تحقق نبوءات المسيح الموعود عليه السلام ح5

نبوءتا “هزة الزلزال” و”عفت الديار” نبوءة واحدة بالإجمال ..

  • هل تحقق إعلان 27 شباط بوقوع زلزال 4 نيسان سنة 1905؟
  • هل زيّفت الجماعة في إدراج عبارات من “إعلان الدعوة” الصادر بعد الزلزال بيوم واحد، في كتاب التذكرة؟ وهل نُشرت هذه العبارات قبل الزلزال أم لا؟
  • هل زيّف المسيح الموعود في دمجه لنبوئتي ” هزة الزلزال” و ” عفت الديار” في كتاب حقيقة الوحي؟

يقول المعترضون: 3: يقول الميرزا في إعلان 27/ 2/1905: رأيت في الكشف أن هناك ضجة هائلة كضجة يوم القيامة بسبب وقوع الموت المؤلم بكثرة، فاستيقظت والوحي التالي جارٍ على لساني: الموت منتشر في كل مكان (التذكرة نقلا عن “بدر”، مجلد 4، عدد 7، يوم 5/ 3/1905)

.. فهذه نبوءة عن انتشار الموت في كل مكان، وعن ضجة مثل ضجة يوم القيامة. أما زلزال 4/ 4/1905 فليس ضجة كضجة يوم القيامة البتة، بل هو مجرد مقتل 20 ألف في كل مناطق الزلزال. فهو لا شيء إذا قورن بعبارة: ضجّة القيامة. ثم أين الموت المنتشر في كل مكان حسب الإلهام؟ هل عشرون ألفا مِن بين ملايين الهنود موتٌ منتشر في كل مكان؟!

ردا على هذا نقول:

لا شك أن هذا من دجل المعارضين وعنادهم وإصرارهم على إنكار تحقق النبوءات لأن حقيقة الزلزال الذي حدث 4-4-1905 تدحض ما يزعمون ..

نعم، لقد أنزل الله تعالى بحسب هذه الإلهامات الدمار في صورة الزلزال في 4/4/1905. ووصف جميعُ سكان البلد هذا الزلزال بأنه كان خارقا للعادة، بل قد قال البعض أنه لا نظير لهذا الزلزال في 1600 سنة ماضية في البنجاب. وكان هذا الزلزال نموذجا للقيامة، إذ قد تهدمتْ جميع المباني المحفوظة من مئات السنين، كما تهدَّم في هذا الزلزال معبدٌ هندوسي في “كانغره” كان قائما منذ ألفَي سنة. وكأن مثل هذا الزلزال لم يحدث منذ ألفي سنة، لأنه لو كان قد حدث لانهارتْ هذه المباني آنذاك. فإن انهدام هذه المباني في هذا الزلزال يفيد أنه لم يحدث مثل هذا الزلزال العنيف في ألفَي سنة ماضية.

و”ورد في جريدة “وكيل” الصادرة من أمرتسر:

كان هذا الزالزل مروعًا ومخيفًا، ولا نبالغ لو سميناه القيامة الصغرى. عندما كان هذا الزلزال يُري الناس مشهد جلال الله القهار أيقن عامتهم أن القيامة قد أتت.

فالحق إن إعلان 27-2-1905 هذا وذكر حضرته عليه السلام نبوءة عفت الديار … فيه وتحذيره بأن موعدها قد قرب لهو بحد ذاته إثبات آخر ونبوءة عظيمة بحد ذاتها، والدليل على ذلك القرب الزمني بين هذا الإعلان وتاريخ حدوث الزلزال، وإن كان حضرته عليه السلام يفسّره بتأويله أنه متعلق بالطاعون .

الاعتراض:

وفي إعلان بعد الزلزال بيوم أضاف الميرزا عبارة “وأُريت أن البلاد على وشك الفناء بعذاب الله، فلن تنجو منه أماكن الإقامة الدائمة ولا أماكن الإقامة المؤقتة، بل ستحل كارثة بالمساكن الدائمة والمؤقتة كلها. (إعلان الدعوة، يوم 5/ 4/1905)

وهذه إضافة جاءت لاحقا، وإن وضعوها في التذكرة بنفس التاريخ أعلاه وهو 27/ 2/1905 تزييفًا، وإلا فليأتونا بها قبل نشرها في إعلان 5/ 4/1905، ولن يستطيعوا.

