المعترض:

اخلاق الميرزا الهندي مدعي النبوة نبي الاحمديين

الميرزا يدعي ان الرؤى المنامية من الله تعالى , فهل يري الله تعالى الانبياء في منامهم نساء بلباس احمر شبكي و تعانقه , و عندما يستيقظ بدلا من ان يستغفر الله فيحمد الله ؟

يا احمديون : هل تقبلون ان تكون هذه المرأة التي رآها الميرزا نبيكم في المنام هي امك او زوجتك او اختك او بنتك ؟

: من فمك أدينك.. رؤى المسلمين ورؤى الكافرين وموقع الميرزا منها

يقول الميرزا: “رؤى المسلمين تكون عظيمة الشأن جدًّا في معظم الأحيان وتشمل بشارات وأنباء بمهمات عظيمة، أما منامات الكفار فتشمل في أكثر الحالات أمورا خسيسة وسافلة لا أهمية لها، وآثار الذلة والخيبة المنفِّرة تكون بادية فيها.” (البراهين، الجزء الثالث، الحاشية 1 على الحاشية 11)

يقول الميرزا: رأيتُ في الرؤيا في الساعة الرابعة والنصف في الصباح الباكر اليوم أن هناك دارًا تجلس فيها زوجتي أُمُّ محمود وامرأةٌ أخرى. فملأتُ بالماء قِربةً بيضاء وجئتُ بها وأفرغتُها في جرّة لي. ولما فرغتُ من ملء الجرّة بالماء أتت إليّ تلك المرأة فجأةً في ثياب حمراء جميلة، فإذا هي شابّة تلبس مِن الرأس إلى القدمين ثوبًا أحمر لعله من نسيجٍ مشبَّكٍ. فقلت في نفسي إنها المرأة التي نشرتُ الإعلانات بشأنها، ولكن صورتها تشبه صورة زوجتي كما بدا لي. فكأنها قالت أو فكّرتْ في نفسها: لقد جئتُ. فقلتُ: إلهي، ليتَها تأتي. ثم إنها عانقتْني، وعند عناقها استيقظت. فالحمد لله على ذلك. (التذكرة نقلا عن سجل المذكرات المتنوعة للميرزا، ص 33 بتاريخ 25/7/1892)

معروف أن الميرزا لم يتزوج هذه المرأة التي رأى كثيرا من الرؤى بشأنها، وتلقى كثيرا من الوحي الوهمي بحتمية الزواج منها.

والسؤال: هل رؤية امرأة لم يمضِ على زواجها ثلاثة أشهر “بثوب أحمر من نسيجٍ مشبَّكٍ” ثم معانقتها أمر عظيم، أم “خسيس سافل”؟ ألا يدل عدم تحققها رغم التكرار والإصرار على أنّ “آثار الذلة والخيبة المنفِّرة بادية فيها”؟

ننتظر الإجابة من الأحمديين حين يعودون من بياتهم الشتوي.

الرد:

يكفي أن هذا الرجل الهندي العظيم هو المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الذي بشرنا به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وما علمناه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم هو أن لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وليس لنا من نبي إلا النبي الأكرم مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بقدر ما أن المعترض إذا نزل مسيحه من السماء وأمن به فلن يكون نبيه بل سيبقى نبيه هو المصطفى مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. ولكن المعترض على ما يبدو لا يؤمن بالأحاديث.

أما الرؤيا فمن المعروف أن الرؤى التي يراها الإنسان في منامه لها تفسير ولا تُحمَل على ظاهرها، وهذه رؤيا ينطبق عليها ما ينطبق على الرؤى أيضا، أما الاعتراض على الرؤى بسبب نكارة ظاهرها هو في حقيقته جهل بعلم تأويل الرؤى ويحمل إساءة للأنبياء وَعَلَى راْسهم سيدنا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ومثال ذلك رؤيا سيدنا يوسف عَلَيهِ السَلام الشمس والكواكب والقمر يسجدون له حيث يقول تعالى:

{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَآ أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} – يوسف

فإذا أصرَّ المعترض على حمل الرُّؤْيَا على ظاهرها فهذا يعني أن سيدنا يوسف أشرك بالله والعياذ بالله إذ سجدت له الشمس والقمر والكواكب بينما يقول الله ﷻ:

{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ } -الرعد

ولكننا نجد سيدنا يوسف بنفسه قام بتأويل هذه الرؤيا ولم يحملها على ظاهرها:

{وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَآ أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ} -يوسف

