تحقق نبوءات المسيح الموعود عليه السلام ح4

سرقات المعارضين وتحقّق نبوءة ” عفت الدّيار محلُّها ومُقامُها” !!!

  • هل اعتراضات المعترضين اليوم هي اكتشافات جديدة أم سرقة من مشايخ السوء زمن سيدنا أحمد عليه السلام؟
  • كيف ردّ المسيح الموعود نفسه على هذه الاعتراضات القديمة جدا جدا ؟
  • لماذا تحققت نبوءة عفت الديار.. بزلزال 4 نيسان 1905 رغم ان المسيح الموعود أوّلها بالطاعون في بادئ الأمر؟
  • هل من الضروري أن يؤوِّل النبي الوحيَ تأويلا صحيحا قبل تحققه؟
  • ما هو اهم الجوانب في فهم تحقق النبوءات؟ وهل من المفروض أن تظهر حقيقة كل جانب من جوانب النبوءة؟

قبل الخوض في الموضوع الأساس، لا بدّ أن ننوه إلى أن الاعتراضات التي يدلي بها المعارضون اليوم في هذا الصدد ليست اعتراضات جديدة، وليست هي اكتشافات عظيمة تنمّ عن كشف الخبايا والأمور المستورة وكشف الأكاذيب والتزييف مثلما يصوّره المعارضون اليوم. بل هذه الاعتراضات قديمة جدا تعود إلى زمن المسيح الموعود عليه السلام قبل حوالي 130 سنة. فليست هي من عبقريات المعارضين ولا من علمهم الواسع ولا اكتشافاتهم الجديدة.

فهذه الاعتراضات مع الأجوبة عليها موجودة ومدونة في كتب الجماعة منذ ذلك الوقت، وما فعله المعارضون اليوم ما هو إلا عملية سرقة ونقل بائسة لهذه الاعتراضات، ليدّعوا بعدها أنهم أصحاب الاكتشافات الجديدة، وما هي في الحقيقة إلا سرقة من كتب الجماعة لنفس الاعتراضات القديمة التي نشرتها الجماعة بنفسها. وإنما دأب المعارضين اليوم أن يوهموا الناس أنهم اكتشوا كذا وكذا .

والسؤال الذي لا بد أن يُسأل: هل يُعقل أن الجماعة التي تريد أن تزيّف وتخفي الحقيقة مثلما يدّعيه المعارضون، تقوم بتدوين كل هذه الاعتراضات التي تثار ضدها في كتبها وتنشرها في العالم كله!!؟؟ فالمنطق يحتم أن الذي يريد أن يزيّف ويخفي حقيقته الكاذبة، أوّلُ ما يجب أن يفعله هو إخفاء مثل هذه الاعتراضات وعدم نشرها، فلولا وجود مثل هذه الاعتراضات ونشرها في كتب الجماعة لما وصل المعارضون إلى اكتشافاتهم المزعومة اليوم .

نقول: إن نشر هذه الاعتراضات كلها مع الأجوبة عليها في كتب الجماعة، ما هو إلا أكبر الدلائل على صدقها ونزاهتها ومصداقيتها وثقتها بهذا الصدق، ولولا هذا الصدق وهذه الثقة لأخفت الجماعة مثل هذه الاعتراضات وتستّرت عليها لألّا يُفتضح أمرها، هذا ما يقوله ويحتمه العقل والمنطق القويم السليم .

وبهذا تسقط كل اعتراضات المعترضين قبل أن نخوض في تفسيرها وشرحها .

الاعتراض:

قلنا إن أحد الاعتراضات على نبوءة “عفت الديار” هو أن المسيح الموعود عليه السلام كان قد أوّلها في بادئ الأمر بأنها متعلقة بالطاعون، وأنه عليه السلام ادّعى أنها متعلقة بالزلزال فقط بعد أن حدث، ولذلك فهي لا علاقة لها بزلزال 4-4-1905:

الجواب:

كنا قد بيّنا في الحلقة الماضية أن هذه النبوءة، بالفعل، تعني زلزال 1905 لأنها متطابقة تماما مع نبوءة “هزة الزلزال” التي سبقتها، وكذلك لأن نصّها الحرفي يدلّ على الزالزال وانمحاء وانهيار المباني.