الردّ:

رغم وضعها في التذكرة تحت هذا التاريخ 27-2-1905 إلا أنه ذُكر مصدرها وتاريخها الحقيقي إلى جانبها مباشرة حيث ذكر: (إعلان الدعوة، يوم 5/ 4/1905، مجموعة الإعلانات، مجلد 3، ص 519، و”الحكم”، 24/ 3/1905، ص 9)

فكيف يمكن أن يعد هذا تزييفا إذا ذُكر المصدر والتاريخ الحقيقي معها!؟

فلماذا أدرجت إذن، تحت الإلهامات الواردة في تاريخ 27-2-1905 ؟

لأن هذه النبوءة مطابقة تماما للنبوءات الواردة في إعلان 27-2-1905 وتتحدث عن نفس الحدث وتحققت كلها بوقوع زلزال 4-4-1905 .

تعالوا لنجري مقارنة بين هذه النبوءات الواردة في اعلان 27-2-1905 وتلك المذكورة في إعلان الدعوة 5-4-1905 .

اعلان 27-2-1905 حيث جاء فيه:

أيها الأصدقاء، رحمكم الله، لعلكم تعلمون أنني نشرتُ في جريدتَي الحكم والبدر اللتين تصدران في قاديان بإخبار من الله قبل تسعة أشهر تقريبا من الآن نبوءة: “عفت الديار محلها ومقامها”. أي أن هذا البلد على وشك الانقراض بسبب الطاعون ولن تسلم أماكن الإقامة الدائمة ولا أماكن الإقامة المؤقتة،

إعلان الدعوة 5-4-1905:

وأُريت أن البلاد على وشك الفناء بعذاب الله، فلن تنجو منه أماكن الإقامة الدائمة ولا أماكن الإقامة المؤقتة، بل ستحل كارثة بالمساكن الدائمة والمؤقتة كلها. (إعلان الدعوة، يوم 5/ 4/1905)

ففي الإعلان الأول جاءت العبارات: “هذا البلد على وشك الانقراض” بينما عبارات الإعلان الثاني تقول ” البلاد على وشك الفناء ” ؛ نرى نفس المفهوم ولكن بعبارات مختلفة .

وفي الإعلان الأول يذكر النبوءة بنصها الحرفي ” عفت الديار محلها ومقامها” بينما في الاعلان الثاني يذكره بالمعنى: أن أماكن الإقامة الداءمة والمؤقتى ستفنى

إذن فالإعلانان متطابقان كليا. وقد أدرجت النبوءات متلازمة في التذكرة لأنها تتحدث عن نفس الحدث وتحققت كلها بزلزال 4-4-1905 .

والعبارات التي يطلب المعارضون الإتيان بها قبل نشرها في إعلان الدعوة، لهي منشورة بالفعل قبل ذلك في إعلان 27-2-1905 فكلا الإعلانين متطابقين من حيث المفهوم والعبارات الواردة فيهما.

الاعتراض:

ويتابع المعارضون باعتراضاتهم حول ما جاء في إعلان الدعوة:

ثم إنّ عبارة “البلاد على وشك الفناء بعذاب الله” واضحة البطلان. وكذلك قوله: “ستحلّ كارثة بالمساكن الدائمة والمؤقتة كلها”، فهذا لم يحصل قط. فالزلزال ليس شيئا مقارنة بهذه الكلمات…… ثم إن زلزال 4/ 4/19055 ليس شيئا حين يقارَن بزلازل كبيرة، فيقال إنه قُتل فيه عشرون ألفا فقط. ولا يقال عن مثل ذلك: “عَفَت الدِّيار”، فسقطت هذه النبوءة من كل الأبواب.

نقول ردا :

ما نشرته الجرائد بعد الزلزال يقضي على هذا الاعتراض حيث جاء في جريدة “وكيل” الصادرة من أمرتسر:

كان هذا الزالزل مروعًا ومخيفًا، ولا نبالغ لو سميناه القيامة الصغرى. عندما كان هذا الزلزال يُري الناس مشهد جلال الله القهار أيقن عامتهم أن القيامة قد أتت.

فحتى الجرائد المحايدة وصفت الزلزال انه القيامة الصغرى فماذا بعد كل هذا.

وقلنا انه هدمت فيه بنايات لم تهدم من ألفي سنة الامر الذي يدل على قوة هذا الزلزال .