كذلك يتضح من الحديث الشريف أن بعض الرؤى التي كان يراها سيدنا النبي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كانت هي الأخرى تحتاج إلى التأويل ولم تكن تُؤخذ بظاهرها أو تُفسر بحرفيتها، فقد ورد في صحيح البخاري -كتاب الرؤيا: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: “بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب … “. (صحيح البخاري)، ومن المعلوم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قد نهى عن لبس الذهب، فهل كان النبيُ ﷺ يحلل ما نهى عنه بنفسه والعياذ بالله؟ ثم إن الرسول الأعظم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لم يحدث طيلة حياته الشريفة أن لبس في يديه سوارين من ذهب، فهل معنى هذا أن الرؤيا لم تتحقق؟ لا بكل تأكيد، ذلك لأن الرؤيا كانت تحتاج إلى التأويل، وقد أوّلها وفسرها صاحب الرؤيا نفسه فقال: “فأوّلتها كذابَين يخرجان من بعدي“. (صحيح البخاري)

مما سبق يتضح أن كلاً من القرآن الكريم والحديث الشريف يؤكد على أن المنام الذي يراه الأنبياء قد لا يتحقق بظاهره وإنما يتطلّب الأمر تأويله وفق أسس تأويل الرؤى.

إذاً فرؤيا المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام لا يمكن حملها على الظاهر والاعتراض عليها على أساس الفهم الخاطئ وإلا سيكون الاعتراض بالأصل على رؤيا سيدنا يوسف عَلَيهِ السَلام وعلى رؤيا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أيضا. أما معاني الرؤيا ففيما يلي مثال على بعض التفاسير المتداولة في كتب تفسير الأحلام:

المرأة: في المنام إن كانت جميلة فتدل على السنة المقبلة بالخير والراحة. ومن رأى امرأة حسنة دخلت داره نال سروراً وفرحاً. وإن رأى أحد امرأةً شابةً أقبلت عليه بوجهها فقد أقبلت عليه أمور بعد الإدبار. ومن رأى امرأة حسنة وهو يكلمها ويضاحكها أو دخلت عليه في بيته فإنها سنة مخصبة، وإن كان فقيراً استفاد مالاً وإن كان محبوساً فرج عنه. وتدل أيضا المرأة الجميلة على الرزق الواسع وعلى الطريق المُيسر للرائي. وقيل أيضاً بأنها إتباع لسنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، أو تدل على البستان الخصب، فمن رأى في منامه فتاة جميلة أقبلت عليه بوجه متبسم وكان في عسر من أمره فإنه يسر وفرج بعد ذلك العسر. والمرأة المتزينة في المنام تدل على معانٍ كثيرة في الخير، ورؤيا الفتاة المجهولة خير من رؤيا المعروفة.

أما معانقة المرأة ولباسها في الرؤيا فكذلك لها معاني وتأويل كما سلف، ونضرب مثالاً على ذلك الرؤيا المعروفة للسيدة الفاضلة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد عندما رأت في المنام أنها في طريق عام وأن الناس كانوا يتوافدون من كل في عميق وكان كل رجل يمرّ عليها يجامعها علناً، فخجلت من قَص الرؤيا بنفسها فأرسلت جاريتها إلى التابعي الجليل ابن سيرين رحمه الله، فأخبرته الجارية أنها هي من رأت الرؤيا، فصاح عليها ابن سيرين وقال لها: لا والله لست أنت من رأت هذه الرؤيا فلا يراها إلا شخص غني. فألحّ عليها بأن تخبره عن الرائي، فأخبرته أنها سيدتها فقال لها: أخبري سيدتك بأنها ستقوم بعمل ينفع الناس نفعاً عظيماً، وبالفعل تحققت رؤيا السيدة زبيدة كما فسرها ابن سيرين رحمة الله عليه حيث حفرت السيدة زبيدة ما يسمى تاريخياً بـ “عين زبيدة” والتي قامت على سقاية حجاج بيت الله الحرام لعقود من الزمان.

فإذا اتبع أحد أسلوب المعترض لرمى السيدة زبيدة بالزنا والفجور مع أن رؤياها كانت تبشر بالخير وتحققت على النحو الذي فسرت به.

