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وخليفته الثاني المُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ والخليفة الرابع بأن الجن في القرآن الكريم هو عبارة عن إسم وصفي يراد به كل ما استتر عن الرؤية وبأنه لا يحصر في مخلوق بعينه، ومن أمثلة ذلك قولنا جَنَّ الليل أي اختفت المعالم واستترت الرؤية بجناح الظلام، والجنين لاستتاره ببطن أمه، وجَنَّة لاستتارها بظلال الأغصان المتشابكة والأوراق، وجُنَّ أي استتر عقله ومنه (الجنون) غياب العقل واستتاره، وجان أي الأفعى لغةً كما في قوله تعالى؛ {فلما رآها تهتز كأنها جان} أي كما تهتز الأفعى وتتلوى وذلك لاستتارها عن المرأى عادة، ويطلق الجن أيضاً على الكائنات الدقيقة كالبكتيريا لتعذر رؤيتها بالعين المجردة وفيها ورد حديث بقايا طعام الجن وفيه وردت آية خَلْق الجن من نار السموم أي بفعل الحرارة الهائلة كما أثبتت النظريات العلمية (مقتطفات من كتاب “الوحي والعقلانية والحق” للخليفة الرابع من هنا).
كذلك يُطلَق الجن على الملوك وكبار الزعماء الذين لا يراهم الناس عادة ولذلك لم يرد في القرآن الكريم كما قال الخليفة الرابع رحمه الله أي ذِكْرٍ للجن في الآيات الخاصة بالحساب على الإطلاق وهي خاصة ببني آدم أي الناس وحدهم، وإنما ورد ذكرهم فقط في النار، وبالطبع لا يعاقب الله العباد بدون حساب، وهذا يعني أن المقصود هنا هم الملوك وعلية القوم الذين لا يراهم العامة فسُمّوا جِنّاً لهذا السبب كما لا ننفي وجود مخلوقات خفية لا نفهم طبيعتها مثل الملائكة قد تتمثل وتحتك بنا من قبيل الاختبار الإلهي فقط لا غير لأنها ليست مكلفة حيث لا مكلف بالشريعة إلا بني البشر (كما يذكر الخليفة الرابع رحمه الله في الفيديو الملحق)، وهذا أيضاً ما قالته المجلة التي استشهد بها المعترض بنفس الصفحة أي أن احتكاك هذا النوع من الجن بالإنسان هو من قبيل الاختبار فقط أي لن يقوم الجن مثلاً بسرقة أو قتل إنسان ليؤخذ إنسان آخَر بجريرة غيره لأن القاعدة الإلهية في القرآن الكريم هي {وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ} وأن لا سلطان لهذا النوع من المخلوقات الطيفية على الإنسان، بل حتى الشيطان لا سلطان له على البشر لمن كان يتحلى بالإيمان الحق، وهكذا لن يستطيع هذا المخلوق الذي نجهل طبيعته من سرقة أو قتل أو الإضرار بالإنسان حسب قاعدة القرآن الكريم، وقد بيّن الخليفة الرابع رحمه الله ذلك كله في التسجيل المزود في الرابط أعلاه.
وهكذا فالقرآن الكريم عند الجماعة الإسلامية الأحمدية لا يتحدث مطلقاً عن أشباح مكلَّفة بل عن بشر غرباء مستترين هم الخاصة وعن إنس مألوفين هم العامة وعن لفظ عام يشمل كل ما استتر ولا يوجد أشباح مكلفون، حيث أن الأمانة (التكليف) قد حملها الإنسان وحده، وبذلك يكون الجن والإنس هم الإنسان. ويمكن لمن يرغب بالتفصيل حول الموضوع قراءة كتاب: (“الجن بين الحقيقة والخرافة” المتوفر على الموقع الرسمي للجماعة الإسلامية الأحمدية من هذا الرابط) بالإضافة إلى العديد من أدبيات الجماعة الإسلامية الأحمدية الأخرى المعروفة.
وهذا هو أصل مفهوم الجن عند المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الذي طالما أطلق على الجن والإنس جميعاً لقب بني آدم، وأكد بأنهم هم الناس وليسوا أشباحاً وبيّنََ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام في كتبه الكثيرة ومقالاته بأن التكليف والحساب خاص ببني آدم وحدهم، فقال عَلَيهِ السَلام على سبيل المثال:
“قد تخالج هنا قلبَ أحد شبهة أن الله تعالى بيّنََ أن جميع الناس فُطِروا على الاعتقاد بالتوحيد إذ قال: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} (الروم ٣١).. أي أن القيام على التوحيد موجود في فطرة البشر الذين خُلقوا عليها. وكذلك قال تعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ} (الأعراف ١٧٢).. أيْ أن كل روح قد أقرَّت بربوبية الله دون استثناء ولم تنكر أيٌّ منها، وهذا أيضا إشارة إل الإقرار الفطري. وقال أيضا: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات ٥٧)، وفي ذلك أيضا إشارة إلى أن العبادة أمر طبيعي. إذن، فما دام توحيد الله تعالى وعبادته أمرا طبيعيا لبني آدم كافة، ولم يُخلق أحد للتمرد والإلحاد، فكيف يمكن أن تُعَدُّ من الفطرة أمور تعارض معرفة الله ﷻ وخشيته.
