الاعتراض:

أعلن الميرزا في 30 ديسمبر 1895 أنّ النبوءة تحققت، وأنه لم يكن هنالك أي مبرر لانتظار موت آتهم، فالنبوءة لم تكن عن الموت. فوفق هذا الإعلان واضح أن الميرزا يرى النبوءة تحققت بمجرد شعور آتهم بالخوف. ( ملحوظة: القصد هنا والحديث عن النبوءة الأصلية المتعلقة بموت آتهم والمذكورة بعد مناظرة الحرب المقدسة)

الرد:

هذا الاعتراض ما هو إلا دجل وتشويه للحقائق واقتطاع للنصوص. إن حقيقة ما قاله المسيح الموعود عليه السلام في هذا الإعلان، هو أن هناك وجهان لهذه النبوءة نظرا لوجود الشرط فيها. فالوجه الأول هو التوبة والرجوع والخوف، وهو الوجه الذي تحقق؛ والوجه الثاني هو الموت، والذي لولا التوبة والرجوع لكان تحققه حتميا. فلم يتحقق هذا الوجه بعدُ، ولكنه لا بدّ أن يتحقق إذا حلف آتهم، أي لا بدّ أن يموت خلال سنة بعد الحلف.

حيث قال حضرته عليه السلام:”ولكن السادة المسيحيين ما زالوا يزعمون أن النبوءة لم تتحقق. ولا يفكرون قط هل كان لتحققها جانب واحد أو هل كانت تنطبق على جانب واحد من الجانبين؟ لو لم يحدث الزلزال في حالة آتهم السابقة ولم يعترف بشعوره بالخوف لكان جانب الموت هو العلامة الحتمية لتحقق النبوءة.
ولكن لما ثبت ذعره وخوفه ولم تثبت أوجه الخوف التي ذكرها آتهم فتحقق جانب رجوعه إلى الحق فانحصر تحقق النبوءة في أن يُنقذ آتهم من الموت. …

أعلم جيدا أن آتهم لن يحلف أبدا …لأنه يعلم من الأعماق أن النبوءة قد تحققت. …. وإن حلف فستتحقق النبوءة بوجهها الآخر حتما. إن كلام الله لا يُردّ بحال من الأحوال.” (إعلان 30-12-1895)

ومن كل هذا يُفهم أن النبوءة هي عن الموت أيضا ولكنه الوجه المشروط فيها.


الاعتراض:

بموت آتهم السريع بعد إعلان 30-12-1895 تحققت النبوءة عكسيا، لأن النبوءة عن العذاب وليس الموت في حال لم يحلف آتهم.( ملحوظة: القصد من النبوءة المذكورة في هذا الاعتراض هي ما ذكره المسيح الموعود في إعلان 27-10-1894 والتي تقول بأنه إذا لم يحلف آتهم فلن يتركه الله من دون عذاب)

حيث قال المعارضون في سياق الحديث عما جاء في إعلان 30-12-1895: “وأضاف ( المسيح الموعود) أنّ آتهم إذا حلف فسيموت في سنة، وإذا لم يحلف فسيتعرض للعذاب ولكن، ولأنّ كل شيء عكسي عند الميرزا، ففي سبعة أشهر مات آتهم في 27 يوليو 1896 على عكس النبوءة القائلة بالعذاب لا بالموت إذا لم يحلف، ولكن لأنّ الميرزا محترف تزييف فقد عاد وزعم أنّ النبوءة تحقّقت بموته.

الردّ:

هذا دجل وخلط للإعلانات بعضها ببعض، حيث جاء هذا في إعلان 27-10-1894 وليس في إعلان دسمبر 1895. إنما خلطها المعارضون بإعلان دسمبر 1895 لكي يوهموا القارئ بأن موت آتهم حل به بسرعة بعد 7 أشهر، وأنه لم يُصَب بعذاب جراء هذا الموت السريع – وكأن الموت ليس عذابا- ؛ ولكي يوهموا القارئ بأن النبوءة تنبئ بإطالة عمر آتهم لكي يتعذب ويزداد عذابا.
إلا إنه في الحقيقة لا حديث عن إطالة عمر آتهم ليزداد عذابا في ذلك الإعلان، إنما قيل أن الله لن يتركه دون عذاب إذا لم يحلف، وقد حلّ به الموت بعد 19 شهرا من إعلان 27-10-1894 تماما وفق ما جاء فيه، والموت أحد أنواع هذا العذاب.