وكذلك رؤيا أُمّ المؤمنين صفية رَضِيَ اللهُ عَنْها وأرْضاها عندما كانت متزوجة قبله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وقد رأت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وقع في حضنها رغم أنها كانت زوجة رجل آخر، ويروي هذا الحديث محمد بن سعد في “الطبقات” والطبراني في “الكبير” هذه الرؤيا، فأما ابن سعد فروى في ذكر غزوة خيبر عن عدد من الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم اصطفى صفية يوم خيبر وأنه رأى بوجهها أثر خضرة قريباً من عينها فقال : “ما هذا؟ فقالت : يا رسول الله رأيت في المنام قمراً أقبل من يثرب حتي وقع في حجري فذكرت ذلك لزوجي كنانة فقال : تحبين أن تكوني تحت هذا الملك الذي يأتي من المدينة فضرب وجهي.”. وأما الطبراني فروى عن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أنه قال : “كان بعيني صفية خضرة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ما هذه الخضرة بعينيك؟ فقالت: قلت لزوجي إني رأيت فيما يرى النائم قمراً وقع في حجري فلطمني وقال : أتريدين ملك يثرب؟” أهـ

فإذا أصرَّ المعترض أن رؤيا المتزوج أو المتزوجة في المنام لزوج رجل أو امرأة أخرى بحال العناق أو الحضن أمر (خسيس سافل) فلا نقول إلا لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إذ إن المعترض بهذا الوصف الشنيع يصفُ كلاً من النبيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وأُمّ المؤمنين رَضِيَ اللهُ عَنْها وأرْضاها !

بالتأكيد نرضى لأهلنا ذلك فليسوا أفضل من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهن أجمعين.

أما ادعاء المعترض أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كان يرغب بهذه المرأة أو شيئاً من ذلك والعياذ بالله فهو ادعاء كاذب لأن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كل الذي قاله أن الله تعالى بشّره بأنه سيتزوج ابنة من أسرة ملحدة اشتهروا بمعاداة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم والاساءة إليه وبذلك تدخل المرأة الملحدة وأسرتها في الإسلام ويتحول بذلك العدوان على الإسلام ونبيه ﷺ إلى صلح واحترام للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وعودة الأسرة الملحدة إلى الصَلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم من جديد فإن لم يتوبوا فسوف يموت الأب والزوج معا، وهذا الذي تحقق بالفعل. وخير من يشرح عدم الرغبة هذه هو المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حيث يقول:

لم يكن بي حاجة لأطلب الزواج من هذه البنت، فإن الله تعالى قد سد حاجاتي كلها. لقد أعطاني الأولاد بمن فيهم ذلك الابن الذي سيكون سراج الدين، بل هناك وعد من الله بولادة ابن آخر قريياً يكون اسمه محمود أحمد، وسيكون في أعماله من أولي العزم.” (إعلان 1888/7/15 وهو تكملة إعلان 1888/7/10، ومجموعة الإعلانات، مجلد 1، ص 161-162)

ثم بيَّنَ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام السبب في هذه الزيجة فقال:

فمنها ما وعَدني ربّي في عشيرتي الأقربين، أنهم كانوا يكذّبون بآيات الله وكانوا بها يستهزئون، ويكفرون بالله ورسوله، وقالوا لا حاجة لنا إلى الله ولا إلى كتابه ولا إلى رسوله خاتم النبيين. وقالوا لا نتقبل آية حتى يرينا الله آية في أنفسنا، وإنّا لا نؤمن بالفرقان، ولا نعلم ما الرسالة وما الإيمان، وإنّا من الكافرين. فدعوت ربي بالتضرع والابتهال، ومددت إليه أيدي السؤال، فألهمني ربي وقال: “سأريهم آية من أنفسهم.” وأخبرني وقال: “إنني سأجعل بنتاً من بناتهم آيةً لهم.” فسمّاها وقال: “إنها ستُجعل ثيبةً، ويموت بعلُها وأبوها إلى ثلاث سنة من يوم النكاح، ثم نردها إليك بعد موتهما، ولا يكون أحدهما من العاصمين.” وقال: “إنّا رادّوها إليك، لا تبديل لكلمات الله، إن ربك فعال لما يريد.” (كرامات الصادقين، صفحة الغلاف الأخيرة، الخزائن الروحانية، مجلد 7، ص 162)

أما حمد الله تعالى فذلك ما يقوله المؤمن في كل حال ولأنه عرف أن المرأة ستقبل إلى الإسلام تائبة في نهاية المطاف وهو الأمر الذي حدث فعلا لاحقا.

إذاً لن ينفع المعترض هذا التقافز على الردود وإعادة وتكرار الموضوع وكأنه حق مُسلَّمٌ به فيما الحق هو عكس ذلك تماما.

لم يبق للمعترض إلا أن يسحب اعتراضه بهدوء ويواصل سباته الدائم صيفاً وشتاء وسوف نتغاضى عن ذلك وننساه وكأنه لم يعترض، أو يمكنه أن يحتفظ به وأن يرضى بنفس الوقت أن ينطبق قياسه هذا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وأُمّ المؤمنين رَضِيَ اللهُ عَنْها وأرْضاها. ونصيحتنا هي أن يأخذ الخيار الأول.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد