تحقق نبوءات المسيح الموعود عليه السلام ح 17
استقراء وإجمال نبوءات المسيح الموعود عليه السلام عن الزلازل ما بعد زلزال نيسان 1905
ملحوطة: ما بين قوسين مزدوجين هو تعليقي وشرحي الشخصي.
بعد أن بيّنا مبادئ الحكم على النبوءات، من الضروري الآن أن نقوم باسقراء نبوءات المسيح الموعود عليه السلام عن الزلازل ( الزلازل وعجائب القدرة، زلزلة الساعة، الزلازل الخمسة التي هي بريق لزلزلة الساعة )، لنضعها أمامنا ونرى كيفية تحققها وفق المبادئ التي بيّناها في الحلقة الماضية. كما لا بدّ من استقراء تأويل المسيح الموعود عليه السلام لهذه النبوءات، لأن هذا من شأنه أن يساعدنا في فهم تحقق هذه النبوءات، على النقيض مما يقوله المعارضون في عدم تحققها؛ وهذا الاستقراء مهم جدا لكي نُظهر ونُبين أن المعارضين يأخذون بنصوص ويخفون أغلب النصوص وأكثرها، والتي من شأنها أن تضفي مفهوما كاملا متكاملا على هذه النبوءات وتأويلها وكيفية تحققها.
و بعد هذا الاستقراء سيظهر أنه عند الأخذ بكل هذه النصوص مجتمعة يتبيّن أن نبوءات المسيح الموعود عليه السلام هذه، قد تحققت فعلا ولا تزال تتحقق؛ بحيث لا يمكن الاعتماد فقط على النصوص التي يظهرها المعارضون، لأنها ببترها عن باقي النصوص لا يمكن لها أن تعطي المفهوم الكامل والمتكامل لهذه النبوءات وهذا ما سنبيّنه لاحقا.
فبتتبع النبوءات عن “زلزلة الساعة” أو عن الزلازل بشكل عام بعد زلزال 4-4-1905 نرى أن النبوءات عن الزلزال أو ” زلزلة الساعة ” كانت عديدة ومتتالية نذكر أهمها ونبقي الأخرى بخط صغير أدناها مثل: ((ملاحظة: ما بين الأقواس المزدوجة هي إضافات للتنويه))
إعلان 8-4-1905 :”لقد نزل عليّ الليلة قرابة الساعة الثالثة وحي الله المقدس وأكتبه فيما يلي:آية جديدة، هزة آية جديدة، زلزلة الساعة، قوا أنفسكم، إن الله مع الأبرار. دنا منك الفضل، جاء الحق وزهق الباطل.”
15-4-1905 (أ): رأيت الليلة في المنام أن زلزالاً عنيفًا قد وقع، ويبدو أشدَّ عنفًا من الزلزال السابق. (“بدر”، مجلد 1، عدد 3، يوم 20/ 4/1905، ص 1)
إعلان 18-4-1905:يقول حضرته انه تلقى في 9-4-1905 هذا الوحي : .والوحي الإلهي الذي نزل علي بهذا الشأن أنقله فيما يلي مع الترجمة وبذلك أنهي هذا الإعلان وهو:”كُلْ ما أُطعمك (1). لك درجة في السماء وفي الذين هم يبصرون. نزلت لك. لك نُري آيات ونهدم ما يعمرون. قل عندي شهادة من الله فهل أنتم مؤمنون. كففت عن بني إسرائيل. إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين. إني مع الأفواج آتيك بغتة.” …. سأنزل لك على الأرض، نري لك آية الزلزال، ونهدم ما يعمره الغافلون وما سيعمرونه في المستقبل. (( إشارة على أن هذه الآية ستستمر بالتحقق في المستقبل))
29-4-1905 :لقد أخبرني الله تعالى اليوم 29/ 4/1905 مرة أخرى عن وقوع زلزال شديد، لذا فإني أُطْلع العالم كله، مواساةً لخَلْق الله فقط، أنه قد تقرّرَ في السماء أن تحلّ بالدنيا كارثة هائلة مدمّرة جدًّا سماها الله تعالى زلزلةً (3) (ضميمة البراهين الأحمدية، الجزء الخامس، الخزائن الروحانية، مجلد 21، ص 253 – 255)
29-4-1905 : رأيت الليلة في الساعة الثانية إلا سبع دقائق أن الأرض بدأت ترتجف فجأة، ثم وقعت هزّة قوية، وقلت لزوجتي في الرؤيا: هُبّي، فقد جاء الزلزال. وقلتُ لها أيضًا: خُذي معك “مبارك”. (“الحكم”، مجلد 9، عدد 15، يوم 30/ 4/1905، ص 1، و”بدر”، مجلد 1، عدد 4، يوم 27/ 4/1905، ص 1)
1-5-1905 : رؤيا: رأيتُ أن الزلزال قد وقَع (“بدر”، مجلد 1، عدد 4، يوم 27/ 4/1905، ص 1، و”الحكم”، مجلد 9، عدد 16، يوم 10/ 5/1905، ص 1)
اعلان 11-5-1905: تلقّيت من الله خبرا مرة أخرى أن الزلزال على وشك الحدوث وسيكون نموذج القيامة. وفي الحاشية كتب حضرته : ثم تلقيت بعد ذلك إلهاما آخر عن الزلزال ما معناه: “لقد حل الربيع مرة أخرى وتحقق كلام الله مرة أخرى.”
24-8-1905 : خَرَّ الجبل، ووقع الزلزال. (“بدر”، مجلد 1، عدد 24، يوم 24/ 8/1905، ص 2، و”الحكم”، مجلد 9، عدد 30، يوم 24/ 8/1905، ص 1، الحاشية)
كتاب الوصية آخر 1905: ثم بعد ذلك خاطبني الله باللغة الأردية عن وفاتي بما يلي: “قلّتْ أيامُ حياتك. يومئذ يستولي الحزن على الجميع. سوف يحدث كذا وكذا ثم تقع حادثتك. بعد وقوع جميع الحوادث وإراءة عجائب القدرة سيقع حادث وفاتك.
(( يجب التنويه هنا ألى أن هذه النبوءة سبقت نبوءة الزلازل الخمس التي تنبأ عنها المسيح الموعود بعد ذلك وأعلن عنها في كتاب التجليات الإلهية، مما يجعلها نبوءة منفردة قائمة بحد ذاتها، فهذه تتحدث عن زلازل عديدة وتلك عن خمسة زلازل))
وفي نفس الكتاب قال : وأخبرني – عز وجل – عن الزلزلة الشديدة القادمة فقال: “لقد عاد الربيع وتحقق كلام الله مرة أخرى.”
مارس 1906 في التجليات الإلهية : ه. أما الآن فيقول الله تعالى: ستحدث خمسةُ زلازل أخرى، وستلاحِظ الدنيا بريقها غير العادي.”سأريكم بريق هذه الآية خمس مرات”
مارس 1906 ( مجموعة اعلانات، جلد 2، مارس 1906 اعلان 273): “سيُري بريق آيته خمس مرات، هذا قول الله وستفهمونه يوم يفهِّمكم إياه” (( دليل على أن هذه الآية ستستمر بالتحقق في المستقبل، وأنها لها أبعاد زمنية مختلفة ومتعددة، وان معناها الحقيقي سيظهر في المستقبل، وان حضرته عليه السلام لا يجزم في كيفية تحققها))
31-8-1905:”أَرِني زلزلةَ الساعة.” (3)(“الحكم”، مجلد 9، عدد 31، يوم 31/ 8/1905، ص 10، و”بدر”، مجلد 1، عدد 22، يوم 31/ 8/1905، ص 2)
25-10-1905 :رؤيا: رأيت أن زلزلة عنيفة وقعتْ. (“بدر”، مجلد 1، عدد 31، يوم 31/ 10/1905، ص 4)
9-3-1906 : رب لا ترني زلزلة الساعة
27-3-1906: رب أخّر وقت هذا ، أخره الله الى وقت مسمى
“بينما كنت أفكر اليوم في موعد وقوع الزلزلة تراءت لي كيفية الزلزلة، ثم تلقيت الإلهام التالي: “رَبَّ أَخِّرْ وقتَ هذا.” (إلهام 27/3/1906)، وهذا الدعاء الإلهامي مرادف للوحي الثاني: “ربّ لا تُرِني زلزلة الساعة، ربّ لا تُرِني موتَ أحد منهم”. ولقد استجاب الله تعالى لدعائه هذا حيث قال في الجواب: “أخّره الله إلى وقت مسمى.” (إلهام 27/3/1906).” التذكرة ص 603)
9-4-1906: رب ارني زلزلة الساعة
20-5- 1906: أريك زلزلة الساعة
16-6-1906: الزلزال وشيك
22-7-1906 : أريك زلزلة الساعة ، يريكم الله زلزلة الساعة ، أري بريق آيتي هذه 5 مرات ،
وبتتبع تفسير وتأويل حضرته عليه السلام لهذه النبوءات وتعليقاته واجتهاداته فيها نجد:
قال حضرته في إعلان 8-4-1905: لم أُخبَر هل المراد من الزلزلة هو الزلزال أو مصيبة شديدة أخرى تحل بالعالم يمكن اعتبارها قيامة. ولم أُخبَر أيضا متى سيحدث حادث مثله، ولا أعلم أن هل سيقع إلى بضعة أيام أو بضعة أسابيع أو سيُظهر الله تعالى بعد بضعة أشهر أو أعوام. على أية حال سواء أكان ذلك الحادث زلزالا أو غيره، وسواء أكان قريبا أم بعيدًا إنما هو أخطر بكثير مما سبقه
