إنهم يرونها شخصنة ونراها آية
المعترض:
حين قرر ضياء الحقّ إعدام سلفه رئيس الوزراء بوتو قالوا: هذا لأنه عدونا وتحققت فيه نبوءة. وحين سقطت الطائرة بضياء الحقّ نفسه، قالوا: تحققت مباهلة معه.. ثم سكتوا عمّن جاء بعده. مع أنّه لا بوتو ولا ضياء الحق ولا أي رئيس وزراء هو المشكلة، ولا أنه هو أول من ابتكر اضطهاد الأحمديين، ولا أنه بموته قد تغيّر شيء، بل القضية متواصلة منذ بدأ الميرزا بخداع الناس في كتاب البراهين، فكل من دفع الأموال وخُدع ثم انتظر سنين طويلة من دون أن تصله الأدلة الـ 300 على صدق الإسلام حمل في قلبه بغضا لكل خِداع ومكر. وهذا البغض تحوّل مع الزمن إلى كراهية شديدة لكل ما هو أحمدي. عدا عن عبارات الميرزا الغامضة بشأن النبوة التي أكّد عليها ابنه محمود فقطعت حبل أي وصال، وعدا عن زعمه أنه المسيح وعن شتائمه وقسوته.
لكنّ سبب فرحهم بإعدام بوتو وسقوط طائرة ضياء الحقّ إنما هو نزعة الانتقام الشخصي التي تعشّش في رؤوسهم بعد أن هُزموا هزيمة ماحقة في كل معركة فكرية، فأرادوا التعويض، بدلا من أن يعودوا إلى رشدهم.
ضياء الحقّ هذا لم يباهل الخليفة ولا غير الخليفة، وحين كنتُ في الهند ذكر لي بعض الأحمديين في منطقة (أظنها في كيرالا) أنهم باهلوا المشايخ هناك في تلك الفترة تبعا للخليفة. وحين سألتُهم عن مصير هؤلاء المشايخ ظهر من جوابهم أن المباهلة لا أثر لها بعد مرور عشرات السنين.
على أنّ هناك شيخا اسمه ستار يقال إنه باهل الخليفة الرابع ومات الخليفة قبله. وهناك آلاف المشايخ الذين يتوقون لمباهلة الخليفة الحالي كما كانوا تواقين لمباهلة من سبقه. والجماعة لا تجرؤ قطعا على الدخول في مباهلة.. فالزعم بعد ذلك كله أن ضياء الحقّ مات بسبب مباهلة، وهو لم يباهل، بينما مات الخليفة نفسه في حياة ستار، ومات الميرزا في حياة عبد الحق، زعمٌ وقح جدا.
الرد:
وصل ذو الفقار علي بوتو وكان شيعي المذهب يعتنق المذهب الشيعي الاثني عشري وصل إلى سدة الحكم في باكستان في العام 1973 واشتُهر بسَنِّ قانون تكفير الجماعة الإسلامية الأحمدية سنة 1974. لم يدم حكم بوتو بعد هذا القانون لأكثر من ثلاث سنوات إذ قادَ الجنرال ضياء الحقّ انقلاباً سياسياً عسكرياً ضد رئيس وزراء بلاده ذو الفقار علي بوتو سنة 1977 وأودعه السجن. ظلَّ رئيس الوزراء المخلوع ذو الفقار علي بوتو سجيناً في زنزانة لمدة 18 شهراً وصفتها الصحافة الأمريكية بالزنزانة الرطبة والقذرة وبأنه لم يكن يُسمَح له خلالها بالاستحمام لأيام طوال (انظر التقرير الأمريكي هنا) حتى أصدر الرئيس الجديد ضياء الحق أخيراً قراراً بإعدامه سنة 1979.
سارَ ضياء الحق على درب سلفه بوتو في ظلم المسلمين الأحمديين فلم يكفه قانون التكفير عام 1974 حتى ألحقه بعد عشر سنين أي في عام 1984 بقانون آخر يعاقب المسلمين الأحمديين لمجرد إلقاء تحية الإسلام السَلام عَلَيْكُم وهي المادة التي تشتهر في باكستان بـ (Ordinance XX) فبدأ القمع والاضطهاد المنظّم ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية. وبعد هذا القانون الظالم بأربع سنوات فقط أي في العام 1988 سقطت الطائرة بضياء الحق فتحولت جثته إلى رماد بفعل تلك الحادثة وفق نبوءة للخليفة الرابع رحمه الله. (انظر منشورنا السابق).
