خطبة الجمعة   

التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام

يوم 10/08/2018

في مسجد بيت الفتوح بلندن

*****

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين، آمين.

نحمد الله تعالى على انتهاء الجلسة السنوية للجماعة في بريطانيا يوم الأحد الماضي، وقد باركها الله تعالى وأنزل أفضاله، فتلك الأيام الثلاثة كانت مباركة جدا. معلوم أن الاستعدادات للجلسة تستمر على مدار العام تقريبا. ولكن في الأشهر الثلاثة أو الأربعة التي تسبق الجلسة تنشغل إدارتها والعاملون بوجه خاص، وفي الأسبوعين السابقين للجلسة يزداد عدد المتطوعين كثيرا ولا سيما الشباب منهم، وأعضاء مجلس خدام الأحمدية الذين يبذلون قصارى جهودهم لتهيئة المرافق المطلوبة كلها في حديقة المهدي. إن تحويل هذا المكان الخاوي إلى مدينة عامرة مزوَّدة بكل نوع من المرافق ليس بمهمة سهلة وهيّنة، وأضف إلى ذلك أن هذه الأعمال لا يقوم بها الخبراء والمهنيون. فكل ما يتم إنجازه وما نحصل عليه من النتائج إنما هو بمحض فضل الله تعالى، فهو الذي يُنجح هذه المساعي بصورة خارقة، والضيوف القادمون يستغربون نظرا إلى حماس العاملين ويذكرون أيضا استغرابهم في تعليقاتهم. إن كل ما يبذله العاملون على ترتيبات الجلسة في الأيام السابقة لعقدها مباشرة يزداد أكثر في أيام الجلسة ويشترك في هذه الأعمال الصغار والكبار، الرجال والنساء. هذا الأمر يبدو غريبا للضيوف غير الأحمديين حين يرون الصغار والكبار عاكفين على مهام موكولة إليهم. والضيوف الذين لا يكونون مطلعين على كيفية هذا العمل يعبّرون عن استغرابهم الشديد. وإضافة إلى استغرابهم نظرا إلى خدمات العاملين تترك الجلسة وتعليم الإسلام فيهم أثرا طيبا إلى درجة أن تتغير حياتهم أحيانا على الرغم من كونهم غير مسلمين وتزداد معلوماتهم عن الإسلام وعن الجماعة الأحمدية، ويطلعون على جمال تعليم الإسلام بينما كانت لديهم انطباعات سلبية عنه من قبل. فتكون الجلسة سببا لتقوية إيمان الأحمديين والأخوة بينهم، كذلك تكون وسيلة لإطلاع غير المسلمين على تعليم الإسلام الحقيقي.

الخطاب الذي يُلقى في اليوم الثاني من الجلسة تُذكر فيه بإيجاز شديد أفضال الله تعالى النازلة على الجماعة خلال العام المنصرم ونشكر الله تعالى عليها. ونرى نتيجة شكر الله تعالى أن مزيدا من أفضال الله تعالى تتنزل في أيام الجلسة نفسها. وهذا ما يذكره الضيوف غير الأحمديين في تعليقاتهم. والآن سأسرد عليكم بعضا من التعليقات بإيجاز شديد يتبين منها كيف أن بركات الجلسة تؤثر في غير المسلمين أيضا.

لقد حضر الجلسة من بنين ضيف اسمه ويلنتين هووي، وكان وزيرا إلى ثمانية أعوام وهو عضو البرلمان حاليا. فقال في تعليقه ما مفاده: ما حصلتُ عليه من الجلسة السنوية ما كان لي الحصول عليه ولو ببذل مبلغ كبير. كان الجو المحيط بالجلسة الذي عشتُه روحانيا وهادئا، ولم أرَ في حياتي اجتماعا منسّقا مثله اشترك فيه قرابة أربعين ألف شخص من أقوام وملل مختلفة ومع ذلك كان الجو هادئا ولم يحدث خصام ولا نزاع، بل كان الجميع عاكفين على خدمات موكولة إليهم.  كان الجميع بمن فيهم الشاب والشيوخ والنساء والفتيات يعملون على إراحة الآخرين مظهرين حسن الأخلاق، وهذا شيء عظيم. ما أثار استغرابي بوجه خاص هو أنني لم أر رجال الشرطة أو الجيش في هذا الحشد العظيم بل كان المتطوعون الأحمديون يعملون في كل مكان. وكنت أفكر: كيف يمكن العمل دون مقابل أو منفعة أو مصلحة شخصية في العصر الراهن؟ وتوصلتُ إلى نتيجة مفادها أن كل ذلك ممكن بفضل قيادة الجماعة نتيجة الخلافة التي قد ربَّت أفراد الجماعة من الأولاد والشيوخ والشباب والنساء، بحيث يعلِّم الأحمديون الصغارَ إنجازَ ترتيبات الجلسة منذ الطفولة، وأستطيع القول أن الإسلام الذي تُقدِّمه الجماعة الأحمدية، وبالأسلوب الذي تربي به أفرادها سيدخل العالم بسرعة كبيرة في الأحمدية أي الإسلام، وستكون الأحمديةُ أكبرَ دين في العالم– ومن الجدير بالملاحظة هنا أن الأحمدية ليست دينا فإنما الإسلام سيكون أكبر دين في العالم، يتم إحياؤه بواسطة المسيح الموعود ؏ والأحمدية– إن التعليم الذي تُقدمه الجماعة الأحمدية إلى العالم قد رأيت صورته العملية الحقيقية بحضور هذه الجلسة، إنني أحمل معي من لندن إلى بلادي ذكرياتٍ رائعة، ويتعذر علي بيان جمال هذه اللحظات، فهي ذكريات عطرة.

ثم من بنين نفسها حضر الجلسة ضيف يتقلد منصبا مرموقا في وزارة التخطيط والتنمية، وقال: لقد حضرتُ عدة مؤتمرات في العالم ولم أرَ أيًّا منها منظَّمًا وناجحًا مثل جلستكم قط. فكان جميع العاملين في هذه الجلسة يدركون مسؤولياتهم، ويؤدون واجبهم على خير ما يرام. فإطعام أربعين ألفا من الناس أمر محيِّر، لكن الأمر العظيم الذي يصعب تصديقه أن جميع الذين كانوا يحضِّرون الطعام ويقدمونه للضيوف كانوا متطوعين. فإذا صدر العمل بهذه العاطفة في العالم كله فأقول بكل ثقة أن القتال والخصام سيتلاشى من العالم، ولانتهت مشاكل البشرية. لا أجد بدًّا من الثناء على الجماعة الأحمدية. فجميع أفراد هذه الجماعة من الذكور والإنات والصغار والكبار مرتَّبون ومتحضِّرون.