الآن لنرَ ما أجابه المسيح الموعود على هذا الاعتراض:

فقال حضرته عليه السلام في دحض الاعتراض على التأويل الذي صدر منه: فهل تنهدم البنايات نتيجة الطاعون أيضا؟…. هل ينطبق إلهام “عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا وَمُقَامُهَا” من حيث معناه الحرفي على نبوءة الزلزال الذي ذُكر من قبل أم على الطاعون؟…. من المؤسف أنك لا تعلم شيئا عن سنن الله. ليس ضروريا للنبي أن يعلم علما قطعيا عن جانب معين من النبوءة بأنها ستتحقق على هذا النحو حتما. غير أنه من الضروري للنبوءة أن يكون مفهومها خارقا للعادة وألا تقدر قوة من قوى الإنسان أو مكائده وتخطيطه على مبارزتها. ولكن ليس ضروريا أن تُظهر حقيقتُها من كل الجوانب والنواحي…. .( البراهين الأحمدية الجزء الخامس)

وقال عليه السلام أيضا:

أقول: إن علاقة عذابِ “عَفَتِ الدِّيَارُ” بالطاعون لا تجعله الطاعون بعينه. وإضافة إلى ذلك فإن القول بأن لفقرة “عَفَتِ الدِّيَارُ” علاقة بالطاعون إنما هو قول إنسان. أما لو ورد ذلك في وحي الله لجاز الاعتراض. بل يقول الوحي الإلهي بكل صراحة بأنه يتعلق بالزلزال. انظروا الإلهام المنشور في الجريدة نفسها أي “الحَكَم” في نهاية كانون الأول/ديسمبر 1903م وعبارته: “هَزَّةُ الزِّلْزَال”. ثم صرّح به الإلهام الثاني بعد خمسة أشهر في الجريدة نفسها في عدد 31/ 5/1904م قائلا: “عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا وَمُقَامُهَا”. الأسف كل الأسف، على حالة هذا العصر، إذ يوجد كلام الله في مقامينِ في الجريدة نفسها، وكلامٌ منهما يشرح الآخر، ولا ينظر إليه أحد بل يقدمون كلام الإنسان مع عدم مسئولية إلهام الله عن الخطأ. انظروا إلى هذا الحد من العناد مع تسميتهم أنفسهم أولاد المسلمين! والله أعلم ماذا عسى أن يكون وباله في المستقبل.

يقصد حضرته عليه السلام أن القرب الزمني بين النبوءتين “هزة الزلزال” و “عفت الديار..” دليل على أنهما متعلقتان بالزلزال؛ هذا ناهيك عن أن المعنى الحرفي لهما متشابه. .( البراهين الأحمدية الجزء الخامس)

وقال عليه السلام أيضا:

وإضافة إلى ذلك، لا أنكر أن حقيقة النبوءة لا تنكشف بالكامل قبل الأوان، ويمكن أيضا أن يخطئ الإنسان في شرحها. لذا لم يسبق في الدنيا نبيّ لم يصدر منه خطأ قط في فهمه معنى أية نبوءة من نبوءاته. وإذا أخطأ النبي في الاجتهاد في بيان معنى نبوءته فهذا لا يحطّ من شأن النبوءة وعظمتها، لأن النبوءة الربانية تكون خارقة للعادة وأعلى من نظر الإنسان وأسمى من أفكاره. فهل لك أن تدّعي أن ذلك يمسّ بعظمتها؟ إذا كان الحال على هذا المنوال فأستطيع أن أقدّم قائمة طويلة من النبوءات التي أخطأ الأنبياء أولو العزم في فهمها….من المعلوم أنه إذا تحققت النبوءةُ وشرحتْ معناها بظهورها، وتبيَّن بالبداهة بمقارنة كلماتها مع ذلك المعنى بأن ذلك هو المعنى الصحيح، فإن الطعن فيها ليس من الإيمان في شيء.( البراهين الأحمدية الجزء الخامس)