الاعتراض:
يقول مؤسس جماعتكم:
“ورد في الآثار السابقة والأحاديث النبوية عن مهدي آخر الزمان أنه سيُعدّ في أوائل الحال ملحداً وكافراً وأن الناس سيُبغضونه أشد البغض ويذكرونه بالذمّ ويسمونه دجالاً وملحداً وكذابا“. (السراج المنير)
فأين ورد ذلك عن المهدي؟ أين ورد أن الناس سيكرهون الإمام المهدي وأنهم سيتهموه بالدجل والإلحاد والكذب؟
الرد:
تنقسم أل التعريف التي تحلّي الكلمة في العربية إلى أل الشمول وأل العهد، لذلك فإن (أل) في كلمة (الناس) لا تعني أل الشمول أي أن جميع الناس بلا استثناء سيكرهون المهدي، فهذا يعني أن لا أحد سيتبع المهدي على الإطلاق! إ وهذا المعنى لا يستقيم عند عاقل، فيثبت أن (أل) في (الناس) هي أل العهدية أي التي تعني أناساً معيّنين وليس كل الناس، وهم هنا محدّدون بالعلماء والفقهاء في آخر الزمان الذين سيعادون المهدي ويصدرون بحقّه فتاوى التكفير. وفيما يلي بعض المصادر:
● المصدر الأول:
ورَدَ في كتاب “الإشاعة لأشراط الساعة” للعلامة البرزنجي الشافعي رحمه الله، وهو من ذخائر الأزهرية، ورَدَ فيه روايةً عن الإمام أبي القاسم القشيري أحد فقهاء وأئمة الشافعية أنه روى:
“أنَّ في زمن المهدي النازل عيسى في زمانه الفقهاء في سائر المذاهب باقية وأنهم أكبر أعداء المهدي لذهاب جاههم وعلمهم.” (الإشاعة لأشراط الساعة، للعلامة البرزنجي الشافعي، ص 150-151)
وترجمة الشيخ العلامة البرزنجي بإيجاز شديد من كتاب “أوجز المسالك إلى موطأ مالك” لمؤلفه العلّامة الإمام المحدِّث مُحَمَّد زكريا الكاندهلوي المدني كما يلي:
“هو الإمام السيد مُحَمَّد بن السيد عبد الرسول الحسيني الموسوي البرزنجي مجدّد القرن الحادي عشر.” (أوجز المسالك إلى موطأ مالك، الإمام الكاندهلوي المدني، الجزء الأول، الباب الثالث، في بيان هذا التعليق وفيه فوائد، الفائدة الثالثة في سلسلة أسانيد المؤلف، ص 138، ط دار القلم بيروت، تعليق تقي الدين الندوي)
● المصدر الثاني:
كذلك جاء عند الإمام ابن عربي كما يلي:
“وإذا خرج هذا الإمام المهدي فليس له عدوٌ مُّبِينٌ إلا الفقهاء خاصة فإنهم لا تبقي لهم رياسة ولا تمييز عن العامة ولا يبقى لهم علم بحُكم إلا قليل ويرتفع الخلاف من العالم في الأحكام بوجود هذا الإمام.” (الفتوحات المكية، ابن عربي، ج 3، ص 336)
● المصدر الثالث:
جاء في كتب الشيعة عن الفضيل بن يسار قال سمعت آبا عبد الله ؑ يقول:
“إنَّ قائمنا إذا قام استُقبل من جهلة الناس أشدّ مما استُقبل رسول الله ﷺ من جُهال الجاهلية. فقلتُ: وكيف ذلك؟ قال: إنَّ رسول الله ﷺ أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وإنَّ قائمنا إذا قام أتى الناس وكلّهم يتأولُ عليه كتابَ الله، ويحتجُّ عليه به. ثم قال ؑ: أما والله ليدخلن عليهم عدلُه جوف بيوتهم، كما يدخل الحرُّ والقَر.” (غيبة النعماني، ص 159)
أي أنَّ الإمام المهدي سوف يجابه العلماء وفقهاء العصر الذين سيحاجّونه بالكتاب والسنة، إذن هم سيرونه مبتدعاً خارجاً عن الدين. فهذه المصادر الثلاث من الأثر تذكر بأن المهدي سيعاديه بعض الناس وبالتحديد العلماء منهم، والذي يعاديه العلماء بدل الجهال والبسطاء لا بد أن اتهامهم له هو في واقع عقيدته ودينه وليس في أمور دنياه. وهكذا فليعلم الجميع أن كل كلمة قالها المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية إنما هي من أصول في التاريخ لا يشترط أن يحيط بها المعترضون.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
بارك الله فيكم