حضر الجلسةَ ممثلُ رئيس جهورية هايتي السيد جوزيف بيريه فقال: هذه الجلسة كان أروع تجربة في حياتي، فلن أنساها أبدا، فقد أدهشتني أعمالُ المتطوعين عديمةُ المثال، بل قد غيرتْ أفكاري عن الإسلام دفعةً واحدة.

ثم كان من الضيوف القاضي في المحكمة العليا في ساحل العاج السيد تمريلي، وهو مستشار لجنة تشريعية وطنية في البلاد أيضا، فقال: أنا شخصيا مسلم وأحضُر برامج دينية لشتى الفرق الإسلامية منذ 20 سنة ماضية، إلا أنني لم أتعلم عن الإسلام خلال هذه العشرين سنة ما تعلمتُه خلال هذه الأيام الثلاثة للجلسة. فالتقدم الروحاني الذي أحرزتُه خلال هذه الأيام الثلاثة، لم أحظَ به خلال عشرين سنة ماضية. إن العلماء غير الأحمديين لا يملكون شيئا. إذا كان أحد يريد أن يأخذ المعلومات الحقيقية عن الإسلام فليأت إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية. إن أسلوب إنجاز المتطوعين أعمالهم في الجلسة يعبر عن حبهم العظيم للخليفة، وبدافع هذا الحب يطيعون الخليفة طاعة كاملة، ويتعايشون بمنتهى الحب، وهذا الحب موحد، ولهذا السبب يتمكنون من خدمة الإسلام بوجه صحيح. فلا تملك أية فرقة إسلامية أخرى مثل هذه الوحدة وهذا الإمام، سوف أحضر هذه الجلسة الروحانية في المستقبل أيضا بل سوف أُحضر معي زوجتي أيضا.

وقالت السيدة سيروا سكيس وهي صحفية من بيليز: لما انطلقت في رحلتي من ميامي إلى لندن انتابتني مشاعر الخوف والذعر والهول، ولم تكن مخاوفي لطول الرحلة التي تستغرق 7 ساعات، ولكن لأني فكرت في أنني سأقضي الأيام الثلاثة القادمة بين المسلمين الذين يتورط بعضهم في أسوأ أحداث الإرهاب في العالم. وكنت أظن أني لن أرجع. لقد أقلعت الطائرة وسأتعرض لهذا الإرهاب الآن. فبدأتُ أدعو لكي لا أكون فريسة لهجمة إرهابية. لكني لم أصبح فريسة لأي عملية إرهابية، بل كان الواقع على العكس تماما. لقد أسكنوني هنا كالأميرات. إن انطباعاتي عن الجلسة هي أفضل انطباعات في حياتي كلها. لقد قابلت كثيرا من الناس في الدنيا، لكني لم أَلْقَ أناسا مواسين كالأحمديين قط. وجدت جماعة سامية ورائعة. شاهدت هنا أسمى معايير التواضع والمحبة. كل يوم كان ساحرًا. وإني لفخورة أن قد صار لي هنا أصدقاء كثر وسأرجع من هنا بذكريات جميلة. هذه الحقيقة تجربة لن أنساها.

ويقول السيد برنارد جوزف عمدةُ مدينة بيليز: إن خبرتي الأولى هذه مع الجلسة السنوية كانت ممتعة ورائعة جدا. لقد أُعجبتُ جدًا بما رأيت لدى الأحمديين في هذه الأيام الثلاثة من أخوة وحب متبادل وخدمة للإنسانية. لقد جئت من بلد يعاني مشاكل اجتماعية كثيرة. وأرى بصفتي عمدة بلدة بيليز أننا ربما بحاجة إلى استرشاد الجماعة الأحمدية المحلية عندنا من أجل القضاء على هذه المشاكل الاجتماعية كلها.

وأضاف: إني سأعود من هنا بذكريات رائعة وعلاقات وصداقات أنشأتها هنا في هذه الأيام الثلاثة. كل الترتيبات من سكن وطعام وسفر وغيرها كانت على مستوى عال. سائقو السيارات، والمتطوعون الواقفون لاستقبالنا على المطار، والصغار الذين كانوا يقومون بخدمة تقديم الماء للناس خلال الجلسة، والمتطوعون العاملون في موقف السيارات وكذلك الذين عملوا في طهي الطعام، والإدارة التي كانت تقوم بالخدمة وراء الكواليس، كل هؤلاء قد جعلوا هذه الجلسة تذكارا جميلا.

ثم هناك بروفيسور من إيطاليا اسمه استولا كونسا، وهو قسيس كاثوليكي، وكان مستشارا للبابا السابق، وقد قال: لاحظت في هذه الجلسة ثلاثة أمور بوجه خاص: أوّلها أن لقاء الشعوب المختلفة بهذا الحب غير مترددين لأمٌر محير جدا. لا نجد هذا المشهد في أي مكان في العالم. وثانيها أني رأيت في هذه الجلسة سكينة كبيرة، ولم أر أي نوع من القلق. وثالثها أن خطابات الخليفة تحتوي على رسالة عظيمة وواضحة جدا، وفيها كثير من النصائح العَمَلية لنا.

وهناك سيدة فيلبينية اسمها ايلينا لوغس، وهي تعمل في “عرب نيوز”، وقد حضرت الجلسة في السنة الماضية كصحفية من قبل “اي منيلا بليتن”، وقد جاءت هذه السنة على نفقتها الخاصة، قالت: حضرت هذه الجلسة ثاني مرة. وإني لمضطرة إلى القول أن ترتيبات الجلسة وغيرها من الأمور قد أهالتني جدا في كل مرة. وكذلك قد أصابني الذهول برؤية إيمان الناس، ولا سيما كيف أن الناس من ألوان وأعراق مختلفة ينصهرون في جو الجلسة ولا يبقي بينهم أدنى فرق شعبًا ولونا وعرقا. هذه المحبة والأخوة هي التي تُكسب رسالتَكم صبغةً عمَلية تترك في النفوس وقعًا هو أقوى وأبقى تأثيرا من أي خطاب. وإني لعلى يقين أن حضور الجلسة سيرجعون إلى بلادهم بهذا الجو من الحب والأخوّة، وهكذا ستنتفع جميع البلاد من هذا الجو.