وفي إعلان 18-4 1905 : قال حضرته : وليكن معلوما أن الآيات لن تنقطع على هاتين الآيتين (( يقصد زلزال 4-4-1905 والزلزال الشديد الذي سيعقبه،)) بل ستظل الآيات تظهر واحدة تلو الأخرى حتى تفتح عين الإنسان ويقول مذهولا ما الذي سيحدث؟ كل يوم سيأتي أقسى وأسوأ من سابقه. …. يتضح من ذلك أنه لن يقع زلزال واحد بل ستقع زلازل عديدة وتهدم بنايات يشيّدونها .. .وقال في حاشية هذا الإعلان: النبوءة عن زلزال ثانٍ مبنية على وحي الله الذي تلقيته في 9/ 4/1905م ويتبين منها أن الزلزال الخطير ليس واحدا فقط بل لعل زلازل عديدة أخرى أيضا ستقع بعدها. ((وفي هذا إشارة إلى أن هذه الآية ستستمر بالظهور مستقبلا))
وفي إعلان 11-5-1905: الذي أعلن فيه حضرته عن وقوع زلزال وشيك سيكون نموذج القيامة قال حضرته في الحاشية : ولا أعلم إلى الآن على وجه القطعية هل المراد من الزلزال هنا هو الزلزال الظاهري في الحقيقة أو آفة شديدة أخرى ولها صبغة الزلزال. على أية حال إنني أسكن إلى الآن في الخيم وفي البرية خوفا وحذرا منها. وقد أنفقنا إلى الآن قرابة ألف روبية لشراء الخيم وإعمار الأبنية. من يستطيع أن يتحمل هذا القدر من النفقات إلا من كان موقنا بحدوث الزلزال بصدق القلب.
ثم تلقيت بعد ذلك إلهاما آخر عن الزلزال ما معناه: “لقد حل الربيع مرة أخرى وتحقق كلام الله مرة أخرى.” أتصور على سبيل الاجتهاد عند التأمل فيه أن الكلمات الظاهرية لوحي الله تعالى تقتضي أن النبوءة ستتحقق في أيام الربيع. فلعل لأيام الربيع علاقة خاصة بهذه الأمور، ومن الممكن أيضا أن يكون للوحي معنى آخر أن يكون المراد من الربيع شيء آخر، منه ..
((فنبناء على قول حضرته قد تكون للربيع معان أخرى غير فصل الربيع ، فمثلا أن ما حدث في فصل الربيع من زلزال سابق سيحدث ثانية ..؛ ويبدو من قول حضرته ” ثم تلقيت إلهاما آخر : لقد حل الربيع ..” أن هذا الإلهام قد يومئ إلى حادث وزلزال آخر غير زلزلة الساعة، وهو ما تحقق فيما بعد بوقوع زلزال 28-2-1906 والذي لم يكن شديدا بصورة القيامة كما تصفه كلمات النبوءات الأخرى الملازمة لهذه النوءة . وما يؤكد هذا الأمر أن حضرته عليه السلام قدأكد فيما بعد تحقق هذه الجزئية من كل النبوءات الأخرى على زلزال شباط 1906 بأنه هو تحقيق للوحي : “لقد حل الربيع مرة أخرى وتحقق كلام الله مرة أخرى.” )) ( (سنفصل الأمر لاحقا)) هذا رغم أن حضرته عليه السلام وفق تأويل آخر أيضا ربط بين هذا الوحي مع نبوءة زلزلة الساعة وأن هذا الوحي متعلق فيها أي ستحدث في الربيع.
