الاعتراض:

“حين انتهت قصة آتهم ثم مات فجأة زعم الميرزا أنه تلقى وحيا أنّ “الكاذب في عقيدته من الفريقين سيموت أولاً”، وهذا كذب مجرد فالنبوءة لا يوجد فيها موت الكاذب في حياة الصادق.”

فهل صدق المسيح الموعود عليه السلام في تصريحه أنه تنبأ هذه النبوءة بحق آتهم.

الرد:

جاء تصريح المسيح الموعود عليه السلام هذا كما يلي:”غير أنه (آتهم) لم يستفِد من رجوعه إلا في تأجيل موته خمسة عشر شهرًا، ثم مات أخيرًا. وقد حصل ذلك لأن النبوءة كانت تقول إن الكاذب في عقيدته من الفريقين سيموت أولاً، فمات هو قبلي.” (سفينة نوح 1902)

وما جاء في النبوءة الأصلية في نهاية مناظرة الحرب المقدسة ما يلي: أعطاني ربي هذه الآية بشارة منه، مؤدّاها أن الفريق الذي يختار الباطل عمدا في هذا النقاش من بين الفريقين ويترك الإله الحق ويؤلِّه الإنسان الضعيف، مصيره أنه سيُلقى في الهاوية خلال خمسة عشر شهرا، أي شهرا مقابل يوم من أيام المناظرة، وأنه سيلقى ذلا وهوانا كبيرين بشرط ألا يرجع إلى الحق. أما الذي على الحق، ويؤمن بالله الحق، فستظهر بذلك عزته وإكرامه.

ولو تمعنا في كلمات هذه النبوءة، وبالأخذ بعين الاعتبار أن إحدى معاني الهاوية المذكورة هي الموت، وبغض النظر عن المدة المحددة والشرط المذكور فيها، نرى بأن النبوءة الأصلية تُنبئ بالفعل بموت الفريق الخصم الكاذب ( آتهم) مقابل إظهار عزة وكرامة الفريق الصادق أي المسيح الموعود عليه السلام. ولن يتحقق هذا إلا بموت آتهم في حياة المسيح الموعود أي بموت الكاذب في حياة الصادق. فهذا هو جوهر النبوءة بغض النظر عن تفاصيلها الدقيقة، وهذا ما عناه المسيح الموعود في قوله المجمَل.

هذا ناهيك عن أن لهذه النبوءة نبوءة تابعة أخرى وهي:”اطلع الله على همه وغمه” والتي أصبحت جزءا لا يتجزأ من النبوءة الكلية المتعلقة بموت آتهم.

ولا شك أن المسيح الموعود عليه السلام في ادعائه أنه تنبأ بموت الكاذب في حياة الصادق، يُحيل أيضا إلى بعض أقواله السابقة المتعلقة بالنبوءة الكلية المتضمنة لنبوءة “اطلع الله على همه وغمه”، والتي أصبحت جزءا لا يتجزأ منها وتُنبئ بموت آتهم في حياته عليه السلام. وأهم هذه التصريحات ما جاء في رسالة حضرته إلى عبد الله آتهم والتي نشرت كجزء من إعلان 5-10-1894 ، جاء فيها ما يلي:

“أما أنا فقد عرفت بتلقي الإلهام الصادق المقدس من الله – سبحانه وتعالى – قطعا ويقينا كوضوح الشمس أن هيبة الإسلام وعظمته في ميعاد النبوءة قد أثرت في قلبك تأثيرا قويا واستولى على قلبك الهم والغم الكاملان خشية تحقق النبوءة. إنني أقول حلفا بالله جل شأنه بأن هذا حق وقد أُطلعت على ذلك بمكالمة الله وأنبأني ذلك القدوس الخبير بما تخفي الصدور والمطلع على السرائر (1). وإن لم أكن على حق في هذا التصريح فأدعو الله تعالى أن يميتني قبلك. فلهذا أردت أن تحلف في اجتماع عام حلفا غليظا مقرونا بعذاب الموت بحسب الأسلوب الذي بينته سابقا لكي تُحسم قضيتُنا، ولا يبقى العالم في ظلام، وإذا أردتَ فسأحلف أنا أيضا لمدة عام أو عامين أو ثلاثة أعوام، ذلك لأني أعلم أن الصادق لن يباد بل سوف يهلك من أهلكه الكذبُ سلفا. فلو طُلب مني الحلفُ على صدق الإلهام أو الإسلام فلن أطلب منك ولا مليما واحدا…”

ففي هذه الرسالة:

– يدعو المسيح الموعود عليه السلام أن يميته الله قبل آتهم إذا لم يكن صادقا في إلهامه ” اطلّع الله على همّه وغمّه”.

– ويعلن عن استعداده أن يحلف حلفا مقرونا بعذاب الموت خلال عام أو عامين أو ثلاثة.

– يعلن حضرته عليه السلام يقينه بأن الكاذب سيموت في حياة الصادق.

فهذه التصريحات من قبل حضرته عليه السلام وبالأخص دعاؤه، لهي بمثابة نبوءة بحدّ ذاتها ولا يمكن فصلها عن النبوءة الأصلية، لأنها لا يمكن أن تصدر إلا ممن أنبأه الله تعالى أي تنبأ وتيقن بوقوعها، أي بموت الكاذب في حياة الصادق.