وتتابع قائلة: أرى أنه يجب على عدد كبير من الناس أن يقضوا بضعة أيام في جو هذه الجلسة مع الجماعة الأحمدية لكي يعلم أكبر عدد من الناس ما هي المحبة والأخوة، وكم هو جميل وجه الإسلام.

وهناك السيدة يوكيكو كوندو المحترمة وقد حضرت مع الوفد الياباني، وقالت معلقة على خطابي الذي ألقيته في خيمة النساء: إن خطاب الخليفة في خيمة النساء يكشف أن نصائح الخليفة إمامِ الجماعة الأحمدية مظلّةٌ تزدهر تحتها الأحمدية. إن ربْطَ أفراد العائلات بعضهم ببعض والخروجَ من العالم الذي يعمل كالآلة لهو حاجة العصر حقا. اليوم يرغب الناس عن الدين، وكنا نفكّر ما هي القوة التي تحافظ على ما يتمتع به أبناء الجماعة الأحمدية من عاطفة وحماس لخدمة الدين. هذا السؤال كان يدور في خلدنا، وعند الاشتراك في الدعاء في أول يوم من الجلسة وعند الاستماع إلى نصائح إمام الجماعة الأحمدية أدركنا بكل يقين أن الدعاء هو القوة التي تميّز الجماعة الأحمدية عن باقي العالم. لقد سنحت لنا الفرصة للدعاء خلال الجلسة مرارا، وبعد الدعاء قد شعرنا نحن أيضا بانشراح في القلوب ونضرة في الأرواح.

ثم تتابع: ظلَّ الطقس حارًا خلال أيام الجلسة، لكننا لم نر الناس قد سئموا من شدة الطقس، ولم تفارق الابتسامة وجوهَ المتطوعين. كان النظام والانضباط خلال تناول الطعام مثاليا. عندما علمتُ أن القائمين بهذه الخدمات بدءًا من الأطفال الذين كانوا يقومون بالسقاية، إلى القائمين بتنظيف المراحيض معظمُهم يقومون بهذه الخدمات طواعية، صرتُ أغبطهم وأدعو الله تعالى أن يرضى عن هؤلاء جميعا حيث يضحّون براحتهم من أجل سكينة الآخرين.

هناك مبايع جديد اسمه وادي لوب بيترس مياكو يقول: لم أر في حياتي مثل هذا البرنامج قط. لقد أعجبني جدًا بدءُ فعاليات الجلسة في مواعيدها بالضبط. إن مواضيع الخطب المختلفة كانت بحسب حاجة العصر وكانت نافعة لي خاصة. إن ترتيبات الجلسة كلها كانت بمنزلة ماكنة مشتغلة تعمل كل آلة فيها في مكانها. كل المتطوعين كانوا يشغلون هذه الماكنة معًا على خير ما يرام. كل متطوع كان يبدو ماهرا في عمله.

ويتابع ويقول: كل المعارض المقامة في الجلسة كانت ذات فائدة كبيرة، لاسيما الأرشيف ومخزن الصور، وريفيو أوف ريليجنز. لقد أعجبتني هذه المعارض خاصة، وزادت معرفتي بتاريخ الأحمدية جدا. بالمشاركة في هذه الجلسة صرتُ أشكر الله أكثرَ إذ وفّقني للارتباط بهذه الجماعة المباركة.

لقد رأى هذا الضيف ثغرة في الجلسة فقال مشيرا إليها: بغضّ النظر عما في هذه الجلسة المباركة من محاسن ومزايا فأرى حسب رأيي المتواضع أنه كان هناك نقص شديد في البرامج الفرنسية مقارنة بالبرامج الإنجليزية.

على الإخوة الناطقين بالفرنسية والمسؤولين عن إعداد البرامج الفرنسية تسجيلُ هذه الملاحظة، فإما أن تكون هناك برامج بالفرنسية أو أن يقدموا بطريقة ما الترجمة الفرنسية للبرامج الأخرى التي تقدم هناك. وإنه لمن فضل الله علينا أننا نذكَّر بنقاط ضعفنا أيضا أولاً بأول.

وهناك ضيف من اليابان اسمه نشيدا وهو من كبار الرهبان البوذيين، وقال معبرا عن انطباعاته عن البيعة العالمية: برؤية البيعة العالمية أحسست أن لنا إلها واحدا إذا أناب إليه المرء نال الطمأنية وغُسل من ذنوبه، ولو أن الناس جميعا أرادوا الوحدة ناسين اختلافاتهم فهذا ممكن.

ثم يقول: بالمشاركة في البيعة العالمية سالت الدموع من أعيننا عفويًا، وخررنا ساجدين، وشعرنا أن ذنوبنا أيضا قد غُسلت بالفعل.

ثم هناك عالِم من إندونيسيا، هو البروفيسور مومل، وقال: إن عقد الجلسة السنوية برنامج مدهش جدا. لقد حضر الجلسة أناس من مختلف البلاد، وقد بدا وكأن العالم كله قد جُمع وجُعل أمة واحدة. لا نجد في أي تنظيم في العالم نظيرا للإخلاص والتفاني الذي قدم به المتطوعون بالخدمات هنا، وهذا دليل عظيم على أن الجماعة الأحمدية جماعة تخدم في كل مجال. لقد قابلْنا كل نوع من الناس خلال الجلسة، وكان بينهم شخصيات كبيرة، ورأينا في كل مكان مشهد أخوّة الإسلام والسلام والأمان. أما الضيافة فتفوق الوصف. كان المتطوعون يكرمون الضيوف جدا، وكان يلقونهم بمنتهى البشاشة، وكنا نشعر أننا نسكن في بيتنا. أما الخطب التي ألقيت في الجلسة فكانت مفهومة للجميع بكل سهولة.

وقال: أقترح عقد مثل هذه الجلسة العظيمة في إندونيسيا ويجب أن يحضرها الخليفة أيضا، وسيكون هذا مدعاة فخر كبير لنا.

وأقول: إذا كانوا يريدون عقد هذه الجلسة في بلدهم فعليهم إقناع أهل بلدهم، فإنهم يزدادون عداءً للأحمديين حاليا.