وفي كتاب الوصية 12-1905 يقول حضرته:وأخبرني – عز وجل – عن الزلزلة الشديدة القادمة فقال: “لقد عاد الربيع وتحقق كلام الله مرة أخرى.”لذلك لابد من وقوع زلزلة شديدة، ولكن الصادقين في مأمن…… وفي الحاشية : (لا علم لي أأُريد من الربيع أيام الربيع التي تعقب هذا الشتاء أو يتوقف ظهور هذه النبوءة على وقت آخر من ربيع غيره. وعلى كل حال، فإن ما يتضح من وحي الله تعالى هو أنها ستقع في أيام الربيع أيا كان هذا الربيع،
ويقول في نفس الكتاب: يخبرني كلام الله أن الحوادث واقعة والآفات نازلة على الأرض، فمنها ما يقع أثناء حياتي ومنها ما يقع من بعدي.
في البراهين الأحمدية الجزء الخامس 1905-1906:
قال حضرته في قصيدة أردية ما تعريبه:
إن آية ستظهر بعد أيام من اليوم (أي من 15 نيسان 1905م) وتهُزّ القرى والمدن والمروج
وسيحدث انقلاب على الخلق نتيجة غضب الله، لدرجة أنْ يتعذر على عار أن يلبس إزاره
سيهتزبالزلزال البشر والشجر والحجر والبحار دفعة واحدة وبشدة متناهية
ستنقلب الأرض رأسا على عقب في لمح البصر، وستجري قنوات الدم جريان النهر
الذين كانوا يلبسون حُللًا بلون الياسمين ليلا، سيحوّلها الصباح إلى لون شجرة الحور
سيفقد الناس والطيور صوابهم، وستنسى الحمائم والبلابل تغريدها
ستكون تلك الساعة قاسية جدا على كل مسافر، فسينسون طريقهم وكأنهم سكارى فاقدين صوابهم
إن المياه الجارية في وديان الجبال ستحمر مثل خمرة “أنجبار” بدماء الأموات
سيضمحل الجن والإنس كلهم خوفا، لو كان “زار” (قيصر روسيا) لكان في تلك الساعة بحالة يُرثى لها
إن تلك الآية الربانية ستكون نموذج غضب الله تعالى، وستصول السماء مشهِّرة سيفها
فلا تستعجل في الإنكار يا أيها السفيه الجاهل، لأن صدقي كله يعتمد على تلك الآية
الأمر مبني على وحي الله تعالى وسيتحقق حتما، فاصبر لبضعة أيام بالتقوى والحِلم
لا تظنن أن ظنّ السوء هذا معفيٌّ عنه كله، بل هو دَين سوف يُوفى إليك كله.