ثم العبارات هذه الواردة في النبوءات لهي عبارات عامة ولا يُقصد منها كل القارة الهندية أو كل العالم سيتضرر من الزلزال، وأنه لا بدّ أن يذهب ضحية الزلزال ملايين الناس، بل القصد منها أن المناطق المنكوبة هي التي ستتصف بهذا الدمار،ستنمي فيها المباني وتكون بمشهد كمشهد يوم القيامة ولكن بما أنه لا يُعرف أين سيضرب هذا الزلزال وفي أي منطقة بالذات؛ لا بدّ من أن يكون التحذير عاما لكي يتّعظ الجميع منه ….فالمناطق المنكوبة بالزلزال ستتحقق بها كلمات النبوءة هذه “عفت الديار “، فلم يقل المسيح الموعود بأن كلمات النبوءة هذه لا بد أن تشمل كل الهند كما لا يفهم منها أنها ستشمل كل العالم … بل غن المناطق المنكوبة هي التي ستشهد مشهد القيامة والأمر نسبي.

الاعتراض:

ويقول المعترضون في تعليقهم على ما جاء في كتاب حقيقة الوحي:

499) الآية التاسعة والأربعون: هي أني أنبأت عن الزلزال، وقد نُشر في جريدتي “الحَكَم” و”البدر” أن زلزالا قويا سيقع قريبا ويسبب دمارا شاملا في بعض مناطق البنجاب. وكلمات النبوءة كانت: “هزّة الزلزال، عفت الديار محلها ومقامها.” فتحققت هذه النبوءة بتاريخ 4/ 4/1905م. (حقيقة الوحي)

فقال المعترضون:

هذا من الكذب المذهل. فليس هنالك مثل هذا النصّ البتّة، والخلاصة أنّ نصّ “هزة الزلزلة” ليس بينه وبين نصّ “عفت الديار” أي صلة. والنص الأول يشير إلى نفي الزلزلة، والنصّ الثاني محاط برحمانية الله أولا، ويتعلق بالطاعون الذي يفتك بالمقيمين في الخيام والبيوت معا ثانيا، فسقطت النبوءة.

نقول ردّا:

وضحنا ان النبوءتين ” هزة الزلزال” و ” عفت الديار” قد نشرتا في نفس الجريدة وبفارق زمني 5 أشهر، وقد أكد حضرته عليه السلام فيما بعد أن كلتيهما تتحدثان عن زلزال 4-4-1905 . ولذا فيمكن اعتبارهما نبوءة واحدة بالإجمال.

واضح وضوح الشمس في كبد السماء أن حضرته عليه السلام يجمع بين النبوءتين ويتحدث عنها كنبوءة واحدة كنوع من الاختصار في الحديث، وليس في هذا أي كذب وأي تزييف، وذلك لأنها تتحدث عن نفس الحدث ونفس الموضوع، ووضّحنا كيف أن النبوءتين تتعلقان بالزلزال ومرتبطتان ببعضهما البعض، وإنْ كان حضرته قد اوّل “عفت الديار” بانتشار الطاعون، في بادئ الأمر … وأما مسألة الخيام فقد فسرناها وقلنا أماكن الإقامة المؤقتة لا تقتصر عليها بل تشمل الفنادق وما شابهها من بنايات للإقامة المؤقتة، رغم انه قلنا بأن الخيام أيضا قد تتضرر كنتيجة للزلزال.

وهذا ما أكّده حضرته عليه السلام، أن هذه هي كلمات النبوءة الإجمالية حيث قال ردا على احد المعترضين في هذا الصدد: (قلنا أن الاعتراضات قديمة)

أقول: أيها الأعمى، إن كلمات النبوءة الإجمالية هي: “هَزَّةُ الزِّلْزَال، عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا وَمُقَامُهَا.” انظر: جريدة “الحَكَم” 1903م و1904م. وتعني العبارتان أنه ستقع هزة الزلزال، وسيُدمّر نتيجتها جزء من هذا البلد، وستُهدم البنايات وتندرس. قل الآن، أأنا مَن خدع الجهال (1) أم أنت؟ أو أأنا من كذب أم أنت؟ لعنة الله على الكاذبين. إن جريدة “الحَكَم” مازالت موجودة فاقرأ كِلا العددين منها، وقد نُشرت قبل الزلزال بسنة كاملة ووصلت إلى الدوائر الحكومية أيضا. فقل الآن أيّ تعنّت دفعك إلى الكذب إذ ادّعيتَ أن الزلزال ليس مذكورا في النبوءة؟!