ثم هناك سيدة من إندونيسيا وهي زعيمة تنظيم للمسلمات هنالك، وقالت: لقد قرأت العديد من كتب الجماعة الأحمدية، وعندي معرفة كافية بالأحمدية، ولكني لما حضرت هذه الجلسة السنوية واستمعت بأذني لخطب الخليفة أعجبتُ بهذه الجماعة جدا. لا جرم أن أفراد الجماعة الأحمدية عالِمون عامِلون. كيف يستمع القوم إلى كلمات الخليفة بإنصات وإمعان؟! هذا مشهد محير للعقول. يقول الناس أن الجماعة الأحمدية كافرة وضالّة وتُضلّ الآخرين، ولكن الحق أن هؤلاء هم المسلمون حقًا، يصلّون ويؤدون حقوق الله وحقوق العباد على أحسن وجه. يُكرِم بعضهم بعضا، ويتنافسون في إلقاء السلام على الآخرين. يلتزمون بالنظام والانضباط والطاعة في كل برنامج وفعالية. كل متطوع يؤدي واجبه عامِلا بقول الله تعالى “تَعاوَنوا على البرّ والتقوى”. لقد أعجبني هذا المشهد أيما إعجاب، ويبدو أن كل هذا هو نتيجة بركات إمام الزمان وبركات الخلافة.

علمًا أن هذه السيدة ليست بأحمدية.

وهناك عالم آخر غير أحمدي من إندونيسيا أيضا، وهو رئيس قسم الفلسفة في جامعة هنالك، وقد قال: لقد رأيت أول مرة مجلسًا جُعلتْ فيه الأمورُ الروحانية نصب العين من كل النواحي. أعتبر هذه الجلسة جلسة ذهبية، لأن الناس قد اجتمعوا فيها من كل العالم حول الخلافة كالفراشات. إنني كإندونيسي أشيد بجهود خليفة المسيح الذي قدّم مشهدا للأخوَّة بجمع الناس من كل أنحاء العالم في مكان واحد.

أقول: الحق أن الخلافة تواصِل هذه المهمة التي بُعث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من أجلها، وندعو الله تعالى أن يوفّق هؤلاء الضيوف للإيمان بإمام الزمان ومهدي هذا العصر عليه السلام.

ثم يتابع الضيف ويقول: هذا هو الإسلام الحقيقي، وهذه هي الأخوة الحقيقية. إن الجماعة الأحمدية هي التنظيم العالمي الوحيد الذي لا يوجد له نظير في أي مكان. إن شعار الجماعة الأحمدية رائع جدا، ويدخل في كل قلب كالمسمار. كل خطاب للخليفة كان بيانًا لتعاليم الإسلام على ضوء القرآن الكريم والأحاديث والسنة والنبوية على أحسن وجه. مع أن الجلسة ثلاثة أيام ولكن هذه الأيام الثلاثة كانت مفعمة بالبركات جدا. وإننا نشكركم على هذا جزيل الشكر.

لقد حضرتْ الجلسةَ مِن غينيا كوناكري سيدة اسمها سارنج بيك كمارا وهي حاكمة ولاية هناك، وقالت: لم أر في حياتي برنامجًا هو أفضل وأكثر تنظيمًا من هذه الجلسة. لقد حضرها من كل بلاد العالم أناس ذوو أعراق وألوان مختلفة بعدد كبير، وكانوا يقدمون نموذجا رائعًا للإسلام. إنه تعبير غير عادي عن الحب والوئام، وهو ليس بالكلمات فقط بل تراه مجسدا بالعمل ومحسوسا. كل ما احتجنا إليه كل ميسرًا كل حين.

وتقول أيضا: لقد تمكّنت من الاستماع لكل الخطابات، وأحسست أنها قد أُعدّتْ وفقًا لحاجة العصر تماما. أما خطابات إمام الجماعة الأحمدية فكانت غير عادية على وجه خاص. لو عملنا بالتعليمات التي وجهها حضرة الخليفة في خطبة الجمعة إلى المضيفين والضيوف لحُلّت وفي جوّ من الحب والوئام كلُّ مشاكلنا التي تحصل عبثًا.

وتتابع وتقول: لقد أدركتُ في هذه الأيام الثلاثة أن الجماعة الأحمدية جماعة منظمة تسير على أدنى إشارة من إمام واحد لها، وهذه هي تعاليم الإسلام الجميلة التي نستطيع بالعمل بها أن نكون جماعة موحدة اليوم.

وتقول في الأخير: أرجوكم الدعاء أن يشمل الله بلادنا أيضا بالأمن والسلام وأن يُطبَّق فيها الإسلام الحقيقي.

ويقول صحفي من هندوراس وهو يعمل في قناة تلفزيونية هناك واسمه مانولو جوزس: عندما دُعيت لحضور لهذه الجلسة للمسلمين أوجستُ خيفة إذ تشاع عن المسلمين على المستوى العالمي أفكار سيئة وسلبية نتيجة قلة العلم. ودعوني أؤكد لكم بكل قوة إن ردة الفعل السلبي هذه راجعة إلى الجهل وقلة العلم. هناك آلاف مثلي يجهلون التعاليم الصحيحة والمشاعر الحقيقية للمسلمين. لقد تعلمتُ الآن عن الإسلام كثيرا ببركة الجماعة الأحمدية. لقد أدركت في أجواء الجلسة السنوية أنه لا بد للمرء قبل اتخاذ أي رأي سلبي ضد أي قوم أن يعرفهم معرفة شخصية. إن الرسالة المركزية للجلسة هي رسالة أمن وسلام ينبغي أن توصل إلى الناس على كل الصعد. قد سنحت لي فرصة لقاء قوم رائعين ومواسين ومُكرِمين قد فتحوا قلوبهم للضيوف كلهم.

وتقول سيدة صحفية من غواتيمالا اسمها غليديز رميريز: لقد غمرتني فرحة غير عادية بحضور الجلسة السنوية للجماعة الإسلامية الأحمدية ببريطانيا. لقد تمكنت من رؤية الجماعة الإسلامية الأحمدية عن كثب، وقد زال عني الكثير من سوء الفهم عن الإسلام. لقد اطلعت على تعاليم الإسلام الأصيلة. وقلبي مفعم بالغبطة والسرور لأن جميع المشاركين في الجلسة قد عاملوني بمنتهى الحفاوة والمحبة والاحترام. بصفتي امرأة لم أشعر في أية لحظة أني بعيدة عن أهلي أو وحيدة. كلا، بل قد شعرت هنا أني في أمان وأني محترمة لدى الجميع. لقد رأيت هنا نموذجا عَمَليا للأخوة والمحبة. شعرتُ بلقاء الناس من شتى البلاد أن الجميع يحب بعضهم بعضا ويواسي بعضهم بعضا. كانوا يتكلمون لغات مختلفة ولكن نماذجهم العَملية قد أنستْهم اختلاف ألسنتهم.