(البراهين الأحمدية الجزء الخامس، الخزائن الروحانية مجلد21، ص 151-152)
” لقد وردت كلمة “الزلزال” في وحي الله مرارا، وقد قال الله تعالى إن ذلك الزلزال سيكون نموذج القيامة، بل يجب أن يسمَّى زلزلة القيامة، كما تشير إليها سورةُ {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا}، ولكني لا أستطيع حتى الآن حملَ لفظِ الزلزال على ظاهره قطعًا ويقينًا، فقد لا يكون هذا زلزالاً معروفًا، بل كارثة شديدة ” (البراهين الأحمدية، الجزء الخامس، الخزائن الروحانية، مجلد 21، ص 151 – 152)
“لقد أخبرني الله تعالى أن الكارثة التي سماها زلزالاً ستكون نموذجًا للقيامة، وستكون أشدَّ وطئًا من ذي قبل. ومع أنه قد وردت كلمة الزلزال في الظاهر، إلا أنه قد يعني آفة أخرى تشبه الزلزال، وستكون على كل حال كارثة مهولة وأشدًّ دمارًا من سابقتها، وستلحق أضرارا فادحة بالمباني أيضا … وكما قال الله تعالى لي إن هذا الزلزال سيقع في حياتك، وبوقوعه سيحصل لك فتح مبين……. ولكن الله تعالى يقول إن ذلك سيحدث في فصل الربيع،” (ضميمة البراهين الأحمدية، الجزء الخامس، الخزائن الروحانية، مجلد 21، ص 253 – 255)
“أقول: إن كلمة “الزلزال” موجودة في وحي الله، ولكن الزلزال الذي سيكون نموذجا للقيامة بل سيكون زلزال القيامة، وستندرس بسببه آلاف المباني وتنمحي قرى عديدة ولن يكون له نظير في الأزمنة الخالية، وسيموت بسببه آلاف الناس فجأة، وسيكون ذلك الحادث مما لم تره عين من قبل، فانهدام المباني بهذه الصورة وهلاك آلاف الناس دفعة واحدة وظهور الأمر الخارق للعادة هو المقصود الحقيقي من النبوءة. ومع أنه يُفهَم من كلمات النبوءة أن المراد من الزلزال هو الزلزال بعينه دون شك، ولكن الأدب مع كلام الله يقتضي أن تنتبه دائما إلى الهدف الحقيقي من ورائه وهو ظهور أمر خارق للعادة ومعجز، وذلك دون الخوض في تفاصيل الزلزال وكيفيته، لأنه قد يكون المراد منه آفة شديدة أخرى لم يُلاحَظ نظيرها في العالم من قبل ولكنها ستحمل في طياتها كيفية الزلزال وخاصيته. فمثلا قد يحدث الخسف دون أن يُشعَر بالزلزال وتنقلب الأرض رأسا على عقب، أو تظهر آفة أخرى بشكل خارق للعادة لم يسبق إليها علم الإنسان قط. فهي معجزة على أية حال.”
“ولكن كُتُب الله تعالى أيضا تُلفت أنظارنا إلى أن النبوءات من هذا القبيل تتحقق بصورة الاستعارة أحيانا، ولكن تلازمها صبغةُ كونها خارقة للعادة وحادثا جللا. وأرى أن تسعين بالمائة من الأوجه توحي بأن المراد هو الزلزال في الحقيقة دون غيره، لأنه قد ذُكر اهتزاز الأرض وانهدام المباني أيضا. هذا هو اجتهادي الشخصي، والله تعالى أعلم بأسراره الخفية، ويمكن أن يكشفها عليّ أكثر في المستقبل فهو على كل شيء قدير.”( البراهين الخامس)
وقد صرح حضرته عليه السلام في كتاب البراهين الخامس، وفق تأويله وفهمه لكلام الله عز وجل في بعض الأماكن أن “زلزلة الساعة” ستحدث في حياته وفي بلاده ولمصلحته وأنها ستقع في الربيع، حيث ربط بينها وبين وحي الله القائل : “لقد عاد الربيع وتحقق كلام الله مرة أخرى.” وقد جاء هذا في البراهين الخامس حيث قال :
“ولكن لو لم تظهر آفة شديدة الوطأة تهز العالم هزًّا، وتكون بصورة الزلزال بحسب ظاهر كلمات الوحي، بل ظهر أمر عادي يشهده العالم دائما وهو ليس خارقا للعادة وليس نموذجا للقيامة في الحقيقة، بل هو أمر معتاد، أو لم يظهر هذا الحادث في حياتي، فلكم أن تكذِّبوني على دقات الطبول وتعُدّوني مفتريا. الهدف من هذا الحادث العظيم هو أنه سيكون نموذجا للقيامة وسيدمِّر عالما في لمح البصر، ويُدخل آلافَ الناس في جماعتي.”ص186
“لأن وحي الله تعالى قد أخبرني مرارا وتكرارا أن تلك النبوءة سوف تتحقق في حياتي وفي بلادي ولمصلحتي. وإذا كان الأمر عاديا يوجد له مئات النظائر قبله وبعده ولا يكون خارقا للعادة ولا يُظهر آثار القيامة، فأقرّ بنفسي بألا تحسبه نبوءة، بل اعتبِرْه سخرية بحسب قولك”.ص287
وفي التجليات الإلهية 3-1906: كما قد حدث زلزالان عنيفان ( يقصد 4-41905 و28-2-1906)وكنت قد تنبأت بحدوثهما سلفا بتلقي الوحي من الله. أما الآن فيقول الله تعالى: ستحدث خمسةُ زلازل أخرى، وستلاحِظ الدنيا بريقها غير العادي….