لقد حاول المشايخ بكل قوة ويأس أن يثنوا الرئيس ضياء الحق عن قرار الإعدام أو أن يؤخر الإعدام فقط وذلك كي لا تتحقق فيه نبوة مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية التي تقول بأن عدواً ظالماً للأحمدية سوف يموت على يد مساعده ولم يتم سن 52 عاماً من عمره وهي القيمة العددية لكلمة ” كلب ” حيث تقول النبوءة “كلبٌ يموتُ على كلبٍ” وقد اتّضح معناها عندما قتَلَ ضياء الحق سلفه بوتو بعد قانون تكفير الجماعة الإسلامية الأحمدية ثم هلك هو الآخر في تحطم طائرة بعد قانون معاقبة الجماعة الإسلامية الأحمدية بأربع سنوات فقط.
إذاً لم يكن قبل بوتو وضياء الحق أي قانون يكفّر المسلمين الأحمديين ويرعى اضطهادهم وقمعهم. وهذا يكفي لدحض قول المعترض أن لا علاقة لبوتو وضياء الحق باضطهاد الأحمديين.
أما نبوءة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حول ذلك فقد تلقى حضرته عَلَيهِ السَلام في 1891 وحياً شرحه عَلَيهِ السَلام كما يلي:
لقد أخبرني الله تعالى عن موت شخص وفقاً لحساب الجمَّل، ويتلخص هذا النبأ في كلمات: “كلبٌ يموتُ على كلبٍ.” أي أنه كلبٌ، وسيموت فيما تساويه أعدادُ حروف “كلب” وهو 52، أي أن عمره لن يتجاوز 52 سنة، فسيغادر الدنيا بمجرد دخوله في الثاني والخمسين من عمره.” (إزالة الأوهام، الخزائن الروحانية، مجلد 3، ص 190)
فهل من الصدف أيضاً أن يتلقى حضرته عَلَيهِ السَلام وحياً حول موت عدو ظالم للجماعة الإسلامية الأحمدية بعد إتمام عامه الـ 51 يموت بعد عدو ظالم آخر ويسجّل ذلك في كتاب عنوانه “ضياء الحق” ؟
فإذا كان المعترض يرى ذلك كله صدفة فنحن بفضل الله تعالى نراه آية لا تعمى عنها الأبصار بل تعمى القلوب التي في الصدور. أما الانتقام الشخصي الذي يدندن حوله المعترض فلا ندري كيف يرى حكم الله تعالى وقدره انتقاماً شخصياً إذ ترأس كلٌّ من بوتو وضياء الحق باكستان ولم يحدث أي شيء إلا بعد إصدار الإثنين قانوناً يكفر ويظلم المسلمين الأحمديين ! فهل المعترض يوافق على قانون التكفير ! وَعَلَى أي أساس يقوم هذا القانون !
أما مباهلة الشيخ ستار التي يتحدث عنها المعترض فقد خسرها ستار بجدارة مع أن حضرة خليفة المسيح الرابع رحمه الله لم يباهل ذلك الشيخ ولكنه قبل تحديه الذي يقول فيه بأن نبوءة ضياء الحق لن تتحقق وأن عدد الاحمديين سيضمحل وينتهي أمر الجماعة. فكان أول نسف لهذا التحدي أو ما يسموه بالمباهلة هو هلاك ضياء الحق وتحطمه بطائرته في الفضاء بلا أثر وإذا الأحمديين يتضاعفون ملايين ملايين بعد تلك المباهلة المزعومة.
إذاً كل ما هنالك هو أن الشيخ الباكستاني إلياس ستار كانت لديه بعض الأسئلة التي ظَنَّ أن فيها تناقضات من كلام المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام فأجابه خليفة المسيح رحمه الله وأفحمه فسكت ستار عن الجواب ولم يعقب. وبعد ذلك تحققت نبوءة الخليفة رحمه الله حول ضياء الحق وغيرها بالحرف، ثم بعد سنين طويلة توفي خليفة المسيح بسلام فاستغل الخصوم كعادتهم هذا الأمر وكأنه انتصار ونتيجة للمباهلة. فهي لم تكن مباهلة حول موت أو حياة الكاذب أو الصادق ولا مرضه ولا صحته ولا هم يحزنون، بل كانت مجرد تحدٍّ فاشل كل ما فيه سؤال تم الاجابة عَلَيْهِ وإفحامه بإلجام وانتهى الأمر. أما الشيخ ستار فقد هرب من مناظرة خليفة المسيح رحمه الله ولم يقبل بأي مباهلة ضده. ولم يبق إلا المعترض وأمثاله يتلاعبون بالموضوع ليصوروه كما يحلو لهم.