لقد تأثرت جدا بهذا المجتمع الإسلامي الآمن، وإنني على يقين أن أفراد الجماعة الأحمدية يعملون على إقامة الأمن والسلام العالمي في الحقيقة.

لقد جاء مصور يعمل في القناة الفضائية في غواتيمالا فقال: هذه التجربة لا يمكن أن تُنسى، إذ قد أظهر كل شخص بدءا من العامل البسيط إلى المسؤول الأعلى عواطف طيبة وعاملوني بالحب والوُدّ. إن ترتيبات الجلسة والخطب الملقاة فيها قد صقلت ذهني. لقد أخبرتموني عمليا من هو المسلم. تعرفتُ على الجماعة في عام 2015م، وشعرتُ بمجيئي إلى هنا كأنني مقيم في بيتي. من واجب كل واحد كإنسان أن يعامل الآخرين بالإعزاز والاحترام، ويساعد المحتاجين. وقد تعلّمتُ من هذه الجلسة درسا مفاده أن لو عملنا بالحب والتعاون المتبادل والأخوة لاستطعنا إنجاز أعمال عظيمة.

كما حضرتِ الجلسة السيدة “إليزابيث براير” من المكسيك وهي مبايعة جديدة وقالت: لقد مضى على انضمامي إلى الجماعة عام واحد فقط وما زلت أتعلم عن الإسلام. لا يُنظر إلى الإسلام في بلدنا بنظرة الاستحسان، وذلك بسبب وسائل الإعلام، ولكني أعرف أن الإسلام دين الأمن. لقد منعني أهلي من المجيء إلى هنا وخوّفوني، ولكن بعد وصولي إلى هنا وجدت الأمر على النقيض من قولهم تماما. لقد شاهدتُ حماس المتطوعين وسلوكهم على مدى أيام الجلسة الثلاثة بدءا من استقبالنا في المطار وتأثرت بهم كثيرا، ولم يعُد في قلبي أدنى شك في الأخوة الأحمدية والنظام العائلي المتين. الأفكار التي آخذها معي، وأنا عائدة إلى بلدي، سأعمل بها في المكسيك وسأبلغ الناسَ دعوة الجماعة الأحمدية.

ثم هنا مبايعة جديدة أخرى من المكسيك اسمها السيدة “لورا بريتس سويرانوس”، تقول: في بعض الأحيان ما كان العاملون المتطوعون يفهمون كلامي ولكني تعلّمتُ هنا أن اختلاف اللغة لا يمكن أن يحول دون العلاقات بين الأحمديين. إن حب الله تعالى قد جمع بيننا، وشعرت كأنني مقيمة مع أهلي. وقد فحصتُ نفسي بعد الاستماع لخطابات الخليفة لأعثر على نقاط الضعف فيَّ، وأيقنتُ أنني في المكان الصحيح تماما وقد هداني ربي إلى طريق الهداية، وأتمنى من أعماق قلبي أن يعرف أهلي أيضا الإسلامَ ويزدادوا إيمانا.

ثم هناك ضيف من الكاميرون اسمه السيد “محمد مباهو عزيز” يقول: لقد حضرتُ الجلسة السنوية في العام الماضي أيضا ولكن لاحظتُ هذا العام تقدما ملموسا في كل قسم. إن خدمة نقل الضيوف وسكنهم كانت ممتازة، كما أثار استغرابي خدمة الضيافة والطعام بوجه خاص إذ كان الجمع الغفير يُطعَم في غضون ساعتين فحسب دون أن يحدث أيّ شغب أو ضجيج. كل واحد يحضر مقام الجلسة في وقت محدد ويستمع لبرامجها. وهذا الأمر لا يلاحَظ في الحفلات الدنيوية. لا نظير للحماس والحب اللذين يعمل بهما العاملون. والجماعة التي فيها المخلصون مثلهم تتقدم دائما. أنا أعمل بالصحافة واجتمعتُ مع المسؤولين في ايم تي ايه واستمتعتُ بهذا الاجتماع كثيرا. كل ما كنا بحاجة إليه كان موجودا  بينما لا تتيسر هذه الأشياء في الدوائر الخاصة والحكومية. كيف تصل دعوة الجماعة إلى الناس الآخرين؟ هذا ما عرفتُه من خلال انطباعات الضيوف غير الأحمديين، إذ مدح كل واحد منهم تعليم الجماعة المبني على الحب والوُدّ.

الخطاب الذي ألقاه الخليفة في خيمة النساء كان هاما جدا لتربية جيلنا الناشئ. إن  موضوع كيفية استخدام وسائل الإعلام الحديثة وما شابهه يشكّل ضرورة ملحة في العصر الراهن. وإن لم ننقذ أولادنا من المجتمع المعاصر سوف يبتعدون عن الإنسانية والإسلام كثيرا. فعلينا أن نعمل بهذا التعليم. الشرح الذي قام به الخليفة لكلمة “الفحشاء” في خطابه الأخير كان مؤثرا جدا. وقد بدا لي بعد الاستماع لهذا الشرح كأننا كلنا نرتكب هذه المساوئ، وأن هناك كثيرا من الناس الذين يسمَّون صالحين ولكنهم لا يكسبون الصالحات. لو فهمنا التفسير الذي قام به خليفة الوقت وعملنا به لاستطعنا أن نهيئ لأجيالنا القادمة مجتمعا نظيفا وطاهرا. هذا التفسير لكلمة “الفحشاء” هزّ كياني تماما، وإنه نكتة جميلة جدا سأجعلها جزءا من حياتي دائما. لقد زرتُ معارض مختلفة أيضا واطلعتُ على تاريخ الجماعة. الأقوام التي لا تنسى تاريخها تتقدم دائما.

إن مجلة “ريفيو آف ريليجنـز” (مقارنة الأديان) تبلِّغ الدعوة منذ قرن من الزمان تقريبا، وأنا أقرأها بانتظام فهي تحتوي على مقالات قيمة. كذلك إن خدمات الجمعية الخيرية “هيومنتي فرست” أيضا عديمة النظير.

كانت هناك سيدة ضمن وفد قادم من أيسلندا اسمها “أمنيتا اودونيس”، قالت في تعليقها: لقد زاد علمي كثيرا بالاشتراك في الجلسة والآن أفهم الجماعة الأحمدية بشكل أفضل. إن لقاء الناس من مختلف بلاد العالم والحديث معهم كان أمرا ممتعا جدا. وشعرتُ بالأمن والحب والأخوة في كل حدب وصوب. كانت الخطابات الملقاة في الجلسة مؤثرة وتزيد المرء إيمانا. كما استمتعتُ بزيارة المعارض المختلفة، ولكن إلى جانب ذلك شعرتُ بالألم أيضا برؤية صور الشهداء لأنه قد صُبّ عليهم هذا الظلم ولا يزال يُصَبُّ بسبب الاختلاف في المذهب فقط. البيعة العالمية في اليوم الثالث من الجلسة تركت في قلبي أثرا عميقا. وتعجز الكلمات عن بيان الكثير من الأمور والانطباعات.

حضر الجلسة صحفي من مقدونيا اسمه “توني اجتوسكي” وقال في تعليقه: لقد تأثرتُ في الجلسة من خطابات الخليفة أكثر من أيّ شيء آخر، خاصة خطابه الذي نصح فيه بالانتباه إلى تربية الأولاد ومراقبتهم. ثم ذكر استخدام الهواتف المحمولة بوجه خاص وبيّن كيف تضر هذه الأشياء بوحدة العائلة. هذه كانت رسالة عالمية لأن كل عائلة في العالم تواجه هذه المشاكل. فإن لم تقدر عائلة على العيش مجتمعة كعائلة ولم تكن بين أفرادها علاقة متينة تتشتت تلك العائلة. وبتشتت العائلة يتمزق المجتمع ووحدتُه ولا يمكن ضمان مستقبل حسن.

جاء السيد جورج كرينو من الفلبين حيث يعمل مقدما لبرنامج صباحي معروف في قناة كبيرة هنالك اسمها بي ايس سي بي اين، فقال معلّقا: هذه أول مرة في حياتي أرى فيها هذا العدد الهائل من الناس من مختلف البلاد والأقوام والأعراق مجتمعين في مكان واحد، وكل واحد منهم يسلّم على الآخر مبتسما سواء كان يعرفه أم لا. وفوق كل ذلك إن الهدف الوحيد الذي يجمعهم هنا هو نشر الحب والقِيم الإنسانية. لقد سنحت لي الفرصة كصحفي للاشتراك في آلاف الاجتماعات ولكن السكينة والتسامح والنظام والنسق الذي تمت به وقائع الجلسة السنوية في بريطانيا لم أرَ مثله من قبل. الحفاوة التي أبداها المتطوعون في خدمتنا والاهتمام الذي به سدوا حاجاتنا ترك في نفسي أثرا عميقا. سواء أكان الأمر متعلقا بضبط حركة المرور أو سقاية الأطفالِ الناسَ بسبب الحر الشديد فرأيت كل شخص يؤدي واجباته على أحسن وجه. إنني مسرور جدا باشتراكي في هذه الجلسة لأنها فتحت ذهني أكثر مما سبق وزوّدتني بأفكار ونظريات جديدة. فمن هذا المنطلق كانت هذه الجلسة بمنـزلة حدث مشهود لي، وبسببها سنحت لي الفرصة لمشاهدة مجتمع وحضارة جديدة تختلف عن مجتمع الفلبين وحضارتها.

قالت ضيفة يونانية السيدة “مارسيا ماتنر” ما مفاده: تعجز الكلمات كليا عن بيان هذه التجربة التي يحظى بها المرء حين يكون جزءا من 38000 شخصٍ يدعون لقيام الأمن والسلام. إن عواطف الحب والرحمة التي تلقيتها من كل شخص في الجلسة كانت مؤثرة جدا وقد رفعت مستوى آمالي أكثر من ذي قبل أنه كيف يمكن للبشرية أن تدخل في العصر الجديد  متمسكة بمبدأ التسامح وقبول الآخر. هذه الخطوة تبدو قوية جدا في ارتقاء إنسانيتنا على الرغم من الاختلافات بيننا.

كذلك حضر الجلسة وفدٌ من سكان كندا الأصليين الذين يسمون القوم الأوائل، وكانوا لابسين تيجانا تقليدية ضخمة تعبر عن قبائلهم، وقد ضمّ الوفدُ زعماء ثلاث قبائل وقائد شبابهم، وقالوا إن الخدمات التطوعية بمناسبة الجلسة قد أثّرت فينا كثيرا. وبعد عودتنا إلى بلادنا سنضع خطة مدروسة بالتعاون المتبادل مع الشباب الأحمديين. لم نر في أيّ قوم نظاما وتنسيقا مثلما رأيناه في الشباب الأحمديين، ولا نظير للمهارة والبراعة التي يعملون بها.

أقول: يجب على مجلس خدام الأحمدية أن يتذكروا دائما أن مدائحهم هذه يجب أن تحثّهم على مزيد من الخدمة.

قال أحد هؤلاء الزعماء الذي اسمه روغو ريغ مان، ما مفاده: إنه يدخّن كثيرا وإن عادة استخدام التبغ راسخة جدا في قبيلتهم بل هي ركن من أركان دين “القوم الأوائل” المذكور آنفا حيث يعتقدون أن استخدام التبغ عنصر هام للتقدم في الروحانية. ولكن حين قال الخليفة بمناسبة الجلسة أن على أفراد الجماعة أن يجتنبوا التدخين قطع هو أيضا عهدا على نفسه باجتناب التدخين في أيام الجلسة، وقد وفى بعهده.

أقول: في هذا المثال درس للأحمديين. وقال لي شخص أن التدخين ممنوع في رحالات جوية طويلة تصل إلى 10 ساعات أو 12 ساعة فلا يستطيع أحد أن يدخّن في الطائرة طوال هذه المدة فليتزمون بعدم التدخين، فلو أقلعوا عن التدخين في أيام الجلسة لنالوا ثوابا.

يتابع الزعيم المذكور قائلا: إن انطباعي بعد سماع خطاب الخليفة هو أنه إذا كان تعليم الإسلام مبنيا على نشر الحب والأمن ومواساة البشرية، كما قال حضرته في خطابه، سأحب بالتأكيد أن أكون مسلما أحمديا. ثم قال: ولكنه سيتشاور مع كبار القبيلة قبل أن يقطع الوعد بهذا الشأن. (وذلك لأن هؤلاء الناس يهتمون بتقاليدهم كثيرا ويحافظون عليها بشدة)

وقال السيد “راؤ جائل” زعيم آخر للقوم الأوائل المذكور: الحب والاحترام اللذين تلقيناهما في أيام الجلسة يشبهان تعليمنا القديم الذي يعود تاريخه إلى عدة قرون، فكما كنا نعيش معا بالحب والأخوة فقد سُدَّت حاجاتنا على النحو نفسه.

ثم قال: لأهل أميركا رأيٌ عن المسلمين ولأهل كندا أيضا رأي، ومن المؤسف أن بعضا منا أيضا لا يملكون فكرة إيجابية عن المسلمين، والآن أرى أننا نعادي أنفسنا، فقد لاحظت في الجماعة الإسلامية الأحمدية أن هؤلاء لا يتخاصمون فيما بينهم ولا تحدث فيما بينهم مشادات كلامية، ولا يغتاب بعضهم بعضا. فهذه النماذج السامية للأحمديين تترك انطباعا جيدا لدى الآخرين.

يقول الأستاذ امينو لوبيس من الوفد القادم من إسبانيا: إنني أول مرة حضرتُ الجلسة ولي علاقات طيبة مع الأحمديين، كانت الجلسة شيقة جدا، وكانت تحمل رسالة التسامح والاحترام والسلام للآخرين، وكذلك فإن في احترام الأديان الأخرى والإنسان رسالةً نادرة، يجب الحفاظ على مثال الأحمديين، ليت كل واحد يتبنى هذه الأفكار.

ثم كان في الوفد الإسباني نفسه صحفي يعمل في جريدة قرطبة، قال: إن بيان أخلاق جميع مشاركي الجلسة وبيان محاسنكم هو نقطة مركزية لي.

ولقد قال ضيف آخر من إسبانيا: لقد تسنى لي الاطلاع بعمق على ثقافتكم ودينكم، فكانت الضيافة رائعة، والخطب أيضا كانت شيقة.

يقول ضيف آخر من إسبانيا: إن حضوري الجلسة أكَّد لي تماما أن الإسلام الحقيقي لا علاقة له مطلقا بالإرهاب وسفك الدماء.

من جامايكا حضرتْ الجلسةَ سيدةٌ غير مسلمة اسمها أوئيدا اليزابث وهي سيدة مثقفة تعمل محاسبة، فقالت: لقد بدأت بالتعرف إلى الأحمدية قبل خمس سنوات ماضية، وفي هذه الفترة كانت لي علاقة جيدة بأمير الجماعة، لكنها توسعتْ كثيرا بعد حضوري هذه الجلسة، وقد زالت جميع الشكوك التي كانت تساورني عن الإسلام. أعجبني كثيرا أن خيمة النساء كانت منفصلة عن الرجال، فبهذا يتسنى التركيز. فمن الملاحظ أن الاعتراض عادة يثار على هذا، أما هذه السيدة فقد أعجبتْ به. فقد اعترفت بأن في اجتماع الرجال والنساء لا تكون أنظار الرجال بريئة. فهي تقول: لـمَّا كان مكان النساء منفصلا عن مكان الرجال لم يفقد الحضور التركيز واستمَعوا للإسلام والتفتوا للعبادة باهتمام أكثر. فالأحمديات اللاتي يصيبهن أحيانا الشعورُ بالدونية، يجب أن يتأملن هذا الانطباع البادي في هذا التعليق.

يقول البروفيسور رفاي لازي المحترم من إيطاليا، وهو مدير مركز تعليمي: إن حالة الإيمان التي طرأت على الأحمديين خلال البيعة قد شعر بها الآخرون أيضا، لقد درستُ علم النفس وأُدرك من خلال سلوك الإنسان وتصرُّفِه كم هو جادّ في دعوى إيمانه، وأيقنتُ بعد مشاهدة الأحمديين أن مستوى إيمانكم رفيع جدا. فلما عرف أن أكثر من ستمائة ألف إنسان بايعوا خلال سنة منصرمة، قال أشكر الله على أنهم انضموا إلى الجماعة.

وحضرتْ الجلسةَ صحفية من إيطاليا، وقالت عن انطباعاتها: بعد حضور الجلسة اطلعتُ على أعمال الجماعة وإنجازاتها إلى حد ما، يجب أن نخبر العالم عن هذه الجماعة الإسلامية المنظَّمة والمسالمة، فالجماعة الإسلامية الأحمدية تبذل جهودا حثيثة لحل مشاكل المسلمين بالتحاور معهم، إن مشاريعكم وخدماتكم يجب أن يطَّلع عليها العالم كلُّه.

يقول الأستاذ سرغي شتراشكي المحترم وهو نائب مستشار جامعة بيلاروسيا: بصفتي متخصصا في الأديان، وإن كانت معلوماتي عن الإسلام بدائية جدا، إن حضوري الجلسة تجربة رائعة وقيِّمة وغير قابلة للنسيان، فالحقيقة التي اطلعتُ عليها بحضور هذه الجلسة هي أن الإسلام دين عالمي. فعادة نسمع هذه الجملة، لكن كل إنسان لا يستطيع التسليم بها، إذ إن معلومات البعض عن الإسلام قليلة، ولدى البعض سوء فهم كبير، وفي بعض الأماكن تُرى صور سيئة للإسلام، فكل هذه الأمور لا تدَع الناس يوقنون بأن الإسلام دين عالمي. أما أجواء الجلسة السنوية فتهدّ جميع جدران الشكوك والشبهات، إنها المرة الأولى التي أحضر فيها برنامجا بهذا المستوى، حيث اطلعت أول مرة على محيط المسلمين عن قرب واهتمام، ففي هذه الجلسة وجدتُ أمورًا ممتعة جدا. فقد حضر الجلسةَ ممثلو شتى البلاد مرتدين أزياءهم القومية. إن ترتيبات الجلسة أيضا تترك الإنسان في حيرة، إذ من المعلوم أن الإنسان يجد صعوبة في عقد برنامج يحضره مائتا شخص، بينما الأحمديون نظَّموا الجلسة التي حضرها 38000 إنسان، فهذا الأمر محيِّر. أود أن أشكر من صميم فؤادي جميعَ العاملين المتطوعين، الذين ساهموا في تنظيم الجلسة على خير ما يرام.

أود أن أخبركم عن العاملين المتطوعين أن 140 خادما جاؤوا من كندا هذا العام أيضًا، للمساهمة في أعمال الإنهاء، فقد قدموا مساهمة رائعة مع الخدام من بريطانيا، فأشكرهم جميعا.