أما الآن فيقول الله تعالى: ستحدث خمسةُ زلازل أخرى، وستلاحِظ الدنيا بريقها غير العادي.
“سأريكم بريق هذه الآية خمس مرات”
المراد من هذا الوحي الإلهي أن الله يقول إن خمسة زلازل هائلة سوف تحدث، واحدة تلو الأخرى، وعلى فترات قصيرة، وذلك لمجرد تصديق هذا العبد المتواضع، والغاية الوحيدة منها أن يدرك الناس أني منه. وسيكون لكل منها بريق من شأنه أن يتذكَّر العالم برؤيته اللهَ، وسيكون لها تأثير مخيف في القلوب، وستكون غير عادية في قوتها وشدتها وإلحاق الأضرار، وسوف يفقد الناس صوابهم لرؤيتها. وسيفعل الله – سبحانه وتعالى – كل ذلك غيرةً منه لأن الناس لم يعرفوا الوقت. ويقول الله – سبحانه وتعالى -: كنتُ مخفيا لكن الآن سأُظهر نفسي وسأُري بريقي وسوف أنَجّي عبادي مثلما نُجِّي النبي موسى وجماعته من يد فرعون، وسوف تَظهر هذه المعجزات مثلما أراها موسى لفرعون. ويقول الله – عز وجل -: إني سأميز الكاذب من الصادق، وسوف أدعم الذي هو من عندي وأعادي من يعاديه (1).
فيا أيها السامعون، تذكروا جميعا أنه إذا تحققت هذه النبوءات بصورة عادية فاعلموا أني لستُ من الله، ولكن إذا أثارت ضجة في العالم لدى تحقُّقها وجعلت الناس شبه سكارى لشدة اضطرابهم وألحقت أضرارا جسيمة بالمباني والأرواح في معظم المناطق، فاتقوا الله الذي حقَّق لي كل ذلك والذي له التصرف والسيطرة على كل ذرة في العالم، أنَّى لإنسان الهروبُ منه؟ إنه – سبحانه وتعالى – يقول: إني سوف آتي متخفيا كاللصوص؛ أي أن الله لن يُظهر على أي منجِّم أو ملهَم أو حالم مِن تلك الساعة إلا قدرا يسيرا مما كشفه على مسيحه الموعود ويزيده مستقبلا. ثم بعد هذه الآيات سيحدث تغيُّر في العالم، وتنجذب معظمُ القلوب إلى الله، ويبرد حبُ الدنيا في معظم الأفئدة السعيدة، وتُرفع ستائر الغفلة، ويُسقَون شرابَ الإسلام الحقيقي، كما يقول الله تعالى نفسه باللغة الفارسية:
“چو دور خسروي آغاز كردند … مسلماں را مسلماں باز كردند” أي: عندما يبدأ العهد الخسروي، فسوف يبدأ “المسلمون بالاسم فقط” بالعودة إلى الإسلام الحقيقي.