يظن المعترض بأن حضرة خليفة المسيح الرابع رحمه الله توفي بسبب غضب الله بفعل المباهلة. فهل المرض والموت بسلام هو من شروط المباهلة ؟ فإذا كان كذلك وهو لا يوجد ولا يصح طبعاً فمعناه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم خسر المناظرة والعياذ بالله إذ توفي ﷺ بعدها مريضاً أيضا وكان النبيُ ﷺ باهَلَ نصارى نجران ثم توفي ﷺ بالمرض وبقي قسس نجران أحياء يُرزقون. ومع ذلك فإن قسس نجران أشرف من المعترض فهم لم يكذبوا ويستغلوا وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بالمرض ! أما الذين كانوا مع حضرة الخليفة رحمه الله فكلهم يشهدون بان حضرته كان يبتسم لآخر يوم في حياته ويتمتع بنشاط غير معتاد حتى وافاه الأجل بسلام رحمة الله عليه. فهل هكذا هي عاقبة الكافرين ! (انظر هنا).
فهذا الاعتراض هو إلحاد بحد ذاته.
أما البراهين الأحمدية فقد تناولنا الرد عليها وأثبتنا أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حقّقَ وعده وعَرَضَ على من لا يريد الكتاب إعادة المبلغ بإعلان مسجل وان الكتاب بالفعل لا مثيل له في نصر الإسلام بشهادة خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية من الروابط التالية (من هنا: البراهين الأحمدية نصرة الحق و البراهين الأحمدية على أحقية الرسالة المحمدية والبراهين تفضح المعترض وتُهين وسرقة التراجم عاقبتها الإهانة).
أما نبوة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام والخليفة الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فقد أثبتنا خطأ المعترض (من هنا: الأحمدية هي جماعة ختم النبوة).
أما الشتائم والقسوة المزعومتان فيكفي القارئ الكريم أن يقرأ اعتراضات المعترض ليجد كمّ الكراهية والشتائم بما يصعب حصره، بينما المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ما شتم أحداً على الإطلاق وقد بيَّنا في منشور سابق عقيدة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام نحو البشرية (من هنا: الإسلام هو طاعة الله وخدمة خَلْقِه ﷻ . ولماذا يلعن الأنبياء).
أما الهزيمة التي يدّعي المعترض أنها لحقت بالجماعة الإسلامية الأحمدية فيبدو بأن المعترض يرى الأشياء بالمقلوب لأن الخليفة الثالث حضرة مرزا ناصر أحمد رحمه الله قد هزم أحزاب التكفير في برلمان باكستان عام 1974 ولذلك يخشى المشايخ من نشر وقائع تلك المناظرة التي محق فيها الخليفة رحمه الله جميع المشايخ مجتمعين ولذلك أصدر بوتو قانون التكفير بعد عجزه ومن معه من مشايخ في مواجهة حجج الجماعة الإسلامية الأحمدية.
إذاً لا قيمة لإنكار المعترض لهذه الآية الجليّة ولا تكرار الشبهات ولا إلقاءه لما هو فيه على الجماعة الإسلامية الأحمدية لأن الجماعة ببساطة هي رائدة السَلام والمحبة والخير في هذا العالم باعتراف المشايخ أنفسهم ومن بينهم كبير مشايخ غانا ورئيس المجلس الإسلامي الغاني الشيخ عثمان نوح شربوتو الذي وصف الجماعة الإسلامية الأحمدية بأن لا مثيل لها في عمل الخير وَالسَلام وكذلك اعتراف العالم بان الجماعة الإسلامية الأحمدية هي بطلة السَلام في الإسلام (ومنشورنا السابق: الأحمدية هي أفضل الفرق في نشر الإسلام وخدمة الخلق). فالحمد لله ناصر المؤمنين مُهين الكاذبين.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