وقال المعارضون أيضا:

ولم يقُل في هذا الإعلان إنّ آتهم سيموت خلال عام إن لم يحلف، بل قال: “وإذا لم يحلف فلن يتركَ اللهُ -بدون عذاب- مثلَ هذا المجرم الذي أراد خداع العالم بإخفاء الحق”. (إعلان في 27/10/1894).. فالنبوءة عن عذاب، ولكنّ موته السريع ينفي العذاب، وهكذا تتحقق نبوءات الميرزا عكسيا كالعادة.

الردّ:

لقد أنطق الله المعارضين بالحق وأشهدهم على تحقق هذه النبوءة بقولهم إن موت آتهم كان سريعا بعد الإعلان. ففي الحقيقة إن موت آتهم السريع – نسبيا- وفق اعتبار المعارضين لهو دليل واضح على تحقق النبوءة، نظرا لكون آتهم كبير السن ( تقريبا 65 سنة) ومريضا. فلو تأخر موته كثيرا بعد آخر إعلان، لكان مدعاة لتكذيب النبوءة بالقول أن موته طبيعي حيث تقدَّم في السن كثيرا.
أما القول بأن النبوءة عن العذاب لا الموت إذا لم يحلف آتهم، فهذا تشويه وكذب صراح. حيث إن النبوءة في إعلان 27-10-1894 تنصّ على موت آتهم خلال سنة إذا حلف؛ وأما إذا لم يحلف فلن يسلم من العذاب، غير أنه لم يُقيّد هذا العذاب بفترة زمنية معينة. والعذاب كلمة واسعة تضم في معانيها كل أنواع الآلام والمصائب، والتي منها أن ينزع الله نعمة الحياة من الإنسان فيهلكه، فلا شك أن الهلاك والموت يُعد عقابا خاصة إذا ما كان منوطا بتحدي الله عز وجل .
ومما يؤكد ذلك أن المسيح الموعود عليه السلام، وبالذات فيما يتعلق بهذه النبوءة، يعتبر الموت عذابا بغض النظر عن كيفية حصول هذا العذاب، حيث إن في طلبه المتكرر من آتهم أن يقسم على أنه لم يخف النبوءة الأصلية، كان طلب المسيح الموعود أن يكون هذا القسم مقرونا “بعذاب الموت” حيث قال حضرته في رسالته لعبد الله آتهم: “فلهذا أردت أن تحلف في اجتماع عام حلفا غليظا مقرونا بعذاب الموت بحسب …”. فيتضح من هذا أن المسيح الموعود عليه السلام – كما كل عاقل- يعتبر الموت نوعا من العذاب. فالموت هو نوع من أنواع العذاب التي يقصدها المسيح الموعود عليه السلام، ولا يمكن الفصل بين العذاب والموت.
كما أنه من الأدلة على أن القصد من العذاب المذكور في إعلان 27-10-1894 هو أيضا الموت، في حال لم يقدم آتهم على الحلف، هو تصريح المسيح الموعود عليه السلام أكثر من مرة -بعد انقضاء مدة الخمسة عشر شهرا المتعلقة بالنبوءة الأصلية- بأنه رغم تحقق النبوءة بوجهها الأول في آتهم برجوعه إلى الحق نسبيا، إلا أن أساس هلاكه وموته قد قُدّر وسوف يتحقق. حيث جاء:
” إلا أن الله – سبحانه وتعالى – قد أكَّد لي في الوحي أن عبد الله آتهم نال حظا من الرجوع بتسليمه بعظمة الإسلام وهيبته، الأمر الذي أخَّر عنه وعْد الموت والدخول في الهاوية كاملا. فمن المؤكد أنه وقع في الهاوية “إلا أنه نجا لأيام من الهاوية العظمى التي تُسمَّى الموتَ”…..
لا يغيبن عن البال أن “لبنة أساسية للعذاب الكامل (أي الموت)” قد وُضعت في السيد عبد الله آتهم، وستظهر بعض الدوافع عن قريب..” أنوار الإسلام / إعلان 5-9-1894
وقال حضرته عليه السلام أيضا:
” لكن النصارى بدَّلوا طرقهم وتخيَّلوا ربهم المسيح المنسي فبدأوا يزعمون أن الرب المسيح إله قادر، الذي أنقذ السيد عبد الله آتهم؛ فتحتم أن يكشف الله – سبحانه وتعالى – حقيقة ذلك الإله الباطل على العالم هل يقدر هذا الإنسان الضعيف- الذي يقال بحقه: “ربنا المسيح”- على إنقاذ أحد من الموت. “فقد حان ظهور جانب الموت وسنرى الآن ما مدى قدرة إله النصارى”؟ وما هو مدى توكلهم على ذلك الإله الباطل؟ وهنا ننهي هذا الموضوع وننتظر ردَّهم. والسلام على من اتبع الهدى…” (أنوار الإسلام / اعلان 9-9-1894)

فما ورد في هذه الإعلانات التي سبقت إعلان 27-10-1894، يومئُ إلى أن رحى القدر بدأت تدور لإيقاع آتهم في الهاوية الكبرى وهي الموت، وأن الموت هو المصير الحتمي له وهو المقصود بالعذاب الذي سينزل عليه بغض النظر عن إقدامه على الحلف أم لا، وأن إقدامه على الحلف ما هو إلا لتعجيل هلاكه وموته وحلوله خلال سنة، وإلا فهو واقع لا محال.


الاعتراض:

لم يقل المسيح الموعود عليه السلام في آخر إعلان إن آتهم إذا لم يحلف سيموت خلال سنة.
حيث قال المعارضون: كنا نتصوّر أن الميرزا تنبأ في آخر إعلان أن آتهم سيموت خلال عام، فمات بعد سبعة أشهر. وبهذا تحققت النبوءة. لكنّ هذا مجرد كذب، بل تبيّن حين قرأنا الإعلانات أنه في آخر إعلان قال: إنْ حلَف عبد الله آتهم فسيموت في غضون عام. ولم يتحدّث عن عدم حلفه. فما دام لم يحلف فقد أُسدِل الستار عن النبوءة الفاشلة وانتهتْ.

الرد:

لم تقل الجماعة قط، بأن المسيح الموعود أعلن في آخر إعلان متعلق بهذه النبوءة -وهو إعلان 30-12-1895- بأن آتهم سيموت خلال سنة إذا لم يحلف. بل إن هذا الإعلان لم يتطرق إلى عواقب عدم الحلف من قِبل آتهم.
إن عاقبة عدم الحلف مذكورة في إعلان 27-10-1894 حيث جاء فيه: الآن إذا أقبل آتهم على هذا الحلف فموعد هلاكه خلال عام واحد قطعيّ وليس معه أي شرط، والقدر مبرم. وإذا لم يحلف فلن يترك الله بدون عذاب مثل هذا المجرم الذي أراد خداع العالم بإخفاء الحق. لكن لا أقول حاليا بخصوص هذا الجزء المذكور أخيرا إلا إن الله تعالى قد أراد إظهار آيته بأسلوب عجيب لتنفتح بها عيون العالم ويزول الظلام. وتلك الأيام قريبة غير بعيدة. وعندما أتلقى علما عن تلك الساعة سوف أنشره. والسلام على من اتبع الهدى. (إعلان 27-10-1894)
وقد نشرت الجماعة كتابا بعنوان ” نبوءات لسيدنا احمد عليه السلام يشكك فيها المعارضون” وأسهبت في شرح تحقق النبوءة المتعلقة بعبد الله آتهم، ولم يذكر فيه أن آخر إعلان يصرح بموت آتهم خلال سنة إذا لم يحلف. وكفى بهذا دليلا على صدق الجماعة وكذب المعارضين في تشويههم وخلطهم الحابل بالنابل لتمويه القراء.
وقد تحقق عذاب آتهم بعد إعلان 27-10-1894 بحوالي سنة ونصف بموته كما فصلناه سابقا.