إن هذه الشبهة ناتجة عن سوء الفهم للحقيقة، لأنه لا يثبت من الآية المذكورة إلا أنه قد زُرعت في فطرة الإنسان بذرة الرجوع إلى الله تعالى والاقرار بوحدانيته. ولكن أين ورد في الآية أن تلك البذرة متساوية في كل فطرة؟ بل قد جاء التصريح في القرآن الكريم مرارا بأن تلك البذرة تصبح متفاوتة المراتب في بني آدم؛ ففي بعضهم توجد بقدر ضئيل جدا وفي بعضهم بقدر متوسط وفي بعضهم الآخر بقدر كبير جدا، كما قال تعالى: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} (فاطر ٣٣).. أي أن بني آدم يملكون طبائع محتلفة، فمنهم ظالم وقد غلبت القوى البهيمية أو الغضبية على نور فطرته، ومنهم من يحتلون الدرجة الوسطى، وبعضهم سبقوا في الحسنات والرجوع إلى الله تعالى. وقال عن بعضهم الآخر: {وَاجْتَبَيْنَاهُمْ} (الأنعام ٨٨).. أي أن هولاء المجتبين كانوا متميزين عن غيرهم من حيث قواهم الفطرية فاستحقوا الرسالة والنبوة. وقال عن بعضهم: {أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ} (الأعراف ١٨٠).. أي أن نور فطرتهم تضاءل لدرجة لا فرق بينهم وبين الدواب إلا قليلا.” (البراهين الأحمدية ص ٢٢٩)
أما القول بأن الجماعة الإسلامية الأحمدية أو المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام والعياذ بالله قد سرق الفكرة من السير أحمد خان فهذا بعيد عن الصحة بحال إذ لم يفسر السير سيد أحمد خان الجن كما فسره المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام والخلفاء من بعده بهذه الكيفية والدقة ولم يشمل بتفسيره كل ما استتر بل اعتبر فقط أن الجن في القرآن الكريم لفظ يطلق على المتحضرين من الناس (الإنس) والمتوحشين (الجن) وأن ذلك كان لقب العرب قبل الإسلام وما إلى ذلك فقط. فأين باقي التفاصيل التي تستند على كتابات وأقوال المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حيث أثبت أن لا تكليف إلا للإنسان أو بني آدم بنص القرآن الكريم، وأثبت من بعده الخلفاء رضوان الله عليهم كالخليفة الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ والرابع رحمه الله أن اللفظ يطلق على كل ما يتصف بطبيعة الاستتار والتخفي من المخلوقات المختلفة. إذاً فهذه التهمة مردودة عقلاً ونقلا لكل باحث مطَّلع.
الخلاصة هي أن الجماعة الإسلامية الأحمدية هي أول من نادى باعتبار الجن صفة عامة تشمل المخلوقات كافة ومن بينها الناس أنفسهم ممن يتصفون بالاستتار والخفاء وأن لا تكليف بالشريعة والعقاب والثواب إلا للإنسان فقط، وأن لا تلبّس ولا تمائم ولا ركوب للجن في بني البشر على الإطلاق، وشتان بين من يؤمن بصفة استتار ومن يعتقد بتسلط الأشباح وركوبهم للبشر وعدم خروجهم إلا بالتعاويذ والتمائم والشعوذات. أما قلب الدنيا رأساً على عقب وملأها ضجيجاً فهو أبعد ما يكون عن أسلوب الجماعة الإسلامية الأحمدية الهاديء والبسيط الذي يخاطب الفطرة النقية رغم كل محاولات الخصوم في حظرها ومنعها من التكلم والتنوير. والله متم نوره ولو كره المعارضون.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
تمام وضحت الفكره ولكن سؤالي عن الحسد هل تكلم المسيح الموعود او الخلفاء عن الحسد هل حقا العين حق وممكن انسان يصاب باذي من تاثير عين او حسد الاخرين رغم اني اعلم ان تفسير المصلح الموعود للحسد في التفسير الكبير بسوره الفلق هما تمني زوال النعمه من المسلمين وان الله يحذرنا من كيد الامم الاخري الحاقده علي الاسلام فيسعوا لالحاق الاذي والمكائد بالمسلمين باختصار هل هناك عين او حسد كما في يعتقد المسلمين غير الاحمدييين وما يتطلب ذلك من رقيه شرعيه ارجو التوضيح