ولا يغيبن عن البال أنه عندما تحدث هذه الزلازل الخمسة ويتم الدمار بقدْر ما أراده الله، ستفور رحمةُ الله مرة أخرى وتنقطع الزلازل غير العادية والمرعبة الهائلة لأمدٍ، كما أن الطاعون هو الآخر سيغادر البلد، حيث خاطبني الله قائلا: “يأتي على جهنم زمان ليس فيها أحد” أي سيأتي على هذه الجحيم -التي هي جحيم الطاعون والزلازل- يومٌ لن يبقى فيها أحد من البشر، أي في هذا البلد. وكما وُهب زمن السلام والأمن في زمن نوح بعد موت الخلق الكثير، سيحدث هنا أيضا. ثم بعد هذا الإلهام يقول الله تعالى: “ثم يغاث الناس ويعصرون” أي سوف تُجاب دعوات الناس مرة أخرى وتنزل الأمطار في موعدها وستثمر البساتين والحقول بكثرة وستسود الأفراح وتنتهي الآفات غير العادية لئلا يظن الناس أن الله قهار فقط وليس رحيما ولئلا يتطيّروا بمسيحه (1)…
وجدير ذكره أنه كان لا بد من كثرة الأموات في زمن المسيح الموعود، كما كان حدوث الزلازل وتفشي الطاعون أمرا مقضيا. وهذا هو معنى الحديث الذي ورد فيه سيهلك الناس بنَفَس المسيح الموعود وسوف يعمل نفَسُه القاتل على مدِّ بصره (1). ولا يُفهمَنَّ من هذا أن المسيح الموعود قد وُصف في هذا الحديث بأنه ساحرٌ ينزع أكباد الناس بمجرد إلقاء نظرة عليهم، وإنما المعنى الصحيح للحديث أنه حيثما ستنتشر أنفاسه الطاهرة (أي كلماته في الأرض)، سيرفضها الناس ويكذبونها ويسيئون إليه ويسبونه. وإن رفضهم هذا سيتسبب فى حلول العقاب بهم (2).
وفي حاشية الكتاب قال حضرته:
من المقدَّر للمسيح الموعود من البدء أنه سيظهر أولا في صفة القهر حيث سيموت الناس بنفَسه على مدِّ بصره، أي لن يكون ذاك الزمن زمن جهاد وقتال بالسيف، وإنما الالتفات الروحي للمسيح الموعود سيعمل عمل السيف وتنزل آيات القهر من السماء مثل الطاعون والزلازل وغيرها من الآفات. عندئذ سوف ينظر مسيحُ الله إلى الناس بنظرة الرحم والعطف وتظهر آثارُ الرحمة من السماء ويبارَك في الأعمار ويخرج من الأرض رزق كثير. منه
وفي كتاب التجليات الإلهية لم يقل حضرته أن هذه الزلازل الخمسة ستحدث في حياته، بل قال حضرته هذا في البراهين الخامس ولم يكن القصد كل هذه الزلازل بل الزلزال المقبل ” زلزلة الساعة” بحيث يكون القصد منه البريق الأول لهذه الزلزلة، وفي حقيقة الوحي ربط بين النبوءتين على أن الزلزال الخامس سيكون نموذج القيامة، فيُفهم من هذا أن الخمس ستحدث في حياته، وما هذا إلا تفسير وتأويل حضرته عليه السلام، النابع من عدم وضوح معنى هذه النبوءة بشكل تام ودقيق.
وبنظرة شاملة حول هذه النبوءات التي ذكرناها نرى:
- – أنها في المحصلة عبارة عن مجموعة نبوءات، أو لِنقل نبوءة واحدة عظيمة ذات جوانب مختلفة، بحيث ليس من الضرورة أن تتحقق جميع هذه الجوانب بحرفيتها.
- – جوانب هذه النبوءة تتلخص بما يلي:
- – وقوع زلزال معين
- – وقوع زلازل كثيرة
- – زلزلة عنيفة ” زلزلة الساعة” خارقة للعادة لم يُر مثلها من قبل
- – ستكون مظهرا للقيامة
- – سيرَى بريقها خمس مرات و”هذا قول الله وستفهمونه يوم يفهِّمكم إياه”
- – متعلقة بالربيع أو بفصل الربيع أو ستقع في فصل الربيع
- – ستقع في حياته وبلاده لمصلحته
- – سيحدث فتح مبين جراء هذه الزلزلة بدخول آلاف الناس في جماعته
- – من الزلازل المتعددة ما سيقع قبل وفاته عليه السلام وهو ما وصف بعجائب القدرة
- – منها ما سيقع في المستقبل
- – بعض النبوءات جاءت بصورة دعاء أن لا يرى المسيح الموعود “زلزلة الساعة”بعينه
- – بعضها دعاء أن يرى المسيح الموعود زلزلة الساعة
- – الزلزلة وشيكة الحدوث، سيفقد الناس صوابهم بسببها، سيتضرر منها المسافرون والبشر والشجر والحجر، وتسيل أنهار من الدماء، سيتضرر منها قيصر روسيا ويصل إلى حالة يرثى لها.
- – بالإضافة لكلمات الوحي التي كان حضرته عليه السلام يذكرها ، كان حضرته يفسر ويشرح ويحاول أن يؤول هذه النبوءات، وفي كثير من الأحيان كان يعرض النبوءات بكلمات تنم عن فهمه هو لكلام الله عز وجل.
- – وليس من الغريب في مثل هذه الأحوال أن يكون فهم حضرته عليه السلام وتأويله لهذا الوحي ليس دقيقا، كما كنا قد أوضحناه من سيرة الأنبياء السابقين بأنهم كانوا يخطئون في فهم وحي الله ونبوءاته مثلما أوّل سيدنا محمد رؤيا هجرته إلى اليمامة وهجر فتحققت بالمدينة.
وبتتبع تفسير حضرته وتأويله لهذه النبوءات نرى أنه عليه السلام قد صرّح مرارا وتكرارا بالأمور التالية:
- – لم يجزم حضرته كيف ستتحقق هذه الآية ” زلزلة الساعة” بالضبط، و هل هي زلزال أرضي بالفعل أم كارثة أخرى مشابهة لها
- – لم يجزم متى ستتحقق هذه النبوءات بشكل فعلي.
- – وقال أنه ليس فقط زلزالا واحدا بل عدة زلازل وآفات، منها ما يظهر في حياته ومنها ما يظهر بعدها،.
- – كما أنه بالنسبة لوقوع زلزال في فصل الربيع قد أكّد حضرته أنه لا يدري ما المقصود من الربيع وإذا كان القصد فصل الربيع فلا يدري أي ربيع هو وفي أي سنة.
- – هذه الآية ستقع في حياته وبلاده وفي فصل الربيع
- – ولكنه أكّد أنه ستكون أمرا خارقا للعادة لم يُر من قبل
- – فانهدام المباني وهلاك آلاف الناس دفعة واحدة وظهور الأمر الخارق للعادة هو المقصود الحقيقي من النبوءة.
وبناء على كل هذا بإمكاننا تقسيم هذه النبوءات إلى نبوءات إجمالية وجزئيات فرعية لهذه النبوءات.
والنبوءة الإجمالية تتلخص بما يلي:
- – أن زلزلة شديدة الدمار لا بدّ أن تحدث، وهي ستكون بمظهر يوم القيامة، وخارقة للعادة لم يُر مثلها من قبل، وسميت ” زلزلة الساعة”.
- – فانهدام المباني وهلاك آلاف الناس دفعة واحدة وظهور الأمر الخارق للعادة هو المقصود الحقيقي من النبوءة.
- – سيصحب هذه الزلزلة زلازل عديدة منها ما يحدث قبل وفاة حضرته ومنها ما يحدث بعدها.
- – وكل هذا سيكون تصديقا للمسيح الموعود عليه السلام.
هذه هي النبوءة الإجمالية التي لا بدّ من التركيز عليها لانها هي التي تحوي الوجه الخارق للعادة الذي لم تره عين من قبل.
أما بالنسبة للجزئيات التفصيلية للنبوءة الأخرى:
- – في كيفية وماهية هذه الزلازل
- – ومتى وأين ستحدث
- – وكم هو عددها بالضبط
- – وما هي الزلازل الخمس بالتحديد
- – المقصود من فصل الربيع وأي ربيع هو
- – حدوث هذه الزلزلة الشديدة في حياة حضرته عليه السلام وفي بلاده
- – هنالك خمس زلازل لا بدّ أن تحدث الخامسة منها ستكون بمثابة زلزلة الساعة أي نموذجا للقيامة .
- – دخول الكثيرين في الجماعة إثرها
فهذه كلها جزئيات تفصيلية قد يدخل بعضها في عداد المتشابه الذي لا بد من تفويضه لعلم الله تعالى.
وسنرى في الحلقات المقبلة كيفية تحقق هذه النبوءات بالإجمال وبجزئياتها.
لعل القنبله النوويه التي لم يكن احد يتصورها ولم تخطر بقلب بشر تسبب دمار الاف الابنيه وتقتل الاف من البشر دفعه واحده هي احد الزلازل التي تنبا بها عليه السلام
صدق الله العظيم