هذا العام وُفِّق قسم التبليغ لجماعة بريطانيا لعقد ندوة ومجالس الأسئلة والأجوبة إضافة إلى إقامة خمسة معارض، منها معرض القرآن الكريم حيث أُبرزت تعاليم جميلة للقرآن الكريم، كما وُضعت فيه مختلف المصاحف، كما كانت هناك مسابقة إلقاء الخطب عن سيرة النبي ﷺ، ردًّا على حملة السياسي الهولندي فلدرز لتشويه سمعة النبي ﷺ، وقد شارك في هذه المسابقة عدد من غير الأحمديين وبعض الأروربين غير المسلمين أيضا.

لقد قالت سيدة مسيحية اسمها كاثرين ميري يوهان: بصفتي سيدةً كنت أرغب في الاطلاع على رأي محمد ﷺ عن النساء، فقد بُعث يوم كانت أوروبا تسودها الفوضى، فأعلن أنه سيُكرم النساء، وكذلك حين سأل أحدٌ محمدا ﷺ عن الأجدر بالاحترام الأكبر في حياته، فقال أمُّك، فقال ثم من فقال ﷺ أمك وعند سؤاله مرة ثالثة أيضا قال أمك، فهذا الأمر ترك فيَّ تأثيرًا كبيرا.

مثل ذلك قالت ضيفة في قسم التبليغ واسمها لينت او ميلن: هذا العام أول مرة أحضر الجلسة، ورأيي أن الذي علمه قليل عن الله ﷻ إذا شارك في الجلسة فسوف يعود منها متبحرا في هذا العلم.

لقد نشر خبر الجلسة بوسائل شتى في العالم فقد تم زيارة موقع alislam 862000 مرة، وشاهد 218000 شخصٍ الفيديوهات، والأخبار التي نُشرت عن الجلسة في الجرائد المطبوعة وعبر شبكة الإنترنت، عددها 53، كما نشر هذا الخبر 20 مرة عبر الإذاعة، و4 مرات في التلفاز، والعدد الإجمالي للتقارير هو 70. وبذلك وصلت الرسالة إلى أكثر من 26 مليون  شخص، ومن الإذاعات والتلفزيونات المشهورة التي غطت الجلسة أذكر:

BBC TV

ITV

BBC Arabic

The economist magazine

The Express

Independent of Hampton Post

Herald LBC

Capital Radio

Alton herald

London Live

وإضافة إليها قد أعطت 19 محطات إذاعة محلية لـ بي بي سي الوقت لممثلي الجماعة يوم الأحد، وبهذا البرنامج وصلت أخبار الجماعة إلى عدد كبير من الناس.

لقد جاء الصحفيون من العالم كله، فهم بعد العودة إلى بلادهم سوف ينشرون هذه الأخبار والأفلام الوثائقية عن الجلسة في جرائدهم ووسائل الإعلام الأخرى.

يقول صحفي من وكالة الأنباء اليابانية: إنني متأثر جدا من أجواء الجلسة السنوية الآمنة، حيث كان الجميع منبسطين ومسرورين، لكنني لم أفهم لماذا كان العدد الكبير في البيعة العالمية يبكون بضراعة. فأُخبرَ لاحقا أن كل مسلم أحمدي كان مسرورا وسعيدا وإنما كان بكاؤهم بدافع الشكر لله ﷻ على ما أنعم عليهم من النعم الكثيرة، وكانوا يدعون ليسود العالمَ الأمنُ والسلام.

تقول صحفية عن خيمة النساء: إنني حضرت الجلسةَ في السنة الماضية أيضا ولم يتسن لي الدخول إلى خيمة النساء، وهذا العام دخلتُها، ولا أجد بدا من التصريح بأن نساءكم أكثر ثقافة من الرجال، وكنَّ يتمتعن بكل حرية، ويبدو أنهن مخلصات جدا لجماعتهن، وهذه التجربة أثَّرت فيَّ كثيرا.

أما عن تغطية فعاليات الجلسة في أفريقيا هذا العام، فقد بثتْ 15 قناة تلفزيونية فعاليات الجلسة، في غانا ونيجيريا وسيراليون وغامبيا ورواندا وبوركينافاسو وبنين وأوغندا ومالي وكونغو برازافيل. وهذا العام بثَّ تلفزيون بروندي أول مرة فعاليات الجلسة. باختصار كل صحفي قد بث هذه الأخبار على قناته بحسب أسلوبه. وإجمالا بُثت أعمال الجلسة لخمسين مليون إنسان في أفريقيا، وقد وصلتنا من هناك مئات الانطباعات مما يؤكد أن الناس شاهدوها.

باختصار هذه التفاصيل لانطباعات الحضور وما نُشر في الصحافة والإعلام طويلةٌ، وكذلك هناك أقسام أخرى للجلسة تركت انطباعا رائعا، ومنها معرض الصور، وريفيو أوف ريليجنـز والأرشيف وجريدة الحَكم وغيرها، وقد اطلع زوّار هذه المعارض على تاريخ الجماعة.

وجميع من عملوا في الجلسة وفي هذه المعارض كانوا متطوعين، وكان كل هؤلاء المتطوعين من الصغار والنساء والرجال ينشرون الدعوة بصمت كما لاحظنا ذلك في الانطباعات. هذا العام صرَّح الحضور عموما أنهم لاحظوا من العاملين في النساء والرجال حسن الخلق غير العادي والحماس الكبير للخدمة.

ومن هذا المنطلق يجب أن يشكر الحضورُ كلهم لهؤلاء العاملين بعد الله ﷻ، ويجب أن يدعوا لهم أن يوفقهم الله في المستقبل للخدمة أكثر. أنا أيضا أشكر جميع العاملين والعاملات، جزاهم الله تعالى ووفقهم دوما للخدمة أكثر من ذي قبل، وجعلهم دوما أنصار الخلافة.

يجب على جميع العاملين والعاملات أيضا أن يشكروا الله تعالى أكثر على أنه وفَّقهم للخدمة ولو لم ينزل فضل الله ﷻ عليهم لما وسعَهم أداءها. زادنا الله ﷻ جميعا تواضعًا، فلا يولدنَّ فيهم هذا المدح والثناء على خدمتهم أي نوع من الكبر.

 

 

About الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز ولد حضرته في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام. أنهى حضرته دراسته الابتدائية في مدرسة تعليم الإسلام في مدينة (ربوة) وحصل على درجة البكالوريوس من كلية “تعليم الإسلام” في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

View all posts by الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز